‏قال الشيخ محمد رحمه الله: «اعلم أن الإنسان ‌لا ‌يستقيم ‌له ‌إسلام ولو وحد الله، إلا بعداوة المشركين، والتصريح لهم بالعداوة والبغضاء...» فصار هذا الإطلاق فتنة للغلاة والجفاة.

أما #الغلاة: فقد قالوا: التصريح بالعداوة شرط للإيمان.
وأما #الجفاة: فقد نبزوا الشيخ بالخارجية بهذا ونحوه.

‏قال الشيخ عبد اللطيف ردا على الطائفتين: «مصباح الظلام» (1/ 72):
«وإلا فالتصريح ‌بالشهادتين والإتيان بهما ظاهرًا هو نفس التصريح بالعداوة والبغضاء..».
وفي (1/ 98):«الوجه الرابع: أن الشيخ قال: (إذا عرفت هذا عرفت أن الإنسان لا يستقيم له إسلام [ولو وحَّد الله إلا بعداوة المشركين) فإن ‏أريد ‌أصل ‌العداوة فقد تقدَّم جوابه، وإن أريد عموم العداوة من كل وجه فالكلام في استقامته، لا في حصول أصله، فالذي يفهم تكفير من لم يصرَّح بالعداوة من كلام الشيخ فهمه باطل، ورأيه ضال، لأنه محتمل».
وفي (99): «وليس مراد الشيخ بقوله: (لا يستقيم له إسلام)، أنه يكفر كما فهمه هذا الضال، ‏وكما فهمته الخوارج من نفي الإيمان عمن ترك واجباَ، وهذا بين بحمد الله».

‏وقال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن في الأجوبة السمعيات (ص92):
(فانظر إلى قوله: "لا يستقيم الإسلام إلا بالتصريح بالعداوة"،
يعني أن الإسلام ناقص، وصاحبه معرض للوعيد، وانظر إلى قوله: "والأدلة عليه من الكتاب والسنة متواترة" أي على وجوب التصريح، وإلا فالعداوة لا يخلو منها من يؤمن بالله ‏ورسوله، ففرق بين العداوة، وإظهار العداوة، ومن هنا غلط من غلُظَ حجاب طبعه، ولم يعرف المفهوم من التخاطب ووضعه). انتهى المقصود من كلام الشيخ إسحاق رحمه الله.

الإعتبار بالإسلام #الحكمي معلوم من الدين ضرورة...

قال سفيان الثوري - رحمه الله - :
« الناس عندنا مؤمنون في الأحكام والمواريث ، ولا يدري كيف هم عند الله تعالى ؟ ونرجو أن نكون كذلك...»(#الشريعة 284)

وقال الآجري- رحمه الله - :
" هذا وطريق الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ والتابعين لهم بإحسان ، عندهم أن الاستثناء في الأعمال ، لا يكون في القول ، والتصديق بالقلب ، وإنما الاستثناء في الأعمال الموجبة لحقيقة الإيمان ، والناس عندهم على #الظاهر مؤمنون ، به يتوارثون ، وبه يتناكحون ، وبه تجري #أحكام ملة الإسلام ، ولكن الاستثناء منهم على حسب ما بيناه لك ، وبينه العلماء من قبلنا...،روي في هذا سنن كثيرة..."اهـ (الشريعة 1/ 306)

قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى(20/456) : " وقد علم #بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم واتفقت عليه الأمة ، أن أصل الإسلام وأول ما يؤمر به الخلق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فبذلك يصير الكافر مسلما ، والعدو وليا ، والمباح دمه وماله معصوم الدم والمال ، ثم إن كان ذلك من قلبه فقد دخل في الإيمان ، وإن قال بلسانه دون قلبه ، فهو في #ظاهر الإسلام ، دون باطن الإيمان..."

#قلت : الإسلام #الحكمي معلوم بالإضطرار من دين الرسول عليه السلام و إتفقت عليه الأمة...، و هذا الحكم لا يدفعه إلا زنديق مكذب لله و رسوله و راد لإجماع المسلمين...

#قال إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في الدرر السنية (10/112) :
"ولكن من أظهر الإسلام وظننا أنه أتى بناقض ، لا نكفره بالظن ، لأن اليقين لا يرفعه الظن ، وكذلك لا نكفر من لا نعرف منه الكفر ، بسبب ناقض ذكر عنه ، ونحن لم نتحققه..."

‏الجهل بالشرائع ليس كفرا، وإنما الكفر = جحد الشرائع، ولا جحود إلا بعد علم.

على القاعدة: حديث العهد بالإسلام، والناشئ بالبادية، أو بدار الكفر لم يكفروا لانتفاء الكفر عنهم، لا لوجود المانع (الجهل).

من لم يحكم هذا الأصل أظلم برهانه واختلط فرقانه في هذا الباب.

‏1- قال ابن فارس في مجمل اللغة (ص95):
«الجحود: ضد الإقرار، لا يكون إلا مع علم الجاحد به».

2- وقال الإمام النووي في شرح المهذب:
«الجاحد عند أهل اللغة: من أنكر شيئًا سبق اعترافه به، هكذا صرّح به صاحب المجمل وغيره وقد أوضحته في تهذيب الأسماء».

‏3- وقال: «قال أهل اللغة: الجحد إنكار ما اعترف به المنكر قال ابن فارس في الجمل: لا يكون الجحود إلا مع علم الجاحد به».

4- وقال ابن العطار الشافعي (724هـ):
«الإنكار غالباً لا يكون إلا بعد اعترافٍ، وهو المسمّى بالجحود...؛ إذ الجحود لا يكون إلا بعد إقرار،» الاعتقاد الخالص (ص356).

‏5- وقال الإمام ابن القيم (751هـ):
«الجحود لا يكون إلا بعد معرفة الحق». كتاب الصلاة (ص64).