‏«لَعلَّ فِي المَنعِ خَيرٌ خَفِيّ!»

-
الإيمانُ ليسَ أن تدعو فيُستجاب لك .. فتؤمن
فذاك إيمانٌ مشروط!

الإيمان الحقيقي هو أن تدعو، فتُسدّ في وجهك الدروب، وتدعو فيسبقك الصحب، وتدعو فتُدمي أقدامك أشواكَ الطريق،
فما تزيد أن تقول: ربّي ما ألطفك أيُّ خيرٍ تُريده بي؟

ثمًّ ما زلت تدعو!  حتى يجبر الله كسرك
ويجازيكَ أضعاف الأجور لأجل صبرك .. وظنك برحمته خيرًا ولن يُخيِّبك 💗..

قال الله تعالى : وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّٰتِ عَدۡنٖۚ وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ

( التوبة - 72 / 129 )
الجزء 10 - الصفحة 198

التفسير : وَعَدَ الله المؤمنين بالله والمؤمنات به أن يدخلهم يوم القيامة جنات تجري الأنهار من تحت قصورها ماكثين فيها دائمًا، لا يموتون فيها ولا ينقطع نعيمهم، ووعدهم أن يدخلهم مساكن حسنة في جنات إقامة، ورضوان يحله الله عليهم أكبر من ذلك كله، ذلك الجزاء المذكور هو الفوز العظيم الذي لا يدانيه فوز.

أخبرتني مرة إحدى الزميلات أن والدتها كانت نرجسية في تربيتها ومُهملة في التعامل معها، حيث انشغلت بوظيفتها.
أخبرتني أنها لا تستطيع أن تكون عاطفية وحنونة معها، وقالت بنبرة مليئة بالثقة: "في النهاية، هذا ما زرعته هي فيّ."

في الحقيقة، بعضنا—وأقصد من يدرس العلوم النفسية—يكتشف أساليب المعاملة الوالدية الخاطئة التي تعرض لها في طفولته أو مراهقته.
وأكبر خطأ اقترفناه بحق والدينا أننا سكبنا هذا العلم القليل مع جهلنا الكبير أمامهم، ورشقناه في وجهٍ طاهر صلّى من أجلنا في جوف الليل، وتلفّظ بدعوة كانت سببًا في بركتنا لسنوات مديدة.

الفكرة الخاطئة لدى معظم الأبناء هي أنهم يعتقدون أن العلاقة مع الأمهات والآباء هي علاقة يكون "الولد محورها".
ولو سألتك الآن: عندما قال الله عز وجل:
{وقضى ربُّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدينِ إحسانا}
لماذا لم يقل: "وبالوالدين المحسنين إليك إحسانًا"؟
برأيك، هل العلاقة مبنية على مبدأ "لكَ مني ما رأيته منك"؟

هل فكرتَ مثلًا، ممَّ تخاف والدتك؟
تاريخ ميلادها... متى أحبت؟
أم تظن أنها لا تحب ولا تغار؟ ولا يعجبها أن تدخل معها في نقاش؟
هل جرّبت أن تلقي على مسمعها كلمات الحب والغزل والدلال والألقاب الجميلة؟
أم أنك قررت أن هذه الأشياء يجب أن تصدر عنها وتتوجه إليك، لأنك ولدها!

أو أن هذه الأشياء تحصل في الأعياد فقط أو في المسلسلات والأفلام، وأن العلاقة بينكما طيبة طالما أنها تدعو لك؟
وأنت، لمجرد أنها تدعو لك، تعتبر أنك قد أخذتَ ما تريد، لتعود من العمل أو الجامعة، فتجلس في غرفتك وتنتظرها أن تصنع لك الطعام وتسألك عن دراستك وامتحاناتك، فتهزّ رأسك وأنت غارق في هاتفك وترد : "كل شيء تمام."

صدّقني، الأمر مخيف.
أتظن أن قول النبي ﷺ: "من أحقّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك..
ثم من؟  أمك...
ثم من؟ أمك. 
جاء من فراغ؟
أم أن الأم لا تستحق أن تكون صاحبة كل لحظة في حياتك لأن صفاتها الشخصية لا تعجبك؟

لقد كانت يومًا ما صاحبة كل لحظة، بينما كنتَ مغيبًا عن هذا المشهد، عندما كانت تستيقظ ثلاث مرات أو أربعًا في الليل، وتهزّ سريرك لتنام.
كل شهر كان يمرّ، كان يأخذ جزءًا من صحتها.
ولو أن أحدهم صفعكَ على وجهك وأخبرك أن علاقتك بها أبعد من ذلك...
وقال لك إن رجلًا سأل :
"حججتُ بأمي من خراسان على ظهري، يا رسول الله، هل وفيتها حقها؟"
فقال: "ولا طلقة من طلقاتها!"

ثُم تظن أنك مثقف، لأن العمر مضى، وغدوتَ في الجامعة تدرس العلوم النفسية، فاكتشفت أنها كانت مُهمِلة!
وتأتي مساحات العلاج النفسي التي استوردناها من منظومات غربية فاسدة، لتؤكد لك ذلك.
صدّقني أنا أعرف أنّهُ ليس كل الأمهات مثاليات ، لكنّهم زرعوا فيكَ أنّك ضحية لهذه الأساليب التربوية، فبررتَ لنفسك معاملتك الجافة  لها ..
عليك أن تقرأ أكثر عن الأمر من كافة جوانبه ، وتسأل الله أن ينفعك بعلمك، لأنهم وضعوك داخل أقفاص حديدية صدئة تتخبّط فيها ولا تعرف معنى "أُم" .
#جودي_شغالة ?

عاجل | مصادر للجزيرة:
- قصف بالمسيرات يستهدف موقعا في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية
- جرافات الاحتلال الإسرائيلي بدأت بتدمير البنية التحتية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية

بصفتي ابنةً للضفة الغربية، من قلب الأرض التي ظن العالم أنها تحررت، أكتب لأكشف الستار عن حقيقةٍ دفنها التضليل الإعلامي تحت ركام الأكاذيب، الحرب لم تنتهِ، فلسطين لم تتحرر، والسلام الذي يزعمون أنه عمّ علينا، ليس سوى وهمٍ صنعوه ليُسكِتوا الضمائر النائمة، الحقيقة أننا نعيش في جحيمٍ متجدد، تحت احتلالٍ يحكمنا بالنار والحديد.

الأسرى الذين أُفرِج عنهم ضمن صفقات مؤقتة ليسوا سوى غيضٍ من فيض، فخلال أيامٍ قليلة فقط، عاد الاحتلال لملء زنزاناته بأضعافهم، القرى الفلسطينية أصبحت مسارح للاعتقالات الليلية، كل يوم يُقتاد العشرات بلا تهمة، بلا جرم، سوى أنهم فلسطينيون يعيشون على هذه الأرض التي يريد الاحتلال اقتلاعنا منها.

أما المستوطنون، أولئك الوحوش المسعورة التي أُطلقت بلا قيود، فقد تجاوزوا كل حدود الإجرام، يُفترض أنهم بلا سلاح، لكنهم الآن مسلحون أكثر من أي وقتٍ مضى، يجوبون القرى كقطعانٍ مفترسة، يحرقون البيوت، يدمرون الممتلكات، وينشرون الرعب بلا حساب. وحشيتهم تفوق حتى الجنود، لأنهم ببساطة لا يعترفون بأي قانونٍ أو رادع.

سياسة هدم المنازل باتت كابوسًا يوميًا لنا، أي منزل قريب من المستوطنات أو يشكل عقبة أمام خطط التوسع الاستيطاني يكون مصيره الهدم، لا فرق لديهم بين بيت صغير أو كبير، كل ما يعنيهم هو تفريغ الأرض من سكانها وتحويلها لخدمة أطماعهم.

الضفة الغربية بأكملها تحولت إلى سجن كبير، لم تعد الحواجز العسكرية تقام فقط بين المدن، بل أصبحت تقطع أوصال القرى الصغيرة أيضًا، قد تستيقظ لتجد بوابة حديدية مغلقة على مدخل قريتك، تفرض عليك حصارًا خانقًا دون أي مبرر. الطرق الالتفافية التي كانت متنفسًا لحركتنا أغلقت تمامًا.

أما الاقتحامات، فهي فصل آخر من فصول المعاناة، المخيمات الفلسطينية تعيش على وقع اقتحامات ليلية متكررة، يتخللها القتل والتشريد. المدنيون الأبرياء، الذين لا علاقة لهم بالمقاومة، يدفعون الثمن دائمًا. حياتنا اليومية أصبحت مليئة بالخوف وعدم الاستقرار، ولا أحد يلتفت لمعاناتنا.

الأسوأ من كل ذلك هو التعتيم الإعلامي، لا توجد كاميرات توثق جرائمهم، ولا أصوات تصل إلى العالم لتخبرهم بما يجري هنا، التضليل الإعلامي جعلنا في عزلة، وكأن معاناتنا غير مرئية للعالم.

ولمن لا يعرف، نحن في الضفة الغربية لا نعيش تحت احتلال واحد فقط، بل تحت احتلالين، ومع ذلك، سأترك لكم أن تتساءلوا عن ماهية الاحتلال الثاني، لأن الحديث عنه قد يكون آخر كلمات تسمعوها مني.

- بَتول عَمار | ٢١-١-٢٠٢٥.

لحظات تفصل قطاع غزة عن بدء سريان وقف إطلاق النار بعد 16 شهرا من حرب الإبادة.