قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 4 months, 1 week ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 5 months, 2 weeks ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 6 months, 1 week ago
-
اليوم أريد أن أقول لنفسي: على مهلٍ..
أنت بالفعل تحاولين.
على مهلٍ.. لم ينفلت العمر من بين يديكِ،
لا يزال هناك ما ينتظر أن تعيشيه.
على مهلٍ.. لأنَّ ثمة أمور لن ينفعك ركضكِ تجاهها مهما ركضتي!
إما أن تكون كُتِبت نصيبكِ، فتأخذينها سهلة يسيرة،
وإما ألا تكون.
افتحي ذراعيكِ للعالم،
خذي نفسًا عميقًا،
وسيري على مهلٍ،
واعلمي أن ما أخطأكِ ما كان ليُصيبكِ، وأن ما أصابكِ ما كان ليُخطئكِ،
وكوني مُمتنة لما يحدث وإن لم يكن مرادك، لكنه سيكون في الغدِ فارقًا في نسختك الجديدة.
على مهلٍ..
-سمر إسماعيل
لكنَّ الباحث عن الحياة
لا تُغريه الأرصِفة بإستراحاتها القصيرة
دائمًا
يَخيط من آلامهِ المنثورة جناحًا
ويَطير
?
- رُوسيال
تتنهّد
علي : دقيقة وراجع ليك
تُغطّي جبينها بكفّها باحثةً عن أثر لسيّارتها أو لجاسر في أقصى الشارع , تُخرِج هاتفها على عجَل, ما إن تفتحهُ حتى يأتيها مُهروِلًا
علي : إتفضّلي , العربية بي جاي
تزفُر بملامحٍ لا تُفسّر , ولازالت عيناها تستجدي إنتباه جاسِر
يفتح لها باب السيارة , تصعَد , يُغلِق الباب , ويُهروِل ليصعد بجوارها, وينطلِق مُسرِعًا ..
■■■
دُبَي :
عبرَ ممرّ المشفى العريض , خلف باب مكتبها المؤصد , تُثبّت الهاتف على جهاز الحاسُوب , وتنظُر للمُتصل بإبتسامة : توّ ما إتذكرت تسأل عني وصلتَ كيف ؟
يزفُر بِضيق : عاارف الذنب ماسكني من ساسي لراسي , بس طمعان في عفوِك
أسماء : يلا مامشكلة, أنا قلبي طيّب وإنتَ بتستاهل
يضحَك
تميل برأسها مُبتسمة : إنتَ برّا ؟
جاسر : أيوة , جيت مشوار كدا
أسماء : كيف الوضع عندك , كلو تمام ؟
جاسر : كلو تمام , اتطمنني إنتي بس
أسماء : أنا بصراحة ماحتطمن إلا تجي هنا, مقادرة أتطمن وإنت ماقدّام عيني
جاسر : أها يا ماما أسماء
أسماء : ياسيدي ماما ماما , المهم أكون متطمنة عليك
يتنهّد : أنا زاتي اشتقت للبيت , والشغل والله
أسماء : الشغل ؟ أنا بخالف اخلاقياتي مهنتي وبتستّر على إجازتَك البتتمطّ على كيفها دي
يكتم ضحكتهُ : ياخ أنا أخُتِّك وين بس وريني
أسماء : حنِّك أيوة حنِّك
يضحَك
أسماء : كفاك , أرجَع
جاسر : دا شُوق؟
أسماء : في عينَك
يبتسِم : أنا إشتقتَ أها بعترِف
أسماء : كويّس , قود فور يو
يضحَك : عان دي
أسماء بإبتسامة : أيوة , ماكل مرّه حتسمع اللي على هواك
جاسر : أوف, شنو القسوة دي ؟ شكلي حرجع سريع سريع قبل مايطلع الوضع عن السيطرة
أسماء : جاك العلِم غايتو
جاسر : مَيس كيف ؟
تتنهّد : خلّيها ساي .. عيني عليها
جاسر : والله كل مرّه بقول أكلّمها وبنشغل
أسماء : قاعدة معاي في البيت هسي
جاسر : الحمدلله, لو رجّعتي خليني أكلمها
أسماء : حاضر , هيثم جاها الليلة
جاسر بِدهشة : يازوله؟ وقال شنو إن شاءالله ماسوّد الوش
أسماء : ماحضرتهم قعدتهم والله, جهزت وطلعت على طول
جاسر : كويس كدا يتكلمو براحتهم
أسماء : والله أنا طلعت عشان ماطايقاه , ماعشان أخليهم يتكلمو
جاسر ضاحكًا : أنا قلت ليهو , حربَك مع أسماء أعتى من مَيس
أسماء : واللهِ
جاسر : خلينا مانتدخل, أو عالأقل نكون محضَر خير بينهم
أسماء : والله أنا آسفة , مابوعدَك
جاسر : أسّوم , ماعارفِك كدا أنا
أسماء : في حاجات كتير إتغيّرت دكتور جاسِر
جاسر : يالطيف , بس النبرة دي أعفيني منها عشان ما أحجز بكرا وأجي
تضحَك : أنا سألتَك هسي؟
جاسر : تهديد واضح دا ماعايزة ليها سؤال
أسماء : أهدأ أهدأ , أدّيتك الأمان
يزفُر بإرتياح
تضحَك : مُستهبل
■■■
السعوديّة - الرياض :
بجوارها ورقَة .. يستند على طرفها القلم , وقد سالَ أكثرهُ على بياض الفِراش , كفّها الذي هدأت حركتهُ بعد رعشات بُكاءٍ طويلة , ساعاتُ من الوِحدة , وأميالُ من السنين سافرتها عبر الذاكرة , على إمتداد الزمَن, ظلّت النهاية واحِدة , لم تُغيّرها أي إلفة, لم يُبدّدها أي حُب
على الورقة
وضعت كلماتها الحزينة
والمُبعثرة
وهدأت , شاردة القلب , ساكنةَ الأطراف
" صوتٌ واحد
دائمًا مّا يُناديني :
يا طفلةَ الوِحدَة التي لا تكبُر
كُل من خلناهُ نَهرًا , كانَ مُجرّد سراب!
أسُدّ آذاني عنهُ, وأشعُر بِحبالِهِ تتقطّع
وترًا وترًا..
اليَوم
لم أكُن في مكاني
قبل عامَين أيضًا
لم أكُن في مكاني
كٌل الدُنى منفى
ظلّ يُردّدها صوتٌ آخَر
وأنا فقَط , أُريدُ أن أنام
تصفعني الشمس مِرارًا
تُعايرُ ظلامي
تُعرِّي نُدوبي
تُذكّرني بالموَج الأزرق
حينما إبتسَم لي ذاتَ صباح
وشعرتُ
غيرَ خائفة : أنّي في المكان الصحيح
والآن
أريدهُ ظلامي
أريد أن يطوي في سوادهُ ذكرياتي
أريد فقَط
أن أنام ...
- مِزنة الشمّري
يُتبَع
الخامِس من حزيران.. ذِكراي الخالِدة :")
جُزء كبير من عمليّة -النموّ- وانو الواحد يكبر، إنو تَقِلّ في قلبو تدريجيًا رغبة إتهام الأشياء/ والناس في حُزنه وإخفاقاتُه.. إنو ينضجّ - وبحرفية الكلمة -ينجَض-، ف يِعرف إنو ما يشكّلهُ هو عجنهُ الخاص لنفسه، والناس مُجرد مُتفرجين ومُتذوّقين وأحيانًا كثيرة غِير مُقدِّرين! غير مُقدرين لِلبتقدمُه، لرحلتك الصعبة، لأحزانَك، ولإحتياجاتَك ..
في كُل عام في فكرة بتكون مستحوذة على رأسي ، واليوم أسأل نفسي، مَن الجانِي يا تُرى؟ إخفاقاتٌ على مدّ الطريق وخطوات مُترنِّحة وليالٍ لا تُوكئ مصابيحُها الأسئلة.. مَن المُلام على كل ما جرَى؟ من أين بدأ هذا التِيه؟ ومن يملك خارطتهُ؟
يقفِزُ من خلف الذاكِرة شخص، ومن كومةِ الملابس مُشوارٌ قديم، تفتح أدراج رُوحك صناديقها، وتُغذّيك أصواتُ بكاءِك القديم.. تَشخذُ غضبَك، تُخبرٍكَ أنّ الجاني هُناك، إما أن تُوجٍه رصاصاتِك التائهة إليه، وإلا صرَعَك ضياعُك على دربٍ منسيّ!
يُخفِض صوتَ تلك الإتهامات صوتٌ رزين، يجلِس في نهاية المَسرح، بوجهٍ باسِم وعينٍ كَهلة، صوتٌ لطالما أخفضَتهُ رعُونتك، أو ربما لم تسمعهُ لصخبِ ما كُنتَ تُصغي إليه في المقابَل، صوتٌ كان حاضِرًا مُنذُ وقتٍ طويل، لكنه أخذَ يتضّح مؤخرًا، بعد أن اشتدّت الحادِثات واحتدَم القِتال في ساحاتِ روحك، ينهَض، بخطوٍ هادئ، يقترِب إليك، يُجلسِك ، يمسَح أثرَ الدم عن كفّيك، ويُخبرُك أنّ تُمسِك الخِنجَر، أن ترى اختيارك الخاطئ في غِمدِه، وإخفاقَك المُخزي في حِدّتِه، أن ترى انعكاسَك في لمعانِه ، أن تكُفّ عن تأمُّل الدم الذي يقطُر من كفّيْك، أن ترى المشهدَ كامِلًا، لِتعرفَ الجاني الحقيقي..
وقبل أن يذهَب، ويلفّهُ ظلامُ المسرَح؛
يُخبرِك أن لا تقسُو على نفسِك، بعد مُصارحتِها
يكفي أن تُخبرها، أنّها وضعَت تعريفًا خاطِئًا للأمان..
أو لا أدري.. رُبما أضاعَت بَوصلتها، على كُلّ حال
ليسَ عليها أن تغرِز الخِنجَر أكثر، عليها فقط التخلّص منه
عَليها أيضًا تضميد جُروحها ، ليسَ أحدٌ أعلمُ بهم منها
وأن تُغادِر هذا المسرَح
أن تُغادرهُ للأبَد
وأن تهمِس لروحك في كُل صبَاح:
"أنتَ في رحلة الحياة
اللهُ في قلبك
وقلبك بيِد الله
وهذا هوَ أمانُك الوحيد"
- إسراء عبدالمطلب
كنا في وقتٍ سابق نهرول نحو الأيام الآتية، كنا نُريدها أن تسرع، أن تنطوي، إذ كان هدفنا أن نكبُر بسرعة. أما الآن، وربما في الأيام القادمة أيضًا، نُريد أن نهدّئ السرعة، أن نتأملَ، أن نُقارن، لكن الأيام لا تترك لنا فرصةً أو مجالًا، وهكذا يسيطر علينا الشعور بالأسى والشجن.
كنا نركض من أجل ماذا؟ والآن نُحاول أن نبطئ من أجل ماذا أيضًا؟
- عبد الرحمن منيف.
عزيزتي التي هي أنا…
أعرف مدى وحدتك التي تجعل حتى أبسط الأمور عليك صعبة لانك تفعلينها وحدك!
أعرف أنّ كُل ما تَمنحيه هو في الأصل شعورك انت بالاحتياج إليه، وأنكِ تُحاولين إصلاح ندوب الآخرين، رغم أن بداخلك كل الجروح تنزف!
لكني أتمنى لكِ بعد بضعة أعوام من الآن أن تكوني قد امتلكت شخصًا واحدًا يسمعك ولا يَمل، أن تكوني محبوبة لديه أضعاف ما تُحبّينه، مفهومة دون عناء الشرح.
شخصٌ واحدٌ تكوني معه انتِ، بخوفك وضعفكِ، تنفُضين عنكِ في حضرته رداء القوة، دون قلق أن يكون حُجة عليك!
أتمنى ألّا ترضي بأقل شيءٍ لئلا تبقي وحيدة فحسب، ولو ستهدري عمركِ كله في انتظاره، المهم ألّا تشعري عندما تلاقيه بهدر سنواتك هباءً، بل بزيادة عُمر على عمرك!
- هدير علاء.
يتنهّد : أنا مابفهم ليك كلامك الكُبار كُبار دا كلو، وريني بس أنا هسي أعمل شنو بالضبط؟
تأخذ رشفةً من قهوتها : أسمعني
زياد باصغاء : أها .. معاك
■■■
السودان - العاصِمة :
تدخُل آية إلى غُرفة شقيقتها وتُغلِق الباب بإحكام ، ترفع نور نظرها إليها، تأتي لتجلس بجوارها على الفراش : إنتي صحبك دا لو اصلًا شجاع كدا وبقدر يواجه ماما كان لزومو شنو الفلم الأمس والفضيحة الاتفضحتها قدامو دي يعني؟
تضحك نور : يواجه ماما كيف مافهمت
آية : يابت جا برا قاعد مع أمي
تنهَض فزعة : كيف يعني ! الجابو شنو؟
آية : تسأليني أنا ! ماورّاك انو جاي؟
نور : لا أبدًا، دا شنو القاعد يحصل دا !
تنهض آية عنها : خليني امشي اتصنّت وأجيك
نور : لا أنا حطلع ليهم عديل
آية : يابت أمك كان عرفت انك عارفه بي جيّتو وما وريتيها حتكسٍر راسك وراسي، عارفاها بتكره حركة الأمر الواقع دي ، أقعدي خليني افهم مالو وأجي اوريك
نور : لا هو مالو جنَّ؟
آية : قال ياخبر النهاردة بفلوس بكرا يبقى ببلاش
نور : أمشي وما تتأخّري
تخرُج على أمشاطها : تمام
■■■
المملكة العربية السعودية - الرياض :
تفتح عينيها مُتكاسلة، تتمغّى، تلتفت إليه، مازالَ نائما، تضع ذقنها فوق كتفه ناظرةً إليه : نوّاف
يُخرج صوتًا دلالةً على عدم رغبته في النهوض
مزنة : صارت الساعة ١٠ الظهر قوم وراك شغل !
نوّاف بنعاس : قولي والله
مزنة : والله
نوّاف : ماني قادر والله فيني نوم خرافي، لا صار الظهر صحّيني
مزنة : وشغلك!
نوّاف : مشاري يدبّر الوضع
مزنة : إيه انت أدرى
تنهض ، تتفقّد هاتفها ، رسالة مُنذ الساعة السادسة من مِشعل، تقرأها " أبي أشوفك اليوم ضروري، شوفي المكان اللي يناسبك وعلميني، الموضوع ماعاد يتحمّل تأجيلات يامزنة، أرجوك لا تسفهيني"
تضع الهاتف، وترفع رأسها، تُقاوم هذا الإختناق، تهرُب من قلقٍ إلى قلق، وتزفُر مُحتارة..
■■■
السودان - العاصِمة :
تعتدِل نور جالسة : في شنو يا أمي قلّقتي بي
نُهى : والله يابتي، أنا المفروض أسألك في شنو
نور بِقلق : كيف يعني؟
نهى : الدكتور الإسمو جاسر دا ، من متين وانتو متواصلين مع بعض
نور : كيف ؟ متواصلين كيف يعني، إنتي عارفة إنو قريب أسماء صحبتي واتعرفنا بالصدفة من اليوم داك
نُهى : أي عارفة.. عارفاهو دا ، لكن الماعارفاهو إنو تكوني متواصلة معاهو لمن يجي ويطلب يدّك مني وانا ماعندي خبر !
نور بِصدمة : شنو ؟؟؟!
يُتبَع...
تزفُر أسماء بِحيرة : أنا جيت جارية يا ميس من خوفي عليك، قدّمت تذكرتي وخليت جاسر وكل الدنيا وراي ، وهاين علي اشيل مسدّس وامشي أفضّيه في راس اللي ما يتسمَّى دا .. بس الله غالب ، لكن والله كدا ما ينفع يا ميس، أنا مهما حااولت، انتي لو ماعايزة ترحمي نفسك أنا ماحفيدك بي شي !
تنطِق من بين شهقاتها : هيثم يا أسماء ! هيثم يعمل فيني كدا ! أنا شفت بعيني وماقادره اصدّق، أنا لهسي ماقادره أصدق، أسماء أنا قلبي واجعني شديد، قلت البت دي كعبه وبتضايقني ياهيثم أقطع علاقتك بيها، طلّعني بشخصن المواضيع وخلاني بالقوة أكذب احساسي رغم اني عارفة اتفاق امو واختو من الأول.. طلّعني حساسة ومابفهم و وحدة من العيلة وأصغر منك ما تكرهيها، وفي النهاية مشى خانني معاها يا أسماء
أسماء بِقلق : هم حصل بينهم علاقة.. يعني علاقة كاملة يا ميس ؟
تصيح : ماعارفة.. ماعارفة مااعايزة أعرف
تُجهش باكية
تنهض ، تُسوِّر كتفيها، وتسحب رأسها إلى صدرها ، تُربّت على ظهرها : روقي.. روقي
تنطق من بين حشرجات صوتها : شفت صورهم، كانو قُراب شديد، ومبسوطين، أسماء كان مبسوط
تعتصرها إليها : روقي ياحبيبتي روقي ، الله لا يسامحه
ميس : طيب ليه.. وانا شايله ولدو في بطني ليه !
أسماء : صدّقيني لو كان عارف ماكان عمل كدا
تصيح بها : ما تبرري ليه
أسماء : ما مُبرر والله.. دا ابدًا ما مبرر أنا عارفة
ميس : بكرا حتم شهرين حامل
تبتسم أسماء بأسى : نحتفل؟
تصمُت
تُزيحها عن حضنها، وتجلس بجوارها : نمشي نرمي طماطم وبيض من بلكونة الشافعه الشيطانه ديك؟
تضحَك من بين دموعها
أسماء بجديَّة : جادة والله؛ احتفال مناسب
ميس : شكرًا يا أسما.. شكرًا إنك جيتي
أسماء : لو ما البيبي اللي سامعنا دا كنت حتلفّظ، شكرًا شنو دا واجبي، مفروض اتعاقب لو ماجيت
تضع رأسها على صدرها وتُسوِّر خصرها بكفّيها : الله ما يحرمني منك
تُقبِّل أسماء رأسها بِحُب ، تمسح على شعرها : أها، ننزل نشتري طبق بيض؟
تنفجر ضاحكة.. وحزنها ينطوي في تجاعيد الضحكات وتخبُو نارهُ...
■■■
السودان - العاصِمة :
صباحًا ؛ تُحضِّر أوراد قهوتها، بينما تجلِس لها حياة على طاولة التحقيق
أوراد : ولا كان في ديت ولا هم يحزنون، وأيوة الفلم دا كلو من إعداد زياد
حياة بِحنق : لا انتي كيف تسمحي بحاجة زي دي ! دا تجاوز لكل الخطوط يا أوراد
أوراد : حياة.. حبيبتي، زي ما انتي صحبتي زياد صحبي، وأنا فاهماهو انتي الماقادرة تفهميه بس عشان كدا هايجة
حياة : مافاهمة ليهو شنو، أنا عشت مع الناس دي وبعرف أشكالو وأشباهو كويّس، أنا ما بت امبارح
تحمل كوب القهوة وتأتي إليها : مش عيب لما يكون واقف ليك ألف في كل تفاصيلك الفترة الفاتت.. وتقولي عنو كدا؟
حياة : أوراد ، انو وقف معاي وأدّى دور رجولتو على أكمل وجه حاجة، وانو يمثّل علي دور العاشق الولهان وهو ما كدا شي تاني ! دي حاجة ودي حاجة
تضع كوب القهوة وتذهب باتجاه غرفتها
حياة : ماشّه وين ؟
تختفي لدقائق، ثم تأتي حاملةً ألبوم صور ، تجلس بجوارها، وتعرضهم عليها : دي أنا ، ودا زياد، ودي خالتو سُهى أمو
تبتسم حياة : شنو الجضوم دي كان عمركم كم!
أوراد : أنا ٤ وهو سنتين
تقلب الصورة : ودي أنا وهو في أوّل يوم روضة ليهو
حياة : وحلاتي
أوراد : ودي صورة تخريج الروضة حقّتي ، أمّا دي حفلة عيد ميلادو العاشر، ودي صورتنا لمن سافرنا ألمانيا، دي صورة تخرّجي
حياة: زياد الواقف ورا داك
أوراد : يب ، كان شين بدون لحية مش
حياة : شديد
تضحك : دي صورتنا في العمرة قبل خمسة سنين
تنظر إليها باستنكار
أوراد : مالك يابت ، احنا مسلمين والله
حياة : إنتو أقرب من الأهل بالجد
أوراد : أنا من فتّحت عيني زياد في حياتي، وهو كمان، بحكم صحبة أهلنا وسُكنتنا جمب بعض ، واستمرّت بسبب أننا حقيقي بقينا أكتر من إخوان ، أنا زياد حافظاه غيب شارباه شراب
حياة : عشان كدا انتي ما حتحكمي إلا لصالحو، شهادتك فيهو لا يؤخذ بها
يرنّ هاتفها، تحمل كوب قهوتها وتنهض : والله المكالمة دي حلّتك مني، كان حنتداقق هنا انا وانتي هسي دا
تضحك حياة ناظرةً إليها ، تدخل أوراد إلى غرفتها وهي تشير لها أن "اصبري"
تُغلِق الباب، تستلم هاتفها وتُجيب : لو طريت لي سبيكة دهب ساي
زياد : بتقطعو فيني كالعادة، مشغولين بيّ شديد
أوراد باختصار : أها اها لخّص
زياد بصوتٍ قلِق : لسه معصّبة مني؟
أوراد : انتَ عملت ليها شنو، بس لو أعرف
زياد : أوراد ما تحكيها معاي، وريني بس
أوراد : والله اسمك ماطايقاه.. بس عادي يعني ، انت مشكلتك ما بتعرف تتعامل معاه صاح
زياد : ياشيخه؟ إنتي بتعرفي يعني
أوراد : طبعًا، أقرب مثال من أمس جيت وعارفاها حتكون مولّعه مني طوالي خشيت نمت ماحاولت اصطدم بيها؛ والليلة من الصباح هي بتهرِج وأنا بمتصّ في غضبها، يا زياد حياة ربنا خلقها كدا صدامية ومتسرعة، ف لازم انت ترخي لمن تستكمل ردحها داك كلو بدون ماتلومها، وبعدّاك تطمنها، لأنو دا كلو نابع من خوف، وانت لازم تكون الأمان للخوف دا ، حدرّسك لمتين؟
ينطِق أخيرًا : ليه عملتي في نفسك كدا
تخرُج الكلمات منها مُتعَبة خافِتة : مها.. انا قصّرت في مها
جاسر : نُور.. إنتي ما إله ولا مُخوّله انك تحمي البشرية، دي قسمتها دا نصيبها الله يرحمها !
نور : مها ماتت حزن، ماتت كمد وقهر
جاسر : ما انتي السبب فيه !
نور : لجأت لي.. ما صديتو عنها، ما كفيتها شرو
جاسر : أكتر من إنك تقلعي البنات من يد أبوهم وترجعيهم ليها، تعملي شنو !
نور : كان لازم نسافر.. مها كانت خايفة، وماتت بالخوف، كان لازم اوديهم بعيد منو عشان تطمّن
جاسر : نور دي أقدار ، وانتي زوله مؤمنة، استغفري!
تُتَمتِم بالإستغفار
جاسر : وهسي.. هسي ما فات شي ، هسي ممكن تسافري وتوديهم بعيد عنو !
نور : كان حلم وصحينا منو يا جاسر خلاص..
جاسر: لا يانُور ، إنتي أقوى من كدا بكتير.. انتي ابدًا ما كدا ، السرير دا بشبهك ونصايح الدكاترة دي ما بتشبهك، وما موت هو البوقفك، المؤمن ما بوقفو الموت، لو الحياة بتطلع احسن ما فيه ف أحرى بالموت انو يخليه يستزيد في الخير ، ولا ما كدا ؟
تنظُر إليه كأنّما سمعت بهذا الكلام قبلًا، كأنما قالته!
يبتسِم : قريتها في الحائط بتاعك ، يصمت ثم يُردِف: اللي ناشراه قبل تلاتة سنين أيوة
تبتسم رُغمًا
يزفر كأنمّا تحرّر ماكان حبيسَ صدرِه : أخيرًا ؛ حمدلله عالسلامة
يُطرَق الباب، وتدخُل آية على عجَل : أمي جات أمي جات
ينهَض مُرتبِكًا : طيب يجماعة خلوني أسلِّم عليها و..
تُقاطعه نور مشيرة إليه بالدخول إلى الحمام
بينما تكتم آية صراخها : تسلّم شنو انت ما عارف حاجة.. خُش خُش
تُدخلهُ إلى الحمام، وتفتح والدتها باب الغرفة في ذات اللحظة
نُهى : جبت ليك الفوط، أمشي كمليها في يومين وقولي عايزه تاني
تُحيط آية وجهها بباطن كفّها، بينما تكتم نور ضحكاتها
نُهى باستنكار : مالك يابت ! شطفتي عبايتِك ولالا ، كدي قبّلي
تصيح آية وقد وصل احراجها ذروته : أُممممّي!!
بينما انفجرت نور ضاحكة
نُهى : بسم الله الرحمن الرحيم، جنيتن مره وحده؟
تخرُج آية من الغرفة، بينما تلتقط نور أنفاسها : خليها يا ماما تعالي تعالي
تتقدَّم نهى إليها : لا مالكن يعني ؟
■■■
المملكة العربية السعودية - الرياض :
يُغلِق جهازهُ المحمول بعد ساعاتٍ من العمل، يلتفت إليها بعد أن فرغت من وضع مساحيق العناية وخلدت إلى فراشها : وشّو يعني بتنامين؟
تنظُر إليه وهي تُنهي ضفيرتها : إيه !
نوّاف : لا والله؟ كل هالقعدة عشان بالأخير تنامين؟
تبتسِم : لا أجل عشانك؟
نوّاف بخيبة أمل : أفاااا !
تضحَك : شفيييك ياربي!
ينهَض إليها : وأنا اللي من اليوم أسوي رد تلقائي على الإيميلات عشان ألحق على هالزين
تضحك ناظرةً إليه : نوّاف أمانة شفيك، أصلًا هالأيام حبوبي مخلصه !
نوّاف : ليه ما قلتيلي أجيبلك
مزنة : نسيت عاد
يجلِس أمامها، ينحني إليها ويهمِس : ما يخالف، هالمرّه بس
مزنة : وشو هالمرة بس لاطبعا مايصير!
نوّاف : مافيها شيء صدقيني
تضحك : نوّاف؛ يُبا ما يصير ! ماهي لعبة هي
ينهض عنها بغتةً
ترتبك : شفيك !
يرتدي ثَوبهُ
ترفع رأسها عن الوسادة: نوّاف شفيك جاوبني، وين بتروح !
يلتفت إليها بضحكة مَكر : بروح أجيب الحبوب
مزنة : الله لا يلعنك، روّعتني! عبالي زعلت!
نوّاف : ياويلي عاللي يخاف من زعلي بس
تتورّد وجنتيْها : بس عاد ، نوّاف من جدك بتروح الحين ؟
نوّاف : إيه والله ، تروحين معي؟
مزنة : الساعة ١ !
نوّاف : والله لو انها ٣ الفجر
تنهض إليه، تُمسك بكفّيه : يمديك تهجد ولالا؟
نوّاف : لا
تضحَك وتُنهي ضحكتها بصرخة غَيْظ : نوّاف عاد !
يُقبِّل جبينها ويهمّ بالخروج : يلا ما رح أطوِّل
تُمسك بكفّه ، يلتفت إليها : شفيك
مزنة : خلاص لا تروح
نوّاف : الحين انتي اهجدي، شفيك اسم الله عليك !
تبتسم : لا تروح خلاص
نوّاف : قولي والله
تهزّ رأسها بِدلال
نوّاف : مزنة قولي ورب الكعبة !
مزنة : يابن الناس اييه
نوّاف : يعني صرنا نبي بيبي خلاص ؟
مزنة : لا طبعا.. بس أعرف الكالندر حقي، ما رح يصير شيء
يتنهّد بضيق : وانا اللي بغيت اخطط لحفلة جنس المولود
تنفجر ضاحكة: ياربي بموت.. نواف!!
يحتضنها إليه بينما ترمي رأسها بالإتجاه المُعاكس ضاحِكة، يضحك معها ، ترفع رأسها ، ويدفن نفسه في عذوبة عُنقها، حتى تسكُن أصواتهم ..
■■■
الإمارات العربيّة المُتحدة - دُبي :
تجلِس أسفل قدميّ رفيقتها، تستجدي حنانها على نفسها ، تسكينًا لهذا الموج الذي لا ينفكّ تجرفهُ عينيها، أو أيّ حقيقةٍ تتشبّث بها بعد أن صارت حياتها الماضية محض سراب ..
أسماء : ميس حبيبتي ، إنتي إنسانة مؤمنة، حرام اللي بتعملي فيه دا ، إنتي ما براك جوّاك روح
تعتصر قلبها من شدّة الألم مع سماع الكلمة الأخيرة، وتبدأ دوّامةُ بكائها من حيث انتهت
■■■
السودان - العاصِمة :
في إضاءةٍ خافِتة، وشموعٍ مُشعَلة، وعطرٍ أخَّاذ، تتربَّع حياة، وسط دائرةٍ من الوردِ المُجفَّف والشموع المُعطَّرة، تسنِد ظهرَ كفّيها إلى ساقيْها، وتضُم اصبعها الأوسط مع الإبهام في تكنيكِ استرخاءٍ وتأمُّل، تتنشَّق الهواء كثيفًا، وتزفرُه بطيئًا إلى أن يسكُن صدرها ويهدأ..
تقطَع انسجامها أوراد الخارِجة من غُرفتها على عجَل : شنو ياست حياة؟ علّمتِك القصة ومسكتي فيها أكتر منّي؟
تضحَك حياة ، تسألها : ماشّة وين إنتي قاشرة كدا ؟
تدُور حَول نفسها : حلوة؟
حياة : قمَر
تبعث لها بِقُبلة، يُطرَق الباب، تُشير لحياة نحوَ الباب كأنّ إجابة السؤال قد وصلَت ، تفتح الباب : أهلًا أهلًا سيِّد زياد، الساعة كم عندك؟
زياد : معليش معليش، عارف إني إتأخّرتَ لكن الوالدة طلعت لي بمشاوير في آخر لحظة
تحمِل مفتاح سيّارتها على عجَل : مامشكلة مامشكلة، الأكل في المايكرويف، في قهوة في الرفّ الأول فوق ، البيت بيتكم، تهمِس لهُ : حياة في أمانتك ها ، يلا هاف ا نايس نايت
تنهَض حياة مُستنكِرة، تخرُج أوراد مُهروِلة وتُغلِق الباب خلفها ، تُقطِّب حياة حاجبيها ، بانتظار تفسيرٍ لِما حدَث
يتقدَّم زياد إليها : مساء الخير ؟
تُجيبهُ على نفس حالها : مساء النور !
زياد : اا.. أوراد ما ورَّتك؟
تنظُر إليه مُتسائلة
يُجيب على نفسِه : ما ورَّتك ، طيب
يصِل إليها : ممكن نقعُد؟
تتنهَّد؛ تعود لتتربَّع على الأرض ، ترفع نظرها إليه
يضحَك على حالها
تصيح بِه : لا ماهو أنا عايزه أفهم!
يمد بكفّه لها، تنظُر إليه بِقلّة صبر، يهزّ رأسهُ مُصبِّرًا إيّاها ، تُمسِك بِكفِّه، يُنهِضها، ولا زال يضحَك
حياة : زياد !
يلتقط أنفاسه : خلاص خلاص والله، أنا بس مافاهم دا شنو الانتي عاملاه دا !
يُشعِل الضوء ، يُمسِك ويقودها خلفهُ بإتّجاه الأريكة؛ يجلِس، تجلِس بجوارِه
زياد : عايني ، باختصار كدا أوراد عندها ديت ، وإنتي عارفه إنها الفترة الفاتت كلها ماكانت بترضى تطلع تخليك براك لغاية ما أقنعت أبوك إنك تجي تقعدي معاها الفترة دي .. ف هي كانت عايزة تطلع مع الزول دا ومترددة إنها تخليك براك وكلّمتني، أنا قلت ليها حياة بقت أحسن وأكيد حتتفهم، وأنا بنفسي ح أجي اشرح ليها الحاجة دي
ترُد بِحنق : كان بامكانها تكلمني بصراحة وأنا ماطفلة عشان تخاف تجرحني ولا تخليني براي !
زياد : شُفتي شُفتي.. بس هي الحٍمقيّة دي الحتضيّعك، روقي يا حياة هي قصدها خير !
تتنهَّد : برضو.. دا سناريو عبيط.. ليه تعمل كدا اصلًا وليه تختّني قدام الأمر الواقع؟
زياد : إنتي ليه بتاخدي موقف دفاعي تجاه الكل كدا ؟ الدنيا ما مُستاهلة!
ترتبِك.. تصمُت
يُمسِك بكفّها : حياة
تسحبهُ مُشيحةً عنه
زياد : حياة؛ ليه ماعايزه تفتحي لي قلبك؟ ليه ماعايزه تسمحي لي أبرهِن ليك صدقي ؟
تنهَض عنه، يلحق بها
تلتفت إليه : إنتَ عايز شنو مني !
زياد : عايزِك انتِ يا حياة !
حياة : لا انتَ ماعايزني، انتَ عايز صحباتَك، وسكرتيرتك اللي بتسمح ليك بتجاوزاتك معاها وسهراتَك اللي بتكون النجم فيها وتخطف نظر البنات
زياد : أنا كُنت كدا أيوة.. بس أنا اتغيّرت!
حياة : لا يا زياد انت ما اتغيّرت ، انت بس كسرَت شوكتك فكرة انو بت ما تحبّك أو ما تجري وراك، انتَ ماقادر تتقبَّل انو وحده تشوفك عادي أو ما تشوفك أصلًا ! عايز تحصل عليها بأيّ طريقة عشان تشبع غرورك دا وبس وبعدّاك يحصل شنو في قلبها اللي حتفتحو ليك بعد رعب وخوف وفي النهاية تغدرو.. ما بهمَّك كتير !
تخرُج منه إبتسامة إستنكار : لا طبعًا ! حياة أنا ما زول سيء!
حياة : ما سيء.. بس ما بتناسبني، احنا عندنا تجربة مختلفة عن بعض شديد ، وأنا يا الله بحاول الملم نفسي، ما مستعدة أخسرها تاني
تهمّ بالذهاب ، يسحبها من ذراعها، حتى تسقط في حُضنِه، يُقبّلها رُغمًا، وكفّيها تأخذان في الإستسلام بعد مقاومةٍ قصيرة، يُفلتها، يهمِس لها : لو ما حبّيتيني، ماكان خُفتي مني ، وأنا ما مستعجل، أنا قاعد ياحياة ، لمن تصدّقي إني ما الشخص السيء الفي خيالك.. وإني بستاهلك
يخرُج، ويصفع الباب خلفهُ، ليتركها بشيءٍ من الخِدْر، تستعيد المشهَد بِتماهي، وتستنكرهُ عندَ صفعة الباب، مِرارًا..
■■■
السودان - العاصِمة ، باحدى المُستشفيات :
يتخبَّط عبر الممرّ الطويل، ركضًا، وصولًا إلى الغُرفة المنشودة ، يفتَح الباب دونَ أن يطرقه ، تنتفِض آية وَجِلة، بينما اكتفَت نور بتحريك نظرها نحوَ الباب، تنهَض آية بإتّجاهه ، بينما يهرول هوَ بإتجاه نور ، تُوقفهُ آية هامسةً له : جاسر.. أنا صرّفت ماما وأحمد بعد تعب وهسي حيجو راجعين، ما تطوّل طيب؟
يهزّ رأسهُ ونظراتهُ مُعلَّقة بِنور
تتخطّاه، تخرُج وتُغلِق الباب خلفها، يجلِس بجوارها، وعيناه تبوحُ بلهفةٍ وخَوف لا يسع مداهُما المكان..
قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 4 months, 1 week ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 5 months, 2 weeks ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 6 months, 1 week ago