موانع النفس من التدبر ?

﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾

والتذكير نوعان: تذكير بما لم يعرف تفصيله، مما عرف مجمله بالفطر والعقول فإن الله فطر العقول على محبة الخير وإيثاره، وكراهة الشر والزهد فيه، وشرعه موافق لذلك، فكل أمر ونهي من الشرع، فإنه من التذكير، وتمام التذكير، أن يذكر ما في المأمور به، من الخير والحسن والمصالح، وما في المنهي عنه، من المضار.

والنوع الثاني من التذكير: تذكير بما هو معلوم للمؤمنين، ولكن انسحبت عليه الغفلة والذهول، فيذكرون بذلك، ويكرر عليهم ليرسخ في أذهانهم، وينتبهوا ويعملوا بما تذكروه، من ذلك، وليحدث لهم نشاطًا وهمة، توجب لهم الانتفاع والارتفاع.

#فوائد_تفسير_السعدي
رقم الفائدة: ٦٩٤

جاء في الحديث:
«ما من مسلم ‌يدعو ‌بدعوة ‌ليس ‌فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها».

قال ابن الجوزي -رحمه الله-:
«فإذا رأى يوم القيامة أن ما أجيب فيه قد ذهب، وما لم يجب فيه قد بقي ثوابه، قال: ليتك ‌لم ‌تجب ‌لي ‌دعوة قط. فافهم هذه الأشياء، وسلم قلبك من أن يختلج فيه ريب أو استعجال»!

?صيد الخاطر (١٧١)

جميع الكتب المذكوره موجوده بهذا الرابط ?

https://drive.google.com/drive/folders/1hLOUwj_c4ijF1ou1yZ71IQIlaf8TeqRX

مدارسة البيقونية (٦)?

قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: «لاَ أَمَلُّ ثَوْبِي مَا وَسِعَنِي، وَلاَ أَمَلُّ زَوْجَتِي مَا أَحْسَنَتْ عِشْرَتِي، وَلاَ أَمَلُّ دَابَّتِي مَا حَمَلَتْنِي، إِنَّ المَلاَلَ مِنْ سَيِّئِ الأَخْلاَق».

? سير أعلام النبلاء (٥٧/٣)

‏وأياك ثم إياك أن تنسب نفسك للسلف وكأن من ترحم على أبي حنيفة لا يعرف السلف، فهذا ليس مذهب السلف، وإياك ثم إياك أن تقول أجمع السلف ولم يجمع أحد، ولا تستعطف الناس وتقل: نحن دراويش السلف اذا قالوا قلنا. وانت تأخذ من نقول السلف ما تريد وترمي ما تريد عرض الحائط والله المستعان.

تطاول المجاهيل الصبيان على العلماء لا يطاق!
‏وردّاً عليهم وذبّاً عن عرض الإمام أبي حنيفة رحمه الله سأكتب هذا السلسلة

‏اولاً: هم ينسبون أنفسهم إلى السلف وأن كلامهم هو منهج السلف وهذا ليس لهم؛ لأن ليس كل ما يقوله أحد أعيان السلف يكون مذهباً للسلف كلهم، وليس المخالف لهذا التابعي أو تابع التابعي مخالف للسلف، إنما هو مخالف لفلان وليس مخالفاً للسلف ولا يبنى على مخالفته تبديع ولا غيره، فعندما أنسب قولاً للسلف لا بد أن يكون السلف مجمعون عليه ولا يكون قول واحد منهم ولهذا
‏قال شيخ الاسلام ابن تيمية: (تحصيل مذهب السلف وضبطه بالنقل؛ فإن ما قيل فيه إنه مذهبٌ للسلف، فهذا يعني إطباق السلف عليه) انتهى كلامه رحمه الله

‏يأتي السؤال الآن:
‏وهل أطبق السلف على ذم أبي حنيفة رحمه الله؟
‏أنقل لكم من كلام السلف على مدح أبي حنيفة وأحرص أن أنقل الصحيح من الاثار

‏١- قال سفيان ابن عيينة (١٩٨هـ ) :(ما مَقَلَت عيني مثل أبي حنيفة) وقال رحمه الله (رحم الله أبا حنيفة، كان من المصلين، أعني أنه كان كثير الصلاة )

‏٢- وقال عبدالله بن مبارك (١٨١هـ): (كان أبو حنيفة آية، فقال قائل في الشر يا أبا عبد الرحمن أو في الخير؟ فقال: اسكت ياهذا، فإنه يقال غاية في الشر، وآية في الخير )
‏وقال كذلك :(ما كان أوقر مجلس أبي حنيفة، كان يشبه الفقهاء، وكان حسن السمت، حسن الوجه، حسن الثوب)
‏وقال كذلك: (أبوحنيفة أفقه الناس)

٣- قال أبو يحيى الحماني من رجال البخاري (٢٠٢هـ) :(ما رأيت رجلا قط خيراً من أبي حنيفة)

‏٤- وقال سهل بن مزاحم المروزي أبو وهب: (بُذلت الدنيا لأبي حنيفة فلم يردها، وضرب عليها بالسياط فلم يقبلها)

‏٦- أيوب السختياني (١٣١هـ ) ،فعن حماد بن زيد أنه قال :(أردت الحج، فأتيت أيوب أودعه فقال بلغني أن الرجل الصالح فقيه أهل الكوفة يعني أبا حنيفة يحج العام فإذا لقيته فأقره مني السلام) ‏

٧- يحيى بن سعيد القطان (١٩٨ هـ) ،فعن يحيى بن معين أنه قال :(سمعت يحيى القطان يقول جالسنا والله أبا حنيفة وسمعنا منه وكنت والله إذا نظرت إليه عرفت في وجهه أنه يتقي الله عز وجل)

‏٨- وها هو الإمام مالك ،والإمام الشافعي
‏،فعن أحمد بن الصباح أنه قال: (سمعت الشافعي محمد بن إدريس قال: قيل لمالك بن أنس هل رأيت أبا حنيفة؟ قال :نعم، رأيت رجلاً لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهباً لقام بحجته) .
‏قلت وهذا من قوة الحجة وهو محمول على الثناء ،وساقه الخطيب البغدادي في سياق المدح فلا عبرة بكلام الاطفال

‏٩- وأختم بالإمام أحمد، وعندي نقول كثيرة تبلغ ٣٠ نقلا وأكثرها صحيحة في الثناء على أبي حنيفة رحمه الله:(فعن أبي بكر المروذي قال :سمعت أبا عبدالله يقول: (لم يصح عندنا أن أبا حنيفة كان يقول القران مخلوق) فقلت :الحمدلله! يا أبا عبدالله هو من العلم بمنزلة فقال: سبحان الله! هو من العلم والورع والزهد وإيثار الدار الآخرة بمحل، ولقد ضرب بالسياط على أن يلي القضاء لأبي جعفر فلم يفعل ،فرحمة الله عليه ورضوانه) .
‏ونلاحظ في هذا النقل استغراب تلميذ الإمام أحمد المروذي عن ثناء الإمام على أبي حنيفة وكأن الامام غير رأيه
‏وهذا ما اشار اليه الطوفي في شرحه على مختصر الروضة فقال: (وآخر ما صح عن الإمام أحمد إحسان القول فيه -أي أبا حنيفة- والثناء عليه).
‏ ومن المقرر في كتب الأصول أن مذهب العالم هو آخر أقواله لا كما يقول هذا الجاهل أن الجرح المفسر مقدم على التعديل فنقول هذا خارج محل النزاع فنحن نحرر رأي الإمام أحمد فلا يصح لك أن تستدل بالنقول الموجودة في كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد لأن هذا الرأي تغير وكان آخر أمره الرضى والثناء عن الإمام أبي حنيفة
‏قال ابن عبد الهادي الحنبلي رحمه الله :(ومذهبه -أي الإمام المجتهد - آخرهما إن علم التاريخ، وإلا فأشبههما بقواعده وأصوله).

‏ والآن -رغم هذا الرد- لأنهم جهال صبيان لا يعرفون من العلم شيئا سيأتون ويستدلون بكتاب السنة والنقول التي فيه، وهذا حال الخالي من العلم

ثانياً: ما ينقل عن الإمام أبي حنيفة
‏إما أنه لا يصح عن العالم فالأثر فيه ضعيف إلى العالم ذاته، أو يصح عن العالم لكن لا يصح عن الإمام أبي حنيفة، أو أن الإمام تراجع عنه، ومن تاب وتراجع عن القول فالله غفور رحيم، لكن عند الخوارج تعاب عليه توبته

‏مثال ذلك :
‏الكذب على الإمام كما ساق الذهبي رحمه الله قصة عقب عن سوء نية الامام أبي حنيفة في طلب العلم في أخرها الذهبي فقال :(قلت -اي: الذهبي- قاتل الله من وضع هذه الخرافة) .

‏ومثل ما تاب وتراجع عن القول بخلق القران بل نفاه عنه الإمام أحمد نفسه

‏وأما استتابته مرتين من الكفر فنقل غير واحد من العلماء أنه عندما ضرب مرتين للقضاء قالوا الناس استتيب من الكفر مرتين وإنما هو مضروب على عدم تولي القضاء .

‏وسبحان الله صغار الاسنان سفهاء الاحلام لا علم ينفعون به أنفسهم، ولا فقه يصححون به عبادتهم، ولا عقيدة يصلحون فيها حالهم ولا يعرفون الا الوقيعة بالعلماء