#مسجد (إسكان المهندسين) في مدينة نابلس بفلسطين.
   أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في وسط إسكان المهندسين بحي المخفية في مدينة نابلس التي تستوطن شمال الضفة الغربية بفلسطين المحتلة سنة ١٩٦٧م.
ويعد مسجدنا هذا واحدا من أزيد من ١١٠ مسجدا تتوزع على أحياء هذه المدينة المشهورة بتدين أبنائها ومحافظتهم على شعائر الإسلام وقيمه العظيمة.
ويبدو أن المسجد قد شيد على حساب بعض الجهات الخيرية، ومنذ افتتاحه وهو يشكل مصدر تنوير للعقول والقلوب وأداة لتقريب المسافات بين مختلف المكونات داخل المجتمع النابلسي عموما وخاصة في الحي الذي يستوطنه!
انبنى المسجد على قطعة أرض واسعة المساحة، ويتكون من طابقين فسيحين، ويشتمل على مصليين منفصلين للرجال والنساء يتسعان لعدد وفير من المصلين، ويمتلك مكتبة إسلامية وبنية تحتية متكاملة ومواقف مناسبة للسيارات.
وما دام مبنى المسجد يتوسط مجمعا سكنيا خاصا بالمهندسين، فمن المؤكد أنه يتميز بهندسة معمارية جذابة للغاية، والصور برهان تام على هذا الكلام، فهو يتمتع بتصميم شديد الحداثة ودون أن يتخلى عن أساسيات المعمار الإسلامي وإن كانت المعاصرة قد طالتها أيضا، كما نرى في القبة والمئذنة اللتين يشمخ المسجد بهما ويزدان!

وعي المرء بذاته محطة أساسية للانطلاق العبادي وأساس متين للنجاح الحياتي في الابتلاء، وهذا ما أشار له المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: "رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه"!
فمن عرف قدر نفسه عرف نقاط قوته فبنى عليها واستثمرها على أكمل وجه، وعرف نقاط ضعفه فقواها وثغرات نفسه فتجنب الوقوع في شرَكها!
د.فؤاد البنا

الكائنات الممتلئة بالحقارة لا تعرف نفاسة الحرية،ولا قيمة عندها للكرامة،وكل ما تريده هو الطعام الذي يملأ بطونها ولو تناولته من تحت أحذية الطغاة،والنوم الذي يملأ الجفون ولو في حظائر المستكبرين، وهي مستعدة لأن تبيع الشرف من أجل الشهوات،وأن تفرط بالحرية في سبيل إشباع بعض النزوات!
ولذلك لا غرابة أن نجد أناسا يمارسون صورا من التسفل في الكلام عن الأحرار أو في الحديث معهم،فكل إناء بما فيه ينضح!
أ.د.فؤاد البنا

يتجه مئات الملايين من المسلمين كل يوم في صلاتهم نحو الكعبة المشرفة، ويعرفون أن حرمة المسلم أشد من حرمة الكعبة، لكنهم لم يصنعوا شيئا لوقف تدمير كعبتهم في أرض الرباط الذي تكرر لأكثر من ١٥٠ ألف مرة خلال ٤٣٥ يوما:
٤٥ ألف شـ&ـيد
١٠٠ ألف جريح
١٠ آلاف مفقود
٥ آلاف مختطف!
د.فؤاد البنا

رأيت فيديو لشاب سوري بعدما تآمر العالم على الثورة السورية وهاجر إلى الشمال الحر، وهو يقول: أخذنا معنا ما هو غالي علينا: ديننا وكرامتنا وعرضنا، وتركنا لهم ما هو غالي عليهم البيوت والأرض والأموال!
أتمنى أن أراه اليوم، لأسعد بتقاسيم الفرح وهي تعلو محياه، بعد أن جمع الله عليه دينه ودنياه، عرضه وأرضه، كرامته وما يمتلك من أشجار الزيتون والكرْم!
د.فؤاد البنا

#مسجد (النور) في مدينة تل السبع بفلسطين.
   أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في في أحد الأحياء الجديدة بمدينة تل السبع التي تستوطن منطقة النقب الواقعة في جنوب فلسطين المحتلة سنة ١٩٤٨م.
ويعد مسجدنا هذا واحدا من بضعة مساجد تزين هذه المدينة الصغيرة، والتي يبلغ عدد سكانها حوالي ٢٣ ألف نسمة فقط وكلهم من المسلمين، وكانت حتى وقت قريب قرية بدوية، ومما يجدر ذكره أن منطقة النقب تحتوي على ثلاثة أسماء متشابهة، فبجانب المدينة التي نحن بصددها هنا توجد مدينة أخرى تسمى بئر السبع وهي فلسطينية لكنها صارت ذات أغلبية يهودية بعد التهجير والاستيطان، وهناك أيضا قرية السبع.
ونعود إلى مسجدنا الذي تأسس في عام ١٤٤١ هجرية بجهود بعض الخيرين من أبناء هذه المدينة، وانضم منذ افتتاحه إلى مساجد المدينة في إشاعة الوعي وتقوية صروح المجتمع وترسيخ الوجود الفلسطيني في أرض الإسراء.
ويتربع المبنى على مساحة واسعة من الأرض، ويتكون من طابقين فسيحين، ويشتمل على مصليين منفصلين للرجال والنساء يتسعان لعدد وفير من المصلين، ومكتبة تعج بالكتب النافعة، وبعض المرافق التعليمية والخدمية، مع بنية تحتية متكاملة.
جمع تصميم المسجد بين الأصالة والمعاصرة بشكل مميز، ويزهو بمبنى حجري أنيق، ويزدهي المبنى الحجري بقبة بيضاوية مطلية بلون أخضر، وتبدو في الداخل على صورة لوحة فنية بديعة، ويشمخ بمئذنة ذات أبدان ثلاثة وتتسق جميعها داخل تصميم هندسي رائع، كما تشهد بذلك الصور المرفقة!

#براهين خوف الص.هاي.نة من ثوار سوريا!
د.فؤاد البنا
منذ بدأت أقرأ بتوسع وتعمق عرفت حقيقة الأنظمة العربية في ما يسمى بدول الطوق، وكنت أقول دائما بأنها (أشجار غرقد) مهمتها حماية الاحتلال حتى يعيش آمنا في الأرض التي احتلها بخيانات بعض تلك الأنظمة!
لكن تحليلي للأحداث ظل يشير إلى أن النظام السوري أكبر شجرة غرقد وأشد الأنظمة تفانيا في حراسة الاحتلال والتنكيل بمن يستهدف هذا الاحتلال، وهناك براهين ووقائع خلال نصف قرن وتحتاج إلى مجلد على الأقل، ولكن هذه رؤوس أقلام مما حدث بالأمس فقط:
-قام الكيان الغازي بتدمير معامل تصنيع الأسلحة ومخازن ما سمتها بالأسلحة الاستراتيجية داخل الأراضي السورية منذ تقدم الثوار من الشمال، بحجة الخوف من وقوعها في "أيدي غير أمينة"، بما يعني أنها كانت بأيدي أمينة حينما كانت مع نظام الأسد!
-أعلن نتنياهو من هضبة الجولان السوري المحتل أنه وجه جيش الاحتلال بالسيطرة على المناطق العازلة بين البلدين والتي كانت تحت إشراف قوات أممية وكذا المواقع المهمة القريبة منها داخل الأراضي السورية، وهي تقع في جبل الشيخ الاستراتيجي والذي يطل على بلاد الشام كلها، وقد زارها قائد جيش الاحتلال بعد أن سلمها جيش الأسد بالفعل للغزاة، رغم عدم وصول الثوار إلى تلك المنطقة!.
-قصف طيران الاحتلال لمعامل ومراكز أبحاث قيل بأن الإيرانيين كانوا يستخدمونها لتطوير بعض الأسلحة ومنها الصواريخ، مخافة أن تقع في أيدي الثوار!
-قيام الغزاة بحفر سلسلة من الخنادق الضخمة في الجولان، استعدادا لأي مواجهة يمكن أن تنشب مع الثوار، بينما ظلت هذه المنطقة أكثر جهة آمنة في حدود المحتل منذ عام ١٩٧٣.
-استدعاء جيش الاحتلال لفرقة كاملة من جيشه ممن كانوا عند الحدود اللبنانية إلى هذه المنطقة العازلة، لحمايتها من أي اجتياح من قبل الثوار!
-أعلن نتنياهو إلغاء اتفاقية فض الاشتباك التي وقعتها بلاده مع نظام الأسد سنة ١٩٧٤م، والتي لم يتم إلغاؤها طيلة نصف قرن رغم الحديث الدائم عن مواجهات بين البلدين وخاصة بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م والحديث عن وحدة الساحات من قبل النظام السوري وحديث قادة الكيان أنهم في حرب مع خمس بلدان ومنها سوريا، وأدخل سوريا كجبهة رابعة في مواجهاته بحسب قوله!
ومن المؤكد أن أشد الناس عداوة للذين آمنوا سيواصلون تدمير مخازن الأسلحة السورية تباعا في قادم الأيام، كلما جاءتهم المعلومات عن أماكنها من جنود الأسد؛ حتى لا يبقى للثوار سلاح يقاتلونهم به؛ فيسهل اصطيادهم من ناحية واتهام من يبقى منهم من قبل طابور الطائفية الإيرانية وطابور التصهين العربي بأنهم لم يدافعوا عن بلدهم ولم يقدموا لفلسطين شيئا!

يكفي الأسد جرما إلحاقه سوريا العظيمة بشخصه التافه وكأنها عزبة من أملاك والده، وكم سمعنا إعلامه المنحطّ يكرر عبارة (سوريا الأسد) عن سوريا الفينيقية والغسانية ثم الأموية التي قهرت إمبراطوريات الأرض!
وللعلم ففي عصر (سوريا الأسد) حُفرت قبور أكثر مما بنيت منازل، وبلغ عدد السجون أضعاف المدن السكنية، وفاقت تماثيل الأسد المدارس والجامعات التي بنيت في عهده، وقد رأيت فيديو لضريح حافظ الأسد في مسقط رأسه بالقرداحة؛ فوجدت الضريح أقرب إلى قصور الملوك في قصص ألف ليلة وليلة!
د.فؤاد البنا

يؤدي الانفلات العاطفي الخالي من خطام العقل بأصحابه إلى اقتراف حماقات وأخطاء في التصورات والتصرفات، ومن صور هذا الأمر المبالغة في الفرح بانتصارات جزئية في مكان ما من بلدان المسلمين والنظر إليها كأنها تحول استراتيجي شامل في المنطقة أو في العالم!
إن هذه المبالغة تنقلب بأصحابها إلى يأس شديد إذا انطفأ ذلك الأمل أو تعرض ذلك التغير للانكسار، كما حدث بعد انكسار الربيع العربي أمام الهجمة العالمية الشاملة، فقد انتشرت موجة من الإحباط بين كثير من الشباب أدت إلى ظهور عدد من الآفات، ومنها سقوط البعض في براثن الإلحاد؛ بحجة أن الله لو كان موجودا لنصر دعاة الربيع العربي بوصفهم دعاة للحرية والكرامة والعدالة والإخاء والوحدة وكل قيم النهوض الحضاري التي يتضمنها المنهج الإسلامي!!
   د.فؤاد البنا