«غَنَائِمُ المَرءِ تَجَارِبُه
وَلَو أَورَثَتهُ أحزَانًا وَهَزَائِم»

«المَرءُ ڪَثِيرٌ بِأخِيه»

**سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ.

وَقَد جَاء فِي فَضلِ صِيَامِ يَومَي التَّاسِع وَالعَاشِر مِن مُحَرَّم

قَولُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ:
«صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ»

وَقَولُهُ ﷺ:
«لَئِنْ بَقِيتُ إلَى قَابِلٍ، لأَصُومَنَّ اليَومَ التَّاسِعَ»

فَعَنِ ابنِ عَبَّاس -رَضيَ اللَّهُ عَنهُمَا- قَال:
«قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ المَدِينَة، فَوَجَدَ اليَهُودَ يَصُومُونَ يَومَ عَاشُورَاءَ فَسُئِلُوا عَن ذَلِك؟
فَقَالُوا: هَذَا اليَومُ الَّذِي أَظْهَرَ اللَّهُ فِيهِ مُوسَى، وَبَنِي إِسرَائِيلَ عَلَى فِرعَون؛ فَنَحنُ نَصُومُهُ تَعظِيمًا لَه
فقالَ النَّبِيُّ ﷺ: نَحنُ أولَى بِمُوسَى مِنكُم؛ فَأمَرَ بِصَومِه.

وَمَرَاتِبُ صَومِ عَاشُورَاء ثَلَاثَة كَمَا قَالَ الإمَامُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّه:
«مَرَاتِبُ صَومِهِ ثَلَاثَة٫ أَكمَلُهَا أَن يُصَامَ قَبلَهُ يَومٌ وَبَعدَهُ يَوم٫ وَيَلِي ذَلِكَ أَن يُصَامَ التَّاسِع وَالعَاشِر٫ وَعَلَيهِ أَكثَرُ الأحَادِيث٫ وَيَلِي ذَلِكَ إفرَادُ العَاشِرِ وَحدهُ بِالصَّوم»

فَمَن صَامَ عَاشُورَاءَ مُنفَرِدًا يُدرِك الفَضِيلَة٫ وَالسُّنَّةُ أن يُصَامَ مَعهُ التَّاسِع مُخَالَفَة لِليَهُود.**

**لَنَا الشَّجَرُ الَّذِي يَمتَدُّ صَبرًا
إِلَى الرَّمَقِ الأَخِيرِ مِن الحَفِيفِ

تَعِبْتُمْ؟ تَسأَلُ الكَلِمَاتُ.. قُلْنَا:
مَتَى تَعِبَ النَّخِيلُ مِن الوُقُوفِ؟!**

**لَن يَضِلَّ قَلبٌ يُؤمِنُ بِرَبِّهِ الهَادِي سُبُلَ السَّلَامِ وَالرَّحمَة.

قَد خَلَقَكَ اللَّهُ ضَعِيفًا٫ وَمَشَيتَ عَلَى أرضِهِ ضَعِيفًا٫ وَلَم يَزَل يَمضِي بِكَ العُمرُ وَأَنتَ تَزدَادُ ضَعفًا وَافتِقَارًا إلَيه.

لَيسَ لَكَ مِن الأَمرِ شَيءٌ إلَّا التَّسلِيم وَالرِّضَا٫ وَقَرِيرًا تُغمِضُ عَينَيكَ وَأنتَ بَينَ يَدَيهِ مُطمَئِنٌ لَا خَوفٌ عَلَيكَ وَلَا يَحزُنكَ فَزَعُ الضَّلَال.

وَأنتَ تَشهَدُ بِوَحدَانِيَّتِهِ وَعَظَمَتِه٫ وَتَلتَمِسُ آثَارَ عِنَايَتِهِ البَالِغَة فِي خِضَمِّ البَلَاء
يَقِينًا أَنَّهُ الرَّحمَنُ الرَّحِيم.**

**نَذكُرُكَ فِي المَسَرَّاتِ لِنُبَارِكَهَا٫ وَفِي الحُزنِ لِيَنجَلِي٫ وَفِي الدُّعَاءِ لِيُستَجَاب٫ وَفِي لَحَظَاتِ الخَوفِ لِنَطمَئِن٫ وَفِي مَسَارَاتِ الحَيَاةِ لِنَنجُو
هَلَّ الهَنَا وَانجَلَى الحُزنُ وَانزَاحَ الهَمُّ بِذِكرِك

فَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيكَ حَيًّا فِينَا لَا تَمُوتُ أبَدًا٫ نُحِبُّكَ وَنُحِبُّ مَن يُحِبُّك وَالمَوعِد الحَوض كَمَا أَخبَرتَنَا وَإنَّا لَنُصَدِّقُك ..**

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ

**مَن فَاتَهُ يَومُ عَرَفَة٫ فَلَا يَفُوتُهُ يَومُ القَرِّ ..
وَيَومُ القَرِّ هُو ثَانِي أَيَّامِ عِيدِ الأضحَى٫ وَأَوَّلُ الثَّلَاثَةِ أَيَّامٍ الَّتِي لَا يُرَدُّ فِيهَا الدُّعَاء

فَقَد ثَبُتَ عَن رَسُولِ اللَّهِ ﷺ:
«إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ القَرِّ»

وَكَانَ أَبُو مُوسَى الاشعَرِيّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ- يَقُولُ فِي خُطبَتِهِ:
«بَعدَ يَومِ النَّحرِ ثَلَاثَة أيَّامٍ الَّتِي ذكرَ اللَّه الأيَّام المَعدُودَات لَا يُرَدُّ فِيهِنَّ دُعَاءِ
فَارفَعُوا رَغبَتَكُم إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»**

**العِنَادُ قَبيح٫ وَيَشتَدُّ هَذَا القُبحُ بِمِقدَارِ ظُهُورِ الحُجَّةِ عَلَى الرَّأيِ الَّذِي تُحَاوِلُ رَدَّهُ عَلَى صَاحِبِه٫ فَمَتَى كَانَت الحُجَّةُ أَظهَرُ كَانَ العِنَادُ أَقبَح.

وَالإنصَافُ جَمِيل٫ وَيَكُونُ جَمَالُهُ أَوضَحَ وَأجلَى
حَيثُ يَكُونُ فِي حُجَّةِ الرَّأيِ الصَّائِبِ شَيءٌ مِن الخَفَاء٫ وَحَيثُ يُمكِنُ أن تَتَحَيَّزَ لِرَأيكَ وَتُهَيِّئ كَثِيرًا مِن الأذهَانِ لِقُبُولِه.

وَقَد يَنقُلُ التَّارِيخُ شَذَرَاتٍ مِن حَوَادِث المُنصِفِينَ لِمَن خَالَفَهُم فِي أمرٍ أو المُعتَرِفِينَ لِبَعضِ خُصُومِهِم بِفَضِيلَة٫ فَتَهتَزُّ فِي نُفُوسِ قُرَّاءِهَا عَاطِفَةُ احتِرَامٍ لِمَن أَقَرَّ بِالأخطَاءِ أو اعتَرَفَ لِخَصمِهِ بِخَصلَةِ حَمد٫ وَرُبَّمَا كَانَ اكبَارُهُم لِمَن أَقَرَّ بِالخَطَأ فَوقَ إكبَارِهِم لِمَن خَالَفَهُ فِي الرَّأي فَأَصَاب٫
وَرُبَّمَا كَانَ اكبَارُهُم لِمَن شَهِدَ لِخَصمِهِ بِكَرَامَةٍ فَوقَ إكبَارِهِم لِلشَّخصِ المَشهُودِ لَهُ بِتِلكَ المَكرُمَة٫ وَسَبَبُ هَذَا الإكبَارِ عَظَمَةَ الإنصَاف٫ وَعِزَّةُ مَن يَاخُذُ نَفسَهُ بِهَا فِي كُلِّ حَال.

قَالَ ابنُ وَهب:
«سَمِعتُ مَالِكًا بنَ أَنَسٍ يَقُول: "مَا فِي زَمَانِنَا شَيءٌ أَقَلُّ مِن الإنصَاف"»

محمد الخضر حسين •**

**لَا يَصِحُّ الشِّعرُ وَلَا الغَرِيبُ وَلَا القُرآنُ إلَّا بِالنَّحْو؛ النَّحْوُ مِيزَانُ ذَلِكَ كُلِّه..

أبو العبَّاس ثعلب •**

*?*بَينَمَا وَفِيمَا، وَمَزَالِقُ الأَسَالِيبِ المُعَاصِرَة.

• هَل يَصِحُّ أَن نَقُولَ:
– فَازَ الفَرِيقُ الأَوَّلُ بَينَمَا خَسِرَ الثَّانِي/ فَازَ الفَرِيقُ الأوَّلُ فِيمَا خَسِرَ الثَّانِي؟

▪️بَيْنَمَا -وَكَذَلِكَ بَيْنَا- : ظَرفُ زَمَانٍ فِيهِ مَعنَى المُفَاجَأة، نَحو قَولِ الشَّاعِر:

بَيْنَمَا الْمَرْءُ آمِنٌ رَاعَهُ رَا
ئِعُ حَتْفٍ لَمْ يَخْشَ مِنْهُ انْبِعَاقَهْ

وَقَولِ الشَّاعِر:

بَينَمَا نَحنُ بِالأرَاكِ مَعًا
إذْ أتَى رَاكِبٌ عَلَى جَمَلِهْ

◽بَيْنَا وبَيْنَمَا ظَرفَا زَمَانٍ بِمَعنَى المُفَاجَأَة، وَيُضَافَانِ إلَى جُملَةٍ مِن فِعلٍ وَفَاعِلٍ، أو مُبتَدَأ وَخَبَر.
وَيَحْتَاجَانِ إلَى جَوَابٍ يَتِمُّ بِهِ المَعنَى.
وَقَد يَقَعُ فِي جَوَابِهِمَا إذَا أو إذْ، وَقَد يَخلُوَانِ مِنهُمَا، كَمَا فِي البَيتَيْنِ السَّابِقَيْن.

• وَعَلَيْهِ نَقُولُ:
–بَيْنَمَا خَسِرَ الفَرِيقُ الثَّانِي فَازَ الفَرِيقُ الأوَّلُ.
–بَينَمَا خَسِرَ الفَرِيقُ الثَّانِي إذ فَازَ الأوَّل.
–فَازَ الفَرِيقُ الأوَّل بَينَمَا خَسِرَ الثَّانِي.
–خَسِرَ الفَرِيقُ الثَّانِي بَينَمَا فَازَ الأوَّلُ.

▪️أَمَّا "فِيمَا" فَمُرَكَّبٌ مِن:
"فِي" الجَارَّة وَ"مَا" المَصدَرِيَّة.
أَو مِن "فِي" الجَارَّة وَ"مَا" المَوصُولَة.
أَو مِن "فِي" الجَارَّة وَ"مَا" الاستِفهَامِيَّة.

▫️وَلَا مَعنَى لَهَا فِي الجُملَة؛ فَقَولُنَا :
• فَازَ الفَرِيقُ الأوَّلُ فِيمَا خَسِرَ الثَّانِي، تَأوِيلُه:
–فَازَ الفَرِيقُ الأوَّلُ فِي خُسرَانِ الثَّانِي.
–أو فَازَ الفَرِيقُ الأوَّلُ فِي الَّذِي خَسِرَ الثَّانِي.**