إن في نفس هذا الإنسان أعماقًا بعيدة تنحدر أغوارها من مهوى إلى مهوى إلى ما لا نعلم؛ لأن النفس ما برحت جزءًا من الأزل، كبعض النور من النور، ينفصل عنه وهو مستقر فيه.

#رسائل_الأحزان

وأنا رجلٌ ليس فيَّ أكثرُ مما فيَّ، كالنجمِ يستحيلُ أن يكونَ فيه مُستنقَع؛ فما أعلمُ في طبيعتي مَوضعًا للنفاقِ تتحوَّلُ فيه البصلةُ إلى تفاحة، ولا مكانًا من الخوفِ تنقلبُ فيه التفاحةُ إلى بصلة، ولستُ أُهدي من كُتبي إلا إحدى هديَّتَين: فإما التحيَّةُ لمَن أثِقُ بأدبِهم وكِفايتِهم وسلامةِ قلوبهِم، وإما إنذارُ حربٍ لغيرِ هؤلاء.

#وحي_القلم

وإني لأحسُّ كذلك أن قلبي يطرح على ساحل أشعتك بقايا ما فيه من الآمال المحطَّمة ، التي طالَ مثواها في لُجَج الهم ، كبقايا الغرقى في أعماق اليمّ.

#حديث_القمر

وعِندي أنَّ المرأةَ إذا كان لها رأيٌ دينيٌّ تَرجِعُ إليه، وكان أمرُها مُجتمِعًا في هذا الرأي، وكانت أخلاقُها مَحشودةً له، مُتحفِّلَةً به، فتلك هي الياقوتةُ التي تُرمَى في اللهبِ ولا تَحترِق، وتَظَلُّ مع كلِّ تجربةٍ على أوَّلِ مُجاهَدَتِها؛ إذ يكونُ لها في طبيعةِ تركيبِها الياقوتيِّ ما تَهزِمُ به طبيعةَ التركيبِ الناريّ.

#وحي_القلم

فهي تحت الحِجاب؛ لأنه رَمزُ الأمانةِ لمُستقبلِها، ورَمزُ الفصلِ بين ما يَحسُنُ وما لا يَحسُن، ولأنَّ وراءَه صَفاءَ روحِها الذي تخشى أن يُكَدَّر، وثباتَ كيانِها الذي تخشى أن يُزعزَع.

#وحي_القلم

‏في كُلِّ صفحةٍ من الكِتاب كنتُ أَراكَ ، فَأرَى المَعانِيَ شُعاعًا فِكرِيًّا مُنْبَعِثًا مِنْ جَبهَتِك السّاميةِ لا من الأسطُرِ و أَوراقِهَا.

‏ولقد كنَّا سادةَ الدُّنيا قبلَ أنْ كانت هذهِ العادات الغربيَّة ؛ التي رأينَا منها ومنْ أثرِها فِينا ما أفسَد رجولةَ رجَالنَا ؛ وأنوثةَ نسائنا عَلى السَّواء.

ومنهم من يريدونَ هدمَ الأمَّةِ في لغتها وآدابها ، خدمةً لمبدأ الاستعمارِ الأوربيّ ، ومنهم من يشيرُ بإستعمالِ اللّغةِ العاميَّةِ بحجَّةِ أنَّها أقربُ إلى الأفهام، ومنهم دعاةٌ إلى اللّغةِ وآدابها لا حبًّا باللغةِ والآداب، ولكن شرطَ أنْ لا يكونَ ثمَّةَ قرآنٌ ولا حديث، وأنْ تكونَ الصِّيغةُ لا دينيَّة، وحجَّتهم في ذلك حبَّ التجدُّد ، وكونَ القرآنَ والحديثَ وكلمات السَّلف كلِّها من القديمِ الذي لا يتلائمُ مع الرُّوح العصريَّة في شيء .

#تحت_راية_القرآن

و إنّ هذا البغض وجه آخر من الحب كالجرح ظاهره له ألم وباطنه له ألم.

#رسائل_الأحزان

وأنتَ بعواطفك رحمةٌ من الله لقلبٍ لولاكَ لجفَّ .