إن أراد الله خيراً في بشر
قذفَ في قلبه حبَّ الحسين

كشَف عن عينه حجب البصر
لترى عين البصيرة الحسين

فإذا القلب على الحبّ استقرّ
سمّيَ العبد بمملوك الحسين

ورأى اللهَ تجلى وظهر
بحسين في حسين بالحسين

وإذا يتلو سيلقى في السور
أين ولّى ثمَّ وجهٌ للحسين

وإذا يسمع تسبيح الوجود
صوت تسبيح الوجود يا حسين

إن سألت الغيم عن سرّ المطر
فَهْوَ دمعُ الله في رزء الحسين

أصغِ للريح اذا الريح سرت
إن صوت الريح نوحٌ للحسين

عاينِ الآيات في الأفق ترى
أعظم الآيات قرآن الحسين

وأَجِب إن قيل مَن أمّ الكتاب
قل هو العباس سقّاء الحسين

أصبح العباس بالحبّ السلاف
سيد السادات في كون الحسين

مثلَ جبرائيل يوحي حبَّهُ
نازلاً وصاعداً إلى الحسين

بدَّدَ الماء أبو الفضل وعاد
عاد عطشاناً لمولاه الحسين

ليس ما يُروى به ماء الفرات
إنما يرويه بالحبّ الحسين

لم نكن نعلم ما معنى الخسوف
قبل أن يُخسف عباسُ الحسين

ليس للظلِّ أوى وهْوَ القمر
بل هو اختار فناءً بالحسين

قد تلاشى البدر عندما اقتربْ
واختفى مُعانقاً شمس الحسين

لم يعد عباسُ موجوداً هناك
صار فرداً واحداً مع الحسين

قُل أبو الفضل نبيُّ كربلا
أصبح الداعي إلى دين الحسين

قل لقد مدّ بأيديه لنا
آخذاً أيدي الورى نحو الحسين

علّم الخدّام ما معنى الأدب
فهْوَ علّامةُ خدّام الحسين

وإمامُ الحبّ عند كلِّ من
قد دعاه الناسُ مجنون الحسين

إن أراد الله خيراً في بشر
قذفَ في قلبه حبَّ الحسين

إنما الخير على باب الحسين
بابه العباس مقطوع اليدين

عمّار الكوفي
#سرّ

كُميلُك في الدُّعَاءِ بَكَي وعنَّ
ومَيثمُ فوقَ نَخلتِهِ تَعَنّى
وَحَقّ أُوَيسِكَ المَخفيّ عَنّا
أنا عَبدٌ لِفاطمةٍ وذابَ

وراءَ الظلّ يَتْبَعُكُم وراحَ
كمَخْمورٍ علا قَدَحاً وراحَ
إذا أعلى لكُم بالكَأس راحَ
فَصُبّوا خَمْرَ ريقِكُم الشَّرابَ

بِخَمْرِ الرّيق ريقِكَ راوِ دَنّي
إذا ما جِئتُ عَطشانًا لِدَنِّ
عيونُكَ مِثلَ يوسُف راوَدَنّي
وأنتَ زُلَيخةٌ أَقْفَلتَ بابا

وَغَيرَ جَمالِ وَجْهِك ما هَوَيْنا
وَمَهْرَ لِقاك في حَلَبٍ هَوَينا
فَمُدّ يَدَيْك وارْفَعها الهُوَيْنة
جُسومًا مُزِّقَت فيكَ اسْتِلابًا

عمّار الكوفيّ
#سرّ

تعالي لأخبرك سراً أودّ إفشاءه
لقد تربّيت في حواري دمشق، وفتحت عيني على الحب هناك
بين ياسمينها ونارنجها
وبخور أزقّتها
وأيضاً رائحة بارودها
لا زلت أذكر رائحة الخبز الطازج التي كانت تعانقني عند كل صباح قبل موعد المدرسة
ولا زلت متعلّقاً بعيون مدرّسةٍ كانت في مدرسة الإناث المقابلة لمدرستي
ربما كانت معلّمة لغة عربية
أكبر سنّاً مني بكثير
كنت يومها طفلاً
لكنني كنت متعلقاً بها
أحببت عينيها جداً، وكنت أستيقظ للمدرسة باكراً وأقف على ناصية الرصيف في الخارج منتظراً أن تمرّ لكي ألوّح لها بيدي وألفت نظرها
أحببت دمشق
صبياً وفتياً ومن ثم رجلاً
ودافعت عن جوريّها منذ سنوات عشر
ولا زلت
وبحثت في سنوات الحرب عن كل ذكرى أضاعتها الأعوام
ولم أجد
حتى التقيت بامرأةً دفء يديها كدفء أرغفة الصباح التي كانت تعانقني على باب المدرسة
وعطرها كبخور الأزقة، وعيناها
كعيني حبيبتي الدمشقية الأولى
التقيت بك
فأحببت فيك دمشق
التي أمضيت فيها طفولتي وشبابي
وشيبي القادم..
وللآن انا غارق بك
لأن غرقي بحب دمشق لا قعر له
ومتمسك بك
لأنني طفل يرفض ان يكبر
متمسك بطرف أثوابك الطويلة التي أحب
وبخصرك الميّاس الذي أنا به متيّم
كتمسّكي بطفولتي وذكرياتي.. وأحزاني..
وأنا رجلٌ حزين جداً
جدا جدا جدا..

عمّار الكوفي
#سرّ

إلهي..
أنا بِشرُ حانة العاصين الذي لم يخلع نعله بعد
أنا زليخةُ عالم الحب الموهوم التي لم تبصر وجهك
أنا الحرّ الذي لم يصل بعدُ لحضن الحسين

لا زلت أسلّي النفس بأن الذين يمشون تحت المطر
لا بدّ أن يتبللوا
وأن من يريد النور لا بد له من أن يخرج من رحم التراب
لكن البلل أصبح غرقاً
والتراب أصبح قبراً لا سلّماً للسماء..

إن وردة القلب هذا تصارع للصفاء..لا للبقاء..
وماء هذه الدنيا مالح..مالح حد الاستئناس به ..
فهل للقلب الذي استأنس الملح أن ينال ولو قطرة ماء واحدة من عذب عينك!
قطرة لا ليرتوي
بل ليستفيق
ليشعر بغفلة الملح التي تأكله

عمّار الكوفيّ
#سرّ

والروضةُ فيها حراس الفرَحِ الأحياء
مَن زرعوا في أهليهم حزناً طول العمر
وجعلوا أعياد العائلةِ بقايا ذاكرةٍ تُذرَفُ فوق ضريحٍ مزروعٍ بالورد
لنحيا وعوائلَنا الفرحةَ في العيد ونجتمع على مائدةٍ واحدةٍ بمنازلنا..
وا خجلي منكم
وا خجلي..

عمّار الكوفي
#سرّ

إن أرادَ الله خيراً في بشر
قذفَ في قلبهِ حبَّ الحسين

كشَفَ عن عينهِ حُجْبَ البصر
لترى عينُ البصيرةِ الحسين

فإذا القلبُ على الحبِّ استقرّ
سُمّيَ العبدُ بمملوكِ الحسين

ورأى اللهَ تجلَّى وظهر
بحسينٍ في حسينٍ بالحسين

وإذا يتلوْ سيلَقى في السُّور
أينَ ولّى ثمَّ وجهٌ للحسين

عمّار الكوفي
#سرّ

كتب في ذاكرة القيام ألف جبهة ونزال، وحين جاء أسند ظلّهُ ناحية الشمس، وافترش مُصلّاه..
أسد العامرات في المواطن المكلومة..
زرعه في الغيم، وحصاده في البطولات..
كلّما خطى قائد نحو النصر، وجدناه..
وكلّما استوى بطل على عرش الاست..شهاد، انتظرناه..

لمناسبة الذكرى السنويّة لرحيل القائد الحاج أسد محمود صغير {الحاج صالح} رحمهُ الله
يتشرّف حزب الله بدعوتكم لحضور الحفل التكريمي الذي سيُقام بهذهِ المُناسبة
الزمان: الثلاثاء 5 آذار 2024 الساعة الرابعة عصرًا
المكان: مجمع الإمام المجتبى{ع} - السان تيريز
الدعوة عامة

القلب الصافي، ليس بحاجةٍ لدعاء المئة صفحة
يكفي فقط أن يرفع العبد كفّيه
ويبتسم
والله أعلم بكل نيّة..

عمّار الكوفي
#سرّ

عندما يَجْلِسُ المُجاهِدُونَ و يتحدّثونَ معَ وجودِ الكاميرا، تكونُ بارِقَةُ الموتِ فوْقَ رُؤُوسِهِمْ في أَبْهَى فِتْنَتِها، لَكنَّهُمْ يَثْبُتُونَ وَيَشُدُّونَ عليها، فتنكَشِفُ لنا نحنُ الأرضيّون بَعْضاً مِنْ أسرارِ أسلِحَتِهِمُ الحقيقيّةِ التي بها عَبَرُوا طريقَ الوَجْدِ نَحْوَ عالَمٍ أبديٍّ.
"ذخائر" هي بعضٌ مِن أسرارِ أسلِحةِ الشُّهداء هَدَفُها أنْ تَكْشِفَ لنا طَيْفاً من كلِّ هذا الضَّوْءِ.

تابعونا عبر الرّابطِ التالي:
https://t.me/zakhaershohadaa/17

Telegram

ذَخَائِر

بِسمِ اللهِ الرّحمٰنِ الرَّحيم الشهيد المجاهد حسن محمود صالح - جعفر عدشيت #ذخائر #أسرار\_الشهداء

هل كان من الضروري أن أسعى وراء كل شيء
لأوقن بعد ذلك..أن كل شيء لا قيمة له!
أتذكر قصة العاشق الذي سافر ليبحث عن سر الخيمياء
فدار الأرض بطولها وعرضها ومرّ عليه مُرّها وحلوها وسكن جبالها وبيوتها وقصورها ومدنها وقراها وغاباتها وأحب نسائها وثم أعرض عنها وبحث في كل الوجوه عن ضالته وفي كل البلاد عن كنزه المفقود
وثم أعادته الطريق المعدّة مسبقاً إلى حيث انطلق
ووجد كنزه هناك
هناك حيث كانت خطوته الأولى..قبل حتى أن يبدأ البحث..
ولعمري..لم يعرف الباحث عن الخيمياء أنه لم يجد الكنز حيث عاد ووقف، ذاك لأن الكنز أصلاً لم يكن الا في قلبه، فهو في سفره كله كان يحمله بين ضلوعه، وهو لم يجده حين عاد، بل فقط كان في وصوله لحيث انطلق يعيش لحظة إدراك لحقيقة أن السر هنا .. قابع في الصدر .. بل موجود بين عيونه وبين يديه.. وأن أجمل ما في ذلك السر.. أنه ليس سراً..
بل نوراً مشرقاً ساطعاً بيّناً..لكن كان لا بد من رحلة لتزيل الغشاوة لا أكثر

رحلته نفسها رحلتنا الأولى
أن يخرج آدم من دار محبوبه الآمنة ويهبطه الأرض حيث الوحوش والسباع والأشواك وثم يعود إليه بقلب مجرّح وجلد متشقق وأيدٍ خشنة
أن يخرج ليعود..بعين ترى محبوبها بعد إذ كان محيطاً بها وهي عنه عمياء..

وأنا.. لم أدرك وجود أمي قبل خروجي من رحمها
كنت أظن أن ضربات قلبها رزق يوميّ أستحقه
وأن الغذاء الذي يأتيني كل يوم، يتنزّل لأنه مجبور أن يكون بين يديّ
ولم أدرك حنانها إلا عندما متُّ في ذلك العالم
وولدت في عالمي هذا
مثل كل الحقائق التي تكون من فرط وضوحها غائبة
ومن اقترابها غير مُدركة إلى أن نبتعد عنها ونراها من بعيد..

يا إلهي الحنون
أصدقاؤنا أدركوا الشوق للرحم الأول
فماتوا في عالمنا هذا اختياراً وحبّاً
والطريق مرسومة ومحددة ولا اختيار فيها الا اختيار التسليم لها والسير بها عن رضا
لأننا جميعنا محكومون بالعشق والعودة
فإما أن يعود عاشقاً اختياراً وطوعاً
وإما أن يعود بالنار
وهم عادوا بالحب..قتلى بالشوق
بعد الرحلة التي كانت ضرورية ..

عمّار الكوفي
#سرّ