#إيضاح

كلامنا على اللغة الانجليزية أو الفرنسية ليس هجوما عليها لذاتها، وإنما على المنبهرين بهما المثبّطين لطلبة العلم الشرعي المشتِّتين لهم بالحث عليهما رغم حاجة الطلبة إلى التركيز على العِلم الشرعي للإنجاز فيه، لأنه فرض كفاية، فمن تصدى له؛ فليُترك يتحمّله حقيقة لا مجازًا، وليرغَّب فيه وليحفَّز عليه ليؤديَه حقّه كي لا يأثم الجميع الذين أسقط عنهم الفرضَ وكفاهم، فلا تصدّوا عن سبيل الله (طريق العِلم)، وتحسبوا أنكم مهتدون.

أيها المنبهرون؛ اعلموا أن الأهداف من دراسة العربية لدى دارسيها تختلف، وأن الفرنسية أو الانجليزية ليستْ أكسجينًا ولا ضروريا في الحياة فيموت من اختار غيرها، وأننا وغيرنا وقفنَا حياتنا من الطفولة إلى الكهولة على خدمة العلم الشرعي تحصيلا وتوصيلا، وسنستمر إلى الشيوخة بإذن الله، ونحن مع ذلك أحياءُ نُرزق ولله الحمد، ولا نغبط مَن لم يسبقْنا إلى الله، ومن كان لله كان له، {إِنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ} فأريحونا بارك الله فيكم.

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
١٤٤٦/٧/٢

#صرخة

انفتح كثير من دول غرب أفريقيا على الجامعات العربية، وعاصر ذلك تحديا كبيرا؛ يتمثل في تغريب مناهج الثانويات، وتهميش العلوم الإسلامية التي بُنيت المدارس لها؛ حاشا تحلة القسم.

فيتخرج فيها الطلاب والحال هذه، ويلتحقون بالجامعات وفيهم من الضعف العلمي ما يفوق الوصف؛ فلا مِن العربية تمكّنوا، ولا الفرنسية أتقنوا!

ومن علاج هذا التحدي، توفير دروس تقوية وإن بمجالس الكترونية (واتساب، تليجرام...الخ) لجميع فنون العلوم الشرعية؛ القرآن وعلومه، الحديث وعلومه، الفقه وأصوله، اللغة وعلومها...الخ لتكون تلك المجالس مدارس لمبادئ الفنون، ومفاتيح لمن رغب في الولوج بتوسيع الاطلاع.

علما بأن الكوادر البشرية متوافرون، وأعداد خريجي الدراسات العليا في ازدياد مستمر، مع وجود غيرهم ممن عوفي من الدراسات النظامية، فلم يبق إلا العزم، واستحضار يوم العرض للسؤال عن العِلم المحصَّل.

فبالعلاج المذكور تنسدّ الثغرة بإذن الله، ويتأدى واجب التوصيل بعد التحصيل، فينقطع العذر عن الجيل، ويخذل الله خاذلي عِلم شرعه، ﴿وَلَا يَحِيقُ ٱلۡمَكۡرُ ٱلسَّيِّئُ إِلَّا بِأَهۡلِهِ﴾ و ﴿إِلَّا تَفۡعَلُوهُ تَكُن فِتۡنَةٌ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
١٤٤٢/٦/١٩

#إنكار_الإجماع

١- قرأنا للمجتهدين أن منكِرَ ما عُلِم من الدين بالضرورة كافرٌ.

٢- قرأنا للمجتهدين أن تهنئة الكفار بأعيادهم حرامٌ بالإجماع.

٣- قرأنا للمجتهدين أن الصواب في منكِرِ الإجماع أنه لا يكفر إلا إذا كان المجمَع عليه معلومًا من الدين بالضرورة.

فالصحيح أنه لا يكفر من أنكر أحكام دقائق مسائل الفقه وإن كان الإجماع قد انعقد عليها ما لم تكن معلومة من الدّين ضرورةً.

ونحن الآن في مرحلة البحث عن نصٍّ من المجتهدين على أن تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم معلومٌ من الدين بالضرورة، لنكفّر المجوِّزين لها، فإن وجدناه؛ قلنا به، فالتكفير لا ينتهي ما بقي كافرٌ حيًّا، {لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحيى مَن حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ}.

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق
١٤٤٦/٦/٢٩

#رابعا: أن صيغة الحديث الوارد في الوعظ والتذكير لا تفيد المواظبة والاستمرار والدوام على هذا العمل، وإنما يستفاد الدوام من صيغة حديث الدعاء للميت بعد الدفن -كما تقدم-، وأن الذي كان يداوم عليه في كل جنازة هو الإرشاد إلى الدعاء للميت.

#خامسا: هل السلف فهموا من الأحاديث ما فهم منها أهل بلدي من #استحباب الوعظ في المقبرة بعد الدفن بانتظام ومداومة؟ أو أنهم فهموا منها #جواز القعود حول القبور والتحدث بالعلم والموعظة في بعض الأحيان من غير تخصيص ذلك بما بعد الدفن؟ وبيْن الأمرين فرق كبير.

فهذه الأمور تجعل الحريص يكتفي بما لا شبهة فيه، ويسعه ما ثبت في الشرع من آداب الجنازة مما لا يُختلف فيه، خوفا من مخالفة سنّة النبي صلى الله عليه وسلم وما مضى عليه السلف في القرون المفضّلة.

فيبقى الأسلم والأولى؛ الاكتفاءُ بإرشاد الناس إلى الاستغفار للميت وسؤال الله له الثبات بعد الدفن، فينشغلون بالدعاء له دون غيره من الأعمال، وهذا أنفع للناس وللميت، والله تعالى أعلم.

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
١٤٤٦/٥/١٢

#التبصرة_بحكم_التذكرة_في_المقبرة

مما لوحظ في مناسبات الجنائز في بلدنا؛ عقدُ مجلس وعظ قبل الذهاب للمقبرة في بيت الميت أو في غيره من الأماكن، وكذا عقد مجلس وعظ آخر في المقبرة وبعد الدفن بانتظام في كل جنازة.

#أما_عقد_مجلس_وعظ_قبل_الذهاب_للمقبرة؛ فلا أعلم له شبهة يُتمسّك بها، ولا شك أن الوعظ الخاص بمناسبة خاصةٍ حدّد الشارع ما ينبغي أن يُفعل فيها؛ أمرٌ يحتاج إلى توقيف وسماع، لأنه عبادة، وما لم يثبت فيه الشرع من هذا النوع من العبادات بهيئتها ومناسبتها الخاصة؛ فبدعةٌ وضلالةٌ.

#علاوة على أن الكلام والتحدث بالوعظ والعلم في بعض الجنائز إنما يكون موجّها إلى جماعة يكثر فيهم المتعلمون؛ من العلماء والدعاة والأكاديميين وكبار طلبة العلم، فلا يصلح لذلك أي شخص، بل يكون كلامه ثِقلا على أسماعهم وإزعاجا لهم.

#أما_الوعظ_الطويل (عشر دقائق فأكثر) #في_المقبرة_بعد_الدفن؛ فالشبهة فيه: الاستدلال بخبر الصحيحين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَأَتَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ ، فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قَالَ : " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ، وَالنَّارِ، وَإِلَّا قَدْ كُتِبَ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً ". فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ، فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ ؟ قَالَ : " أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ الشَّقَاوَةِ ". ثُمَّ قَرَأَ : " { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى } ". الْآيَةَ. متفق عليه.

وفي الاستدلال بهذا الحديث على الوعظ الطويل في المقبرة بعد الدفن أو على المواظبة على الوعظ بعد الدفن عموما #أمور:

#أولا: ظاهر الحديث أن الوعظ كان قبل الدفن وأثناء انتظار فراغهم من الدفن لا بعده، ففي لفظ الصحيحين ((فأتانا فقعد...)) أي أن جلوسه كان عقب مجيئه مباشرة، وهذا يفيد أنه كان قبل الدفن، إذِ الأصل أنه لا يفوته قيراط شهود الدفن، ويعتضد هذا بما أسنده ابن عبد البر في التمهيد، ففيه: ((عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ كُنَّا فِي جِنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ قَالَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ فَنَكَّسَ رَأْسَهُ))، فإن كان هذا اللفظ محفوظا؛ فإن التقدير يكون -مع اللفظ السابق-: ((صلى رسول الله فأتانا فقعد))، ويظهر من جميع ذلك أن جلوسه وتذكيره كان بعد الصلاة عليها وقبل الدفن لا بعده، وقد ورد في وفاة بنته زينب أيضا -رضي الله عنها- التصريحُ بقبْل الدفن ((تُوُفِّيتْ زَيْنَبُ بنْتُ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَخَرَجْنَا مَعَهُ...حَتَّى انْتَهَينَا إِلَى المَقْبرَةِ، فَإِذَا هُوَ لَمْ يَفْرُغْ مِنْ لَحْدِهِ فَقَعَدَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ...)) الحديث.

#ثانيا: أن التذكير في حديث علي رضي الله عنه كان قصيرا للغاية، وأما التذكير الطويل الذي في حديث آخر عند أحمد وأبي داود والنسائي؛ فلفظه صريح في أن التذكير إنما كان قبل الدفن ((خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ...)) الحديث.

#ثالثا: قوله في الحديث الآخر: ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ : " اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ ؛ فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ)) دليلٌ على أن الناس إنما يُرشدون بعد الدفن إلى الانشغال بالاستغفار والدعاء له، وأن بعد الدفن وقتٌ لذلك لا لسماع الوعظ والتذكير، وقد فهم ذلك الصحابة فأوصى بعضهم بالإطالة في ذلك له، ففي الصحيح عن عمرو بن العاص أنه قال حين حضره الموت: ((فَإِذَا أَنَا مُتُّ، فَلَا تَصْحَبْنِي نَائِحَةٌ وَلَا نَارٌ، فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي فَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا، ثُمَّ أَقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا ؛ حَتَّى أَسْتَأْنِسَ بِكُمْ، وَأَنْظُرَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي)).

أوجب الله سبحانه وتعالى البِرّ بالوالدين، وبيّن وجه استحقاقهما للبرّ، وعظّم شأنَ البرّ بعطفه على عبادته وشكره، ثم بيّن أن هذا البرّ والحق الثابت لهما لا يسقط بكفرهما بالله، بل ولا بحرصهما على كفْر ولدهما وأمْره به، فتقطّعت الأعذار بالعاقّ بوالده، وضاقتْ به المناديح.

{وَوَصَّينَا الإِنسانَ بِوالِدَيهِ حَمَلَتهُ أُمُّهُ وَهنًا عَلى وَهنٍ وَفِصالُهُ في عامَينِ أَنِ اشكُر لي وَلِوالِدَيكَ إِلَيَّ المَصيرُ وَإِن جاهَداكَ عَلى أَن تُشرِكَ بي ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ فَلا تُطِعهُما وَصاحِبهُما فِي الدُّنيا مَعروفًا وَاتَّبِع سَبيلَ مَن أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرجِعُكُم فَأُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ} [لقمان: ١٥، ١٦].

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
#الذهب_الإبريز
في الفوائد المنتزعة من الكتاب العزيز
١٤٤٦/٥/٩

الممدوح من الغِبطة في شأن المال؛ ما روعي في قصد المغتبِط موافقة المغبوط بماله للشرع؛ اكتسابًا وإنفاقًا، «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ».

أما الدوران مع حطام الدنيا بلا معيار شرعي؛ فَسِمةٌ من سمات المنافقين، كأن تغبط ذا مال أو تتمنى مثليته أو مشاركته ذات يده وما يفتح الله عليه من الدنيا، بصرف النظر عن مصدر اكتسابه وجِهة صرفه.

{الَّذينَ يَتَرَبَّصونَ بِكُم فَإِن كانَ لَكُم فَتحٌ مِنَ الله قالوا أَلَم نَكُن مَعَكُم وَإِن كانَ لِلكافِرينَ نَصيبٌ قالوا أَلَم نَستَحوِذ عَلَيكُم وَنَمنَعكُم مِنَ المُؤمِنينَ} [النساء: ١٤١].

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
#الذهب_الإبريز
في الفوائد المنتزعة من الكتاب العزيز
١٤٤٦/٢/١٥

#خطيب_جمعة
#خطيب_Actualités

أيها الخطيب إن كنتَ تتحيّر في اختيار موضوع الخُطبة وتتردد في تحديده؛ فأنت بذلك تصنّف نفسَك "خطيبَ Actualités" وهو الذي يتتبّع الأحداث الجارية في النوادي ويرغب في تحليلات وقائع الشوارع على منبر الجمعة، لا في إرشاد الناس إلى ما يحتاجون إلى عِلمه مِن دِينهم.

فلو كان همّك الخُطبة فيما يحتاج المسلمون إلى عِلمه مِن دِينهم؛ لَما تحيّرتَ في اختيار موضوع الخطبة ولو خطبتَ قرنًا كاملًا، إذْ عندك مائة مسألة في الطهارة لم تخصّها بالخطبة، وقلْ نحوًا مِن ذلك في جميع أبواب الفقه من صلاة وزكاة وصوم وحج وأنكحة وبيوع وما شاكلها ... الخ.

وأين أنت أيضا من موضوعات التوحيد، ونواقض الإسلام، وعقائد أهل السنّة، وسائر أعمال القلوب، والأخلاق، والدروس المستفادة من حياة كل صحابي، ومن غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته عموما ... الخ؟

هل انتهيتَ من كل ذلك ومما لم يُذكر حتى تتحيّر فيما تخطب فيه من الموضوعات؟ كلّا، وإنما تتحيّر في وقائع جديدة في الشوارع وفي أحداث متداولة في النوادي لا فيما يحتاج إليه المسلمون في دِينهم!

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
١٤٤٦/٢/١٢

الانتصار من الظالم ليس مذموما، بل منه ما هو ممدوح، وإنما يفضّل عليه العفو في حالات خاصة، فكما يكون الصبر والصفح لله؛ فكذا تكون المؤاخذة والحد من التجاوزات أيضا لله، وذلك حين تعمّ إذاية الظالم للناس ويحصل منه التعدي والإصرار، فيكون الانتصار والانتقام أنسبَ معه وأفضل؛ تقليلا للشر، وتقويما للباغي، وتلقينا للدرس.

{وَالَّذينَ إِذا أَصابَهُمُ البَغيُ هُم يَنتَصِرونَ} [الشورى: ٣٩].

(القرطبي فضلوا أن ينتصر
ممن على البغي وظلم قد أصر
فمن يعم باﻹذاية الورى
ردّ با ﻻنتقام منه للورى
وفضلوا عفوا عن الذي ظلم
إن حصل اﻹقلاع منه والندم)

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
#الذهب_الإبريز
في الفوائد المنتزعة من الكتاب العزيز
١٤٤٦/٢/٧

#ومضة

حديث السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تَفَرَّقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ -أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ- فِرْقَةً، وَالنَّصَارَى مِثْلَ ذَلِكَ، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً»، وفي بعض الطرق لابن ماجه «كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ».

هو حديث ليس بالقوي، وفيه كلام، فإما أنْ لا يصح، وإما أن يصح؛ فيتعيّن حمل قوله «أُمَّتِي» على أمّة الدعوة لا أمّة الإجابة؛ لأن أهل السنّة لا يكفّرون أهل الأهواء والطوائف المبتدعة المخالِفة لمذهبِ أهلِ السنّة مذهبِ السلف إلا في نطاق ضيق.

https://t.me/KounnachatouAbouIshak

#أبو_إسحاق_الحسن_علي_بوكوم
١٤٤٦/٢/٥