اَلسَّلامُ عَلى قَسيمِ الْجَنَّةَ وَالنّارِ، اَلسَّلامُ عَلى نِعْمَةِ اللهِ عَلَى الْاَبْرارِ، وَنِقْمَتِهِ عَلَى الْفُجّارِ، اَلسَّلامُ عَلى سَيِّدِ الْمُتَّقينَ الْاَخْيارِ، اَلسَّلامُ عَلى اَخي رَسُولِ اللهِ وَابْنِ عَمِّهِ وَزَوْجِ ابْنَتِهِ، وَالْمَخْلُوقِ مِنْ طينَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْاَصْلِ الْقَديمِ، وَالْفَرْعِ الْكَريمِ، اَلسَّلامُ عَلَى الَّثمَرِ الْجَنِيِّ،اَلسَّلامُ عَلى اَبِي الْحَسَنِ عَلِيٍّ

يارب ارحم ضعف بدني 🤲

ولاتفضحني بخفي ما اطلعت عليه من سري

عن مسعدة بن صدقة قال: وحدثني جعفر عن أبيه قال:
" كان علي (عليه السلام) يقول في دعائه وهو ساجد:
اللهم إني أعوذ بك أن تبتليني ببلية تدعوني ضرورتها على أن أتغوث (1) بشئ من معاصيك (2) اللهم ولا تجعل لي حاجة إلى أحد من شرار خلقك ولئامهم، فإن جعلت لي حاجة إلى أحد من خلقك فاجعلها إلى أحسنهم وجها وخلقا وخلقا، وأسخاهم بها نفسا، وأطلقهم بها لسانا، وأسمحهم بها كفا، وأقلهم بها علي امتنانا " (3).

في بيان وجه من وجوه المعاني : "وأنا الشجرة التي تأتي أكلها كل حين"
? مجمع النورين ?

1. رمزية الشجرة :
   الشجرة هنا قد تمثل شجرة الوجود الكلي، التي تتفرع منها مظاهر الخلق جميعاً. إذا كانت السيدة فاطمة الزهراء هي "الشجرة"، فهي أصل هذا الوجود ومصدر استمراره. فهي تجسد الحقيقة الكلية التي تتصل بالحقيقة المحمدية، التي هي أول مظهر للأسماء الإلهية.

"أكلها كل حين" يشير إلى استمرارية فيض الوجود والنعم من هذه الحقيقة الكلية إلى العالمين.

1. العلاقة بين النبوة والإمامة:

السيدة فاطمة ليست مجرد أم للأئمة الأطهار، بل هي الواسطة بين النبوة والإمامة، لأنها تجمع بين نور النبوة (من أبيها النبي محمد) ونور الإمامة (في ذريتها). بالتالي، "الشجرة" تشير إلى وحدة نورانية تربط العوالم العلوية بعوالم الأرض.

"أكلها كل حين" هنا يعني استمرارية الولاية الإلهية التي تتجلى من خلال ذريتها وأثرها في العالم، والتي لا تنقطع في أي زمان.

1. الفيض الإلهي المستمر:

يمكن أن نفهم أن السيدة فاطمة الزهراء تمثل باب الفيض الإلهي. الشجرة في هذا السياق هي رمز لحقيقة تتجاوز الزمان والمكان. الفيض الإلهي الذي يتجلى من خلال "الشجرة" هو ما يمنح الخلق حياتهم الروحية والمادية.

"أكلها كل حين" يعني أن كل حين (كل آنٍ وزمانٍ) يستمد الخلق نورهم ووجودهم وعلمهم من هذه الحقيقة.

1. حقيقة النور الفاطمي:

السيدة فاطمة الزهراء هي حقيقة نورانية قبلية، أي أنها موجودة في العلم الإلهي قبل الخلق المادي. الشجرة هنا تعبر عن الحقيقة الفاطمية التي تغذي أرواح العالمين، ويكون ثمرها ليس مادياً فقط بل روحانياً وأزلياً.

1. الارتقاء الروحي الدائم:

"الشجرة" تمثل أيضاً مراتب الارتقاء الروحي. السيدة فاطمة هي رمز للطريق المستقيم الذي يربط السالكين بالله. "أكلها كل حين" يعني أن كل من يسير في طريق الحقيقة يمكنه أن يتغذى على نور الفاطمية في كل لحظة.

الخلاصة:

السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي الجوهر الكوني الذي يتجلى فيه الفيض الإلهي بشكل دائم ومطلق. الشجرة هنا ليست مجرد رمز للعطاء أو الاستمرارية، بل هي رمز للحقيقة المطلقة التي لا يحدها زمان أو مكان، والتي منها ينبثق كل وجود وكل هداية.

بعض مقامات فاطمة الزهراء (عليها السلام) حسب روايات أهل البيت (عليهم السلام):

1. سر الخلق وغاية الوجود:

"لولا فاطمة لما خلقتكما" – هي جوهر الخلق وأصل النور الذي منه تفرع كل شيء.

1. حجة الله المطلقة:

"فاطمة حجة الله على الحجج" – هي برهان الله الأعلى، ودليل الحق الذي تستنير به الأنوار.

1. مظهر الطهر الإلهي:

"خلقها الله من نور عظمته" – هي التجلي الأتم للطهارة والكمال الإلهي.

1. أم النور المحمدي والإمامي:

"هي أم أبيها" – نقطة اتصال النبوة بالإمامة، وسر استمرار الرسالة.

1. كوثر العطاء الأبدي:

"إنا أعطيناك الكوثر" – هي نبع الرحمة الذي لا ينضب، وأصل الخير الذي يعم الوجود.

"فاطمة: هي انعكاس الكمال الذي لا يُدرك. والنور الأول، وسر الطهارة، وجوهر الكمال. هي الحجة العظمى، والكوثر الأبدي الذي منه يفيض الخير على كل الخلق."

محمد بن عماره عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن فاطمه لم سميت الزهراء فقال لأنها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما تزهر نور الكواكب لأهل الأرض .

1. "سُمِّيَتِ الزَّهْرَاءَ":
   تسميتها الزهراء تعني أنها مظهر من مظاهر النور الإلهي الذي يفيض على الكون. هي تجلي للأنوار الإلهية التي تتوسط بين الحقائق الربانية والخلق. فاسمها يرمز إلى كونها واسطة في نشر النور الإلهي للبشرية.

2. "إِذَا قَامَتْ فِي مِحْرَابِهَا":

القيام في المحراب يعبر عن حالة عبودية خالصة، حيث يكون الإنسان في قمة التجرد والانقطاع إلى الله. المحراب هنا ليس مجرد مكان مادي، بل هو رمز لمقام القرب والولاية الذي تحتله الزهراء عليها السلام في علاقتها بالله.

1. "زَهَرَ نُورُهَا لِأَهْلِ السَّمَاءِ":

نورها ليس نورًا ماديًا، بل هو نور معنوي كوني يشع على أهل السماوات، وهم الأرواح الطاهرة والمخلوقات النورانية. هذا النور يرمز إلى إشعاع الحقيقة الإلهية التي تحملها الزهراء عليها السلام.

إشراق نورها لأهل السماء يشير إلى أن كمالها الروحي هو مصدر هداية ليس فقط لأهل الأرض، بل أيضًا للأرواح النورانية في العوالم العلوية. فهي في مقامها الروحي تجمع بين عالمي الأرض والسماء، وتصبح محورًا تتجلى فيه الحقائق الإلهية.

1. "كَمَا تَزْهَرُ نُورُ الْكَوَاكِبِ لِأَهْلِ الْأَرْضِ":

هنا يتم تشبيه نور الزهراء بالكواكب التي تهدي السائرين في ظلام الليل. على مستوى الظاهر، يشير هذا إلى جمال وكمال نورها. فإن هذا التشبيه يعكس دور الزهراء عليها السلام كـهادٍ للبشرية. كما تهدي الكواكب أهل الأرض في ظلامهم، فإن نورها يهدي القلوب التائهة في ظلمات الجهل والشرك. نور الزهراء هو النور الهادي الذي يدل على طريق الحق، تمامًا كما يهتدي الناس بنور الكواكب.
---
نور الزهراء كنور الحقيقة المحمدية:

الزهراء عليها السلام ليست شخصية عادية، بل هي تجلٍّ للحقيقة المحمدية. هي الامتداد النوري للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكما وصف النبي نفسه بأنه "نور"، فإنها تشترك في هذا النور الإلهي.

نور الزهراء هو نور الحقيقة الإلهية التي أضاءت الوجود منذ الأزل، وهو النور الذي به استمدت كل الكائنات وجودها ومعناها.

إشراق نورها لأهل السماء يعني أنها مصدر الهداية والتسامي في العوالم العلوية، كما أن إشراق نورها كالكواكب لأهل الأرض يعني أنها مصدر هداية البشر.

الزهراء هي الوسيطة الكونية التي تصل بين عالم الملكوت (السماء) وعالم الملك (الأرض). هي النور الذي يربط بين العوالم، مما يجعلها محور الوجود الكوني والروحي.

#فاطمة_الزهراء

قالت فاطمة الزهراء (عليها السلام ):

أن السعيد كل السعيد، حق السعيد من أحب عليا في حياته وبعد موته.

مجمع الزوائد ج9 ص132