ابن محيريز القرشي من العباد الثقات، جاور بمكة ثم نزل بيت المقدس.
دخل دكاناً ليشتري شيئاً، فقال رجل لصاحب الدكان: هذا ابن محيريز، فأحسن بيعه، فغضب ابن محيريز وخرج وقال: إنما نشتري بأموالنا، لسنا نشتري بديننا. المعرفة والتاريخ٣٦٤/٢.

الزنجي محدث حجازي ضعيف، ولقب بالزنجي لأنه كان أبيضاً مشرباَ بحمرة، وأهل مكة كان فيهم سمرة من شدة حر الشمس، فلما غلب عليه البياض قيل له الزنجي على الضد.

عمرو بن الحَمِق الخزاعي:
صحابي أسلم متأخرا، ثم سكن الكوفة ومصر، وهو أحد الأربعة الذين دخلوا على عثمان يوم الدار وقتلوه، ثم صار من شيعة علي، فشهد معه الجمل والنهروان وصفين، واختلفوا في كيفية موته، واتفقوا على أنه مات عام٥٠-٥١ هجرية.
له حديثان فقط.

5
{يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق، وعامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني، فيبعث إليه جنداً من جنده فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه، حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم}
1=رواه {الحاكم ثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني، ثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة ثنا الوليد بن مسلم: ثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا به} ك٨٦٣٣.
قال أبو سياف: رقم1باطل: رجاله عدول، ولكن في سنده علل متعددة، الواحدة منها كافية في بطلانه، فضلا عن نكارة متنه.
العلة الأولى: الغرابة:
وهي علة مؤثرة في هذه الطبقة، وإنما لا تؤثر الغرابة في رأس الإسناد، أما التفرد عن مثل الأوزاعي ومالك والثوري وغيرهم من الذين روى عنهم الناس فهو طعن فيمن تفرد به، إذ يقال:
أين أصحاب الأوزاعي عن هذا الحديث؟
ثم يقال: أين أصحاب الوليد بن مسلم عنه؟
وهكذا يقال عمن دونه، حتى تلحق التهمة فيمن تفرد به، وهو الحاكم.
وما تفرد به الحاكم ومن في طبقته مما لا متابع له ولا شاهد فهو باطل قطعا، وهي أقوى علة موجودة في سنده.
الثانية: ابن أبي سمينة ثقة، ولكن له مناكير كحديث قطع الصلاة بالخنزير والمجوسي واليهودي، فإن وجدنا متابعا للحاكم فهو من مناكير ابن أبي سمينة، وتفرده غير مقبول، لنزول طبقته.
العلة الثالثة: الوليد بن مسلم يسوّي عن شيخه الأوزاعي إكراما له، أي أنه يسقط شيوخ الأوزاعي الضعفاء، وهي علة مؤثرة، ولم يثبت عنه أنه فعل ذلك في غير الأوزاعي، وهو القول الوسط بين وصفه بتدليس التسوية، وبين عدم وصفه به، وقد فصلت ذلك في "العنعنة والتسوية".
العلة الرابعة: أحاديث الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير فيها أخطاء ومناكير، وقد جزم أحمد أن كتابه عن الأوزاعي ضاع فحدث من حفظه فأخطأ.
🌸أما عنعنة ابن أبي كثير فهي كعنعنة أبي سلمة وعنعنة أبي هربرة، وكلها غير مؤثرة لأنها في رأس الإسناد، فلا تؤثر حتى تدل القرائن على خلافه، ويحيى بن أبي كثير مكث في المدينة عشر سنين يطلب العلم من أبي سلمة والتابعين، ولا يُعلّون أحاديثه بالعنعنة، كما يفعلون مع الزهري، إنما يفعل ذلك المتأخرون الذين لم يفرقوا بين الإرسال والتدليس. والحمد لله.

4
٧) أما نقد متون وأسانيد آثار السفياني، فبعد استقرائي لها أكتب هذه الملاحظات:
١- إن فيها تفاصيل عن كيفية إجرامه، كبقر بطون الحوامل، وطبخ من عصاه بالقدور، وهذا يتنافى مع من أُعطي جوامع الكلم ﷺ.
٢- تسمية المدن والقرى بكثرة في آثار السفياني، وهذا ليس من منهج النبي ﷺ.
٣- تناقض الروايات فيه: إذ في بعضها أنه يقاتل المهدي، وبعضها أنه يبايعه من غير قتال.
٤- بعض روايات السفياني عن كعب الأحبار، وهو من علماء بني إسرائيل الذين أسلموا ووعظوا بقصص السابقين، والكذب فيها كثير، كما أن الكذب عليه كثير.
٥- في أكثر روايات السفياني ضعفاء أو متروكون، ثم الطريق السالم منهم ورد بالعنعنة، والتدليس أو الإرسال معروف عندهم، أو يكون من رواية الغرباء عن المشهورين، وهذا ما لا يقبله المحدثون.
٦- في تفسير الطبري ٣١٠/١٩ حديث السفياني رواه رواد بن الجراح، وهو مختلف فيه، وبقيتهم ثقات، ومسلسل بالتحديث! فلما سألوه: أسمعته من سفيان؟ قال: لا، جاءني قوم فقالوا معنا حديث عجيب، فقرءوه عليّ، ثم ذهبوا فحدثوا به عني!
وهنا نعرف أهمية الحكم على الأحاديث، بعد دراسة أسانيدها ومتونها.

3
أولاً: من ناحية المتن:
١) تنتشر وقت الحروب والفتن آثار تنسب إلى النبي ﷺ، وربما يكون لها أصل صحيح، ولكن فيها زيادات ليست صحيحة، فمن الأصول الصحيحة أحاديث المهدي، والرايات السوداء، والخسوف ببعض الجيوش، وبسبب حديث الناس في الحروب والفتن، فإنهم يأخذون بعض المعاني الصحيحة، ويضيفون عليها معاني منكرة وموضوعة.
٢) أقام الحجاج بن يوسف دولة بني أمية على دماء أهل العراق وغيرهم، وأقام أبو مسلم الخراساني دولة بني العباس على دماء أهل الشام وغيرهم، فصار الناس يتحدثون عن المخلص لهم من الإجرام الذي حلّ بهم، وهي عادة الناس المقهورين في كل زمان ومكان.
٣) ظهرت محاولات متعددة لإعادة ملك بني أمية، وغالبا ما يكونون من بني أمية، ومنها في ذي الحجة عام١٩٥ ظهر بالشام علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية، واشتهر بالسفياني، نسبة إلى أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه، فدعا لنفسه بالملك، وطرد سليمان بن أبي جعفر.
٤) تحدث أهل الشام كثيرا عن السفياني الذي يخلصهم وينقذهم، بعضها إسرائيليات، وبعضها من كلام الناس بغير زمام ولا خطام، فكان ردة فعل أهل العراق ربط المهدي بالسفياني، في الظهور والمعارك والقتل، والزيادة على ما ورد في أحاديث المهدي.
٥) بعض أئمة السنة كنعيم بن حماد يغالي في نصرة السنة، حتى أن بعضهم اتهمه بالكذب نصرة لها، وأكثر من ذكر أخبار السفياني ومروياته نعيم بن حماد في كتابه الفتن.
٦) بعض أئمة السنة يروون عن الشيعة بلا تمحيص، بل وبعضهم رُمي بالتشيع، فظهر في كتبهم ما يُنكر.
كل هذه الأسباب ساعدت على انتشار الروايات التي لا أصل لها عن النبي ﷺ، وكانت مهمة علماء الحديث بيان ما يثبت عن النبي ﷺ وما لا يثبت.

عثمان بن أبي العاص
قدم في وفد ثقيف على النبي ﷺ، ثم أمّره عليهم وعلى الطائف، لما رأى من عقله وحرصه على الخير والدين.
فلما كانت الردة بعد موت النبي ﷺ ثبّتهم على الإسلام وقال لهم: كنتم آخر الناس إسلاما، فلا تكونوا أولهم ارتدادا.
ولم يزل على الطائف حتى ولاه الفاروق عمان والبحرين عام١٥، ثم فتح توج ومصّرها، عام٢١، واتخذها منطلقا للفتوحات في خلافة عمر وعثمان.
مات عام٥٠أو٥١ هجرية.

لله الحمد:
انتهيت من مسند سعيد بن زيد، وسوف أنشر نبذة مختصرة عنه.

هذا👆المقطع يبيّن لنا كيف اختار البخاري ومسلم أفضل الطرق عند الاختلاف فيها.

قال تعالى: «الرَّحْمَن الرَّحِيم» فما الفرق بينهما؟
الرحيم صفة تدل على الثبوت والدوام، مثل طويل وقصير، وبنفس الوزن.
الرحمن صفة تدل على التغيّر والتجدد، مثل عطشان وريان، وبنفس الوزن.
🌹فصفة الرحمة ثابتة على الدوام لله بدليل اسم الرحيم، ولكن هذه الرحمة لا تنفي ما يضادها في أنه شديد العقاب، لأن اسم الرحمن يدل على التجدد والتغيّر.
🌹 وبدت لي فائدة أخرى:
أن الداعي باسم الرحمن يدعو الله وقلبه يختلط فيه الخوف والرجاء: الخوف من عقابه، والرجاء في ثوابه.
أما الداعي باسم الرحيم فيدعو الله بالرجاء وحده، والسنة أن يجمع الإنسان في حال قلبه بين الخوف والرجاء في جميع الأحوال.