ثم قال رحمه الله تعالى: «وليترك الأمران لكشف العلم وقوة الاختراعات المدهشة، فقد تحقق اليوم أن الجسم متألف من ذرات وبينها فُرَج وتنفذ قوة الأشعة منها إلى ما ورائها، ويمكن أن يأتي المستقبل بثمراتت ثمينة يستفيد منها العالم أجمع» انتهى.

#الفوائد_الأزهرية

فالقارئ إذا لم يفهم «حتى» في هذا الموضع بمعنى الاستثناء، ربما ظن أن الإمام أبا حنيفة كره المجاورة مطلقًا، فيفهم العبارة هكذا: «كره أبو حنيفة المجاورة خوفًا من الوقوع فيما لا يجوز، ولو كان ممن يثق من نفسه»، وحينئذ يستشكل قول الموصلي: «فالمجاورة أفضل بالإجماع»، فيقول: كيف يقول أن المجاورة أفضل بالإجماع مع حكايته عن أبي حنيفة إطلاق الكراهة؟!

وهذه العادات ونحوها لا تنكشف إلا بالقراءة على المشايخ.

#الفوائد_الأزهرية

وتراه أيضًا يقول (1/155): «كره أبو حنيفة المجاورة خوفًا من الوقوع فيما لا يجوز فيتضاعف عليه العقاب بتضاعف السيئات، حتى لو كان ممن يثق من نفسه ويملكها عما لا ينبغي من الأفعال والأقوال؛ ‌فالمجاورة ‌أفضل بالإجماع» انتهى.

والتقدير: كره أبو حنيفة المجاورة خوفًا من الوقوع فيما لا يجوز، إلا لو كان ممن يثق بنفسه.

ولذا قال العلاء الحصكفي في «الدر المنتقى في شرح الملتقى» (1/417): «والإقامة - أي: المجاورة - أفضل بالإجماع إذا قدر على نفسه الخير، كالطواف والصلاة والصدقة، وأن يجتنب الشر، كإنشاء الشعر وحديث الفحش وما لا يعنيه، ففي الحديث أن الحسنة فيها تضاعف كالسيئة إلى مئة ألف، فلو لم يقدر كره الإقامة عنده - [أي: عند الإمام أبي حنيفة] - كما في «الاختيار» [للموصلي] وغيره» انتهى.

#الفوائد_الأزهرية

فتراه رحمه الله تعالى يقول (1/11): «والقهقهة في الصلاة تنقض لما روينا، ولقوله عليه الصلاة والسلام: «ألا من ضحك منكم قهقهة فليعد الوضوء والصلاة جميعًا»، وأنه ورد في صلاة كاملة فيقتصر عليها لوروده على خلاف القياس، ‌حتى لو ضحك في صلاة الجنازة وسجدة التلاوة لا ينقض الوضوء» انتهى.

والتقدير: القهقهة في الصلاة تنقض الوضوء إلا في صلاة الجنازة وسجدة التلاوة فلا تنقض.

#الفوائد_الأزهرية