وخاصتًا البيت الأخير..
أنتَ ما استغنيْتَ عن صاحِبكَ الدّهرَ أخوهُ
فإذا احتجتَ إليهِ ساعةً مدَّ كَفوهُ

كميّة المشاعر والعُمق اللي في قصيدة "يسلمُ المرءَ أخوهُ" لأبي العتاهية تخليك تفكري في الدنيا وقداش ما تافهة

المشكلة الحلقة التاسعة واتية تميتها مبكري شوية ومشيت بش نراجع الثامنة وانزلها الليلة ومالقيتهاش

كلام ملخبط لكن من القلب

نتغاضى الإثنان عن بعضنا رُغم أننا نرى بعضنا يوميًّا، نُقاتل الشّوق ونحاول عدم الإلتفات حتى لا تتقابل العيّنان، كل منّا يريد المبادرة لكنه لا يعرف لها طريق
أحيانًا التّردد يقتل كل المحاولات.
تتردّد في أن تتقدم خطوةً للأمام، وبعد تلكَ الخيبة تتراجع عشراتِ الخطوات للخلف وتدوسُ على قلبك حتى تتمكن من الإستمرار ومحاولة التخطّي.
قد تسمع منه كلمات تنزل على قلبك كالسيف ولكن من فُرطِ شوقك له تتغاضى ولا تهتم لأننا أحيانًا نخرج كلماتٍ من أفواهنا لا نقصد بها ونتمنى أن تمُر ولا تضر.
ربما لن تلتقي الأكتاف مجددًا
ولن نتبادل أطراف الحديث مرة أخرى
ولن نجلس سويًّا نتقاسم طعامنا ونختار المكان المناسب للجلوسِ فيه
ولكنّي متأكدة أننا لن ننسى أننا في يومٍ كانت أكتافنا تحتكّ ببعضها ولا نحمل ذرةَ كرهٍ اتجاه بعضنا
رُبّما أتظاهر أني بخير بدونه وأني على ما يُرام ولكنّ اتّضحَ لي أن السّعي دون رفيق أمرٌ عسير.
يتسلل الشوق في داخلنا لكن المقاومة صعبة؛ من الصعب أن تقاوم شيئًا كان جزئًا من يومك ذاتَ مرة.
من الصعب أن تعتاد الجلوس وحدك بعد عامٍ حافلٍ بالأصدقاء والمرح.
فجأة..
تصبحُ وحيدًا وتظن أنك ستعتاد الوحدة ولكن الأمر كان أصعب مما تخيلت.

مُنتهى عِمران.

نعتذر عن نشر باقي الحلقات لأني الفترة هذه نمر بشوية ظروف وما حصلتش وقت نكتب فيه لكن بإذن الله من الليلة حنكمل كِتابة 🤎

النص لا يمثلني ولا يمثّل أحد

فقط في سنّ الـ 18 ستدرك أنك نضجت وكبِرت
ستُدرك أن عمرك لا يقـف في زمن معـيّن من حياتـك
وستعرف أنك تـكبر عامًا بعد عام
وتدرك أيضًا أن والِداك يكبران دون انـتباهك، حتى ترى تلك الشّعـرة البيضاء في رأسِ أمك ولحية أباك، وتلك التجاعيد تحت العينـين والتي تحكي دُهورًا من المعـاناة والسعيّ لإخراج جيلٍ سليم
ترى والدك يتـألم من ظهره وأمك تشكي من ألم المفاصل وكلاهـما باتَا يحتاجانِ الى نـظارة.
تنـظر لنفسك وتدرك أن العمر حتـمًا يمضي ولا ينـتظرك لتصحى من غـفوتِك، كـأنك في حلم تفكر كيف أصبحت في هذه السنّ بسرعة!
تدخل العشرين وتمر كلمح البصر، وبعدها تستـقبل الثّلاثين وتمضي كُـلّها وأنت تحاول حلّ مشاكل العمل والأولاد
وتخطوا أول خطوة في عَـقدِ الأربـعين وهي سن النضج والإدراك الحـقيقي.
ستدرك حقًا أنك لا تملـك عُمرًا آخر تـلهو فيه
تلفت خلفك وترى أن أصدقاء الإبـتدائية افـترقوا، ومعلمتك فارقت الحياة، ترى تلك الوعود والعهود التي قطـعتها في صِغرك إلتهمها الفناء.
مُعظم الأصدقاء ماتوا يا رَفيق! ذاك اغـترب وذاك مات وذاك يُعاني والأخر غارِق في الديون؛ حتى أنّ أرقام بعـضكم باتت في آخر القائمة
تدرك حقًا أن السّنين الأولى مضت ولم تحقـق فيها شيء من أحلامك التي بُنـيَت في سنّ الـ 18
والدُك في قبره؛ وقد فنىٰ عمره كاملًا في تأهيلك للحياة
تمضي الأربـعين وترى الخمسين تُـهلّلُ من بعيدٍ لإستـقبالك، تجري إليها بلهـفةِ الطّفل وتنصدم أنها سنُّ اليأس،
سنّ اليأس والملل، لا تجد ما تفعل سوى مشاهدة التلفاز وتنـتظر مرورَ اليوم بسرعة ليحُلّ الليل وتخلدُ للنوم
ثمَّ يليها عقدُ السّتين، وقد قاربت شمسُك على الغروب ليحُلَّ مكانكَ غيرُك.
فقد زوّجتَ كلّ أولادك وخلا كل البيت لك، الّذي كان قبل عـقدين تقريبًا يعجُّوا بأصواتـهم وشِجارهم وضحِكاتـهم قبل النوم، أصبحت وحيدًا فـكل أولادك أصبحت لهم حياةٌ خاصة، بعيدًا عنك.
أصبح شكلُـك مخيفًا بالتجاعيد، تتذكر شكل والداك عندما كانا بجانبك كيف أن وجههما يملؤهما التجاعيد.
تجلس على الأريكة وتغلق التلفاز عندما تتذكر أن غدًا ذكرى ميلادك لتدخل في السبعين وتودع السّتين.
مضى عُمرك وأنت تركض خلف الحياة، خلف ملذات الدُّنيا ونسيت أن حياة البرزخ تنتظرك، نسيت الآخرة التي لم تُعدّ لها شيء، أفنيتَ كل العمر ولم تخصص وقتًا للطاعة والعبادة، كنت تظنُّ أن العمر طويل والوقت أمامك كثير، مضت سبعونَ خريفًا من عمرك دون إعداد شيء تقابل به ربك
كل المبالغ والأملاك التي قضيت عمرك تجمعها سيتقاسمها أولادك بعد رحيلك..

مُنتهى عِمران.

حسيت أن كل حلقة تبي أسبوعين أقل شيء بش التفاعل يوصل للـ 14!!

تفاعلوا ره الحلقة الثامنة واتية ??