حالُ مُحِبِّ الدُّنيا]

-قال الإمامُ ابنُ القيّم:

"مُحِبُّ الدُّنيا لا ينفكُّ مِن ثلاثٍ:
هَمٍّ لازمٌ، وتَعبٌ دائمٌ، وحَسرةٌ لا تَنْقضي، وذلك أنّ مُحبَّها لا ينالُ منها شيئاً إلّا طَمحتْ نَفسُه إلى ما فَوقَه...

وأهلُ الدُّنيا وعُشّاقُها أعلَم بما يُقاسُونه مِن العَذابِ وأنواعِ الألمِ في طلبِها، ولمّا كانت هي أكبرُ هَمِّ مَن لا يُؤمنُ بالآخرةِ ولا يَرجو لقاءَ ربِّه؛ كان عَذابُه بها بحسبِ حِرْصِه عليها، وشِدّةِ اجتهادِه في طلبِها"

(إغاثة اللهفان)(١/ ٥٨-٦٠)

عادةُ في الاستقامةِ على الصِّراطِ المُستَقيم]

-"قالَ الإمامُ ابنُ القيّم:

"قولُهُ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾
يتضمَّنُ بيانَ أنّ العبدَ لا سبيلَ له إلى سعادتِهِ إلّا باستقامتِهِ على الصِّراطِ المُستَقيم، وأنَّه لا سبيلَ له إلى الاستقامةِ إلّا بهدايةِ ربِّه له؛ كما لا سبيلَ له إلى عبادتِهِ إلّا بمَعُونتِهِ؛ فلا سبيلَ لهُ إلى الاستقامةِ على الصِّراط إلّا بهدايتِهِ"

(الفوائد)(ص٢٦)

الظالم لا يكون إماما للمتقين ]*

قال تعالى: ﴿ ۞ وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَـٰتࣲ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّی جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامࣰاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّیَّتِیۖ قَالَ لَا یَنَالُ عَهۡدِی ٱلظَّـٰلِمِینَ ﴾ [ البقرة: ١٢٤ ].
قال شيخ الإسلام في كتابه الرد على الإخنائي ( ١٦٥ )، ورسالته العبودية ( ٩٧ ) :
"فبيّن سبحانه أن عهده  بالإمامة لا ينال ظالمًا، فلا يكون الظالم إمامًا للمتقين".

اليَهودُ والنّصارى والرّافضةُ]

-قال الإمامُ ابنُ تيميّة:

"فُضِّلتِ اليهُودُ والنّصارى على الرّافِضةِ بخَصلَتَيْنِ:
سُئلتِ اليهُودُ: مَنْ خَيرُ أهلِ مِلّتِكُمْ؟ قالُوا: أصحابُ مُوسى.
وسُئلَتِ النّصارَى: مَنْ خَيرُ أهلِ مِلّتِكُمْ؟ قالُوا: حَوَارِيُّ عِيسَى.
وسُئلَتِ الرّافضَةُ: مَنْ شَرُّ أهلِ مِلّتِكُمْ؟
قالُوا: أصحَابُ مُحمّدٍ-ﷺ-.

أُمِرُوا بالاستِغْفارِ لهُم؛ فسَبُّوهُم،  فالسّيْفُ عليهِم مَسلُولٌ إلى يومِ القِيامةِ، لا تَقُومُ لهُم رايَةٌ، ولا يَثْبُتُ لهُم قَدَمٌ، ولا تَجْتَمِعُ لهُم كلِمَةٌ، ولا تُجابُ لهُم دَعوَةٌ.

دعوتُهُم مَدْحُوضَةٌ، وكلمَتُهُم مُختَلِفَةٌ، وجَمعُهُم مُتَفرِّقٌ، كُلّما أوْقَدُوا ناراً للحَربِ أطْفأهَا اللَّهُ"

(منهاج السّنّة)(١/ ٢٧-٢٨)

قال ابن قتيبة رحمه الله: "وكان يقال: أخوك من وعظك برؤيته قبل أن يعظك بكلامه".

[عيون الأخبار 2/319].

የጀነት ጸገዎች ለአላህ ፈሪዎች.
በሚል የተደረጋ ኹጥባ
أبو عبد السلام

خُطُبُ الحافظِ ابنِ حجر]

-قال الحافظُ السَّخاويُّ عن شيخِه الحافظِ أبي الفضلِ ابنِ حجرٍ:

"أمَّا خُطبُه، فكانَ لها صَدْعٌ في القُلُوبِ، ويَزدَادُ وهُو على المِنْبرِ مِنَ المَهابَةِ والنُّورِ والخَفَرِ ما لا أستطيعُ وصفهُ، بحيثُ كنتُ إذا نَظرتُ إليه وهُو على المِنبرِ، يَغلبِنُي البُكاءُ"

(الجواهرُ والدُّرر)(٢/ ٦١٧)

كتب رجل من إخوان سفيان أن عظني فأوجز، فكتب إليه: عافاني الله وإياك من السوء كله، يا أخي إن الدنيا غمها لا يفنى، وفرحها لا يدوم، وفكرها لا ينقضي، فاعمل لنفسك حتى تنجو، ولا تتوان فتعطب، والسلام.

[الحلية 7/ 5]

✅✅ كلام في غاية الأهمية لا سيما في هذا العصر أعني عصر الرويبضة .

قال ابن القيم في كتابه اعلام الموقعين ( ٥/٣٨٨
˝فإذا ظفرتَ برجل واحد من أولي العلم طالبٍ للدليل مُحَكم له متبع للحق حيث كان وأين كان ومع من كان زالت الوحشة وحصلت الألفة، ولو خالفك فإنه يخالفك ويعذرك، والجاهل الظالم يخالفك بلا حجّة ويكفّرك أو يُبَدِّعُكَ بلا حجة، وذنبك رغبتك عن طريقته الوخيمة، وسيرته الذميمة، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب، فإن الآلاف المؤلفة منهم لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل بملء الأرض منهم.

كيفَ يسْلمُ؟]

-قال الإمامُ ابنُ القيّم:

"كيفَ يَسْلَمُ مَنْ له زوجةٌ لا تَرحمُهُ، وولدٌ لا يَعذرُه، وجارٌ لا يَأمَنُه، وصاحبٌ لا يَنْصحُه، وشريكٌ لا يُنصِفُه، وعَدوٌّ لا يَنامُ عَن مُعاداتِه، ونَفْسٌ أمّارةٌ بالسُّوءِ، ودُنيا مُتَزيّنةٌ، وهَوىً مُرْدٍ، وشَهوةٌ غالبةٌ له، وغَضبٌ قاهِرٌ،  وشيطانٌ مُزَيِّنٌ، وضَعفٌ مُسْتَولٍ عليه؟!
فإنْ تَولّاهُ اللهُ وجَذَبَهُ إليه؛ انْقَهرتْ له هذه كلُّها، وإنْ تَخلَّى عنه ووكلَهُ إلى نفسِه اجتَمعتْ عليه، فكانَتِ الهَلَكةُ"

(الفوائد)(ص٦٤)