بصائر لعلها تنفعك (٤)

يُلقن الصغير أن البدن يتقوى بالأكل. وهذه حقيقة قطعاء الذراع والرِّجلين؛ فإن البدن يتقوى بالأكل كما أنه يمرض به، وإنه ليتقوى بالحرمان من الأكل كما أنه يمرض به. فما نشأ عليه الصغير هنا هو مثال من النظر الفاسد الذي نشأ عليه أبواه فأورثاه إياه

ويتوهم بلداء الأذكياء وأعشار المحصلين أن هذا تناقض كما يتوهمونه في إلحاق صفة البلادة بمنسوب إلى الذكاء، وما هو إلا الفهم السقيم؛ حيث إنه لا يُقضى بالتناقض مع اختلاف الرتبة، فلا يقع بين أصل وفرع، ولا مع اختلاف النسبة، فلا يقال بتناقض أمرين مرد كل منهما إلى أصل مختلف، ولا مع وجود فارق مؤثر كاختلاف سياق أو حال أو أي اعتبار يقضي أصل عال باعتباره، وهو ما يبين أن الحكم بالتناقض في الوقائع والمحسوسات عسير ونادر بخلاف المجردات والذهنيات

ثم إنك لترى التنشئة على مثل هذا النظر السطحي ذي الجهة الواحدة يتعدى حتى يصير كالقانون الذي يفهم به الطفل العالم، فيكبر على ذلك، ويظل أسير الثنائيات الموهومة التي سبقت الإشارة إليها، فهو في نظره لا يرى للشيء إلا السبب البسيط ذي الاتجاه الواحد والأثر المطلق، فيعجز عن تصور اجتماع النفع والضر في محل واحد باعتبارات مختلفة، بل حتى بنفس الاعتبار، فإذا علم بهذا اضطربت نفسه وتصارعت كلما حاول تحصيل نفعه أفزعه الضر، وكلما فر من الضر ناده النفع أن هيت لك، فيتذبذب المسكين وتحترق نفسه موسوساً تائهاً شاكًّا، لا يدري ما يفعل وهو في غفلة عن أصل الآفة

فتأمل -يرعاك الله- طويلاً، ولا تتسرع فإن مسالك النظر وعرة عسيرة يتوه فيها الخريت إلا قليل

والله المستعان
#أوراق_بلا_جذور
#إصلاح_المفاهيم_مصطفى_محسن
#تخدير_الوهم_وتجذير_الوهن
#حصاد_الأماني

بصائر لعلها تنفعك (٣)
ليس بينك وبين الدنيا إلا اختياراتك، أما ما تَوهَم أن فَرَضَتهُ الدنيا عليك فإنما هو قدر الله، ومقتضى هذا التسليم لا الاستسلام؛ وافهم المقصود هنا ولا تورد كالأطفال مقالة الطحاوي فالمَخرج مختلف
فإنك إن دافعت القدَر فقد دافعتَه بقدَر آخر، فإن اجتمع في مدافعتك إطلاق التسليم، وكان باعثك هو الشرع، فقد كمُل لك الأمر. وإن اختل أحد هذين الركنين فلبئس ما صنعت وإن تم لك المراد
وإن من الناس من يتوهم أن شهود القدر والتسليم له استتار من خور وعجز واستكانة وإعراض عن مصلحة، وما أردأه من وهم! فإن الوصف بالاستتار أليق به، حيث إن التَّزمُّت في طلب مراد بعينه ولو موافقاً للشرع حقيقته منازعة للقدر لا بالقدر، وآفة في نفس متمردة أبت التسليم لمراد الخالق، ومن لم يفقه الفرق بين اعتبار الشرع واعتبار القدر وقع في مثل هذا
بل إن الخلط بين ميزان الشرع وميزان القدر أصل لكل انحراف عقدي وشريعي أصلي وفرعي لا تكاد تجد لهذا استثناء. قال عز من قائل:
"وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ * وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ" فجاءت الأنبياء بالشرع أمراً ونهياً بعبادة الله واجتناب الطاغوت، فاحتج الكفار بالقدر قائلين قولتهم الآسنة. وقال -سبحانه-: "سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ"، فلما احتج الكفار بمشيئة الله حاججهم الرسل -عليهم صلوات الله وتسليمه- بالشرع مطالبينهم بصرف الحجة إلى العلم وهو دليل الوحي، وكذلك قال -جل شأنه-: "قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ۖ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"
فإن قضية الشرع الفعل والكف، ما من حال يكون به المكلف إلا وفيه تفصيل تكليفه أمراً ونهياً، وعليه يحاسب وبه يؤاخذ في الدنيا والآخرة
أما ما يكون وما لا يكون فموضوع القدر وقضيته التسليم والإيمان وشهود مقتضيات أسماء الله وصفاته، من علم وحكمة وقدرة وعزة ورحمة وغضب وغيرها، فإليها يُرد ما كان وما لم يكن، وافق الشرع أم لم يوافقه
ولا يخفى على ناظرك ما يصيب مخالف الشرع -عمداً أو جهلاً أو خطأً- من انحراف عن جادة الصواب في الحال أو في المآل ولو تُوُهمت إصابته حيناً من الزمان، كما لا يخفى عليه ما يصيب الغائب عن شهود القدر -جحوداً أو إعراضاً أو غفلة- من حال يشبه الجنون متى وقع ما لا يشتهي، أو لم يقع ما يتمنى، ولو كان المرجو موافقاً للشرع ولكنه طلبه لإرادته هو ذاهلاً عن نفوذ إرادة الله بما يشاء
فتأمل في هذا الباب، فوالله إنك لو ظفرت فقهاً وحالاً وعملاً لاستنارت بصيرتك ولهديت لأرشد الأمر ولكنت على السنة -بإذن الله- أصولاً وفروعاً، ولكُفيت كل ما ترى من تخبط وخطل
والعلم عند الله، ولا حول ولا قوة إلا به
#أوراق_بلا_جذور
#تخدير_الوهم_وتجذير_الوهن
#حصاد_الأماني

بصائر لعلها تنفعك (٢)
سبق تنبيه مجمل على الاحتراز من الثنائيات الموهومة إلا ما استُثني وإلا لما صح نظر. وهذا أصل عظيم يتفرع عنه من الأصول والفروع ما ليس في إمكان البشر حصره
فإن أول أمر المرء الفصل والتفريق، فأنت ترى الطفل لا يعرف إلا هذا جيدٌ أو سيء، ومحبوب أو بغيض، ومقبول أو مرفوض؛ وذلك لجهد التفصيل، والجمع، والتجريد، واعتبار الجهات، وجميعها شرط لسلامة الحكم، وقد يعلو بعضها في الرتبة فيحكم بعضاً
وليس ببعيد عن ناظرك أن حصر النظر بين ثنائيات ضرورة للصغير؛ حيث إنه لا يسعه إلا ذلك. ولكن هذا له كلبن الأم، غذاء يتقوى به إلى أن يشتد ويبلغ الفطام فحينئذ وجب قطعه عنه وإطعامه من ألوان الغذاء ما يقويه وينميه. وكما قال الشاعر
والنَّفسُ كالطفل إن تُهمله شبَّ على *** حب الرضاع؛ وإن تفطمه ينفطمِ
ولكن مع كثرة التعرض لمفسدات النظر وشيوع سموم الفكر يحرم المرء من الفطام، فينضج بدنه ويظل عقله عقل طفل، لا يكاد يعرف إلا هذا جيدٌ أو سيء، ومحبوب أو بغيض، ومقبول أو مرفوض، فيغيب عن ناظره أن الأمر قد تتفاوت نسبته إلى الحكم أصلاً أو قدراً، ويندر أن يخلص له خلوص المتواطئ، فلو أخذت صفة الحسن مثالاً لرأيت الأمر حسناً وثم ما هو أحسن منه وما هو أقل حسناً مع بقاء أصله، وقد يجتمع فيه حسن وقبح في محل واحد، وقد يرتفعا ويثبت ثالث أو يجتمعا به، وقد يكون حسناً من وجه وقبيحاً من وجه، ولكن النظر إلى هذا يتطلب جهداً يضن به الناس إلا من فُطم، وقليل ما هم، لهذا تضطرب أحكامهم وتتناقض، فيفرز ذلك من سموم النفس والفكر ما يفسد عليهم من دينهم ودنياهم قدر عظيم
ولكنك لو تمهلت قليلاً لعلمت أن هذا الأصل منطبق على نفسه تمام الانطباق، فقد يقضي في مرتبة بتعطيل نفسه في مرتبة دونها، وبيان ذلك أنك ترى الثنائيات ثابتة صحيحة مطلوبة في بعض الأحوال، أو من بعض الجهات، أو في مقام دون مقام، فكأنك تقول إن مذمومية الثنائيات ليس ثنائية في ذاته، بل إن ذُمَّت أكثر الأقسام الثنائية مُدح بعضها كذلك، بل قد تُمدح نفس القسمة في نفس المحل في مقام دون مقام، أو بقدر دون قدر، أو قد يجتمع فيها مدح وذم
فانظر إلى مثل ضربه الله للمؤمن والكافر في قوله -جلَّ حكيماً عليماً-: "وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ، وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ، وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ، وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ"، وقال: "مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا"، وقال: "لَيْسُوا سَوَاءً"، أي ليس المؤمنون والكافر سواء، مبيناً خطاً فاصلاً يفرق بين أبيض وأسود من غير اعتبار لدرجات ومع امتناع اجتماعهما
ثم إنك ترى عند التعيين تفاوتاً في الحكم مع بقاء أصل الإيمان أو الكفر. قال ﷺ لما سئل عن أكرم الناس: "النَّاسُ مَعادِنُ، خِيَارُهُمْ في الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ في الإسْلَامِ إذَا فَقُهُوا" [رواه البخاري]، فأثبت تفاوتاً في خيرية أهل الجاهلية، كما أثبت تفاوتاً في خيرية أهل الإسلام، ولكن لم يسوِّ بين هذين الصنفين بل علق الخيرية المطلقة على الفقه أي الفقه في الإسلام. وقد بين هذا صاحب الفتح في قوله:
"يحتمل أن يريد بقوله «خياركم, جمع خَيِّر [فكانت قسمة ثنائية]، ويحتمل أن يريد أفعل التفضيل تقول في الواحد خير وأخير ثم القسمة رباعية [فكانت من المشكك]". وقال مفصلاً في موضع آخر:
"وأما قوله إذا فقهوا ففيه إشارة إلى أن الشرف الإسلامي لا يتم إلا بالتفقه في الدين ، وعلى هذا فتنقسم الناس أربعة أقسام مع ما يقابلها:
(الأول) شريف في الجاهلية أسلم وتفقه، ويقابله مشروف في الجاهلية لم يسلم ولم يتفقه
(الثاني) شريف في الجاهلية أسلم ولم يتفقه ، ويقابله مشروف في الجاهلية لم يسلم وتفقه
(الثالث) شريف في الجاهلية لم يسلم ولم يتفقه ، ويقابله مشروف في الجاهلية أسلم ثم تفقه
(الرابع) شريف في الجاهلية لم يسلم وتفقه ويقابله مشروف في الجاهلية أسلم ولم يتفقه.
فأرفع الأقسام من شرف في الجاهلية ثم أسلم وتفقه، ويليه من كان مشروفا ثم أسلم وتفقه، ويليه من كان شريفا في الجاهلية ثم أسلم ولم يتفقه، ويليه من كان مشروفا ثم أسلم ولم يتفقه. وأما من لم يسلم فلا اعتبار به سواء كان شريفا أو مشروفا سواء تفقه أو لم يتفقه" ا.هـ [فتح الباري (٦١٢/٦)]
وكما قلتُ في المفتتح إن هذا أصل عظيم يتفرع عنه من الأصول والفروع ما ليس في إمكان البشر حصره، فلك أن تطيل النظر فيه وتتأمل لعلك تجد في نفسك ما يحتاج لفطام متأنٍ، أو تظفر بما يخرجك من الظلمات إلى النور
والله المستعان
#أوراق_بلا_جذور
#إصلاح_المفاهيم_مصطفى_محسن
#تخدير_الوهم_وتجذير_الوهن
#حصاد_الأماني

كل اتفاقيات السلام والتطبيع التي عقدت مع الكيان قبل هذا الاعتداء على غزة، بما في ذلك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، باطلة شرعًا لا اعتبار لها، فقد ورد في الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ذِمَّةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بهَا أَدْنَاهُمْ، فمَن أَخْفَرَ مُسْلِمًا، فَعليه لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ منه يَومَ القِيَامَةِ عَدْلٌ، وَلَا صَرْفٌ. وعليه فإن أي اعتداء على أي مسلم من طرف معاهد أو ذمي ينقض عهده، وذلك محل إجماع من علماء المسلمين.
الموقعون:
الشيخ محمد الحسن ولد الددو
ا.د جمال عبد الستار
د مروان أبو راس
ا.د نور الدين الخادمي
ا.د وصفي عاشور أبوزيد
د.حاتم عبد العظيم
د عامر القرعان
أحمد العمري
د. سلمان السعودي
الشيخ إسلام الغمري
محمد سعيد باه
...

بسم الله الرحمن الرحيم
نداء الأقصى وغزة
قال تعالى: ( إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَٰتِ وَٱلْهُدَىٰ مِنۢ بَعْدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِى ٱلْكِتَٰبِ ۙ أُوْلَٰٓئِكَ يَلْعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ) ( البقرة – 159).
انطلاقاً من هذا التكليف الرباني، وتنفيذاً للمسؤولية الشرعية، وصدعاً بالحق، وجهاداً بالكلمة، يعلن علماء الأمة ونخبها وهيئاتها وشخصياتها العامة وجماهيرها الواسعة من كل الأقطار والهيئات والروابط، تأكيدهم على الثوابت الشرعية التالية:
أولاً: تأييد المقاومة
إن ما تقوم به المقاومة في قطاع غزة لدفع عدوان المعتدين على المسجد الأقصى وعلى كل شعبنا في فلسطين، هو جهاد مقدّس وهو ذروة سنام الإسلام.
ثانيا: الموالاة
نعلن أننا موالون للمقاومة الفلسطينية الباسلة، وهم منا ونحن منهم، نوالي من والاهم ونعادي من عاداهم، وإن كل من والى اليهود والنصارى وظاهرهم على المسلمين، فهو مرتدّ عن الإسلام، وقد قال تعالى: ۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( – (النساء – 51)
ثالثاً: أرض فلسطين وقف لا يجوز التنازل عن شبر منها
وتحرير المسجد الأقصى والعناية به عقيدة من عقائد الإسلام وشريعة من شرائع الله، وإن فلسطين كلها وقف إسلامي إلى يوم القيامة وإجماع الأمة منعقد على حرمة التنازل عن أي جزء من فلسطين بيعًا أو عطاءً لكافر، على أي وجه من الوجوه، أو تحت أي ظرف من الظروف، وإن البيع أو التنازل عن أي جزء منها لا يٌلزم المسلمين، سواء كان المتصرف من سكّان فلسطين أو ذا سلطة، فتصرفه مردود عليه ولا يمضي على الأمّة في شيء.
رابعاً: التقاعس عن نصرة غزة فرار من الزحف:
من المجمع عليه أن كل بلد من بلاد المسلمين إذا داهمهم العدو وجب القتال، وتعين على جميع أفراد السكان في هذا البلد، وأصبح فرض عين في حقهم لا يستشار فيه أحد، ولا يؤخذ برأيه، فمن تولّى عنه أو تركه فهو فارُّ من الزحف، كما أن المتولي يوم الزحف يتحمل وزره بقدر ما يتسبب فيه توليه وتخليه من أضرا وأخطار.
قال تعالى: ( وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)) ، وأنهم إذا عجزوا عن رد العدو، فقد تعين الجهاد ووجب على دول الطوق التي تلي فلسطين.
خامساً: جهاد المحتلين جهاد دفع متعين على المسلمين:
عدوان اليهود على القدس والأقصى وفلسطين يستدعي أن يقوم المسلمون بجهاد الدفع، لأن العدو قد اعتدى على الدين والعرض والأرض والنفس والروح والمال، وواحدة منها كافية لوجوب النفرة والجهاد على كل مستطيع، وعليه فإنه يجب على جميع المسلمين القادرين النفير العام نصرة لإخوانهم في غزة، وعملًا لتحرير المسجد الأقصى المبارك.
سادساً: إغلاق الحدود والمعابر خيانة لله ولرسوله:
يتعين على دول الطوق أن تفتح حدودها لعبور النفير العام، ودخول المجاهدين، وإغاثة المحتاجين، وخاصة معبر رفح فهو شريان الحياة، ولا يجوز بأي شكل من الأشكال إغلاقه في وجه هؤلاء النافرين في سبيل الله، وإن إغلاقه خيانة لله ورسوله وللمؤمنين، ومن يمت من أهل غزة دون إسعافه يعتبر مغلق المعبر ومانع المساعدة متسببًا في الموت بطريق الترك، وهذا سبب من أسباب الضمان المتفق عليها، فمن المتفق عليه أن ترك تخليص مستهلك من نفس أو مال موجب للضمان، حيث يضمن المغلقون للمعابر الخسائر في الأرواح والأملاك والأجساد التي تعرض لها أهل غزة بسبب هذا الإغلاق.
وهذه جريمة قتل سيُسأل عنها أمام الله سبحانه، وقيام جيش ما، أو دولة أو أي جهاز أمني بإغلاقها يعتبر حراسة للعدو وتمكينًا له من رقاب المسلمين، وتقوية له على إخوة الدين، وهو موالاة واضحة للكافرين،
سابعاً: اتساع رقعة المعركة في العالم
إذا لم يرتدع العدو ويتوقف فوراً عن عدوانه، فإن ذلك يُعد إمعانا في الاعتداء؛ ما قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع واتساع رقعة المعركة.
ثامناً: لا تجتمع صفة المحتل والمدني في شخص واحد:
كل مغتصب للأراضي الفلسطينية، محتل لديارها، منتسب للكيان المجرم، فهو معتد محارب، وليس مدنيا مسالماً، أياً كان جنسه أو وصفه.
تاسعاً: النفير العاموجوب النفير العام على جمهور المسلمين كلٌ بما يستطيعه، والاشتباك مع العدو بكل الوسائل المتاحة، أو النفير إلى سفارات العدو وداعميه للاحتجاج،
عاشراً: المقاطعة
وجوب مقاطعة منتجات وبضائع الكيان المجرم وكل الشركات والمصانع والدول الداعمة له، وحرمة الشراء منهم أو التعامل معهم، كصورة من صور الجهاد الاقتصادي.
الحادي عشر

السلام عليكم
معذرة غبت طويلاً عنكم

لايف قصير للإجابة على الأسئلة
يمكن المتابعة والتفاعل من خلال:
- فيسبوك
https://www.facebook.com/MustafaMohsenOfficial
- يوتيوب
https://www.youtube.com/@MustafaMohsen

"إحنا [الستات] لا أقويا ولا نيلة، كلنا بنقع على جدور رقبتنا مهما عاندنا، محدش كبير على الفتنة"
قالتها لي في جلسة
والله المستعان

أطلب منكم المساعدة المستمرة في نشر القناة. للأسف الهري كتير والمفسدين كتير وإحنا بننحت في الصخر عشان ننقذ الناس لكن الناس مش بتساعدنا. إيدكم معانا ربنا يبارك لكم
لحظة كتابة البوست ده عدد المشتركين بالعافية ١٠٠٠ مشترك، ودي قناة زي ما انتم شايفين معمولة عشانكم
قنوات الهري والفساد والإضلال فيها ملايين. يرضي مين ده