الثقافة الإسلامية- #قسم_الثقافة_الرسالية.
- خلاصة الدرس السادس والستون بعنوان:
#عبادة_النوات_مراحلها_وألوانها. (٢)

قال تعالى: ﴿إِن هِيَ إِلّا أَسماءٌ سَمَّيتُموها أَنتُم وَآباؤُكُم ما أَنزَلَ اللَّهُ بِها مِن سُلطانٍ إِن يَتَّبِعونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهوَى الأَنفُسُ وَلَقَد جاءَهُم مِن رَبِّهِمُ الهُدى﴾ [النجم: ٢٣]

📌 القرابة المفقودة بين الله والإنسان

- حالة التجسيد في الإنسان، والتي تنشأ من الجمود على الأجسام المشهودة، كان خلفية للأفكار (الغنوصية) في التاريخ البشري، سواء في المسلمين، أو في أتباع الديانات والفلسفات السابقة عليه.

- إن (الغنوص) هو النظرية التي تزعم وجود نوع من القرابة بين الله وبين بعض عباده.

- فاليهود اتبعوا هذه النظرية في النبي (عزير)، والنصارى في (المسيح بن مريم )، قال تعالى: ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرُ ابْنُ اللَّهَ وَ قَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهُ .. ).

- ومن قبل اليهود والنصارى، قالت الفلسفات الإغريقية والفارسية والهندية بهذه الفكرة الغنوصية، وإنما تسربت الفكرة منها إلى اليهود.

- ولم يكتف اليهود والنصارى، بأن جعلوا عزيراً ابن الله، إنما جعلوا أنفسهم أيضاً (أبناء الله) وقالوا: نحن أبناء الله وسائر الناس أبناء البغال والحمير، قال تعالى: ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهُ وَأَحِبَّاؤُهُ ...).

- وكما رأينا في التاريخ أن فكرة (الغنوص) انتهت في اليهود إلى التحليل من المسئولية، وفي أنصار ابن الخطاب إلى الميوعة والفساد، أفلا يمكن أن نعتقد أن التحلل من المسئولية هو الهدف وراء نشوء هذه الفكرة ؟

- إن هذه الفكرة محقت صلة الإنسان بعمله، فعزير، والمسيح، ومحمد (ص) لم يرتفع أحدهم إلى النبوة بعمله، إنما بقرابته مع الله، الحلول روح الله فيه، التحوّله الصاعد من البشرية إلى الإلوهية !!

وكذلك أتباعهم لا يُشترط أن يرتفعوا بالعمل، إنما بمجرد الارتباط الروحي يتم الارتفاع، هكذا يسقط العمل عن الحساب وهكذا تسقط المسئولية !

والأمة الإسلامية انتهت ومنذ عصور مضت، إلى هذا الواقع التجسيدي السيء، حيث تجدها تقدس الرسول وأوصياءه تقديسا غنوصيا، بسبب تقديس المشركين لأوليائهم، واليهود والنصارى العزير والمسيح.

ولكن هل انتهى التقديس إلى هذا الحد؟

- كلا.. بل نزل التقديس في الأولاد وراثة، وزعموا أن أبناء الرسول مكرمون إلى يوم القيامة، حتى ولو خالفوا الله ، واتبعوا شهوات السلاطين.

عجباً، الرسول لا ينجيه إلا عمله، بينما أبناؤه يدخلون الجنة حبوة ؟

إن الله سبحانه هزء من كفار قريش، حينما زعموا أنهم أولى بإبراهيم إذ أنهم أبناؤه وقومه ومحبوه، وقال لهم تعالى: ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهُذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ).

- ولكن الأمة عادت تتمسك بذات القيم الزائفة التي جاءت الرسالة نفياً لها، وإنقاذاً للإنسان من ويلاتها.

- فإذا بنا نزعم انتماءنا للرسول وإلى الأوصياء، بمجرد حبنا لهم، وتعظيماً لأجسادهم.

- ولأننا اتخذنا القيم أجسادا لا معاني، وذواتا لا أعمال، والفظا لا مواقف حياتية، فإننا بدأنا نضخم الأجسام ونتمحور حولها، ترى

- المساجد تعمر على حساب عمارة القلوب، وتشاد البنايات الضخمة من أجل إحياء ذكرى الرسول وأوصيائه.

- إن عمارة المسجد لا تنفع شيئاً لو لم ترتبط بإيمان صاحبها، إذ الأجسام والهياكل، لا قيمة لها عند الله، إن صخور الجبال أضخم جسماً وأكبر هيكلاً، وإن الله يريد قلوباً، وأعمالاً ومواقف، وهو الذي يقول: ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ * أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمُسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ الله وَاللهُ لَا يَهْدِي ا الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ).
------------------------------------------
▪️️للتواصل مع استاذ مادة #الثقافة_الرسالية الشيخ جواد صالح على البوت التالي :
@Joad2020bot
- لمراجعة الدروس بشكل متسلسل الدخول على الرابط التالي:
https://t.me/althakafaa

- مادة:- الثقافة الاسلامية (١٠٤)
#قسم_الثقافة_الرسالية
- الدرس:- السابع والستون.
- #عبادة_الذوات_مراحلها_وألوانها (٢)

- الاستاذ: الشيخ جواد صالح
--------------------------------------------
▪️- للتواصل مع أستاذ المادة على البوت التالي: @Joad2020bot

- لمراجعة الدروس بشكل متسلسل الدخول على الرابط التالي:
https://t.me/althakafaa

الثقافة الإسلامية- #قسم_الثقافة_الرسالية.
- خلاصة الدرس السادس والستون بعنوان:
#عبادة_النوات_مراحلها_وألوانها. (١)

- التجسيد حين يمس مسألة الخالق يكون نظرية (المجسمة).

- وحين يرتبط بموضوع الرسول يخلق نظرية الإنسان (الإله).

- وحين يتدرج إلى واقع الأئمة إذا به يعطي الغلو.

- وإذا انتهى إلى المسائل الدينية يؤدي إلى تضخيم المظاهر على حساب الحقائق.

- أما في المسائل الاجتماعية فإن حالة التجسيد تتحول إلى (طبقية عرقية، مقيتة).

- تقول المجسمة - وهم فريق كبير من المسلمين، كانوا قد ظهروا في كل المذاهب الإسلامية تقريباً- ( إنه جسم ذاهب جائي، فيتحرك تارة ويسكن أخرى، ويقعد مرة ويقوم أخرى، وإنه طويل عريض عميق، لأنه ما لم يكن كذلك، دخل في حد التلاشي - أي لا نستطيع أن نؤمن به أصلا )

هذه بعض أفكار المجسمة، ولكن السؤال: من أين جاءت هذه الأفكار ؟

إنها جاءت من حالة التوقف عند الظواهر دون السعي لجعلها طريقاً إلى الحقائق .. لذلك إن هؤلاء عجزوا عن الإيمان بإله ليس بجسم، إنما زعموا إن كل شيء موجود لابد أن يكون جسماً، وإلا.. فهو غير موجود.

ويهزأ الإمام الصادق بهذه النظريات، ويقول لو أن بقرة تصورت ربها، تصورت له قرنين، إذ أن حدود تصور البقرة، هو حدود هيكلها الذي فيه قرنان.
-
------------------------------------------
▪️️للتواصل مع استاذ مادة #الثقافة_الرسالية الشيخ جواد صالح على البوت التالي :
@Joad2020bot
- لمراجعة الدروس بشكل متسلسل الدخول على الرابط التالي:
https://t.me/althakafaa

الثقافة الإسلامية- #قسم_الثقافة_الرسالية.
- خلاصة الدرس الرابع والستون بعنوان:
#العمل_الصالح_هو_المقياس

? لِمَاذَا اخْتَارَ اللَّهُ رُسُلَهُ ؟

- لم تكن صلة الغيب بالشهود، صلة السماء بالأرض، صلة الله بالانسان، إلا من خلال العمل.

- فلم ينتخب الله أنبياءه عبثاً، ولا حبوة، إنما علم أين يضع رسالته، فوضعها في أفئدة غمرها اليقين والصبر، وعلى أكف سالت بالاحسان والعطاء، وفي حجور طهرت من الرذيلة والفساد.

- وقبل أن يمنح الله عبداً وسام النبوة، امتحنه ببلايا عديدة حتى إذا رأى منه خلوص النية، وعزم العمل، وصدق الموقف، حمله كلمته الى الناس، وهنا أمثلة:

١- النبي إبراهيم، إبتلاه الله بالنار وبالهجرة عن وطنه وبالتضحية بابنه ثم جعله نبياً وخليلاً وإماماً.

٢- والنبي يعقوب إبتلاه بغياب يوسف - أحب أولاده اليه، أربعين سنة.

٣- والنبي يوسف إبتلي هو الآخر بالضياع والهجرة وافتتن بملكة مصر، وحين ترفع عنها جميعاً جعله الله خليفته في الارض.

٤- والنبي سليمان افتتن - هو الآخر - بجسد في كرسيه.

٥- وابتلى ربنا النبي أيوب عليه السلام.

وكذلك الأنبياء الآخرون.

? لا للقرابة

- ضرب الله بنوح مثلاً لعدم جدوى قرابة الأب وابنه في حساب الله.

- أما المثل الآخر فقد جاء انتزاعاً من واقع الزوجة التي لا يغني عنها زوجها شيئا، كما في إمرة نوح وامرة لوط.

- أما الأخ الذي لم يغن عن أخيه من الله شيئا فكان إبن آدم الذي قتل أخاه، فتحمل نصف آثام الارض.

- وبين الله في آيات عديدة إن أقرب وأعظم الناس حسباً في الدنيا لا يعني عن الله شيئا.

? التشيع هو العمل الصالح

- استوحى قادة الاسلام من كتاب الرسالة هذا المفهوم وقالوا بكل وضوح ان الطريق الوحيد لنجاة الانسان هو (العمل) وانه لا يغني غيره من الله شيئا.

- فقد جاء في الحديث عن الامام علي بن الحسين عليهما السلام: { خلق الله الجنة لمن أطاعه وأحسن ولو كان عبدا حبشيا وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولداً قرشيا }.

------------------------------------------
▪️️للتواصل مع استاذ مادة #الثقافة_الرسالية الشيخ جواد صالح على البوت التالي :
@Joad2020bot
- لمراجعة الدروس بشكل متسلسل الدخول على الرابط التالي:
https://t.me/althakafaa

- مادة:- الثقافة الاسلامية (١٠١)
#قسم_الثقافة_الرسالية
- الدرس:- الرابع والستون.
-#العمل_الصالح_هو_المقياس
- الاستاذ: الشيخ جواد صالح
--------------------------------------------
▪️- للتواصل مع أستاذ المادة على البوت التالي: @Joad2020bot

- لمراجعة الدروس بشكل متسلسل الدخول على الرابط التالي:
https://t.me/althakafaa

الثقافة الإسلامية- #قسم_الثقافة_الرسالية.
- خلاصة الدرس الثالث والستون بعنوان:
#العمل_الصالح_القيمة_الوحيدة

قال تعالى: ﴿فَاستَجابَ لَهُم رَبُّهُم أَنّي لا أُضيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنكُم مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى بَعضُكُم مِن بَعضٍ فَالَّذينَ هاجَروا وَأُخرِجوا مِن دِيارِهِم وَأوذوا في سَبيلي وَقاتَلوا وَقُتِلوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنهُم سَيِّئَاتِهِم وَلَأُدخِلَنَّهُم جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ ثَوابًا مِن عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسنُ الثَّوابِ﴾ [آل عمران: ١٩٥]

- الذي يزعم بأن الله خلق الناس درجات، ثم رفع بعضهم على بعض عبثاً، وأعطى أُناساً ما لم يعط آخرين فهو ينسب إلى الله الظلم والجهل والعجز، تعالى ربنا عنها.

- على أن الرسالة الاسلامية تنفي بشدة ووضوح كل القيم الذاتية التي كانت شائعة في الجاهلية العربية، وفي الاديان السماوية المحرفة، فقد رفع الاسلام شعار العمل الصالح كقيمة أساسية عند الله والتي يجب أن تتمحور الحياة الاجتماعية حولها أيضا، ولقد جاءت كلمة (العمل) بجميع صيغها أكثر من (٣٥٠) مرة في القرآن، وفي جميعها ربط القرآن الحكيم بين العمل وبين أحداث الحياة، ليجعله قيمة أساسية في الثقافة...

? العمل الصالح في منظار القرآن:

- وفيما يلي نثبت بعض النماذج في ذلك:
١- قال الله تعالى: { مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ ربهم } البقرة، ٦٢.

٢- فالحياة الدنيا مرتبطة بعمل الانسان دون أي شيء سواه، قال سبحانه: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طيبة } النحل، ٩٧.

٣- وأن العمل في ذات الوقت تمهيد للآخرة، قال تعالى: { مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } الروم، ٤٤. وقال تعالى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلَنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وما ربِّكَ بِظَلام للعبيد } فصلت، ٤٦.

٤- ويبين القرآن أن الجزاء في الآخرة هو عمل الانسان في الدنيا يتجسد ويتحول جزاء فيقول: { يومَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءِ تَوَدُّ لَوْ أَنْ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بعيداً } آل عمران، ٣٠.

٥- والعمل هو الذي يقيم الناس ويرتبهم درجات، متفاضلين بما عملوا، قال تعالى: { وَلِكُلِّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يعملون } الأنعام، ١٣٢..

- والعمل الصالح هو الذي يحدد هوية الانسان، فليس هناك أنساب أو عروق، أو دماء مفضلة على غيرها، إنما هو عمل صالح يعطي البشر صبغته وشاكلت، قال ذلك الرب سبحانه وتعالى في سورة غافر، ٥٨.

- ولا يستثن العمل أنبياء الله ورسله، وهم أقرب الناس إليه، ذكر الله عنهم في سورة المؤمنون، ٥١.

? العمل الصالح في منظار المعصومين.

روايات النبي وأهل بيته عليهم السلام أيدت كتاب الله في تقييم الانسان بالعمل، وجعله قيمة أساسية في الحياة الدنيا والآخرة:

١- قال الرسول صلى الله عليه وآله: [ لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يحتوي على مائة وثلاث خصال: فعل، وعمل، ونية، وباطن، وظاهر ... ].

٢- وقال الامام علي عليه السلام: [ الاسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين واليقين هو التصديق، والتصديق هو الاقرار، والاقرار هو الاداء، والاداء هو العمل ].

٣- وقال الامام الباقر عليه السلام:
[ الايمان ما استقر في القلب وأفضى به الى الله عز وجل، وصدقه العمل بالطاعة له، والتسليم له ].

٤- وقال الامام الصادق عليه السلام: [ الايمان هو إقرار باللسان وعقد في القلب، وعمل بالاركان، والايمان بعضه من بعض ].

وقال أيضاً: [ فمن أقر بدين الله فهو مسلم، ومن عمل بما أمر الله عز وجل به فهو مؤمن ].
------------------------------------------
▪️️للتواصل مع استاذ مادة #الثقافة_الرسالية الشيخ جواد صالح على البوت التالي :
@Joad2020bot
- لمراجعة الدروس بشكل متسلسل الدخول على الرابط التالي:
https://t.me/althakafaa

? انظروا كيف تُحرف قيم الدين، لقد حُرف الزهد من معناه الحقيقة إلى معنى زائف، حُرف من الرضا بما قسمه الله وعدم الحزن على مافات، وتحمل المسؤولية في جميع أبعادها إلى الإبتعاد عن الدنيا وعدم الخوض فيها، وترك الحياة والابتعاد عنها وعدم مواجهة الباطل والانحراف في الأمة.

? والشواهد التاريخية كثيرة على تبرير الفكر الصوفي، وأنه استخدم كغلاف ثقافي يحتضن كل جريمة وكل فساد، وسوف نستعرض في الفصل القادم الظرف التاريخي الذي ساعد على نمو الفكر الصوفي، لنرى هل نحن الآن ضحايا تلك الأفكار؟ وهل علينا اليوم تصفية ثقافتنا منها ؟

------------------------------------------
▪️️للتواصل مع استاذ مادة #الثقافة_الرسالية الشيخ جواد صالح على البوت التالي :
@Joad2020bot
- لمراجعة الدروس بشكل متسلسل الدخول على الرابط التالي:
https://t.me/althakafaa

الثقافة الإسلامية- #قسم_الثقافة_الرسالية.
- خلاصة الدرس الستون بعنوان:
#الفكرة_التبريرية [5]
3⃣ [ الزهادة الصوفية: التحلل عن المسؤولية ]

➖ قال الله تعالى:
﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَة فِي الاَْرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَاب مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَال فَخُور * الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [الحديد: ٢٢- ٢٤]

➖ وقال الإمام علي عليه السلام:
[ الزهد كلّه بين كلمتين من القرآن قال الله سبحانه: ﴿لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ...﴾.

☑️ تحدثتا في الدروس السابقة عن انتشار الأفكار التبريرية في الأُمم في حين ضعفها وانكسارها، فيبدأ التبرير فكرة في نفوس بعض الناس، ثم إلى جماعة ثم يصبح منهج وسلوك، وهذا ما حدث في الأمة الإسلامية مع دخول التصوف.

➖ فقد بدأت الأفكار الصوفية في أشخاص انعزلوا عن الحياة، وابتعدوا عن ممارسة النشاطات الإجتماعية، وتخلوا عن مسؤولياتهم، ثم في جماعة ادعت الرهبنة والكشف والمشاهدة، واخيراً تحول الأمر إلى منهج ظاهره انيق وباطنه قبيح، ظاهره الزهد والعبادة، وباطنه الهروب من المسؤولية وتمثل ذلك في عدة أفكار وعقائد خاطئة، والتي منها:

وحدة الوجود، وفكرة الحلول والإتحاد، وفكرة الإنعزال والعبادة، وكنا قد تحدثتا عن فكرة وحدة الوجود واثرها الخطير على تراجع وتخلف الأمة، وتحدثنا عن فكرة الحلول أيضاً وبينا كيف أنها متعمقة في الإبتعاد عن المسؤولية؛ بل وتعطي صاحبها الشرعية لكل عمل يقوم به، واليوم نتحدث عن الزهد المحرف، الزهد عند الصوفية ماذا يعني، وما هو المعني الحقيقي للزهد ؟

? الزهد في اللغة:
هو القَدْرُ اليسير. فيقال: خذ زَهْدَ ما يكفيك: أي قدر ما يكفيك.

? الزهد في المفهوم الإسلامي:
هو الفاعلية الإيجابية، هو العمل، هو المسؤولية، هو أن الإنسان لا ييأس على الماضي ولا يفرح بالآتي، معناته أن لا تملكك الدنيا، وليس أن لا تملكها، وقد تقدم كلام أمير المؤمنين عليه السلام في أن الزهد في كلمتين: أن لا ييأسوا ولا يأسفوا على مافاتهم، ولا يفرحوا بما أُوتوا.

➖ وقد جاء في الحديث:
1- [ ليس الزهد في الدنيا تحريم الحلال، ولا إضاعة المال، ولكن الزهد في الدنيا الرضا بالقضاء والصبر على المصائب واليأس عن الناس ] المصدر: مستدرك الوسائل، باب استحباب الزهد في الدنيا.

2- [ ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال ولا بتحريم الحلال؛ بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله عز وجل ] المصدر: بحار الأنوار ج ٦٧ ص ٣١٠.

- فالزهد في الاسلام: أن تعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، وأن تعمل لأخرتك كأنك تموت غداً.

- الزهد في الاسلام: أن لا تحرم زينة الله والطيبات من الرزق التي جعلها الله لعباده، ولا أن يكون كل همك الوصول إليها.

الزهد في الاسلام: أن لا ترى الدنيا كل شيء فتعميك عن ما ورائك من أخرة وجنة ونار.

الزهد في الاسلام: أن الإنسان يتزود من الدنيا، ويتمتع بها أيضاً، لا أن يتمتع أو يتزود دائماً.

- الزهد في الإسلام هو أن تجعل الدنيا مزرعة الآخرة لا أن تجعل الدنيا أكبر همك، وتنسى آخرتك.

- الزهد في الاسلام: أن ترغب بالآخرة، ولكن لا تنسى نصيبك من الدنيا.

- الزهد في الاسلام: أن تُقدم آخرتك على دنياك إذا خُيِرت بينهما.

- الزهد في الاسلام: أن تتعب جسدك بالعمل في سبيل الله لأجل راحته في الآخرة.

- الزهد في الاسلام: أن لا تكره الغنى وتكون فقيراً، وفي نفس الوقت لا تفرح بما عندك من النعم.

- الزهد في الاسلام: أن لا تبغض الزوجة والأولاد ولكن لا تفتتن بهم.

- الزهد في الاسلام: أن تكون سعيداً في الدنيا، وتعمل لأجل سعادتك في الآخرة.

? هذا هو الزهد في المفهوم الإسلامي، أما الزهد في المفهوم الصوفي:

? الزهد عند الصوفية:
- هو الإبتعاد عن الدنيا، والإنصراف إلى العبادة والشؤون الأخروية، والزاهِد في الْحَياةِ منهم هو مَنْ لا يَأْبَهُ بِأُمورِ الدُّنْيا حُبّاً في الآخِرَةِ.

▪️ فالزهد عند المتصوفة هو نتيجة الفكرتين السابقتين [ وحدة الوجود والحلول]، إذ تدعو فكرة الزهد إلى اللامسؤولية، بل وتقدسها مباشرة، بينما فكرة وحدة الوجود تمهد لها بتمييع الصراعات والحدود والأنظمة أما فكرة الحلول فهي تبرر اتباع الشهوات وتسحب الشرعية من الحق وتتمحور حول إله جديد هو الذات.

▪️ من هنا كان (الزهد) على طريقة الصوفية هدفاً للفكر الصوفي، وبؤرة يصب فيها كل رواسبه، بل كان الزهد الجذر النامي الذي استقت منه سائر الأفكار، فمن أجل تبرير الزهد وتبرير اللامسؤولية وتبرير الكسل الجمود والاحتيال على الناس و...، من أجل ذلك كله سَوَّلت للصوفية أنفسهم تلك الأفكار الخرافية الزائفة.

- مادة:- الثقافة الاسلامية (98)
#قسم_الثقافة_الرسالية
- الدرس:- الواحد والستون.
-#الفكرة_التبريرية [5]
[ الزهادة الصوفية والتحلل من المسؤولية ]
- الاستاذ: الشيخ جواد صالح
--------------------------------------------
▪️- للتواصل مع أستاذ المادة على البوت التالي: @Joad2020bot

- لمراجعة الدروس بشكل متسلسل الدخول على الرابط التالي:
https://t.me/althakafaa

الثقافة الإسلامية- #قسم_الثقافة_الرسالية.
- خلاصة الدرس الستون بعنوان:
#الفكرة_التبريرية [4]
[ فكرة الحلول: عبادة الذات ]

▪️قال تعالى: ﴿لَقَد كَفَرَ الَّذينَ قالوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِن إِلهٍ إِلّا إِلهٌ واحِدٌ وَإِن لَم يَنتَهوا عَمّا يَقولونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذينَ كَفَروا مِنهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾ [المائدة: ٧٣].

? تحدثتا في الدروس السابقة عن انتشار الأفكار التبريرية في الأُمم في حين ضعفها وانكسارها، فيبدأ التبرير فكرة في نفوس بعض الناس، ثم إلى جماعة ثم يصبح منهج وسلوك، وهذا ما حدث في الأمة الإسلامية مع دخول التصوف.

➖ فقد بدأت الأفكار الصوفية في أشخاص انعزلوا عن الحياة، وابتعدوا عن ممارسة النشاطات الإجتماعية، وتخلوا عن مسؤولياتهم، ثم في جماعة ادعت الرهبنة والكشف والمشاهدة، واخيراً تحول الأمر إلى منهج ظاهره انيق وباطنه قبيح، ظاهره الزهد والعبادة، وباطنه الهروب من المسؤولية وتمثل ذلك في عدة أفكار وعقائد خاطئة، والتي منها:

? وحدة الوجود، وفكرة الحلول والإتحاد، وفكرة الإنعزال والعبادة، وكنا قد تحدثتا عن فكرة وحدة الوجود واثرها الخطير على تراجع وتخلف الأمة، والآن نتحدث عن فكرة الحلول.

2⃣ تصور عام عن عقيدة وفكرة الحلول

هذا اللفظ يأتي كثيراً في كتب العقائد، وهو من المصطلحات الصوفية والباطنية، وهي عقيدة البرهمية والبوذية بالأساس وغيرهم، ويعني فيما يعني:

- أن يحل أحد الشيئين في الآخر، وعند الصوفية وغيرهم الحلول هو: حلول الله -عز وجل- في مخلوقاته، أو بعض مخلوقاته، وله أقسام، فينقسم الحلول عند الصوفية إلى قسمين:
1- حلول عام: هو اعتقاد أن الله تعالى قد حلَّ في كل شيء.
2- حلول خاص: وهو اعتقاد أن الله - جل وعلا - قد حلَّ في بعض مخلوقاته.

- فالحلول هو نزول الذات الالهية المقدسة في الذات البشرية، ودخوله فيها، فيكون المخلوق ظرفاً للخالق.

? فالحلول من أفكار الصوفية، التي تزعم أن روح الله -والعباذ بالله- تحل في جسم الأنسان، وهذه الفكرة متوغلة في اللامسؤولية إلى حد بعيد، إذ أنها تعطي الشريعة لكل عمل يقوم به الصوفي، لأنه -حسب هذه الفكرة- يجسد الله في تصرفاته، إذ الله حلّ فيه حلولاً.

? وانطلاقاً من هذه الفكرة ليس هناك ما يُسمى بمقياس (الحق) الذي يكتشفه ويدعو إليه عقل البشر، إنما هو مقياس (الحب والهوى والشهوات) التي يدعو لها الشيطان، إذا ما دام الله (رمز الشريعة المطلقة) قد حل في ذاته فكل عمل يصدر منه فهو مشروع والحق الذي يتجسد في القرآن الحكيم غير مقبول على ظاهره إنما يجب تأويله بما يتناسب مع أفكار الصوفية اللامسؤولة.

يقول (نيكولسن) في وصف أسلوب إبن عربي في كتابه المسمى بالفصوص:

(إنه يأخذ نصاً من القرآن أو الحديث، يؤله بالطريقة التي نعرفها في كتابات (فيلون) اليهودي (واريجي) الاسكندري ويستند كل (فص) من الفصوص السبعة والعشرين إلى طائفة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتصلة الخاصة لـ(النبي) الذي تُنسب حكمة (الفص) إليه، يعني أنه يسمي كل فص باسم نبي، مثل فص موسى، فص هارون، فص محمد، وهكذا...

? يعمد ابن عربي في كل ذلك، إلى تخريج المعاني التي يريدها من الآيات والأحاديث، بطريقة خاصة في التأويل فإن كان في ظاهر الآية ما يؤيد مذهبه -ولو بشكل قسري- على التشبيه والتجسيم أخذ بها، وإلاّ صرفها إلى غير معناها الظاهر.

? إن هذه الطريقة في تأويل القرآن وتفسير التاريخ تتناسب مع روح اللامسؤولية التي يعيشها الصوفي الهارب من الحياة إذ أنه يعطيه طريقة التخلص من القرآن، الذي هو كتاب الحق، كتاب الهداية، الفرقان بين الشهوات والعقل.

▫️ أما الله الحق الثابت، الذي يجب أن نقيس عليه حقائق الأشياء أما الله فلم تكتف الصوفية بإنكاره اعتماداً على فكرة وحدة الوجود وإنما أيضاً جعلوا أنفسهم مكانه اعتماداً على فكرة الحلول وبذلك تمت لهم اللامسؤولية المطلقة.

➖ وأما العقل فإنه محارَب بشدة من قبل الصوفي الصحيح، يقول ابن عربي:

(إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب، لتقلبه في أنواع الصور والصفات، ولم يقل لمن كان له عقل، فإن العقل قيد).

- هكذا يتهاوى عند الصوفي أسس الحق من (عقل) أو (قرآن) أو (إله) وتبقى الشهوات محور الاختيار.

3⃣ الزهادة الصوفية والتحلل من المسؤولية.

سيأتي إن شاء الله ....

------------------------------------------
▪️️للتواصل مع استاذ مادة #الثقافة_الرسالية الشيخ جواد صالح على البوت التالي :
@Joad2020bot
- لمراجعة الدروس بشكل متسلسل الدخول على الرابط التالي:
https://t.me/althakafaa