في عشر سنوات فقط
خسر كل من الطيار والمصور وظيفتهما
لا تجعل الوظيفة مصدر دخلك الوحيد

شهدت الساحة الإعلامية في إيران جدلاً كبيراً حول فتاة جامعية قررت عدم لبس العباءة بعد محاولة الأمن إجبارها، فنزعت ملابسها داخل الحرم الجامعي، لتبقى بملابسها الداخلية، في مشهد صادم أثار استنكار البعض وتعاطف البعض الآخر.
تلقفت الحسابات الغربية الأمر ونشرته بكل رمزية، وتحولت هذه الطالبة بسرعة الى أيقونة إعلامية جديدة، تعتمد وسائل الإعلام على معايير معينة لاختيار الأيقونات، ومنها أن تكون الشخصية ضحية ثائرة، شابة، وتملك قصة مؤثرة ترتبط بقضية حساسة مثل الاضطهاد الاجتماعي، هذه السردية تجذب الحقوقيين والنسويين، حيث تمردت الفتاة على اللباس الإسلامي الإجباري وحاربت التقاليد، ما يزيد من درامية القصة كونها أنثى.
لكن ما قامت به هذه الفتاة ليس نابعا من وعي حقيقي، بل هو تجل للحرية التجريدية الزائفة، يعكس تصورا ليبراليا يعتبر الحرية في التخلص من القيود الاجتماعية، متناسياً أن الحقوق لا توجد إلا ضمن إطار المجتمع وقيمه، وما يجري هو أن هذه الفتاة، كغيرها من شابات العصر، قد وقعت ضحية للنمط العولمي، وما تظنه تحرراً هو انتقال من نظام يحترم خصوصيتها الى نظام لا يرى فيها سوى رقم في معادلة اقتصادية.
بالنسبة لهذه الفتاة، أرى أنه ينبغي على النظام فرض أقسى العقوبات عليها، لتكون عبرة لكل من يفكر في التمرد، من الضروري أن يظهر النظام القانوني بأنه مُطبق، وذلك يتطلب أمثلة علنية لتطبيقه، فأتمنى من النظام الإيراني خوزقتها أمام البشرية جمعاء.

الواحد منا احياناً من يسوالف عن جده يبالغ
الا هذا الفتى
قول وفعل