قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 5 months, 2 weeks ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 6 months, 2 weeks ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 7 months, 1 week ago
إن الحرب في أصلها صراع إرادات، والطرف المنتصر فيها هو من يفرض إرادته، وبهذا المقياس يندر أن كانت أي حرب كبرى محل جدل حول هوية المنتصر فيها، لأن المتحاربين مهما مارسوا من حرب نفسية وخداع تكتيكي يعلمون في نهاية المطاف من الذي فرض إرادته، ومن الذي فشل في فرضها... وحتى وإن انتهت الحرب دون أن يفرض أحد أطرافها إرادتَه فإن نتيجة الحرب لن تكون خافية كذلك، وإن كانت يمكن أن تخضع لمنطق التقييم النسبي...
وبهذا المقياس فلا شك أن المحتل الصهيوني فشل في فرض إرادته في التهجير أو إنهاء المقاومة أو تحرير أسراه بالقوة، وأن المقاومة فرضت عملية #طوفان_الأقصى ابتداء وانتقلت للهجوم لتعود إلى الوقائع السابقة رغم مبادرتها للهجوم، وهذا يجيب على التساؤل المفرغ الذي يجري ترديده "إن كنا عدنا للحالة السابقة فما فائدة طوفان الأقصى؟".
أما تعبير أطراف الحرب عن وعيها بأدوات الحرب واستعدادها لدفع ثمن فرض إرادتها فيها فلا يكون بما تكتبه على "السوشال ميديا"، فوسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة مستجدة في الفضاء الإنساني، بل هي تعبر بما تختاره في الحرب أمام تحدي النار والموت والدم، وأمام الاستفتاء بالدم فإن استفتاء اللفظ يمسي فائضاً عن الحاجة.
وفي حالة أهل غزة فإن ما عبر عنه أهلها من تشبث بالبقاء في شمال #غزة بداية الحرب، وتطبيقهم العملي لمقولة "غزة أو الجنة"، ثم الصمود أمام عملية الحصار والتجويع الثانية في الشهور الأولى من عام 2024، وأخيراً ما دفعوه من دم أمام حملة ختام الحرب التي طاولت المائة يوم وأرادت أن تحول شمال غزة إلى أمثولة مصغرة في التهجير...
اختار عشرات الآلاف البقاء تحت النار رجالاً ونساء كباراً وصغاراً ومن خرج منهم لم يخرج إلا مجبراً بقوة برية أخرجته من بيته ووضعت البندقية في رأسه... وبقيت معهم مقاومتهم تخوض معركتها حتى الأيام الأخيرة قبل إعلان اتفاق وقف الحرب، لم تنفصل خيارات المدنيين عن مقاومتهم، ولم يتركوها عارية في جباليا وبيت حانون بيت لاهيا، وحاولوا بآلاف الشهداء أن يتشبثوا بأرضهم وأن يحافظوا على القتال حياً فيها، فهل يبقى لسؤال رضاهم بهذا الخيار مكانٌ؟
أخيراً، فإن السؤال المفروض على كل من هو خارج غزة كان وسيبقى عن دوره وموقعه من غزة ومقاومتها وأهلها حين تقدمت الصف، وإثارة سؤال صوابية قرار المقاومة عوضاً عن سؤال الواجب تجاهها هو تجرؤ على نقد الغير وجبن عن نقد الذات، فأي إضافة يمكن أن يشكلها مثل هذا النقد؟ إن حرية النقد التي لا بد من الحرص عليها هي الحرية في نقد الذات؛ أن ينقد كل فرد وجماعة خياراتهم من مواقعهم أولاً، ومن ثم يجري الالتفات لنقد المحيط...وهذا الترتيب هو ما يسمح لأي نقدٍ أن يكتسب مصداقيته.
تابع…
عرب جابوتنسكي وواجب الوقت
الرسالة 2 من 2
خطر الصهيونية العابر للقارات
أثبتت ملحمة طوفان الأقصى بما لا يدع مجالًا للشك أن الصهيونية أيديولوجية عنصرية إلغائية تؤمن بالتفوق العرقي والديني ممتزجين معًا، ما يجعلها واحدة من أسوأ نظريات التفوق الموهوم في التاريخ. ولقد أسست بذلك لشطب إنسانية كل من يعارضها واستباحة دمه باعتباره كائنًا أدنى بزعمها، وأباحت لنفسها استخدام كل أدوات القوة والرقابة وانتهاك الخصوصية والقمع والتنكيل وحجز الحرية، وباتت معملًا دوليًا يختبر ويصدر كل هذه الشرور ويحولها إلى تجارة، وهي خطر على الحرية الإنسانية كقيمة.
الصهيونية من حيث تؤمن بشكل مطلق بتفوقها فإنها لا تقبل أي نقد، وتبيح لنفسها شيطنته وخنقه وإسكاته بكل الوسائل، ولقد تجلى بوضوح أنها قد باتت قيدًا على حرية الفكر البشري وعنوانًا لطمس الحقيقة وللإرهاب وترويع المخالفين عبر العالم، ولذلك فإن خطرها ممتد ومنتشر وعابر للحدود ولا ينحصر في فلسطين. ومن هنا، بات واجبًا على النخبة في مجالات الإعلام والثقافة وصناعة الوعي أن تحمل رسالة تجريم الصهيونية بذاتها كأيديولوجيا عنصرية إلغائية تشكل دافعًا للإجرام، وأن تتجاوز التجريم المجرد لـ "إسرائيل" وأفعال سياسييها وقادتها وجنودها.
إن مقولة تحميل المـ.ـقـ.ـاومة مسؤولية جرائم الاحتلال في غزة غسيلٌ للدم عن يد المجرم وتواطؤ معه بالتعامل مع جريمته وكأنها "حق طبيعي" له، وهي تزويرٌ يحمّل الضحية مسؤولية دمها وألمها لأن "واجبها" أن تجنب نفسها الجريمة حتى وإن كان هذا يعني التنازل عن الحق وعن العدالة والاستكانة لمنطق القوة. وهو انعكاس لانحطاط فكري وأخلاقي يجعل المادة فوق المبادئ والقيم، ويجعل القوة أصلًا والحق تابعًا؛ وغزة إذ ترفض هذا المنطق المختل الذي استفحل في العالم إنما تحرر البشرية بأسرها بدمها وصمودها.
أما المقولة الثانية التي لا بد من تفنيدها، فهي محاولة وصم المقاومة باعتبارها تنفذ "أجندة إقليمية" بعيدة عن مصالح الشعب الفلسطيني، ورغم أن من حق المقاومة الطبيعي أن تستعين بكل مكونات أمتها وهي تتصدى للخطر الوجودي الصهيوني، فإن التجربة أثبتت أنها كانت متقدمة على كل حلفائها وداعميها حين مضت إلى طوفان الأقصى، وأنها كانت الأعلى سقفًا والأكثر جدية في معركة فاصلة مع المحتل الجاثم على أرضها، فكانت رأس الحربة وكانت المتبوع لا التابع.
غزة وواجب الوقت
اليوم بعد أن قفزت غزة إلى الأمام وتقدمت الشعب الفلسطيني والأمة بأسرها في التصدي لمعركة الحسم ومحاولة نقل الصراع إلى مسار التحرير، وإذ دفعت ثمن تأخر الأمة عنها - وإن بتفاوُت في جدية المحاولة - فإن واجب الوقت واللحظة على كل فردٍ وجماعة هو اللحاق بها وليس نقدها على تقدمها. وإن كانت دفعت ثمنًا إنسانيًا باهظًا فإن الواجب التخفيف عنها ومداواة جروحها واستشعار المسؤولية تجاهها، إذ وقفت في الأمام وصاغت النموذج، وإذا ما عجزت شعوب العالم عن إحقاق الحق ومنع الإبادة التي تشاهدها يوميًا على مدار خمسة عشر شهرًا، فإن الواجب اليوم كسر الحصار ومنع تعفن الجراح ومد شرايين الحياة لغزة.
حين اندفعت #غزة إلى الطوفان، وتُركت في المقدمة لتدفع الثمن مضاعفًا، كانت تدفع عن كل فلسطين مصير التصفية، وعن كل عربي مصير الإلحاق والاستتباع، وعن كل مسلم مصير تهويد أقدس مقدساته وطمسها، وعن البشرية بأسرها معركة الحق والعدالة في وجه طغيان المادة والقوة، ومعركة المساواة الإنسانية في وجه آخر نظريات التفوق العرقي والديني وأقبحها؛ وأمام هذه الحقائق فإن العودة لمواصلة الحياة كما كانت قبل السابع من أكتوبر قد باتت في عداد المستحيل، فهناك واجبٌ لمّا يوفّى لغزة حين كانت في المقدمة تخوض حربها عن كل هؤلاء، حربٌ لن تُحسم ما لم تلتحق بغزة كتلة وازنة تسمح بترجيح الكفة، فتمنع التصفية وتؤسس للتحرير.
ملخص عدوان "عيد الأنوار (الحانوكاه)" العبري على المسجد الأقصى المبارك
كان عدوان الأنوار العبري هذا العام يستهدف تكريس هذه المناسبة كمحطة أساسية خامسة للعدوان على المسجد الأقصى لمعالجة الانقطاع الطويل في الأعياد التوراتية ما بين شهر 10 من العام الميلادي وشهر 3 من العام الميلادي الذي يليه، والهدف الأساسي خلاله كان تصعيد الاقتحامات كمّاً بزيادة أعداد المقتحمين ونوعاً بتصعيد فرض الطقوس التوراتية في #المسجد_الأقصى المبارك باعتبارها تأسيساً معنوياً للهيكل المزعوم يمهد لتأسيسه المادي، وقد شهد العدوان هذا العام المجريات التالية:
أولاً: لناحية تكريس الأنوار العبري كموسم عدوان مركزي:
امتد "عيد الأنوار" العبري على مدى ثمانية أيام ما بين الخميس 26-12-2024 وحتى مساء الخميس 2-1-2025، تخللتها ستة أيام من الاقتحامات نظراً لإغلاق باب الاقتحامات يومي الجمعة والسبت، شهدت في المجموع اقتحام 2,567 متطرفاً صهيونياً، أي بمتوسط يومي 428 مقتحماً تقريباً مع تذبذب الأعداد بين أيامه.
هذا يعني من الناحية العددية أن جماعات الهيكل المتطرفة قد تمكنت من رفع أعداد المقتحمين بواقع 53% خلال "عيد الأنوار (الحانوكاه)" مقارنة بعام 2022 حيث بلغ حينها 1,681 مقتحماً بمتوسط يومي 280، أي أنها تمكنت من نقله من خانة الأعياد الهامشية إلى المرتبة الثانية من الأعياد التوراتية من حيث توظيفها لاقتحام #الأقصى، فمتوسط الاقتحام اليومي فيه بات يقترب من عدد المقتحمين في رأس السنة العبرية مثلاً.
ثانياً: من ناحية فرض الطقوس التوراتية:
شهد عدوان الأنوار العبري لهذا العام إشعال "شمعات الأنوار" في ساحته الشرقية للمرة الثالثة في تاريخه بعد محاولتين خجولتين في 2021 و2023، لكنها هذه المرة كانت في اليوم قبل الأخير وأُنيرت فيها الشمعات الثماني للعيد بشكلٍ خجول أيضاً، وهي المرة الأولى التي تنار فيها شمعات الأنوار مكتملة داخل المسجد الأقصى وإن كانت بغياب الشمعدان والأدوات الدينية، وهذا يجدد تكريس الساحة الشرقية للأقصى وكأنها الكنيس اليهودي غير المعلن داخل المسجد الأقصى.
إلى جانب ذلك، شهد اليوم الأول للعدوان، الخميس 26-12 نقل رقصة الحانوكاه التي كانت تُؤدّى لسنوات على أبواب المسجد إلى داخله، في سابقة نادرة ربما تكون الأولى أيضاً في تاريخ فرض الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى المبارك بحسب ما يتوفر من توثيق، علاوة على ذلك جرى أداء طقوس "بركات الكهنة" بشكل يومي طوال أيام هذا العيد التوراتي، ما يؤهلها أن تصبح طقساً توراتياً جديداً يجري تطبيع فرضه في الأقصى إلى جانب السجود الملحمي الذي يؤدى بشكل يومي منذ رعاية الوزير المتطرف إيتمار بن جفير له في 13-8-2024، وإلى جانب نفخ البوق وصلوات الصباح والمساء وطقوس البلوغ والصلوات المضافة في الأعياد والتي سبق تطبيع فرضها جميعاً داخل المسجد الأقصى بكل أسف على مدى السنوات الماضية.
أما على مستوى فرض الأدوات الدينية، فللمرة الثالثة في تاريخ المسجد منذ احتلاله اقتحمه اليوم مستوطن يرتدي لفائف الصلاة السوداء (التيفلين)، وهي رابع أدوات الصلاة اليومية إلى جانب شال الصلاة (الطاليت) وزوائد الخيوط (تسيت تسيت) وكتاب الأذكار (السيدور)، وكلها جرت وتجري محاولات متكررة لفرضها داخل الأقصى، بعد أن قدمت جماعات الهيكل التماساً للسماح بإدخالها للأقصى أمام محكمة الاحتلال العليا في عام 2022.
تكرر كذلك الاستفراد بالبلدة القديمة ليلاً، وبالذات بطريق القطانين وبساحة الغزالي أمام باب الأسباط، وأُشعل الشمعدان بشكله شبه المكتمل أمام باب القطانين في طقس يتكرر منذ عام 2017، علاوة على إشعال الشمعدان في ساحة البراق بمشاركة وزراء وحاخامات وهو الطقس المتكرر منذ الاحتلال تقريباً.
ثالثاً: من الناحية السياسية:
شهد أول أيام "عيد الأنوار" التوراتي الاقتحام السابع للوزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن جفير منذ توليه منصبه في شهر 1-2023، والرابع له منذ عملية #طوفان_الأقصى وبدء حرب الإبادة على غزة، وهو ثالث اقتحام يتولى فيه بن جفير شخصياً قيادة العدوان على الأقصى في عيدٍ توراتي انطلاقاً من منصبه الرسمي، ما يعني أنه مستمر في التعامل مع تهويد المسجد الأقصى بوصفه المساحة الأساسية للوفاء بتعهداته الانتخابية وللمحافظة على شعبيته وسط أنصار الصهيونية الدينية، التي ما يزال أنصارها يتطلعون إلى استكمال قائمة المطالب الأحد عشر التي قدموها له عند تولي منصبه.
الهدف الأول للصهاينة في هذه الحرب كان تهجير قطاع غزة بالكامل أو إبادته إن لم يكن التهجير ممكناً، باعتبار ذلك الحل الوحيد الذي ينهي المـ.ـقـ.ـاومة جذرياً وفق وهمهم.
بعد الحرب البرية بات الهدف فصل شمال غزة عن جنوبها، وأعيد تأسيس محور "نتساريم" باعتباره حقيقة ملموسة يريد الاحتلال فرضها لمنع كل من ذهب جنوب وادي غزة من العودة شمالاً، وليمنع التواصل بين شقي القطاع المحاصر، كما أعاد تأسيس محور صلاح الدين جنوب رفع لفصل القطاع عن الخارج، في اعتراف عملي بفشل التهجير الكامل حتى الآن والعودة لتكريس الحصار الشامل.
بعد سنة من الحرب عادت الصهاينة بهجوم وحشي على شمال غزة لاتخاذه نموذجاً مصغراً لعلهم يفرضون فيه ما فشلوا في فرضه على القطاع بالإجمال، تهجير شمال قطاع غزة نهائياً أو إبادة أهله وإعادته مساحة للاستيطان...
بعد 36 يوماً من العملية الوحشية لتهجير شمال قطاع غزة يجري الترويج اليوم لمحور جديد يُعطى اسم "محور مفلاسيم" لاقتطاع جزء من الشمال يضم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون دون مدينة غزة، باعتبارها مناطق مهجرة تمنع العودة إليها ويجري تكريسها للاستيطان.
في المحصلة العملية ما بدأ مشروعاً تجاه قطاع غزة بمجمله تحول إلى مشروع مصغر على شمال وادي غزة ثم أضحى مشروعاً مصغراً لشمال الشمال...هذه المحصلة العملية شاهدة على عجز الاحتلال رغم كل الإجرام وممارسات الإبادة الجماعية، وبأن الدم يمكن أن ينتصر رغم الآلام والأهوال ما دام يبذل عن إيمانٍ وإرادة راسخة، فالجيش الصهيوني بكل فرقه وطيرانه وأطنان قنابله ليس عاجزاً عن تهجير وإبادة غزة فحسب، بل هو عاجز حتى الآن عن إبادة النموذج المصغر الذي اختاره في الشمال ويضطر من جديد لتصغير مساحة النموذج لعله ينجح...
العجز الصهيوني هنا ليس أمام آلاف الكيلومترات من الجبال والتضاريس، بل هو عجز أمام قطاع منبسط من 365 كيلومترٍ مربع ثم عجز أمام مربع مختار منه لا تزيد مساحته عن 120 كيلومترٍ مربع، هو عجز أمام مهمة يفترض أن تكون ممكنة جداً لجيش يهاجم مدنيين عزلاً ومـ.ـقـ.ـاومة تخوض حربها للشهر الثالث عشر رغم الحصار، هو عجز أمام إرادات كالجبال وتضحيات تكتب ملحمةً جديدةً في التاريخ الإنساني.
بث خرائط هذا "المحور" اليوم وتكريس اسمٍ جديد له جزء من حرب نفسية تقوم على التهويل وبث الرعب لكنها تعجز مهما تصنعت البأس والجبروت عن إخفاء محصلة القتل والدمار: العجز عن الحسم، فالحسم سراب يبتعد كلما طالت الحرب.
طلب إدارة بايدن من قطر أن تنهي تواجد قيادة حـ.ـمـ!س في الدوحة تعبير عن إحباط من دور الحرب على غزة كأحد عناصر خسارة نائبته كامالا هاريس للانتخابات، ومحاولة لتحميل حـ.ـمـ!س المسؤولية لأنها لم توافق على المقترحات الأمريكية السخيفة بهدنة مؤقتة على أمل تخفيف ضغط الحرب على خيارات الناخبين.
وهي في الوقت عينه محاولة بائسة من إدارة بايدن لفرض نصر حاسم للصهاينة وإنهاء الحرب بشروطها قبل نهاية ولايته.
الطلب الأمريكي في هذا التوقيت اختبار للإرادة السياسية القطرية، فإذا كانت من الأساس تبحث عن وسيلة للتخلص من حـ.ـمـ!س فالطلب الأمريكي يعطيها الذريعة المناسبة، أما إن كانت تتمسك بعلاقتها بحـ.ـمـ!س فإمكانية عدم تلبية طلب لرئيس أمريكي انتهت ولايته دون إعادة انتخاب ممكنة بل وممكنة جداً.
فوز ترامب يتجه لأن يكون تفويضاً كاملاً: إذ فاز هو بالرئاسة، وفاز حزبه حتى الآن بأغلبية مجلس الشيوخ، وهو يتجه لأن يحصل على أغلبية مجلس النواب، وإذا أخذنا في الاعتبار أن الحزب الجمهوري قد حصل على أغلبية حكام الولايات بواقع 27 مقابل 23، وكذلك التوازن المختل لقضاة المحكمة العليا بواقع ستة قضاة محافظون عينهم الجمهوريون مقابل ثلاثة ليبراليون عينهم الديمقراطيون، ثم إذا ما أخذنا في الاعتبار امتلاك التيار المحافظ وترامب مشروعاً واضحاً للتغيير هو مشروع 2025 وتجنيدهم الإمكانات المالية والبشرية لفرضه...فإن هذا الفوز من الممكن أن يسمح لترامب بأن يدخل تغييرات عميقة في النظام السياسي الأمريكي، وهو ما يمكن أن يجدد التطلعات والمحاولات لمنعه من تسلم زمام السلطة. فإذا كان الحزب الديمقراطي يميل للتسليم بنتيجة الانتخابات حفاظاً على المؤسسات؛ فإن هذا لن يمنع إمكانية تجدد محاولات اغتيال ترامب بوصفها الملاذ الأخير لمنع "خطره على أمريكا" والذي سبق لبايدن وهاريس أن تحدثوا عنه تكراراً.
على مستوى الخارج فإن الإطار العام هو تعزيز المنافسة مع الصين باعتبارها القطب المنافس الأقرب، وتخفيض التوتر مع روسيا بصفتها القطب الأبعد الذي كان ينبغي كسبه، وسيكون هذا عنواناً للتوتر ما بين الدولة العميقة وترامب الذي سيحاول إنهاء حرب أوكرانيا رغم الظروف غير المواتية بينما ستحاول الدولة العميقة استدامتها، وهنا سيبرز من جديد ميل ترامب لسياسة الانعزال والخروج من الناتو ومن المنظمات الدولية، وميله لتحميل أوروبا ما تبقى من ثمن الحرب في أوكرانيا، وهو ما سيجدد التوتر الأمريكي-الأوروبي إن حصل.
أما في حرب غزة فتوجه ترامب الأساسي سيكون لإنهائها بانتصار صهيوني لما يرى فيها من استنزاف مزمن لمعسكره، وربما يكون المخرج الأبرز هو أن يتولى هو إهداء النصر للكيان الصهيوني لإنهاء الحرب؛ بأن يكون ضم الضفة الغربية هو عنوان النصر متزامناً مع تجديد قطار التطبيع الإبراهيمي، بمقابل وقف الحرب في غزة ولبنان والتعويل على الحصار والأدوات الاقتصادية والسياسية لمنع المـ.ـقـ.ـاومة من التعافي ومنع الإعمار على الجبهتين، وهو ما يعني أن ما فُرض وما يفرض من حقائق ميدانية في الشهور القادمة هي ما ستشكل المرحلة التالية، وأن تعزيز الصمود السياسي والاقتصادي وكسر الحصار الأمريكي والدولي ستفرض نفسها باعتبارها عنوان المرحلة التالية.
مع تقدم ترامب بفوز واضح وخالٍ من الجدال على مستوى أصوات المجمع الانتخابي وعلى مستوى الأصوات الشعبية، فإن نماذج التوقع الأساسية أخفقت في قراءة ما هو قادم، سواء ما كان منها مبنياً على مؤشرات موضوعية وأعلن توقعه قبل شهرين من الانتخابات مثل نموذج ليكمان أو أبراموفيتش وكلاهما توقع فوز هاريس، أو ما كان مبنياً منها على تجميع استطلاعات الرأي وتصحيح اتجاهها بمؤشرات أخرى مثل الإيكونوميست وقد توقع فوز هاريس، أو ما كان يأخذ متوسط استطلاعات الرأي الذي كان يشير إلى انتخابات متقاربة تتقدم فيها هاريس بنقطتين مئويتين وفق السي أن أن وبنقطة واحدة وفق أيه بي سي نيوز... فإذا بها في المحصلة انتخابات حاسمة لصالح ترامب وليست متقاربة لصالح هاريس، وبفارق أربع نقاط مئوية لصالح ترامب مع فرز 88% من الأصوات.
هذه النتيجة هي انعكاس لمعضلة مزمنة في الدراسات الإنسانية والاجتماعية وهي قدرة المنهجيات الرقمية الصارمة التي طورتها على رصد ما هو ثابت ومتكرر، وعجزها عن قراءة قوى التغيير وتفاجئها المتكرر بها عند تجليها، وهو ما يجعلها في الغالب عاجزة عن قراءة الثورات وحالات التغيير الكبرى، وصالحة لفهم الظواهر المستقرة... وهذه هي معضلة "السكونية"، أي انحياز تلك المناهج للثابت على حساب المتغير.
يبقى علم الإنسان محدوداً، وقدرته على فهم ذاته والظواهر المرتبطة به اجتماعياً وسلوكياً هي الأصعب والأكثر استعصاءً لأنه هو الدارس والمدروس، ووضْعُ هذه الظواهر في المختبر في ظروف قياسية أمر مستحيل، فلا يملك الدارس إلا أن يرجع للتاريخ باعتباره مختبر العلوم الإنسانية، وهو ما يجعل معرفته من جديد أسيرة لتحليل الماضي بينما يستمر استعصاء فهم ما سيتحرك ليشكل المستقبل، رغم المحاولات الجادة والمستمرة لفهمه.
إسرائيل كاتس الذي عُين وزيراً للحرب مكان غالانت هو جوكر نتنياهو الذي يضعه حيثما يحتاج فقد خدم قبل ذلك وزيراً للزراعة ثم للنقل ثم للاستخبارات وبعدها للخارجية ثم للمالية وأخيراً للطاقة!
حين أعاده نتنياهو وزيراً للخارجية خلال الحرب كان من الصعب تذكر اسمه لانعدام أثره، ورصيده العسكري هو الخدمة الإلزامية ودورة ضباط صف ما بين 1973-1977، وأعلى منصب تبوأه هو قائد فصيل في كتيبة المظليين ليصبح الآن وزيراً للحرب.
باختصار، بعد حل الحكومة الأمنية المصغرة والتخلص من غانتس وأيزينكوت يضع نتنياهو وزارة الحرب تحت سيطرته المطلقة، والمخطط أن يلحق ذلك استبدال رئيس الأركان وقائد الشاباك ليكمل نتنياهو ومعه تيار الصهيونية الدينية تحقيق مقولة الحسم الداخلي وتغيير البنية السياسية للكيان تحت ستار الحسم الخارجي الذي يطيلون أمد الحرب ويوسعون نطاقها أملاً في تحقيقه.
في ظل أطول وأعنف حرب يخوضها الكيان في تاريخه، تبحث قيادته عن الحسم ضد الداخل كما تبحث عن الحسم ضد الخارج وتدير حرباً على كل الجبهات، وتزيد بالتالي جبهة أعدائها وتراهن أنها يمكن أن تنتصر على كل هذه الجبهات؛ فهل يمكن لمثل هذا الرهان أن ينجح؟!
كل هذه السوابق تأتي بينما يرفض المرشح الجمهوري دونالد ترامب ونائبه جاي فانس التصريح علناً عن موقفهما من النتائج في حال الخسارة، وتركيزهما على قبول النتائج في حال الفوز، وهو ما يعني ضمناً استعدادهما لتحدي النتيجة في حال الخسارة، وإن كانت الكثير من التحليلات تقلل من قدرتهما على التحدي مقارنة بانتخابات 2020 التي كان فيها ترامب رئيساً في البيت الأبيض، خصوصاً مع تفكيك المليشيات العسكرية المنظمة التي ظهرت في 2020 مثل "الفتية الفخورون" و "حفَظة القسَم" وسجن قادتها.
أخيراً، فإن النتائج المتقاربة جداً التي تشير إليها استطلاعات الرأي ونماذج التوقع يمكن أن تصب في صالح ترامب في مسعاه لرفض نتيجة الانتخابات إذا خسرها، لأن الفوارق في هذه الحالة ستكون قليلة ومتقاربة وتغري بالتحدي والدعوة لإعادة العد، بخلاف الفارق الذي كان قائماً بينه وبين بايدن في انتخابات 2020 والذي وصل إلى سبعة ملايين صوت شعبي، و74 من أصوات المجمع الانتخابي، علاوة على كونها فرصته السياسية الأخيرة مع بلوغه 78 سنة من عمره.
في الخلاصة، وبناء على ما سبق فإن الانتخابات الأمريكية تبدو متوجهة نحو واحد من ثلاثة احتمالات:
الأول: فوز بفارق ضئيل لمرشحة الحزب الديمقراطي الحاكم كامالا هاريس يتحداه ترامب وجمهوره ويذهب به إلى أزمة قد تدوم لأسابيع أو أكثر.
الثاني: فوز بفارق ضئيل لترامب تتبعه محاولات من الحزب الديمقراطي والدولة العميقة لمنعه من الوصول للبيت الأبيض بما يشمل ملاحقته القضائية أو محاولة اغتياله خصوصاً وأنها محاولات لها سوابق وخطاب سياسي يضعها في إطار الصراع الخارجي.
الثالث: الانتقال السلس للسلطة.
باختصار، تبدو الأزمة المرشح الأبرز للانتخابات هذا العام، ولعل هذه المرة الأولى في تاريخ الانتخابات الأمريكية التي يوشك فيها "السيناريو المفضل" بالنسبة لنا عربياً وإسلامياً أن يكون هو "السيناريو المحتمل"، فأي أزمة سياسية أمريكية سيكون لها دور إيجابي في خلخلة معسكر حرب الإبادة الذي تشكل الولايات المتحدة الفاعل الأكبر والأقوى فيه، مهما كانت تلك الأزمة محدودة أو مؤقتة؛ ويبقى مدى الأزمة وعمقها محكوماً بعناصر قد يصعب التدخل فيها من بينها مقدار ما يمارس فيها من عنف وقدرة مؤسسات النظام السياسي الأمريكي على استيعابها.
هذا المقطع المصور يحكي الكثير عن حرب الإرادات الفعلية مهما حاولت آلة التضليل والتكتم على الخسائر إخفاء آثارها، ففي هذا المقطع يبكي بتسلئيل سموتريتش زعيم تيار الصهيونية الدينية من كثرة المآتم التي يحضرها...
صاحب خطة الحسم الشاملة ومقولات إبادة غزة وتهجير الضفة والحرب الشاملة على المـ.ـقـ.ـاومة حيثما كانت، وأحد أصحاب مقولة الهيكل وصاحب ومقولة ضم الأردن إلى الكيان الصهيوني مستقبلاً تُفلت منه كلمات مهمة ومفتاحية أمام الخسائر: أن الصهيونية الدينية خسرت قتلى بما يفوق حصتها السكانية في الكيان الصهيوني (نسبتهم 16% من يهود الكيان بما يساوي 1.1 مليون)، ويختم بإلقاء اللوم ليس على المتدينين التقليديين "الحريديم" فقط، والذين لا يخدمون في الجيش، بل على العلمانيين كذلك الذين يتهربون من الخدمة، ومثل هذه التصريحات تعبر عن الرؤية التجزيئية للذات، فهو يرى نفسه باعتباره الصهيونية الدينية وحدها وليس باعتباره جزءاً منصهراً في الكل، وإلا لكانت هذه الخسائر "غير المتناسبة" تفانياً تتقبله نفسه وتفخر به.
في هذا المقطع تفلت من سموتريتش صورة الألم المتبادل رغم أن ما لحق بغزة وبفلسطين ولبنان أفدح بكثير وأكثر ألماً، ورغم أن خسائره خسائر قتال أما خسائرنا في غزة والضفة ولبنان ففي معظمها خسائر إجرام قائمة على فكرة الكسر أو الإفناء.
ولعل هذا يقود إلى ظاهرة أخرى تستحق التوقف عندها وهي إعلانات مجالس المستوطنات في الضفة الغربية عن قتلى جيش الاحتلال من مستوطنيها قبل إعلان الجيش عنها، وربما تكون إعلاناتها من الأسباب التي تجره أحياناً إلى إعلان خسائره الحقيقية، وهذا تعبير عملي عن شعور مجتمع المستوطنين بالخسارة "المجحفة" بحقهم.
هذا التخلخل في جدار المواقف العالية والسقوف الإلغائية لم يكن ليظهر لولا ضربات المـ.ـقـ.ـاومة، والتصريح عنه يفتح الباب لمضاعفة الاستثمار فيه بتعمد اختـ.ـ.يار أهد.اف من جنود وضباط الصهيونية الدينية حيثما أمكن، لتبني المـ.ـقـ.ـاومة بذلك أكثر على الشرخ الداخلي، خصوصاً وأنهم دائماً ما يحملون صفاتٍ شكلية تسمح بتمييزهم مثل اللحى الطويلة أو الشعر الذي تتدلى منه الجدائل الصغيرة أو الطاقية الصغيرة "الكيباه" أو حتى شارة المخلص التي تحمل رسم التاج ويضعها الكثير من جنود الاحتلال وضباطه على أكتافهم.
قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 5 months, 2 weeks ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 6 months, 2 weeks ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 7 months, 1 week ago