لماذا خرجنا في ثورة الشام؟؟؟

نعم هذا هو مربط الفرس وبيضة القبان، لماذا خرجنا؟؟؟
لقد خرج الناس في ثورة الشام بغالبيتهم رفضاً للظلم، وبعضهم خرج ليطالب بمستوى معيشي أفضل، والبعض يريد التخلص من طغمة الفساد الحاكمة التي تركت البلاد في حالة من الفقر والبؤس؛ بسبب نهبها وسلبها لكل ثروات البلد، وفوق كل تلك الشرور، فالكرامة مستباحة، والسجون مليئة بالأبرياء، واعتقالات وتعذيب وتغييب وراء الشمس لكل من يصطدم بعقلية النظام الطائفية، أو مصالح العائلة الأسدية اللامتناهية.

نعم هذه مطالب محقة، ونعم هناك ألف سبب لثورة الناس؛ لكن لنضبط البوصلة أكثر، ونضع يدنا على الجرح، فهذه المشكلات الموجودة في النظام هي نابعة من عاملين مهمين: أولا: أنه عدو للبلد وأهله، وينفذ سياسة سيده الأجنبي. ثانياً: أنه عدو للإسلام حاقد على المسلمين. وعليه فإن مشكلة سوريا هي وقوعها تحت الأجندة الأجنبية التي ينفذها نظام علماني طائفي حاقد، وأن مشاكلنا سببها العدو الخارجي، وعدم تطبيق الشرع الإسلامي كاملا في كل مناحي الحياة.

والتفكير الصحيح يقول: إن حل المشكلة الأساسية يحل كل المشكلات الفرعية. فمشكلتنا في سوريا، وكذلك بقية بلاد المسلمين هي غياب شرع الله عن التطبيق، فابتلانا الله بعيش الضنك؛ لبعدنا عن دينه وسنة نبيه، فلابد أن يكون هدف الثورة هو إسقاط النظام، والتحرر من النفوذ الأجنبي بإسقاطه وإقامة نظام الإسلام. أما الثورات الترقيعية، والتي تطالب بمطالب جزئية لن يكتب لها النجاح؛ بل يجب أن ينظر إلى أس المشكلة، فيسعى إلى حلها وعدم المهادنة والتهاون فيها بقبول أنصاف الحلول، فكل ذلك سبب للانتكاس والخسران والعياذ بالله.

ومن هنا نأتي إلى فكرة مهمة، وهي أن الساعين للتغيير الحقيقي على أساس الإسلام هم في عقد مع الله لا يجب التهاون والتنازل عنه، فتطبيق شرع الله واجب شرعي على المسلمين، وبه تزول كل المشاكل في حياتهم، فالذين خرجوا لله ولنصرة دينه لا تهمهم العقبات، ولا يضرهم من خذلهم، فعملهم إنما هو لرضا الله، لا تحصيل مكاسب دنيوية من خلال المشاركة في الثورة، وهنا تحضرني الآية الكريمة التي تحذر من الانتكاس والنكوص على العقب قال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا...﴾ فحذر الله من عمل حمقاء قريش التي كانت تغزل حتى المساء، ثم تنقض الغزل في مشهد عبثي لا طائل منه، والمسلم لا ينقض غزله بعد أن تبين طريق الرشاد واستمسك بالعروة الوثقى، وسار على الصراط المستقيم، فالانتكاس هو خسارة الماضي واللاحق، وهذا لا ينبغي للمؤمن، فالمؤمن كيس فطن، لا يُذهب تعبه جفاء.

حسين محمد/ كاتب

#منتدى_قضايا_الثورة
#الثورة_السورية
#قضايا_الثورة
#ثورة_الشام

تابعونا على قناة التلغرام?
https://t.me/SyriaSham2023