-
إِنَّ سُوءَ الظنِّ دَاءٌ يُعَكرُ صَفوَ الحيَاةِ، وَيُكدرُ نَقَاءَ الْقَلبِ؛ فَمن يُسيءُ الظنَّ بِأَخِيهِ، يَقعُ في شِراكِ أَفْكَارٍ مُظلِمةٍ، ويَحمِلُ أثقالًا مِنَ الشُّكُوكِ والاتهاماتِ البَاطلَةِ، فَيَعيشُ فِي دوامةٍ من الريبَةِ، تُعَكرُ صَفوَ بَالِهِ، وَتُظلِمُ فكرَهُ؛ فَاحذَر أَنْ تُسِيءَ الظنَّ، وَاجعَل قَلبكَ نَقيًّا، وَعقلكَ مُنِيرًا، فَفِي ذَلِكَ رَاحَةُ الْبَالِ، وَسَلَامَةُ الصْدْرِ.

- أمُّ عبدِ اللهِ.

-
كل ظالم إلى التلف، مهما عاث في الأرض!

-
عندما نكتب النصائح والفوائد، لا يعني ذلك أننا نسعى للكمال، أو نتظاهر بالتدين، بل نرجو رحمة الله، بأن يغفر لنا تقصيرنا، وأن يعيننا على تركِ الذنوب والمعاصِي، ويرشدنا الصواب على الوجه الذي يرضيه عنا، وأن يعلمنا علمًا نافعًا بين يديه، وأن لا يحرمنًا بذنوبنًا فضله، وأن يوفقنا لامتثال ما أمرنا بالقلبِ وباللسان وبالجوراحِ، خضوعًا وتسليمًا، لا خوفًا أو رياءً أمام الناس! فكن ناصحًا محتسبًا الأجر، فلا تظن نفسك أفضل حالًا من غيرك.

فنشعر بالامتنان لمن يناصحنا سرًا وجهرًا، ويساعدنا في تصحيح ما أشكل علينا، ولكننا قد نعظ لنتعظ، وإن نشرناها عامة فنقصدُ بها أنفسنَا خاصَّة، وحالنا يتمثل فيما قاله سلمة بن دينار رحمه الله: "إِنِّي لَأَعِظُّ النَّاسَ، وَمَا أَنَا بِمَوْضِعِ الْوَعْظِ، وَلَكِنْ أُرِيدُ بِهِ نَفْسِي".

- أمُّ عبدِ اللهِ.

‏"أن لا نظمأ لمكانٍ ليس بمكاننا، ولا نصيبًا ليس من حقّنا، ولا لأرضٍ ليست بأرضنا، وأن لا يكون ارتوائنا بأملٍ لسنا ببالغيه، آمين."

لا أنفع للنسيان من مداومة تلاوة القرآن، وملازمة الاستغفار، وترك الذنوب والمعاصي!

زوجكنَّ الرّحمٰن بـزوجٍ صَالِح يَـا بُنيّـات قلبِي، يفِيض عليكنَّ من قلبـهِ حُبًّـا ومن عينيْـه حنانًـا لا ينقطِع، يكُون هيِّنًا ليِّنَ الطَّبع والمُعاشرة.
رفِيق يحمِل عنكنَّ ثقْل اللَّيالي ولا يسمح للدَّمع أن ينزِل من عيُونكنَّ إلا فرحَـةً وحُبًّـا، ويَغارُ عليكُنَّ كَـغِيرَة بهَـاء الدِّين زُهير "يغار حتَّى على اسمهَـا".

أحبّ القُرآن، وأجواءَ القُرآن، جَلبةُ الحُفّاظِ من عَرضٍ وتِلاوةٍ وتنبيهٍ وتلك غُنّة وذاكَ مدّ، الانكِبابُ على الدّفاتِر والقُرآن قد سَكن الصّدور فكأنّ القلب ما يكتُب لا القلَم.

أحبّ مُعلّمي القُرآن، أحبّ فيهم هُدوء أنفُسهِم وسَكينةَ خواطِرهم، أحبّ حِرصهُم الشّديد وأُسلوبهُم الحازِم، وتِلاوتُهم الخافِتة في خلَواتِهم.

أحبّ كلّ بُقعةٍ يعمُرها القُرآن، وكلّ مُبتدئٍ في طريقِ القُرآن وكلّ مُجدٍّ، وأحَبّ ما فيه أنّه كلامُ الله المُنزل على نبيّه، المتلوّ على مرّ الأزمانِ بحفظِ الله عز وجل له، العربيّ المُعجز لأقحاحِ العربِ وأفصحِهم.

أحبّه، وأسأل الله دائمًا أن نكُون من أهل القُرآن أهلُ اللهِ وخاصّته.

-
إذَا فَاضَتِ الكَأسُ، فاكتَفِ بِالصَّمتِ لِأنَّهُ لَم يَعُدْ لَديكَ شَيءٌ تَقُولُهُ، لَا تُعامِلِ السَّيِّئَةَ بِالمثلِ حتّى مَع أعدائِكَ، واحفَظْ مَاءَ وجهِكَ، فَلا تَتنازل لِشخصٍ أهَانَك وتَخلَّى عَنك فِي أولِ خطأٍ مِنكَ، إِيَّاكَ أنْ تُعاتِبَ مَنْ لَا يُريدُكَ، فَلو كانَ لَكَ مَعزَّةٌ ما هُنْتَ عليهِ، مَن يُردْكَ حَقًا فسيَبحثُ عَنكَ، وسيتَحدَّى كُلَّ الظُروفِ لأجلِكَ.

- اتْرُك هذا للهِ، وسيُعوِّضُكَ خَيرًا، فَتفاءَلْ وانْثُرْ شكواكَ لِخالِقِكَ، فلَن يُضيعَكَ.

- أمُّ عبدِ اللهِ

‏{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

-
نظرة واحدة محرمة تُفسد قلبك أشدّ الفساد، تجعلُ فيه من الوحشة والبعد عن الخير أميالَ الأميال، وكلّ قساوةٍ تشعر بها، وألم تحس به، هي من نظرة تأملتها، فكيف بالنظرات!؟
‏قال ابن القيم:
‏كُلُّ الحوادثِ مبدأها مِن النظر
ومعظمُ النارِ من مستصغرِ الشررِ
هي نظرة، ثم خطرة، ثم خطوة، ثم خطيئة.