أكانت غزة في زماننا مجددة عهد سلفنا الأوائل -رضوان الله عليهم- ومجلّيةٌ حقيقة إعجاز مواقفهم في زمن الفتن؛ حتى لكأنّك تعيش الزمان الأول بكلّ تجلياته الداعية إلى حيث: جادةُ الثبات، وإدمانُ الصبر، ويقينُ حصول الفرج ؟؟

إنْ تأملت حال غزة ورجالها، لم يساورك الشك لحظةً أنّك تعيش حقبةً صحابيةً في زمن خيرةِ أهل الأرض، على خيرة بلاد الله.
قومٌ يحثون أجورَ الفوز متقدّمين غيرهم، أجرُ الواحد فيهم بخمسين من أجر الصحابة في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-  "إنَّ مِنْ ورائِكُمْ أيامَ الصبرِ الصبرُ فيهِنَّ كَقَبْضٍ علَى الجمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهَا أَجْرُ خَمْسِينَ قالوا يا رسولَ اللهِ أجْرُ خمسينَ منهم أَوْ خمسينَ مِنَّا قال خمسينَ مِنْكُمْ"
ولعلّ ذلك لسببٍ معناه صحيح "الصحابة قد وجدوا على الخير أعواناً؛ وأهل غزة لم يجدوا على الخير أعواناً" فكانوا غرباء في زمن الغثاء.
أحيا الله بهم موات قلوب، وأيقظ بهم غفلة أنفس، وتلك لعمري وظيفة الأنبياء وأنصارهم من بعدهم.

إنْ حوصر الصحابة في الشعب أياماً، فكان صبرهم مضرباً للمثل، وظَنَّت الأجيال أنّ ذلك مضى بمضيّ الأخيار، وأنّ الزمان بمثلهم لبخيل، هتفت غزة في أذن الجيل: مهلاً فلازلت في شعب الأعراب محاصراً منذ 16 عاماً حتى أنهكني الحصار، وأعياني نفاق الأشرار، ولم تخترق حصوني، ولم تسقط رايتي.
إن رأى الجيل أنّ انتصار القلة الخائفة المطاردة في الأحزاب كان حادثاً وانتهى بانتهاء حقبة الأخيار في زمن خير الناس؛ هتفت غزة في الجيل مهلاً: فأنا في حصار أحزاب 1446هـ على الأثر وقد بلغت قلوب أبنائي الحناجر، وزاغت أبصارهم، ولازلت أنادي في أذن الدنيا ﴿وَلَمّا رَأَى المُؤمِنونَ الأَحزابَ قالوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَما زادَهُم إِلّا إيمانًا وَتَسليمًا﴾.
إنْ كان في الزمان الأول " عثمانُ " يُستشهد وحيداً، ففي غزتنا "سنوارٌ" مضى وحيداً شهيداً.
إنْ كان في الصبر بلال بن رباح مضرب الأمثال، ففي غزتنا أبو صفية جبلٌ فوق الجبال.
إنْ كان في الزمان الأول البراء عنوان الفداء، ففي جباليا ورفح كل يومٍ براءٌ فاق العطاء.
ولازالت غزة في الأمة شاهدة وشهيدة، كأنها حجة الله عليهم.

أبو محمود نائل الغازي.

الخيام باردة، والبطون خاوية،
والقلوب متعبة، والأمة غافلة مشتتة،

اللهم لُطفك ورحمتك بأهلنا في غزة

#غزة_الجريحة.

لابد من مقابلة الصبر بالصبر والدفع بالدفع والجهد بالجهد والاصرار بالاصرار واذا كان الباطل يصر ويصبر ويمضي في الطريق فما اجدر الحق ان يكون اشد اصرارا واعظم صبرا على المضي في الطريق.

- المفكر الإسلامي سيد قطب.

-

﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغلِبَنَّ أَنا وَرُسُلي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزيزٌ﴾ [المجادلة: ٢١]

صَدقةُ جَارية عَن رُوح شهدائنا:
- سُبحان الله ..
- الحمدُلله ..
- لا إله إلا الله ..
- الله أكبر ..
- سبحان الله وبحمده ..
- سبحان الله العظيم ..
- أستغفر الله العظيم وأتوب إليه ..
- اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد ..

كلُّ نفسٍ تمرُّ بيوم الطائف!

ضاقتْ عليه مكة، أبو طالب الذي كان يحوطه ويرعاه قد مات، وخديجة جبهته الداخلية ومتراسه قد ماتتْ أيضاً، ولم يتغيَّر شيء في مكة، ما زالت غارقة في الضلال، تُكذِّبُ نبيَّها، وتسومُ أصحابه أصناف العذاب، فقرَّر المسير إلى الطائف، علَّه يجد فيها قلوباً أرحم من تلك القلوب القاسية في صدور سادة قريش، وفي الطائف عرضَ دعوته على سيدها ابن عبد ياليل، فوجده كأبي جهل غلظةً، وكأبي لهبٍ تكذيباً، وكأُمية بن خلف أذيةً، فأطلق خلفه سُفهاء الطائف وغلمانها يرشقونه بالحجارة حتى سالَ الدم من قدميه الشريفتين!

بعد سنوات من هذه الحادثة، كانتْ جزيرة العرب تدين بالإسلام، فقد جاء نصر الله والفتح ودخل الناس في دين الله أفواجاً! وتسأله عائشة: هل أتى عليكَ يوم أشد من يوم أُحد؟!
كانت تعرفُ كم كان موجعاً ذلك اليوم، فَقَدَ فيه عمه حمزة، المُقاتل الشرس، ورئيس هيئة أركانه! وفقد سبعين من خيرة أصحابه، وشُجَّ رأسه، وكُسرتْ مقدمة أسنانه!
ولكنه حدثها عن يوم الطائف، لقد كان عليه أشد من يوم أُحُد، فبعد أن رجموه وأخرجوه، يقول لها: فانطلقتُ وأنا مهموم على وجهي، فلم أستَفِقْ إلا وأنا في قرن الثعالب! فرفعتُ رأسي فإذا بسحابة فيها جبريل، فناداني، فقال: إنَّ الله تعالى قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعثَ إليكَ ملك الجبال لتأمره بما شئتَ فيهم! فناداني ملكُ الجبال، وقال: إن شئتَ أطبقتُ عليهم الأخشبين!
فقلتُ: بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يُشرك به شيئاً!

الشاهد في القصة:
فانطلقتُ وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفِقْ إلا وأنا في قرن الثعالب!

هو يعلم أنه نبي، ويعلم أنَّ دينه سينتصر نهاية المطاف، ويعلم أن الله معه ولن يخذله، ولكنه إنسان يحزن، ويضيق صدره، ويُصيبه الهم، بل ويسير هائماً على وجهه لا يدري أين تاخذه قدماه بأبي هو وأمي، ثم ينتبه فإذا هو في قرن الثعالب قد مشى مسافةً بعيدة عن الطائف!
فما بالك بنا نحن الذين لو جُمع إيماننا جميعاً في كفة وإيمانه هو في كفة لرجح إيمانه على إيماننا، ولفاقَ يقينه باللهَ يقيننا، ولغلبَ صبره صبرنا، أليس من حقنا نحن أيضاً أن ننكسر أحياناً، ونمشي لا ندري أين تأخذنا أقدامنا؟!

فهل قدَّرنا هذا لبعضنا، وعرفنا أنه تمرُّ بالإنسان لحظات يخرجُ فيها عن طبعه الطيب، واتزانه الذي عرفناه به، وعقله الراجح الذي ألِفناه عليه؟!

تمرُّ بالإنسان لحظات لا يُطيق فيها أن يقول كلمة، أو يسمع نصيحة، أو يُقابل إنساناً، فلماذا نعتبرُ الأمر شخصياً، ونزيد هموم بعضنا البعض بدل أن نُراعي أنَّ النفس في إقبال وإدبار، وأن الروح تمرضُ تماماً كما يمرضُ الجسم؟!
إذا رأيتَ صديقك ضَجِراً فلا تكن له هماً فوق همه، كُن له قرن الثعالب الذي يستفيقُ عنده!
احترم حزنه، وحاجته في أن يبقى وحده، ثم حين يهدأ، اِربتْ على كتفه، وامسح على صدره، وواسِ قلبه، حدِّثه حديث القلب للقلب، والروح للروح، دعكَ من المنطق قليلاً، فالنفس لحظة انكسارها تحتاج احتواءً لا درساً، والروح لحظة تيهها تحتاج احتضاناً لا محاضرة!

نحن نضعف لا من قلة الإيمان ولكن من قسوة الحياة، ما كان إيمان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قليلاً يوم الطائف، ولكن الحياة كانت قاسية، ولقد علِم الله حجم وجعه وانكساره، فلم يُعاتبه لأنه هام على وجهه، ولم يقل له أين إيمانك بي، بل أرسلَ له ملائكةً، تحفه وتنصره، علم الله تعالى أن رسوله نهاية المطاف إنسان، وأن الناس تمر بهم لحظات ضعف تحتاج عندها قلباً حنوناً لا عقل فيلسوف أو لسان خطيب!

أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية

ما عهدنا على أهل "الكويت" إلا خيراً، فمن أين جاء هذا الأفاك الأثيم؟
كلما اشتدت المحنة كلما بانت معادن الناس.
وطريق الحق الطويل لا يصلح له منافق أو كذاب.
ولن يصبر أهل الإرجاف كثيراً على ما خبأت نفوسهم الخبيثة، وسترى منهم عند كل لحظة انكسار باطل، وتخلخل أركانه، وضعضعة بنيانه، ما يوهنون به عزيمة المرابط، وتحقير إنجازه، وحرفه عن السعي الحثيث نحو غايته المنشودة.
واقرأ إن شئت قول الله "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29) وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30)"
قد كنا نعلم أنّ معركتنا طويلة؛ وأننا سنواجه العدو الواضح. والنفاق الفاضح.
وكنا على يقين أنّ النيل منا ومن سبيلنا هو أمرٌ بدهيٌّ في الدعوات وأهلها؛ ولو سلم منها أحدٌ لسلم الأنبياء وصحبهم.
وقد وطّنّا أنفسنا على ذلك، حتى صممنا الآذان عن كثيرٍ من الإرجاف، والتسفيه والإسفاف.
وعقدنا بيعتنا مع الله بعهد الدم المبذول طلباً للحق ودفاعاً عن ديننا وأمتنا، وتحملنا في سبيل ذلك من العذاب ما لو صبّ على الجبال لخرّت هدّاً، ولكننا كنا -بفضل الله- جبالاً فوق الجبال وما حدنا ولا مِدْنا.
ولم نطلب من أمتنا مشاركةً لواجب لا يحتاج طلباً، فكل نفس بما كسبت رهينة، وغاية ما طلبناه الاستجابة لأمر الله لداعي النصرة؛ فمن أجاب فقد رشد، ومن أبى فلسنا على أحد بمصيطرين!!
كل ذلك الإرجاف والتثبيط والخذلان كان متوقعاً، ومتفهّماً؛ لكنّ الذي لم نكن نتوقعه ونتفهمه ونتصوره، أن يتحلل أقوامٌ حتى من أخلاق الجاهلية ليؤذونا في نسائنا، بافتراءات واتهامات علم الله جل جلاله أنها كذبات عريضات مفتريات.
فنساء غزة اللاتي يتشبب بهنّ "مشعل النامي نقلاً مغرضاً عن سفيه" ويتهمهن في عرضهن الطاهر، جدن بفلذات الأكباد حباً ورغباً على طريق الحق، ولم يدخرن في سبيل الله جهداً، وكنّ أمارات حق في زمن خذلان، حتى لكأنهن بل هنّ طهر الغمام أصاب أرضاً طيبة فأنبتت أبطالاً وأحراراً، وأصاب بعضه -قدراً- "قيعان النامي" لا تمسك ماءً ولا تنبت زرعاً، ولا تثمر عفةً وطهراً؛ وكيف تصنع هذا "وهو" فاقد لكل مروءة وشرف؟!
يا هذا إنْ أعياك أن تباري نساء غزة في الفداء والإقدام والشرف؛ فلا أقل من أن تخاصمهن بشرف.
لن نطلب منك أن تتقي الله في أعراض المسلمين؛ فقد عرفناك لا تعرف الله.
ولكننا نذكرك أن أقواماً من بني عمومتك قد استطالوا على عرض حرةٍ يوماً فجراً، فخطبت آلات الثأر على رقابهم عصراً.
فاللهم إنّ السهام قد كثرت علينا؛ وقد غرّ السفهاء حلمك فتماروا بالنذر.
فاللهم خذ كل مفترٍ أخذ عزيز مقتدر، فإنهم آذونا في ديننا وعرضنا، ولم يرحموا غربتنا ونحن رأس حربة الصد عنهم وعن أعراضهم ومقدراتهم.

أبو محمود نائل

يَا ربِّ ..

يَا ربِّ أنتَ ترى ضعفنا، وقلّة حيلتنا، فلا تقْضِ بعلوّهم ولا في أمرٍ مثقال ذرّة ..

اللهُمَّ إنّ اليهودَ قد طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، اللهُمَّ ادفنهم بسوادهم، وعذّبهم بما عذّبوا فينا، اللهُمَّ إنّا مغلوبونَ فانتصِر، اللهُمَّ إنّا مظلومونَ فانتَقم، اللهُمَّ إنّا مُستغيثونَ فَأغث، اللهُمَّ إنّا مُتَضَرِعونَ فَاستَجِب ..

- يا مُدرك الثّاراتِ أدرِك ثارنا.

دفء الأثير

‏لا يوجد في جباليا أكفاناً تكفي لمزيدٍ من الشُهداء، ‏لقد تركناهم يموتون بأبشع طريقة، دون رحمة !

أي صنف من البشر نحن ؟!

‏عبد الله اليوسفي

ولا غــــــــــالب إلا اللــــــــــه