«بحسب نيوبورت، الشغف يأتي نتيجة لحياة عملية، والناس لا يصيرون شغوفين بمجال معين إلا بعد أن يقرروا أن يصيروا جيدين جدًا فيه، فيكون الشغف نتيجة للإتقان والتمكن، وأما الشغف الذي نشعر به قبل تعلم المهنة أو في بدايات اختيار المهنة.. فهو حماسة عابرة لتجريب المهنة وفضول لاستكشاف الجديد ليس إلا، وطريق غير مؤكدة لمهنة المستقبل».

وأعرف في نفسي عندك ما لا أعرفه عند غيرك، وأختبر فيها ما يودِعها جمالاً أنت مادّته وأصله؛ حتى ليُخيَّل إليّ أني أحمل بين جوانحي نفسَيْن: واحدةٌ ليست إلا لك، وأخرى ألقى بها الناس.

- عمر أ. الطاهر

«فسبحان من دَبَّرنا بلطيفِ حِكمتِهِ، وأخفى عن فِطنتنا جزيلَ نِعمتِهِ؛ حتى استوجَبَ من الشُّكرِ بإخفائها، أعظمَ ممَّا استوجبه بإبدائها».

- الماورديّ، أدب الدنيا والدين

﴿ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنۡيَا ﴾

قال مجاهد، وابن زيد: لا تترك أن تعمل في الدنيا للآخرة حتى تنجو من العذاب، لأن حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا أن يعمل للآخرة.
قال ابن عباس: أن تعمل فيها لآخرتك.
قال عون بن عبد الله: إن قوما يضعونها على غير موضعها. ولا تنس نصيبك من الدنيا: تعمل فيها بطاعة الله.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا تترك أن تطلب فيها حظك من الرزق.
قال الحسن: ما أحلّ الله لك منها، فإن لك فيه غنى وكفاية.
قال قتادة: لا تنس طلب الحلال.

#تفسير

رأى بعضهم الإمام التابعي يحيى بن أكثم بعد موته في النوم فقال له: "ما فعل الله بك؟"، فقال: «أوقفني الله بين يديه وقال: "يا شيخَ السوء فعلتَ وفعلتَ!"، فأخذني من الرعب ما يعلم الله، ثمَّ قلت: يا رب، ما هكذا حُدّثتُ عنك!،‏ فقال الله: "وما حُدِّثتَ عنِّي؟" فقلت: حدّثني عبد الرزّاق عن معمر عن الزهري عن أنس عن نبيِّكَ ﷺ عن جبريل عليه السلام أنَّكَ قلت: «أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، فليظن بي ما شاء»، وكنتُ أظنُّ بكَ أن لا تُعذّبني.

فقالَ الله عزَّ وجل: «صدقَ جبريل وصدقَ نبيي وصدقَ أنس وصدقَ الزهري وصدقَ معمر وصدقَ عبد الرزّاق وصدقت، انطلقوا به إلى الجنّةا».

إذا رأيت هذا؛ فاستغفر
ستجدها عند الله تعالى
أستغفر الله وأتوب إليه

(لمَّا) فصيحة، وهي في اللغة على ثلاثة أنواع:

الأول: لمَّا الجازمة للفعل المضارع:
كقوله تعالى: ﴿كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَه﴾

الثاني: لمَّا الاستثانئية (بمعنى إلَّا)
كقوله تعالى: ﴿وَإِنْ كُلُّ لَمَّا جَمِيْعٌ لَدَيْنَاْ مُحْضَرُوْنَ﴾

الثالث: لمَّا التعليقيَّة أو الظَّرفيَّة (بمعنى عندما)
كقوله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا﴾

لمَّا أقول: حفظك الله.
الفعل (حَفِظَ) في صيغة الماضي، فأصبح المعنى أن الله حفظك وانتهى الأمر!

لكنها تُقال بمقصود أن الله سيحفظك، أو هو دعاءٌ بالحفظ لك.

والجميل في اللغة أنها تقال بصيغة الماضي كأن ما سيكون (وهو حفظ الله) قد كان فعلا، وفي ذلك إشعار بقوة الأمل في الاستجابة.

#دقائق_لغوية

الروتين الصباحي للحياة الطيبة:
الاستيقاظ بتوقيت صلاة الفجر، قراءة أذكار الصباح، قراءة الورد القرآني، وعندها تكتمل تَغذية الروح والعقل، وحتى يتحقق التوازن النفسي تبدأ بعد ذلك عناية الجسد بالرياضة والطعام والنظافة، ثم يُلتفت إلى أعمال الدنيا دون نزعها من المفهوم الشامل للعمل الصالح.

- صالح التويجري

والكتابُ متى قُوبِل بالجفاء والترك = فشا في مُقابليه ما فشا من الجهل وإيثار الدنيا واتباع الهوى؛ فلم يكن إلا أن تجرَّدوا من حق ما يجب أن تكون عليه ذواتهم وحطُّوا بها إلى ما دون الدون.

فكان بعد جُرمهم ومقابلتهم النِعمةَ العظيمةَ بالذي قابلوه؛ أن قابلتهم الدنيا بأحقر ما فيها ثم تملَّكت أنفسهم -مستغلةً نزعاتها العمياء- وأبت إلا أن تقول: ذلَّك بما قدَّمت أيديكم، وجرت عليه طُرُقُكُم ومجاريكم.

أما الجنايةُ العُظمى فعلى من عَرَف ولم يُقبِل، ومن تأكَّد ولم يُقدِم.. تكاسُلا منه وتخاذُلا، وإلفا للماجرَيَّات والخطوبِ والنوازل؛ فكان من الذين كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدة.
----------

والكتابُ الذي هو العلم، والعلمُ الذي هو الوعيُ السليمُ والحقُّ المُبين، به صلاحُ كُلِّ حال، وإجابةُ كُلِّ سؤال، وردُّ كُلِّ شُبهةٍ ومقال؛ وبه ما يُوجب العِزَّةَ والرِّيادة، والعُلُوَّ والنَّصرَ والسِّيادة.

- عمر أ. الطاهر