راية الإصلاح ـ دار الفضيلة

Description
قناة دينية تعليمية تابعة لموقع راية الإصلاح ودار الفضيلة للنشر والتوزيع بالجزائر
للتواصل معنا : 92 99 06 (0559) (نقال - تيليجرام)
We recommend to visit

القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75

Last updated 1 year, 7 months ago

القناة الرسمية لابن بابل
الحساب الرسمي الموثق على فيسبوك: https://www.facebook.com/Ibnbabeledu?mibextid=ZbWKwL

الحساب الرسمي الموثق على يوتيوب :https://youtube.com/@iraqed4?si=dTWdGI7dno-qOtip

بوت القناة ( @MARTAZA79BOT

Last updated 5 months, 3 weeks ago

Last updated 1 month, 3 weeks ago

3 months, 1 week ago

وقال تعالى في بيان حسنات الدُّنيا الَّتي أوتيها إبراهيم ـ عليه السلام ـ: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 54]، وقال سبحانه: ﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيم [83] وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين [84] وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِين [85] وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِين [86] وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم [87]﴾ [سورة الأنعام]، وقال تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِين﴾ [العنكبوت: 27].
ولعلَّ تكرار هذا المعنى في المواضع الأربعة من سورة النَّحل لتأكيد أنَّ جميع أصناف أهل الجنَّة قد ضمن الله لهم الحياتين معًا.
ـ فالآية الأولى وصفتهم بالمتَّقين، وهم الَّذين آمنوا بالله ورسله؛ فقد قال الله تعالى: ﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين﴾ [آل عمران: 133]، وفي الآية الأخرى قال ـ عزَّ وجلَّ ـ: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ﴾ [الحديد: 21]، وهم الصّدِّيقون؛ لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ﴾ [الحديد: 19].
ـ والآية الثَّانية وصفتهم بالمهاجرين بعد الاعتداء عليهم وهم الشُّهداء.
ـ والثَّالثة وصفت المؤمنين بالصَّلاح.
ـ والرَّابعة وصفت أبا الأنبياء.
هكذا جاء ترتيبهم في سورة النِّعم، ولهذا جاؤوا في سورة النِّساء موصوفين بالمنعم عليهم؛ حيث قال الله تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: 69]، فانظر كيف جاءت القسمة رباعيَّة؛ والله أعلم.

ونِعَم المخلصين وحسناتهم في هذه الدُّنيا المذكورة مجملةً في سورة النحل (النِّعم) جاء تفصيلها في مواطن أخرى من القرآن الكريم، من ذلك:
الوقاية من الشَّيطان وغوايته، ولم يشهد على نفسه بالعجز أمام خصلة قطُّ إلاَّ خصلة الإخلاص، كما قال تعالى عنه: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين [39] إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين ﴾ [سورة الحجر].
صرف السُّوء والفحشاء عنهم، قال الله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِين ﴾ [يوسف: 24] قال ابن القيم: «فالسوء: العشق، والفحشاء: الزنا، فالمخلص قد خَلَص حبُّه لله، فخلَّصه الله من فتنة عشق الصور، والمشرك قلبُه متعلق بغير الله، لم يخلِص توحيدَه وحبَّه لله عز وجل»( 8 )، فالمخلص يقيه الله الزنا وشرك العشق، وسببه هو الشَّيطان؛ لأنَّه الداعي إلى ذلك المُزيِّن له، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون ﴾ [البقرة: 169]، وما أحوجَ المرء إلى أن يعصمه ربُّه من فتن الدُّنيا التي قال عنها النَّبيُّ ﷺ «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَة، هِيَ أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ»(9).
وإذا أُخِذَ منَ العبد شيءٌ فالله يُؤتيه ـ بسبب إخلاصه ـ خيرًا منه؛ قال الله تعالى: ﴿ إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ [الأنفال: 70].
الإخلاص سبب للنجاة من الغرق وسائر المحن؛ قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُون﴾ [العنكبوت: 65]، فهؤلاء أخلصوا مرَّة؛ فاستجاب الله لهم، فكيف بمَن حياتُه كلُّها إخلاص!
* معيَّة الله ـ جلَّ وعلاـ للمخلصين، وهذا ما ختمت به سورة النِّعم؛ قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُون﴾ [النحل: 128].

3 months, 1 week ago

ومن الكلمات المضيئة في هذا الصَّدد، ما وصَّى به عمر بن الخطَّاب ـ رضي الله عنه ـ قاضيه أبا موسى ـ رضي الله عنه ـ قائلاً: «فَمَنْ خَلَصَتْ نِيَّتُهُ في الحَقِّ وَلَو كَانَ عَلَى نَفْسِهِ كَفَاهُ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ تَزَيَّنَ لَهُمْ بِمَا لَيْسَ في قَلْبِهِ شَانَهُ اللَّهُ، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لاَ يَقْبَلُ من العِبَادِ إِلاَّ ما كَانَ لَهُ خَالِصًا، وما ظَنُّكَ بِثَوَاب عند اللَّهِ في عَاجِلِ رِزْقِهِ وَخَزَائِنِ رَحْمَتِه»(5).
قال ابن القيِّم ـ رحمه الله ـ: «يريد به تعظيم جزاء المخلص وأنَّه رزق عاجل؛ إمَّا للقلب أو للبدن أو لهما، ورحمته مدّخرة في خزائنه، فإنَّ الله سبحانه يجزي العبد على ما عمل من خير في الدُّنيا ولابدَّ، ثمَّ في الآخرة يوفِّيه أجره، كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [آل عمران: 185]، فما يحصل في الدُّنيا من الجزاء على الأعمال الصالحة ليس جزاء توفية... وقد دلَّ القرآن في غير موضع على أنَّ لكلِّ مَن عمل خيرًا أجرين»(6).

وقد دلَّ القرآن في غير موضع على أنَّ لكلِّ مَن عمل خيرًا أجرين:
وهو موضوعنا من هذه السُّورة العظيمة، فقد جاءت أربع آيات منتظمة في هذه السُّورة، كلٌّ منها يقرِّر أنَّ للمخلصين جزاءين، الأوَّل في الدُّنيا والثَّاني في الآخرة.
الآية الأولى: قوله تعالى: ﴿لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِين﴾ [النحل: 30].
الآية الثَّانية: ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون﴾ [النحل: 41].
الآية الثَّالثة: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون﴾ [النحل: 97].
الآية الرَّابعة: قال فيها عن خليله إبراهيم عليه السلام: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِين [120] شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم [121] وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِين [122] ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين [123]﴾ [سورة النحل].

فقد تكرَّر هذا المعنى في هذه السُّورة دون غيرها في أربعة مواضع لسرٍّ بديع، فإنَّها سورة النِّعم الَّتي عدَّد الله سبحانه فيها أصول النِّعم وفروعها، فعرَّف عباده أنَّ لهم عنده في الآخرة من النِّعم أضعاف هذه بما لا تدرك كثرته، وأنَّ هذه من بعض نعمه العاجلة عليهم.
وقد «آتى خليله أجره في الدُّنيا من النِّعم الَّتي أنعم بها عليه في نفسه وقلبه وولده وماله وحياته الطيِّبة»(7).
فأما النِّعمة التي أنعم الله بها عليه في نفسه، هي الَّتي في قول الله تعالى: ﴿قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾ [البقرة: 124]، وأمَّا الَّتي على قلبه، فقد قال تعالى: ﴿ إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيم ﴾ [الصافات: 84]، وأمَّا الَّتي على ولده، فقال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ﴾ [العنكبوت: 27]، وأمَّا الَّتي في ماله، فقال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَام﴾ [إبراهيم: 35]، وقال ـ عزَّ وجلَّ ـ: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِين﴾ [الأنبياء: 71].

3 months, 1 week ago

#راية_الإصلاح ـ أرشيف المقالات
? جزاء المخلصين من سورة النعم
? بقلم: عبد الحكيم دهاس ـ وهران
? منشور في العدد (32) من #مجلة_الإصلاح
رابط المنشور على الفيسبوك: https://bit.ly/3PnB1pF
???

سورة النَّحْلِ مكِّيَّة كلُّها في قول الحسن، وعكرمة، وجابر بن زيد رحمهم الله؛ وقال ابن عبَّاس ـ رضي الله عنهما ـ: هي مكية إلا ثلاث آيات (1).

«وتسمَّى سورة النِّعَم؛ فإنَّ الله تعالى ذكر في أوَّلها أصول النِّعم وقواعدها، وفي آخرها متمِّماتها ومكمِّلاتها، فأخبر أنَّه خلق السَّماوات والأرض بالحقِّ؛ ليستدلَّ بهما العبادُ على عَظمة خالقهما، وماله من نُعوت الكمال، ويعلم أنَّه خلقهما مَسْكَنًا لعباده الَّذين يعبدونه بما يأمرهم به من الشَّرائع الَّتي أنزلها على ألسنة رسله، ولهذا نزَّه نفسه عن شرك المشركين به؛ فقال: ﴿تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون﴾ [النحل: 3]»(2).

فأهمُّ ما جاء في هذه السُّورة تعداد النِّعم والامتنان بها على الخلق، ولذلك يتكرَّر لفظ: ﴿لكم﴾ كما في قوله ـ عزَّ وجلَّ ـ: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُون﴾ [النحل: 10]، وقوله ـ عزَّ وجلَّ ـ: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ﴾ [النحل: 12]، وقوله ـ عزَّ وجلَّ ـ: ﴿وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُون﴾ [النحل: 13].
وهذه النِّعم المذكورة في هذه السُّورة العظيمة متعدِّدة المجالات، وبدأ ربُّ العزَّة بأشرف المخلوقات وهو الإنسان، فقال ـ عزَّ وجلَّ ـ: ﴿خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِين﴾ [النحل: 4]، ومنها الأنعام، قال تعالى: ﴿وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُون﴾ [النحل: 5]، ففيها الدِّفء بالأصواف والأوبار والأشعار والجلود والثِّياب والفرش والبيوت، والأكل منها، والجَمال في حركتها وسكونها، وحمل الأثقال، والرُّكوب عليها، ومن النِّعم الخيل والبغال والحمير، ومن النِّعم أيضًا ما جاء في قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُون [10] يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون ﴾ [سورة النحل]، ومن النِّعم تسخير اللَّيل والنَّهار: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون ﴾ [النحل: 12]، ومن النِّعم ما «ذرأ الله ونشر للعباد مِن كلِّ ما على وجه الأرض من حيوان وأشجار ونبات وغير ذلك ممَّا تختلف ألوانُه وتختلف منافعه، آيةً على كمال قدرة الله وعميم إحسانه، وسعة برّه، وأنَّه الذي لا تنبغي العبادة إلاَّ له وحده لا شريك له»(3).
ومن النِّعم تسخير البحر، وما فيه من لحم طريٍّ، وحِلية تُلبس، وتسخير الفلك.
ومن النِّعم أيضًا تسخير الجبال العظام لئلاَّ تميد الأرض وتضطرب بالخلق؛ فيسهل عليهم الحرث والبناء والسَّير عليها.
ومن النِّعم الألبان والنَّخيل والأعناب والعسل ونعمة الأزواج والبنين والحفدة... نِعَمٌ يعسر عدّها مجرَّدًا عن الشُّكر؛ فضلاً عن أداء شكرها، فإنَّ نعمه الظَّاهرة والباطنة على العباد بعدد الأنفاس ممَّا يعرف العباد وممَّا لا يعرفون، فهي أكثرُ من أن تحصى: ﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّار ﴾ [إبراهيم: 34]، ﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيم ﴾ [إبراهيم: 18]، وعن عائشة ـ رضي الله عنها وعن أبيها ـ قالت: «فَقدتُ رسول الله ﷺ ليلةً من الفراش؛ فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد، وهما منصوبتان وهو يقول: «اللَّهُمَّ! إني أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ»(4).

إنَّ هذه النِّعم المذكورة في سورة النِّعم هي للمخلصين في الدُّنيا، خالصة لهم يوم القيامة؛ كما قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون﴾ [الأعراف: 32].

5 months, 3 weeks ago
[#راية\_الإصلاح\_فائدة\_اليوم](?q=%23%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD_%D9%81%D8%A7%D8%A6%D8%AF%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85)

#راية_الإصلاح_فائدة_اليوم
?قال الرَّبيع بن خُثَيم رحمه الله لأصحابه:
أتدرون ما الدَّاء؛ وما الدَّواء؛ وما الشِّفاء؟ قالوا: لا؛ قال: الدَّاء الذُّنوب، والدَّواء الاستغفَار، والشِّفاء أن تتُوبَ فلا تعُود» [«الزُّهد» للإمام أحمد بن حنبل (1983)]

6 months, 1 week ago

فالعبرةُ ـ يا إخواننا ـ بالحقَائق والمعَاني لا بالأسمَاء والمبَاني؛ وممَّا تعلَّمنَاه جميعًا أنِ «اعْرفِ الحَقَّ تَعرفْ أهلَه، إنَّ الحقَّ لا يُعرَفُ بالرِّجالِ، وإنَّما الرِّجالُ يُعرفُون بالحقِّ»؛ فالدَّعوةُ السَّلفيَّةُ لم يَعُدْ خافيًا على أحدٍ أنَّها دعوةُ علم وسِلم وأمن ومُهادنة؛ ومن أشدِّها بُعدًا عن أسلوب العُنف والإرهاب، وقَد شهد المُنصِفُون من أهل الشَّرق والغَرب أنَّ من أهمِّ أسباب عزُوف شباب الجزائر عن الالتحاق بتنظيم «داعش» هو انتشارُ الدَّعوة السَّلفيَّة في أوساطِه، وامتثالُه لنصائح وتوجيهات عُلمائها ومشايخها؛ لذا كان من مُستَبْشَع الحُكم أن تُجحَدَ هذه الحقيقَةُ، ويُرادَ ترويجُ ضدِّها من الأضاليل، ويُنسبَ السَّلفيِّون إلى منهج الثَّورة والتَّهييج، وأنَّهم خطر جديدٌ يهدِّدُ أمنَ الأوطان، وسلامةَ البلدان؛ ونحنُ نقول: أَبينُوا لنَا أينَ عثرتُم على هذا الَّذي تزعُمُون في كلام علمَاء السَّلفيَّة وأعيانها وكتاباتِهم صريحًا أو تلميحًا إن كنتُم صادقين؟ فإنَّ الغالبَ على السَّلفيِّين الاشتغالُ بمسائل العلم ودلائله، وهو ما يؤهِّلُهم أن يكونُوا دعاةَ إصلاح في الأرض لا دُعاةَ إفسادٍ فيها؛ فهُم بعيدون كلَّ البُعد عمَّا تدَّعون من الإفك والبُهتان؛ وأمَّا أن يُسيء سلفيٌّ في مشرق الأرض أو مغربها؛ فيُحمَّل السَّلفيُّون كلُّهم وزرَه، فهذا عينُ الظُّلم والبَغي الَّذي لا يحبُّه الله ولا يرتَضيه؛ والله المستعان.

6 months, 1 week ago

وتقف السَّلفيَّةُ اليومَ أيضًا نفسَ الموقف الَّذي وقفتُه الدَّعوة الحقُّ عبرَ تاريخها، فيرميها خصومُها بأنَّها تُضادُّ المرجعيَّةَ الدِّينيَّةَ، وأنَّها فكرٌ وافدٌ، وأنَّها خطرٌ على البلد وتهدِّد أمنَه، وأنَّها تدعو للطَّائفيَّةِ والتَّفريقِ، وغيرها من التُّهم الباطلة، وأَحدَثُ هذه الأكاذيبِ الَّتي أنتجتها مخابرُ الحركيِّين خصومِ الدَّعوة السَّلفيَّة أَفِيكَةٌ غريبةٌ وكذبةٌ عجيبَةٌ، وهو أنَّ منهجَ السَّلفيِّين منهجٌ عُدوانيٌّ يدعُو إلى قَتلِ واغتيَالِ مُعارضيه وإراقةِ دماءِ مُخالفِيه، ولا أظنُّ مُنصِفًا يعرفُ أدبيَّاتِ الدَّعوةِ السَّلفيَّةِ ومنظُومتَهَا الفكريَّةَ والعقَديَّةَ ويقرأ ما يكتبُه ويقرِّرُه علماؤُها وأعلامُها في مؤلَّفاتِهم ومُحاضراتِهم، ثمَّ يَخلُص إلى مثل هذا الهُراء؛ بل يصحُّ أن يُصاحَ في وجه قائل ذلك، ويُقال: يا لِلأَفِيكَة!! ويا لِلْعَضِيهَة!! ويا لِلْبَهِيتَة!!
ولعلَّك لو فتَّشتَ في كتب العلم والتَّاريخ فلن تعثُرَ فيه على أنَّ عَلَمًا من أهل السُّنَّةِ دعا إلى اغتيال أحدٍ مِن أهل الأهواء والبدع على كثرَتِهم وتنوُّعِهم؛ ولكنَّك ستجد في مقابل ذلك أنَّ أهلَ السُّنَّة كثيرًا ما عانوا من وشَايةِ أهل الانحراف إلى السَّلاطين والحُكَّامِ؛ بدءًا من زمن الإمام أحمد وما فعله معه القاضي المعتزلي أحمد ابن أبي دؤاد، إلى زمن شيخ الإسلام ابن تيميَّة وما قاسَاه من خصومِه من الإهانةِ والسِّجنِ حتَّى إنَّه لقِيَ ربَّه وهو سجينٌ؛ ثمَّ إلى زمن الإمام ابنِ باديس الَّذي يَعرِفُ القاصي والدَّاني أنَّ ما واجهَهُ به أهلُ البدع والطُّرُقِ كانَ أشَدَّ ممَّا جابَهَه به المُسْتَعمِرُ الفَرنسيُّ الغَاشمُ، حتَّى إنَّهم أرسلوا إليه من حاول اغتيالَه إلاَّ أنَّ اللهَ سلَّمه من مكيدتهم الخائبة؛ وأسوَتُهم في ذلك المنافقون الَّذين حاولوا اغتيالَ رسولِ الله ﷺ بالعَقبة عند عودته من غزوَة تَبُوك.
وهذا حالُ أهل البدع والأهواء يُحاولون اغتيالَ السُّنَّة بالطَّعن في أهلِها وحُماتِها سبًّا وشتمًا وإهانةً؛ وبالإذاية الجسديَّةِ، أو بالسِّعايةِ والوشايةِ عند الحكَّامِ والمسؤولين؛ وهذا صنيعُ خسيسِ الهمَّة، ضعيفِ الحُجَّة.
أمَّا أهلُ السُّنَّةِ السَّلفيُّون، فليس من طريقتهم ولا من منهجهم الدَّعوةُ إلى الاغتيالات والمؤامرات والدَّسائسِ الدَّنيئة، بل دَيْدَنُهم العلمُ والتَّعلُّمُ وتعليمُ الخلق، ومُواجهةُ الأفكار الرَّديَّة والمذاهبِ الغويَّةِ بدلائل الكتاب والسُّنَّةِ على فهوم السَّلف السَّويَّة؛ ليس شأنهم كشأنِ هؤلاء أبدًا.
فإنَّه منَ الكذب المكشوفِ أن يُحاول المبطلون إلصاقَ هذه الدَّعوى السَّاقطةِ بالدَّعوة السَّلفيَّةِ، ويهوِّلون بها في كلِّ ناحيةٍ في وسائل الإعلام، ويبذلون الجهدَ لإقناع النَّاس بهَا، فيختَصرون الدَّعوةَ السَّلفيَّةَ الرَّحيبةَ في تصرُّفٍ طائشٍ لشَبابٍ متهَوِّر، أو في عبارةٍ مُوهمَةٍ لعالم فاضِل، أو في زلَّة لشَيخ منَ المشايخ؛ هذه أسلحةُ القوم الَّتي يُجابهُون بها السَّلفيِّين، بعدَما عجَزُوا عن مُقارعتِهم بالعلم والحُجَّة والبيَان، فلَم يجدوا من سبيلٍ لصَدِّ الامتداد السَّلفي إلاَّ بمثل هذه الأسلحَة الكَليلة والأدوات المفلُولَة، ومِن أدواتهم أيضًا صبغُهم للسَّلفيِّين بألقاب غريبَة، فبعدما كانوا يلقِّبونهم «باديسيِّين»، و«عُقبيِّين» نسبةً إلى الشَّيخيْن ابنِ باديس والعُقبي، وبعدما لقَّبوهم في فترة أخرى «ألبانيِّين» نسبةً إلى الشَّيخ الألبَاني، وبعدها «جامِّيِّين» نسبةً إلى الشَّيخ محمَّد أمان الجامِّي، وصلوا الآن إلى لقب حديثٍ وهو «مَدْخليِّين» نسبةً إلى الشَّيخ ربيع المدخَلي، ورحم اللهُ الشَّيخَ الإبراهيمي حين قال: «ولكنَّ القَوم يصبغُونَنا في كلِّ يوم بصبْغَة، ويسَمُّوننا في كلِّ لحظَة بسِمَة، وهُم يتَّخذون من هذه الأسمَاء المختَلفة أدواتٍ لتَنْفير العامَّة منَّا وإبعَادِها عنَّا، وأسلحَةً يُقاتلُوننا بهَا وكلَّما كلَّت أداةٌ جاءوا بأدَاة، ومن طَبيعَة هذه الأسلحَة الكَلال وعدمُ الغَناء» [«الآثار» (1 /123)].

9 months, 2 weeks ago

#راية_الإصلاح ـ جديد المقالات (المترجمة)
? La contestation publique
? Écrit par Toufik Amrouni
? L'éditorial du dernier numéro (n 71) de la revue al-Islah
???
La contestation publique
Les savants de la Sounna sont unanimes pour interdire la contestation publique formulée à l’encontre des gouvernants en leur absence, car ce fait s’oppose au dire du Prophète – prière et salut sur lui – : « Quiconque voudrait conseiller un gouvernant sur une question, qu’il le fasse en privé. » Cette contestation donnera lieu à des conséquences néfastes incontournables. Tout kharidjite n’a pu brandir son arme qu’après avoir trempé sa langue dans la contestation et la diffusion des défauts. L’érudit Ibn al-‘Outhaymin – qu’Allâh lui fasse miséricorde – a dit : « Lorsqu’on déclare une contestation publique contre les gouvernants, ceux qui les haïssent en tirent profit en faisant des exagérations et en semant des discordes, et rien n’est plus attentatoire aux gens que cela. Car la populace est incontrôlable. Déclarer la contestation envers les gouvernants profite aux populistes qui atteindront leurs objectifs. » (Rencontres portes ouvertes, 3/269)
La jurisprudence appelle plutôt à mettre en œuvre les Textes sacrés, à tenir compte des objectifs religieux et des conséquences, à valoriser la règle qui postule l’annulation de tout prétexte fallacieux. Le Prophète (prière et salut sur lui) a délaissé la réédification du temple de la Kaaba sur les fondements légués par le prophète Ibrahîm, il a aussi délaissé la mise à mort des hypocrites, malgré les méfaits qu’ils infligeaient aux musulmans. Ceci n’est qu’un exemple parmi les questions qui sont fondamentalement légitimes, mais dont les conséquences sont néfastes et illégales.
Concernant la contestation publique, les savants ont affirmé que ses répercussions sont malheureuses et corrompues. Ils ont recommandé que le conseil adressé aux gouvernants soit plutôt confidentiel, et non public, fait par toute personne qui en est capable. Si l’on est incapable de le faire, la prière et la patience sont un refuge. La contestation publique n’est pas sujette aux normes, comme le prétend l’opposant à la voie des pieux prédécesseurs. Ibn ‘Abd al-Bir – qu’Allâh lui fasse miséricorde – a dit : « s’il est impossible de conseiller le sultan, munissez-vous de patience et de prière. Car les Compagnons interdisaient d’insulter les gouvernants. » (at-Tamhid 21/287)
Les gens n’osent insulter les gouvernants qu’après les avoir contestés publiquement en leur absence. Permettre un tel acte attise le feu de la fitna et attire un grand malheur. La première et la plus grave épreuve qui avait frappé la communauté musulmane, et dont les gens en pâtissent même aujourd’hui, fut l’assassinat du compagnon ‘Outhmân qu’Allâh l’agrée. C’est ainsi cette épreuve a débuté. On trouve dans Fath al-Bârî (13/13) « parmi les principales raisons qui étaient derrière l’assassinat du compagnon ‘Outhman fut les calomnies répandues à l’encontre de ses vizirs, puis à l’encontre de sa personne, puisqu’il les a désignés. Cette dissidence débuta en Iraq.» c’est-à-dire que ses débuts furent enclenchés en Irak, bien que ‘Outhman réside à Médine. On conclut ainsi que les gens contestaient le calife en son absence, ce qui a suscité la haine et a provoqué le chaos, conduisant au meurtre du troisième calife bien-guidé, bien qu’il soit noble et auguste. Qu’en est-il alors de gouvernants inférieurs à son rang ? Qu’en est-il aussi de gouvernés de moindre science, de moindre bienfaisance, de moindre droiture par rapport à ceux qui étaient sous l’égide de ‘Outhman ? « L’épreuve de chaque époque est déterminée par la qualité de ses hommes » disait Ibn Taymiyya.
Puisse Allâh nous protéger contre les épreuves.

9 months, 2 weeks ago

#راية_الإصلاح ـ جديد المقالات
? الإنكار العلني
? بقلم: توفيق عمروني
? منشور في العدد (71) من #مجلة_الإصلاح
? رابط المنشور على الفيسبوك: https://bit.ly/3Wc7286
???
إنَّ علماء السُّنَّة على منع الإنكار العلني على الحكَّام في غيبتِهم، لمخالفته قوله ﷺ: «مَن أراد أن ينصحَ لذي سُلطَان بأمرٍ فلا يُبْدِ له علانيَّةً»؛ ولما قد يجرُّه من مفاسد محقَّقَةٍ، فما أشْهَر خارجيٌّ سلاحَه إلَّا بعد أن أطلقَ لسانَه بالنَّكير ونشر المعايب، قال العلَّامةُ ابن عثيمين رحمه الله: «فإذَا أُعلِن النَّكير على وُلاة الأمور استَغلَّه مَن يكرَه (وجعَل منَ الحبَّة قُبَّة) وثارت الفتنَة، وما ضَرَّ النَّاسَ إلَّا مثلُ هذَا الأمر! ..؛ لأنَّ رَعاعَ النَّاس وغوغاءَ النَّاس لا يمكنُ ضبطُهم أبدًا، وإعلانُ النَّكير على وُلاة الأمور يستَغلُّه هؤلاءِ الغَوغائيُّون ليَصلوا إلى مآربِهم» «لقاءات الباب المفتوح» (3/269).
فالفقهُ يدعو إلى العمل بالنُّصوص، ومراعاة المقاصد الشَّرعيَّة والمآلات، واعتبار قاعدةِ سدِّ الذَّرائع، فقَد تركَ النَّبيُّ ﷺ بناءَ البيت على قواعد إبراهيم، وتركَ قتْل المنافقين رغم إذايتهم للمُسلمين، ونحوها من المسائل التي يكون أصلُها مشروعًا ومآلُها حصول مفاسد غيرِ مشروعَة.
وفي هذه المسألة لمَّا قطعَ العُلماء بإفضائها إلى الشَّرِّ والفساد، أوصَوْا أن تكون نصيحة الحاكم سرًّا لا علنًا، لمن أمكنه ذلك؛ فإن تعذَّر عليه، فلا يملكُ بعدَها غير الصَّبر والدُّعاء، وليس الإنكار العلني بضوابط!! ـ كما يدَّعيه المخالفُ لمنهج السَّلف ـ؛ قال ابنُ عبد البرِّ رحمه الله: «إنْ لم يكُن يتمَكَّنُ نُصْحَ السُّلطانِ؛ فالصَّبرُ والدُّعاءُ، فإنَّهم كانوا ـ أي الصَّحابة ـ يَنْهَوْن عن سَبِّ الأُمراء» «التمهيد» (21/287).
ولا يصلُ النَّاس إلى سبِّ أمرائهم إلاَّ بعد إنكار علنيٍّ في غيبَتِهم، فلهذا كان فتحُ هذا الباب هو إذكاءٌ لنار الفتنَة، وفتحٌ لباب شرٍّ عظيم، فأوَّلُ فتنةٍ وقعَت في هذه الأمَّة وأعظمُها، والتي لا يزال النَّاس في آثارها إلى اليوم، هي مقتَل عثمان ابن عفَّان رضي الله عنه قد بدأت بمثل هذَا، ففي «فتح الباري» (13/13): «إنَّ قتلَ عثمان كانَ أشدَّ أسبابِه الطَّعنُ على أمرائِه، ثمَّ عليه بتوليتِه لهم، وأوَّلُ ما نشَأ ذلكَ مِن العِراق» يعني أنَّ البدايةَ كانَت بالعراقِ، مع أنَّ عثمان كان بالمدينة، فيُفهَم منه أنَّهم أنكَروا عليه في غيبتِه، فأوغِرت الصُّدور، وثارت الشُّرور، وانتَهى الأمر بقتلِ ثالث الخلفاء الرَّاشدين المهديِّين، ولم تشفع له كثرةُ فضائله ومناقبه؛ فكيفَ بمَن هو دونَه رضي الله عنه بمراتب!؟ وكيف برعيَّة دون رعيَّته في العِلم والخير والصَّلاح بمفاوز!؟ «وفتنةُ كلِّ زمانٍ بحَسب رجالِه» ـ كما يقول ابنُ تيميَّة ـ، نعوذُ بالله من الفتن.

Facebook

الصفحة الرسمية لموقع راية الإصلاح

#راية\_الإصلاح ـ جديد المقالات ***💢*** الإنكار العلني ***💢*** بقلم: توفيق عمروني ***💢*** منشور في العدد (71) من #مجلة\_الإصلاح ***💢*** رابط المنشور على الفيسبوك: ***👇******👇******👇*** إنَّ علماء السُّنَّة على منع الإنكار العلني على الحكَّام في...

9 months, 3 weeks ago

من الفروق بين الصادق والكاذب
بقلم الشيخ عمر مسعود، حفظه الله
إنَّ الصادق المُخلص يُعلَّم الناسَ العلم النافع ويدعو إلى سبيل ربه عز وجل راجيا ثوابه مبتغيا نُصرة دينه، ولا يمن بعمله ولا يفتخر به على أحد، ولا يطلب جزاء ولا شكورا ولا يرجو مصلحة ولا نفعا، قال الله تعالى: ﴿وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ﴾، وقال: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهُ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.
قال العلامة ابن باديس تحملته [«التفسير» (1/127)]: «الصادق لا يتحدث عن نفسه ولا يجلب لها جاها ولا مالا، ولا يبغي لها من الناس مدحا ولا رفعة، أما الكاذب فإنه بخلافه، فلا يستطيع أن ينسى نفسه في أقواله وأعماله، وهذا الفرقُ مِن قوله تعالى: ﴿إِلَى الله﴾.
وقال يحيى بن معين رحمه الله: «ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، صحبناه خمسين سنة، ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الصَّلاح والخير» [الحلية (9/181)].
تأمل ـ رحمك الله ـ في هذا الأثرِ ثم انظر إلى حالِ مَن يتحدَّثُ عن نفسه ويُزَكِّيها وينتصر لها، ويقول ـ كذبا وزورا ـ: أنا الذي فعلتُ وألفتُ وسبقت غيري، أنا الذي واجهت الخوارج والحدادية... إلى غير ذلك من الدعاوى الدالة على الافتخار والمَن والعُجب والغُرور، وجُحودِ جُهود مَن قام بذلك حقا وصدقًا.
فشتان بين من يبتغي بعلمه وعمله ودعوته إرضاء ربه وإظهار دينه ونفع عباده، وبين من يريد تعظيم نفسه وحفظ جاهه والترؤس على غيره والتطاول عليه.
قال الإمام الشافعي رحمه الله: وددتُ أنَّ الخلق يتعلمون هذا العلم ولا يُنسب إلي منه شيء»، وقال: «وددت أنَّ كلَّ علم أعلمه يعلمه الناسُ، أَؤجَرُ عليه ولا يحمدوني» [«الحلية» (9 /118 ـ 119)]
رحم الله تعالى أولئك الأئمة ورزقنا أمثالهم.

We recommend to visit

القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75

Last updated 1 year, 7 months ago

القناة الرسمية لابن بابل
الحساب الرسمي الموثق على فيسبوك: https://www.facebook.com/Ibnbabeledu?mibextid=ZbWKwL

الحساب الرسمي الموثق على يوتيوب :https://youtube.com/@iraqed4?si=dTWdGI7dno-qOtip

بوت القناة ( @MARTAZA79BOT

Last updated 5 months, 3 weeks ago

Last updated 1 month, 3 weeks ago