•••|

التَّدَرُّجِ فِي طَلَب الْعِلْمِ

ومَن رتَّب العِلمَ شيئًا فشيئًا تَخرَّج،

وتَرَك غيرَه مُتخَبِّطًا يتفرَّج.

ومَن رَقَى في العِلمِ بالتَّدرُّجِ

فَقَد علا سابِلَةَ التَّخرُّجِ

وحَقيقة (التدرج): البداءة بالمتونِ القِصارِ المُصنَّفةِ في فُنونِ العِلم حِفظًا واستشراحًا، ثُمَّ التَّرقِّي إلى ما بعدها، معَ المَيلِ حينئذٍ عن مُطالعَةِ المُطوَّلاتِ التي لم يرتِفع الطَّالِبُ بعدُ إليها.

ومَن أعرَضَ عن التدرج أضرَّ بنفسِهِ، وفوَّتَ عليها نَيل العِلم، ولَحِقَه الغَبنُ لا محالة، وإن كانَ داعي إعراضِه تكبُّرُهُ ورغبتُهُ عن مشارَكَةِ من يراهُم دونَه فيما هو له أنفع فهو شيطانٌ في صورةِ إنسان؛ لأنَّ في فِعلِه استنكافًا عن العبادة المأمورِ بها، وملاحظةً لِطغيانِ نفسِهِ المأمورِ بقهرها.

- شرح تُحفة الملاطَفة في نُصحِ الصُّحبةِ الملاطِفة.

شذرات العصيمي.

? أقوال المُستشرقين حَول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

? قال برنادلوس العالم الفرنسي في كتابه العرب في التاريخ ما يلي:

«وباسم الإسلام الخالي من الشوائب الذي ساد في القرن الأول نادى محمد بن عبد الوهاب بالابتعاد عن جميع ما أضيف للعقيدة والعبادات من زیادات باعتبارها بدع خرافية غريبة عن الإسلام الصحيح».

? قال جولد سهير المستشرق الألماني في كتابه العقيدة والشريعة:

«يجب على من ينصب نفسه للحكم عن الحوادث الإسلامية أن يعتبر الوهابيين أنصار للديانة الإسلامية على الصورة التي وضعها النبي والصحابة فغاية الوهابية هي إعادة الإسلام كما كان».

? جاء في دائرة المعارف البريطانية وهي تتكلم عن الوهابية ما يلي:

«الوهابية اسم لحركة التطهير في الإسلام، والوهابية يتبعون تعاليم الرسول وحده، ويُهمِلون كل ما سواها وأعداء الوهابية هم أعداء الإسلام الصحيح».

⇠ وهنا نطرح السؤال لأعداء دعوة الشيخ: مِن أين لمُتَتبِّعي الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله العمَالة لليهـ ـود واليهـ ـود نفسهم يخافون دعوته التي تدعو للتوحيد الخالص!؟

⁉️ هل خرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الدولة العثمانية؟
مما يُثيره بعض المغرضين من الخوارج المعاصرين شبهة مفادها أن الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- قام بالخروج على الدولة العثمانية.

- وقبل أن نذكر ردود أهل العلم على هذه الشبهة ننقل كلام الشيخ الذي بين فيه عقيدته في ذلك وهي عقيدة السلف الصالح القائم على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ.

◍ قال -رحمه الله-: «وأرى وُجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برّهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به، وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته، وحرم الخروج عليه»/ مجموع مؤلفات الشيخ (١١/٥).

◍ وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز هل خرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الدولة العثمانية فأجاب:

أقول: إن الشيخ محمد -رحمه الله- فيما أعلم وأعتقد لم يخرج عليها -أي الدولة العثمانية- وما كان هناك دولة، ما كان هناك إمارة ولا رئاسة ولا حركة في الجزيرة للأتراك كانت الجزيرة مُهمَلة ما فيها إلا أمراء يغير بعضهم على بعض وكانت نجد إمارات متعددة .....، وعلى كل بلدة أو قرية أمير مستقل …ولم يكن لسلطان الأتراك وجود في الجزيرة، والشيخ محمد بن عبد الوهاب خرج على الأوضاع الخبيثة الموجودة ودعى الناس إلى توحيد الله وإلى ترك تحكيم عادات الآباء والأجداد وترك عبادة القبور والأحجار والأشجار ونحو ذلك.

⇠ فهو خرج على الأوضاع لا على دولة قائمة، وإنما خرج على أوضاع فاسدة في بلده الدرعية وما حولها، ودعى إلى الله وأمر بالجهاد حتى قام سوق الجهاد ورُفعت راية الإسلام، وامتد الجهاد حتى وصل إلى مكة وكان في مكة لهم أمراء من الأشراف ينتسبون للدولة، لكن كانوا قد ضيعوا الأمور وكان الشرك سائدا في مكة، شرك القبور في المعلاة (أعلى مكة)، وكذلك في المدينة حول قبر النبي -ﷺ- وفي البقيع قبور أهل البيت، فرأى أتباع الشيخ وأولاده الاستيلاء على مكة لتتطهر من الشرك وحتى تسلم من البدع والخرافات...

وَطِّن نفسك أنهُ مادام النَفَسُ فيك يتردد فأنت في معركة ...
مَع نَفسِكَ ...
مَعَ شيطَانِكَ ...
مَع رغبَاتِكَ ...
مَعَ شهواتكَ ...
مَعَ أهل زمانك ...
مع ساعات يومك ...
مع طموحاتك ...
والمعركة مستمرة حتی ينقطع نَفَسُكَ...

فاستعن بالله ولا تعجز?

تأديب الشيخ العُصيمي لأحد الطلبة كان متكئاً، وموعظة عظيمة في استحضار كون العلم عبادة وقربة...

-

‏قال سفيان الثوري رحمه الله :

"وأَحسن سريرتك يحسن الله علانيتك، وابك على خطيئَتك تكن مِن أَهل الرفيق الأَعلى".
حلية الأولياء ... 82/7

? قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى- :

**• فَمَنْ كَانَ اللَّهُ يُحِبُّهُ اسْتَعْمَلَهُ فِيمَا يُحِبُّهُ مَحْبُوبُهُ لَا يَفْعَلُ مَا يُبْغِضُهُ الْحَقُّ وَيَسْخَطُهُ مِنْ الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ وَمَنْ فَعَلَ الْكَبَائِرَ وَأَصَرَّ عَلَيْهَا وَلَمْ يَتُبْ مِنْهَا فَإِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ مِنْهُ ذَلِكَ؛ كَمَا يُحِبُّ مِنْهُ مَا يَفْعَلُهُ مِنْ الْخَيْرِ؛ إذْ حُبُّهُ لِلْعَبْدِ بِحَسَبِ إيمَانِهِ وَتَقْوَاهُ وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ الذُّنُوبَ لَا تَضُرُّهُ لِكَوْنِ اللَّهِ يُحِبُّهُ مَعَ إصْرَارِهِ عَلَيْهَا كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ تَنَاوُلَ السُّمِّ لَا يَضُرُّهُ مَعَ مُدَاوَمَتِهِ عَلَيْهِ وَعَدَمِ تَدَاوِيهِ مِنْهُ بِصِحَّةِ مِزَاجِهِ.

• وَلَوْ تَدَبَّرَ الْأَحْمَقُ مَا قَصَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ قِصَصِ أَنْبِيَائِهِ؛ وَمَا جَرَى لَهُمْ مِنْ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ؛ وَمَا أُصِيبُوا بِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ الَّذِي فِيهِ تَمْحِيصٌ لَهُمْ وَتَطْهِيرٌ بِحَسَبِ أَحْوَالِهِمْ؛ عَلِمَ بَعْضَ ضَرَرِ الذُّنُوبِ بِأَصْحَابِهَا وَلَوْ كَانَ أَرْفَعَ النَّاسِ مَقَامًا؛ فَإِنَّ الْمُحِبَّ لِلْمَخْلُوقِ إذَا لَمْ يَكُنْ عَارِفًا بِمَصْلَحَتِهِ وَلَا مُرِيدًا لَهَا؛ بَلْ يَعْمَلُ بِمُقْتَضَى الْحُبِّ - وَإِنْ كَانَ جَهْلًا وَظُلْمًا - كَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لِبُغْضِ الْمَحْبُوبِ لَهُ وَنُفُورِهِ عَنْهُ؛ بَلْ لِعُقُوبَتِهِ.
?** مجموع الفتاوىٰ   (١٠ / ٢٠٨ )】