• قَالَ البُخَارِي :

«بَابُ اغْتِبَاطِ صَاحِبِ الْقُرْآنِ» .

- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَا حَسَدَ إِلَّا عَلَى اثْنَتَيْنِ ؛ رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ الْكِتَابَ، وَقَامَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَرَجُلٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يَتَصَدَّقُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ".

- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، سَمِعْتُ ذَكْوَانَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ ؛ رَجُلٍ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ، فَقَالَ : لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ. وَرَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ، فَقَالَ رَجُلٌ : لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ " (١) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) : صَحِيحُ البُخَارِي .

الحَسدُ المُراد به الغبطة، وهي أن يتمنى المرء مثل ما لغيره من النعمة من غير أن يتمنى زوالها عنه

و يَدُلُّ هذا الحديث عَلَى حُسْنِ حَالِ صاحب القرآن و عظيم ما أنعم الله عليه بتعليمه القرآن و وفَّقه لاستعماله بتلاوته في ساعات الليل و النهار و له في كل حرف عشر حسنات و يقال له يوم القيامة اقرأ و ارتق فإنَّ منزلتك عند آخر آية قرأتها فيبلغ بذلك منازل عالية في الجنَّة ، نسأل الله من فضله .

تَزْيينُ القُرْآن بالصَّوْتِ :

• عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ " (١) .

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ".
وَقَالَ صَاحِبٌ لَهُ : **يُرِيدُ أَنْ يَجْهَرَ بِهِ (٢) .

• عَنِ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ : { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ } فِي الْعِشَاءِ، وَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ - أَوْ قِرَاءَةً (٣) .

• قَالَ عَبْدُ الجَبَّارِ بن الوَرْدِ قُلت : لِابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَرَأَيْتَ إِذَا لَمْ يَكُنْ حَسَنَ الصَّوْتِ ؟
قَالَ : يُحَسِّنُهُ مَا اسْتَطَاعَ (٤) .

• عَنَّ أَبيِ هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى، فَقَالَ : " لَقَدْ أُوتِيَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ " (٥) .

• عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: «أُعْطِيَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ حُسْنِ الصَّوْتِ مَا لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ قَطُّ حَتَّى أَنْ كَانَ الطَّيْرُ وَالْوَحْشُ لَتَعْكُفُ حَوْلَهُ حَتَّى تَمُوتَ عَطَشًا وَجُوعًا وَإِنَّ الأَنْهَارَ لَتَقِفُ**» .

• قَالَ وَهْبُ ابن مُنبِّه : **ولم يُعط اللهُ -فيما يذكرون- أحدًا مِن خلقه مثلَ صوته، كان إذا قرأ الزبور- فيما يذكرون- تدنو له الوحوش حتى يأخذ بأعناقها، وإنها لَمُصِيخَةٌ تسمع لصوته، وما صنعت الشياطين المزامير والبرابط والصُّنوج إلا على أصناف صوته .

• عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: «صَلَّى بِنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَمَا سَمِعْتُ صَوْتَ صَنْجٍ وَلَا بَرْبَطٍ كَانَ أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ»** .

الصنج و البربط من آلات الملاهي .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) صحيح البخاري .
(٢) : صحيح البخاري .
(٣) : صحيح البخاري .
(٤) : سنن ابي داود .
(٥) : سنن النسائي .