رضيَ اللهُ عن أسيادِنا شُهداءِ حادثةِ الرّجيع من أصحابِ رسُولِ الله ﷺ.. رضيَ عن أصحابِ رسُولِ الله ﷺ
وصلّى على رسُولِ الله ﷺ ، وعلى آلِ رسُول الله ﷺ.

«أَلا لَيتَني فيها شَهِدتُ "ابْنَ طارِقٍ"
وَ "زَيداً" وَما تُغني الأَماني وَ "مَرثَدا"

وَدافَعتُ عَن حِبَّي "خُبَيبٍ" وَ "عاصِمٍ"
وَكانَ شِفاءً لَو تَدارَكتُ "خَالِدا"..»

• حسّانُ بْنُ ثابتٍ رضيَ اللهُ عنه
راثِياً شُهداءَ حادثةِ الرّجيع رضيَ اللهُ عنهُم. |

حادثةُ الرّجيع وقصِيدةُ خُبَيْب (٢/٢):
أمّا خُبيبٌ رضي اللهُ عنه فقد جيء به ليقتلوه، فدعا بماءٍ ليتوضّأ، وصلّى ركعتين، فكان بذلك أوّل من سَنّ الصّلاة عند القتل.. وأوجز في صلاتِه، فلمّا فرغ منها قال:
«واللهِ لَولَا أن تحسِبُوا أنّ بي جَزَعاً لزِدت».

ثمّ صَلَبَهُ المشركون على خشبةٍ، ورموه بالسِّهام، وضربوه بالسُّيوفِ، حتّى فاضت روحُه إلى ربّه، فكانَ بِذلكَ أوّل من صُلِبَ في سَبِيل اللهِ.. ودعا على قَاتِليه قبل مقتلِه فقال: «اللَّهُمَّ أحصِهِم عَدَدًا، واقتُلهُم بَدَدًا، ولَا تُبقِ منهم أحَدًا»

وكان رضي اللهُ عنه قد صَدَحَ بقصِيدتهِ الخَالِدة في وجوهِ قاتِليه قبل استشهاده قائلاً:

«فَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِماً..
عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ فِي اللهِ مَصْرَعِي

وَلَسْتُ بِمُبْدٍ لِلْعَدُوِّ تَخَشُّعاً..
ولَا جَزَعَاً، إِنِّي إلَى اللهِ مَرْجِعِي»

ومن يومها أصبح خُبَيْبٌ قدوةً للمظلومين الّذين يُكبّرون لصلاةِ القتلِ قبل تنفيذِ أحكام الطُّغاةِ بحقّهم، ولا زالت أبياتُه شعاراً لكُلّ مُسلِم طُورد وقوتِل وقُتل في سَبيل ربّه،

قُلِّي بِـرَبِّكَ هَلْ تُرِيدُ نَصِــيحَتِي
إِنِّــي سَأَلْتُكَ فَاسْـتَمِعْ لِــسُؤَالِيَا

معَارِك لَاتَنْسَى فِى التَّارِيخ
- مَعْرَكَة الْقَادِسِيَّة

كَانَت مَعْـ ـرَكَة الْقَادِسِيَّة أَشَدّ مَعْرَكَة خَاضَهَا الْمُسْلِمُونَ وَلَمْ يَلْقَوْا مِثْلِهَا فِى الشَّامِ أَوْ الْعِرَاق ، وَلَا يُعْرَفُ فِى تَارِيخ الْفُتُوحَات نَظِيرَ لَهَا لَقَدْ ظَلَّت رَحاَحهَا
دَائِرَةٍ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ حَتّى الْمَسَاء وَفِى الْيَوْمِ الثَّالِثِ اسْتَمَرّ الْقِتَال طَوَالَ اللَّيْلِ حَتَّى ظَهَرَ الْيَوْمِ الرَّابِعِ ، لَا وَقْتَ لِلرَّاحَةِ وَلَا شَيّ هُنَاكَ مَنْ طَعَامٍ أوشراب ، كَانَت الْمَـ ـعْرَكَة فِى سُنَّةٌ 15 هـ - 636 م فِى عَهْد
خِـ ـلَافُة أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخطَاب - رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ ؛ وَقَد خَاض الْفَرَس
الْمَـ ـعْرَكَة وَهُم يَمُنُّون أَنْفُسِهِم بِمَلْهَاة مِن ملَاهِي الْحُرُوب ، وَكَانَت عِدَّتَهُم 200 أَلْف مُقَاتِل ، وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ لَنْ يُشْهِرُوا سُيُوفُهُم بَل سَيَتَجَوَّلُونَ بِجُيوشِهِمْ مِن الْفِيَلَة حَتَّى يَقْضُوا عَلَى جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ وَعَدَدِه بِضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفًا فَقَط - أَوْ عَلَى الْأَقَلِّ حَتّى يَضْطَرُّوهُمْ لِلْفِرَار مِنْ الْمَعْرَكَةِ ،
وَكَان الْفَرَس يَضْحَكُون مِنْ نُبْلِ الْعَرَب الْمُسْلِمِين وَيُشْبِهُونَهَا بِالْمُغَازِلِ وَلَكِنْ هَذِهِ الْمُغَازِلُ هَزَمَتْهُمْ هَزِيمَة مُنْكَرَةٌ وَغَنِمَ الْمُسْلِمُونَ أَشْيَاءَ لَمْ يَغْنَمُوا بِمِثْلِهَا مِنْ قِبَلِ .... وَبَعْدَهَا بِأَشْهُر قَلِيلِة سَاد الْعَرَبِ إلَى الْمَدَائِنِ عاصِمَة فَارِس ، وَقَوَّضُوا دَوْلَةَ الْفَرَسِ تَقْويضًا.

أُحِبُـكَ يَارَسُــولَ اللهِ حُبــًـا
تَغَلْغَلَ فِي الجَوَانِحِ والفُؤادِ
أُحِبـكَ صَادِقًـا حَـتى كَأَنــي
فَرِيدٌ فِي المَشَاعِــرِ والوِدَادِ ﷺ

أصبحنا ملة أبينا إبراهيم، حنيفا مسلما وما كان من المشركين

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ:
أغْرَبُ الغُرَباء فِي وقْتِنا هَذا:
- مَن أخَذَ بِالسُّنَنِ وصَبَرَ عَلَيْها.
- وحَذِرَ البِدَعَ وصَبَرَ عَنْها.
- واتَّبَعَ آثارَ مَن سَلَفَ مِن أئِمَّةِ المُسْلِمِينَ.
الغرباء للآجري( ١/‏٧٨)