البيوتُ تَحتاج أن تمتلِئ دِين وعِلم وتربيّة وحُبّ وصبر ورحمَة وأُلفَة أكثر مِن الأثاثِ والمَظَاهر الكذّابة.

"ومن تجريبات السَّالكين التي جرَّبوها فألفوها صحيحةً:

أنَّ من أدمن يا حيُّ ياقيُّوم لا إله إلا أنت، أورثه ذلك حياة القلب والعقل، وكان شيخ الإسلام ابن تيميّة قدَّس الله روحَه، شديد اللَّهج بها جدًّا وقال لي يومًا:
‏لهذين الاسمين وهما: الحيُّ القيُّوم، تأثيرٌ عظيمٌ في حياة القلبِ، وكان يشير إلى أنَّهما الاسم الأعظم".

📙 مدارج السَّالكين ١/ ٤٤٨.

إن كنتَ عنِّي حين أبغيكَ غائبًا فبُعدكَ أولى حين تُقضى حوائجي

‏حُرمة دم المسلم لا تؤخذ من المكان الذي يعيش فيه، فالمُسلم الذي يُقتل في كوبا وبورما والهند وتركستان، لا يختلف عن المسلم الذي يُقتل في المسجد الأقصى وغيره من أرض الله، فالدم المسلم واحد، وحرمتهُ عند الله عظيمة، أعظم من الدنيا وما فيها.

#أهل_اليمن
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله: "فلما ارتد من ارتد عن الإسلام؛ أتى الله بأهل اليمن الذين يحبّهم ويحبونه، فقاتل الصِّديق بهم أهل الرّدة، وغلب بهم أبو بكر وعمر كسرى وقيصر!".

وقال الإمام الشوكاني رحمه الله: "ارتد عن الإسلام بعد موت النبي ﷺ إحدى عشر قبيلة من العرب، وأهل اليمن باقون علىٰ الإسلام، متمسّكون بشعائره، مقاتلون من خرج عنه!".

وقال العلامة المحدث حماد الأنصاري رحمه الله: "أهل اليمن هم العرب حقًا، ولا نظير لهم في الأخلاق، وما وصفهم به النبي ﷺ بقوله: "الإيمان يمان، والحكمة يمانيّة) لم يوصف به عربيّ قط!".

اللهمّ من كان سببًا في ضياع اليمن وقتل الابرياء اللهمّ فأحرق كيانه، وشل أركانه، وجمد الدماء في عروقه، وشرد به من خلفه، واجعله لغيره عظة وعبرة.

هذا مخاض أليم..
ولابد له من ميلاد..
وانبعاث الأمم من غياهب الغفلة، وركام إرث التبعية والانسحاق الحضاري = ليس بالأمر اليسير.
لن يكون في عشية وضحاها..
ولن يكون في عام ولا عامين..
وربما لا يكون في عقد ولا عقدين..
لكنه قادم لا محالة..
وعد الله ووعد رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولن يكون هذا بخطبة مُفوّه لبيب.
ولا بكلمة ضافية من أديب ومفكّر مبدع...
ولا ببيت شعر من شاعر متمكّن..
فهؤلاء يُلهبون الحماس فحسب، والحماس وحده لا يصنع الأمم ولا يستنبت أصل شجرة الانبعاث..
إنما يصنع ذلك المُربّون الحُذّاق، حين يسبرون أغوار تلكم النفوس، فيستخرجون جواهرها المكنونة، ويفجّرون طاقاتها المخبوءة، ويكشفون عن لثام كنوز معادن الرجال..
وبناء الرجال على هدي القرآن وفي أجوائه الساخنة مع سخونة الأحداث، وفي ظلال السيرة المحمدية، في رحاب المساجد وميادين الحياة،
مع تضافر الجهود لا تناحرها،
وتكاتف الصفوف لا تخالفها،
وائتلاف القلوب لا تنافرها،
وبالقيادة التي تفرزها المحن، ومع التضحيات الجسيمة، والفواتير الأليمة = يكون هذا الانبعاث بحول الله تعالى.

أيها الشاب الموفق:

لا تُنصر الأمم بالجعجعات الفارغة، ولا بالتراشقات الصبيانية، ولا بلزوم هذه العوالم الافتراضية، فارغا من كل شغل نبيل، خلوًا من كل هدف أصيل.
إنما تُنصر بك حين تكون عابدًا في محرابك..
عالمًا في تخصصك..
وقّافًا عند حدود دينك..
عاملًا بمقتضاه..
مشغولا بقضايا أمّتك..
لازمًا ثغرك الذي تحسنه..
كثير العمل.. قليل الكلام..
حينها تكتحل العيون ببيارق الظفر والسؤدد،

وإن لم يلح فجره، فيكفيك أنك سلكت الطريق إلى جنات عدن، وحققت الغاية من وجودك في هذه الحياة.

‏"الطريق طويل، وليس معي شيء إلا نفسي، أرشدني يارب بحكمتك لا بحكمتي، ودّلني على ما تشاء لا على ما أشاء، بيدك الأمر كله، ليس لي منه شيء"

‏"لا شاعريةَ في الفقد ولا جمالَ في الحزن ولا بطولةَ في الوحدة ولا جاذبيةَ في نهايات القصص، والسكوت أعلى درجات النواح"

‏ القرآن يغني عن عمر !

يحكى أن رجلا أتى عمر رضي الله عنه فقال: أولني مما أولاك الله، فقال: أتقرأ القرآن؟ قال: لا، قال: إنا لا نولي من لا يقرأ القرآن، فانصرف الرجل واجتهد حتى تعلم القرآن رجاء أن يعود إلى عمر فيوليه، فلما تعلم القرآن تخلف عن عمر فرآه ذات يوم، فقال: يا هذا! أهجرتنا ؟

‏فقال: يا أمير المؤمنين! لست ممن يهجر؟ ولكني تعلمت القرآن فأغناني الله عن عمر وعن باب عمر، قال: أي آية أغنتك؟ قال: قوله تعالى: ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾.

عَشرات الشُّهداء بقصفٍ هَمجي طَال مُستودعات النَّازحين فِي رَفح..
هَذه الأمَاكن التِي أعلَن العَدو الكَاذب أنَّها آمنَة ؛ فَلجأ النَّاس إليهَا يَرجونَ الأمنَ والأمَان والسَّلامة مِن صَواريخ الطُّغيان!

جُثث مُمزقة ،
أشلَاء مُتناثرة ،
أطفَال ورِجال ونِساء تَفحمت أجسَادهم بفعلِ النِّيران!

يَا أمَّة الغُثاء ، قَتلهم صَمتكم!
يَا غُثاء السَّيل ، سُكوتكم أوغلَ آلةَ بطشِهم فِي دِمائهم ، ولَا نَصير!

لَا سَامح اللَّه كلَّ سَاكتٍ ،
لَا عَفا عَن كلَّ مُخذل مُثبط مُطبعٍ خَؤون..
وعندَ اللَّه تَجتمع الخُصوم..