العلامة عدنان الجنيد

Description
قناة تختص في نشر كتابات ومقالات وبحوثات
العلامة عدنان الجنيد
We recommend to visit

القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75

Last updated 1 Jahr, 8 Monate her

القناة الرسمية لابن بابل
الحساب الرسمي الموثق على فيسبوك: https://www.facebook.com/Ibnbabeledu?mibextid=ZbWKwL

الحساب الرسمي الموثق على يوتيوب :https://youtube.com/@iraqed4?si=dTWdGI7dno-qOtip

بوت القناة ( @MARTAZA79BOT

Last updated 6 Monate, 2 Wochen her

Last updated 2 Monate, 2 Wochen her

7 months, 1 week ago

▪️تَضامُناً مع لبنان
▪️ #العلامة_عدنان_الجنيد
للبنانَ تنبثق الحروفُ باقاتٍ من نور، وتتواثبُ القلوبُ جمرات من نار الانتقام، وتتجسدُ المواقفُ أفعالاً لا أقوالا، كما لفلسطينَ تماماً، فالجرح واحد، والمعاناة واحدة، وصانعها واحدٌ، هو العدو الصهيوني، الذي ما برح يسيلُ دماء غزة والضفة، حتى التفتَ إلى الشمال، ليسيل الدماء في لبنان، متعطشاً للدم العربي، لا يفرق بين المسلمين وبين غيرهم من الملل والنحل، المهم لديه أن يسفك المزيد من الدماء، ليمنحَ حليفه الأمريكي ذريعةً للدخول المباشر في المجازر البشعة، حين تكون جرائمه قد أجبرت دولاً أخرى على التصدي له ولإرهابه الدموي.

إننا إذ نعلن تضامننا مع لبنان، في وجه العدوان الإسرائيلي السافر، نعلن أيضاً إدانتنا للإدارة الأمريكية، التي تدعم الكيان الإسرائيلي بالسلاح والعتاد والمال والموقف الرسمي والإعلامي، وتبرر له كل أعماله الهمجية، بدعوى حق الدفاع عن نفسه.. فمتى كان المعتدي مدافعاً، ومتى كان المعتدىٰ عليه بلا حقوقٍ حتى في أن يدفع المجتمعُ الدوليُ الأخطارَ عنه.

إن المجتمع الدولي يثبت هشاشته كل يوم، ومنظمات المجتمع الدولي قد سقطت منذ أول يوم ارتكب فيها العدو الإسرائيلي مجازره المريعة في غزة، قبل قُرابة العام، وأثبتت هذه المنظمات أنها تتبع أمريكا والصهاينة أكثر من ادعاء انتمائها للمجتمع البشري، وليس من سبيلٍ لوقف هذه المهزلة إلا بالتصدي العسكري الحازم والحاسم لهذه الهجمة الشرسة، التي سقطت فيها الإنسانية إلى قعرها، وانحطّت فيها البشرية إلى أرذل مواقعها...
فبينما تثورُ كافةُ شعوب الأرض ضد هذه المجازر، نجد الأنظمة العالمية، أو معظمَها على الأقل، تتواطأُ مع الصهاينة والأمريكان، وهي تشاهد كل يوم دماءَ الأبرياءِ من المدنيين تُسفكُ بآلة العدوان الصهيوني، المسلح بأحدث وأفتك الأسلحة الأمريكية.

ليس إلا محور المقاومة، الذي وقف مواقفَ جادّةً في وجه الهمجية الصهيونية، ولكن مهما تصدى المحور للصهاينة، نجدهم يتمادَونَ أكثر في خوض مستنقعات الدم العربي المسلم، مؤكدين بذلك ما ذهب إليه كثيرٌ من الخبراء والمحللين السياسيين، مِن أن المخطط الحاليَّ يقوم على فرض الحرب بقوة، وإدخالَ العالم العربي وما حوله في حالة فوضى عارمةٍ، تمهيداً لتغيير خارطة المنطقة، وإقامة (شرق أوسط) جديد، حسب تسميتهم، وهو ما صرح به مؤخراً رئيسُ حكومة الكيان، في أمريكا، وعاد لتنفيذه، إثر زيارته الأخيرة للولايات المتحدة.

إننا، كدول محور المقاومة، سنصعد من دعمنا وإسنادنا لكل من فلسطين ولبنان، ولن نتخلى عن واجبنا الديني والقومي تجاههما، ولتكن حرباً طاحنةً، ولتتجه أيّما اتجاهٍ، مادمنا على الحق، حتى يحكم الله بيننا وبين القوم الكافرين، ولننطلق معتمدين على الله تعالى، متوكلين عليه، واثقين بوعده، بأن هذا الكيان السرطاني إلى زوال، فما بعد هذا العلو الكبير والاستكبار، إلا أن نَسوء وجوهَهم، ونجوسَ خلال الديار، كما وعدنا الله في كتابه المبين، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه... {وكان وعداً مفعولاً}.

https://t.me/Adnan_Algonied

7 months, 3 weeks ago

هكذا وجدنا قائد الثورة يسير على خطى الحسين (عليه السلام) في ثورته المباركه.
وإن الإمام الحسين عندما صرخ بأعلى صوته - بعد أن قتل أصحابه - : {هل من ناصر ينصرنا} لم يقل ذلك عن ضعف، بل لمزيد من إقامة الحجة على هذه الأمة، التي تركت ابن نبيها، وتمسكت بابن الدّعِي، الظالم الجائر، الذي أخذ الحكم تعسفاً، وقضى في العباد تَجَلُّفاً.
إن الإمام الحسين بعباراته تلك، يخاطب كافة أحرار العالم، من يومه إلى قيام الساعة؛ لأن نُصرة المستضعفين والمظلومين هي نصرة للإمام الحسين.. فأينما تجد مستضعفاً فاعلم بأن الحسين يناديك لنصرته من الظلم اليزيدي.
إن العدوان اليزيدي المعاصر مازال منذُ سنوات يقتل الشعب اليمني، يقتل أبناء الحسين ومحبي الحسين وشيعة الحسين وأحباب الحسين، وأنهار من الدماء تسيل، وكأن الإمام الحسين يصيح بأعلى صوته {هل من ناصر ينصرنا؟} .. فهل من ناصر ينصر الشعب اليمني، ويقف إلى جانبه بقلبه وقالبه؟!!..
وفي خضم هذا العدوان العالمي على اليمن وشعبه، هناك من سمع صوت الحسين ولبى نداءَه، وهم بعض أحرار العالم، وعلى رأسهم سماحة (السيد حسن نصر الله) أمين عام (حزب الله)، الذي وقف مع مظلومية الشعب اليمني منذ بداية العدوان، وإنّ محاضراته وخطاباته وكلماته، لهي دليل على ذلك، وقد كان لها الأثر الكبير في قلوب اليمنيين، فقد شحذ همم المجاهدين وقوَّى عزائمهم.. وكذلك بعض أصوات أحرار العالم، التي نصرت الشعب اليمني بمواقفها الشجاعة والمُشَرِّفة، فمازال (حبيب بن مظاهر، والحر بن يزيد الرياحي، وزهير بن القين)، مازالت أرواحهم تتجسد في كل إنسان صاحب ضمير، وفي كل مسلم حر غيور على دينه وعلى آل بيت نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) .. فكما انتصرت ثورة الحسين، وصححت المسار الإسلامي في سبيل كرامة الشعوب الإسلامية والإنسانية، وحققت إنجازات عظيمة ورائعة في ميادين الجهاد المسلح ضد الطغاة والفاسدين، وفتحت لها آفاقاً مشرفة للتمرد على المستكبرين، كذلك الثورة اليمنية التي هي امتداد لثورة الحسين، حققت وتحقق إنجازات عظيمة، في نشر الوعي، وثقافة الجهاد، وفي تطويرها للصواريخ، وتصنيعها للطيران المسير، وحققت انتصارات كبيرة في جميع جبهات العزة والكرامة والشرف..
وفي أثناء الهدنة الحاليّة، لم يزل التدريب والتحشيد والإعداد قائماً على قدم وساق، وقد شهدنا ذلك في العروض العسكرية المهيبه، الذي أذهل العالم، بقوة وعزة وكرامة الجيش واللجان الشعبية، الذي يشهد بقوة اليمن، وأن اليمن مازال هنا، بأبنائه المخلصين، مستعداً بكل حزم وقوة للقاء المعتدين، مؤهل لدحرهم وتلقينهم الدروس، حتى تحرير آخر شبر من وطننا الغالي اليمن.
شهد العالم أن اليمن كينونة تاريخية لا يمكن نكرانها، وهاهي قوة عسكرية لايمكن تجاهلها، مستمرة وستستمر -بإذن الله تعالى- بمسيرتها القرانية، ثورة عالمية مهيبة، بقيادة ربانية حكيمة، بقيادة القائد العلم السيد (عبد الملك بدر الدين الحوثي) حفظه الله، الذي صنع بعون الله وجهود اليمنيين ثورة ترعب أعداءها المعتدين المستكبرين، طواغيت الارض.
أضف إلى تلك الإنتصارات الميدانية والعملياتية والعسكرية، انتصارات الثورة في تصحيح المسار الديني، عبر مشروعها القرآني العالمي، الذي وضع لبناته وأقام صرحه العظيم الشهيد القائد (السيد حسين بدر الدين الحوثي) رضوان الله عليه.
إنها شجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، لنسل العدالة والحرية والكرامة، تلك المبادئ التي لا مساومة فيها، ولا التفاف عليها، ولا نكوص عنها، لأنها بالنسبة لكل يمني هي الحساة، هي البقاء، هي معنى الوجود، ومعنى أن تكون يمنياً يمنياً،  وهذا ما يبشر بانتصارات قادمة، سوف تذهل العالم، وتجعله ينحني احتراماً أمام عظمة هذا الشعب، وبسالة جيشه ولجانه، وصدق وشجاعة قيادته الربانية الحكيمة، متمثلة ومتجسدة بأروع وأبهى صورها بمولانا وقائدنا حفظه الله، وبثقته بخالقه ومولاه سبحانه وتعالي..
إن الثورة الحسينية، التي قُمعت في ٦١هـ ، بعثت في ١٤٣٥هـ، ولم تزل ببهاء أمها ثورة الحسين الأولى، وسوف تنتصر -بإذن الله- بمبادئها وبالوعي الذي صار متاحاً أكثر من ذي قبل، وسوف تعود اليمن إلى سابق عهدها الريادي، وسيخسأ المجرمون والمعتدون، و....
(وإنّ غداً لناظِرِهِ قريبُ).

رابط #قناة التليجرام
https://t.me/Adnan_Algonied

7 months, 3 weeks ago

ومبادئنا ومبادئنا حاضرون، أما أن نضحي بالقيم والحرية ونُستعبد لأولئك انذال المجرمين، فهذا هو المستحيل الذي لا يكونَ ولن يكون}.
وعبارته الأشهر:
{ في اليمن؟!! .. هذا غير وارد}
فهذه العبارات  وغيرها، التي أطلقها قائد الثورة، تحمل المضمون نفسه، والمعنى نفسه للشعارات التي أطلقها الإمام الحسين في ثورته والتي ذكرناها آنفا.

▪️الحسينيون لا يستسلمون:

نقولها للعالم أجمع، سواءً من تحالف ومن لم يتحالف، من وقف ضدنا ومن وقف معنا، من أيّدَ العدوان ومن رفضه ووقف ضده، من تحرك وعمل أو قال شيئاً ومن صمت وخاف وجبن، ...، نقول للجميع:
الحسينيون لا يمكن أن يستسلموا للطغاة والمستكبرين، حتى ولو كان في ذلك إزهاقْ لأرواحهم، وتقطيعْ لأجسادهم.

▪️سرد أحداث ثورة الحسين:

خرج الإمام الحسين (عليه السلام) بثورته على يزيد، ومعه نفر من أهل بيته وأصحابه، وبرفقته نساؤه وأبناؤه، وأخته زينب الكبرى، وعددهم لا يتجاوز الثلاثة والسبعين.
لم يتوقف أثناء مسيره هو ومن معه، فلم يثنهم تثبيط الناس لهم بعدم الخروج، أو تخويفهم من الموت الذي ينتظرهم، ولم يعق مسيرَهم تخلي الناس عنهم، بل استمروا بالمسير حتى وصلوا (مكة)، وفيها عقدَ (الحسينُ) لقاءً مع الحجيج، فبين لهم حال الأمة وما تمر به من [فساد، وظلم، واضطهاد، وقتل، وسفك للدماء، وانحراف عن الدين]..
وكذلك بين لهم حال يزيد، وأنه رجل فاسق، يشرب الخمر، ويقتل النفس المحرمة، ويعلن فسوقه وفجوره..
وذكّرهم بالآيات والأحاديث، التي تحثهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعاقبة الساكتين عن جرائم الظالمين والفاسدين... الخ.
هكذا بَيَّنَ لهم الحجة. وأثناء خروجه (عليه السلام) من مكة، وتوجهه إلى العراق، كان لا يفتأ عن توعية الناس بما سبق ذكره، سواءً عند لقائه بهم، أو مروره في مناطقهم..
وهكذا ظل في مسيره هو ومن معه إلى (كربلاء) يقيم الحجة على الأمة، رغم تخاذل الناس عنه، وعدم لحوقهم بركبه، إمّا طاعة ليزيد وطمعاً بما عنده، أو خوفاً من بطشه، أو تكاسلاً عن عدم الشعور بالمسؤولية.. ومنهم من عميت بصيرته، فلم يدر أين الحق، هل مع الحسين ابن النبوة، أم مع يزيد ابن الطلقاء !!
وفي أثناء مسيره إلى العراق، وبعد أن انتهى إليه نبأ قتل رسوله وسفيره (مسلم بن عقيل بن أبي طالب)، وبعد أن تبين له ولمن معه المصير الرهيب الذي ينتظرهم جميعاً، التقى بكتيبة من الجيش اليزيدي، يقودها (الحر الرياحي) الذي انضم فيما بعد إلى الحسين، فلم يألُ الإمام جهداً من نصحهم، فقد خطب بهم قائلاً: {أيها الناس.. إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من رأى سلطاناً جائراً، مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يُغَيِّرْ عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله، ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتولوا عن طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفي‏ء، وأحلوا حرام الله، وحرموا حلاله...،}..
ولقد حاصر الجيشُ اليزيدي الإمام الحسين وأصحابه، ومنعوهم من الماء، فلم يكترثوا لذلك، ولم يضعفوا أو يستكينوا عند رؤيتهم لجيش يزيد، الذي كان بعشرات الآلاف، بل ازداد الإمامُ الحسينُ قوة، وكذلك أصحابه ومن معه، ازدادوا ثباتاً وصلابة، وذلك بفضل ثقتهم بالله، ولِما وجههم به الإمام من كلماته، التي تحثهم على الصبر والثبات، وعلى أحقيتهم بخروجهم هذا، وعلى فضل الشهادة في سبيل الحق.
لقد أخلصوا جهادهم للَّهِ تعالى، وواجهوا جيش الطاغية يزيد، وضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء، حتى نالوا من الله أوسمة الشهادة.
وهكذا وجدنا هذا الثبات والصمود والعزة والكرامة والشجاعة، التي كانت لدى الإمام الحسين ومن معه، وجدناها تتجلى بأبهى صورها وأروعها، في الشعب اليمني، الثائر ضد المستكبرين، فلم يتوقف الشعب اليمني في ثورته، بل استمر، رغم تخلي كل العالم عنه، ورغم التثبيطات والإرجافات، التي واجهها من مرتزقة الداخل، ومن أدوات العدوان في الخارج، رغم الحصار المطبق به، والعدوان الجائر عليه، كل هذه الأمور لم تثنه عن الاستمرار في ثورته، في سبيل حريته وسيادته واستقلاله.
وهاهو ذا قائد الثورة، منذ بداية الثورة إلى هذه اللحظة، نجده، بين الحين والآخر، يلقي محاضراته وكلماته، ناصحاً للمعتدين، بكلامه المعقول، ونطقه الواضح، تارة ينصحهم ويعطيهم الحلول لتجنيب المزيد من إراقة الدماء، وتارة نجده ناصحاً لمرتزقة الداخل بأن يلحقوا بركب الجيش واللجان الشعبية، للدفاع عن بلدهم ووطنهم، وذلك كي يقيم عليهم الحجة، ويبين لهم المَحَجّة، بآيات من كتاب الله، وبأحاديث من سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتارة نجده أيضا -في محاضراته وخُطَبِه- يشحن همم الشعب، للتحرك والقيام بواجبهم، وشحن المجاهدين بالثبات والصمود .......الخ.

9 months, 4 weeks ago

صلح الإمام الحسن وموقعه من ثورة الإمام الحسين .

▪️السيد العلامة عدنان الجنيد

▪️الحلقة الخامسة والاخيرة:

  • إن الإمامين - الحسن والحسين عليهما السلام -اصطفاهما الله للإمامة، وهما من كبار أولياء الله، وقد حازا على علم وأسرار رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ولديهما العلم اللدني الكامل، بل لقد خصهما رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بعلوم غيبية وكشفية دون سائر الناس، ولهذا علما مآلهما، لهذا كان الإمام الحسن يعلم أنه لو قاتل بالبقية الباقية معاوية واستشهد هو ومن معه، لما كان لاستشهاده أي أثر إيجابي على الناس، بحيث ينهضوا ويقفوا ضد الباطل، وذلك لمرض الشك الذي أصابهم، والتباس الحق بالباطل بسبب التشويش الأموي الذي قام به معاوية، ولهذا قبل الإمام الحسن بالصلح اضطراراً لعلمه بما سيؤول من نتائج إيجابية وخير كبير على الأمة، وفعلاً انتصر الحسن بالصلح، وأما معاوية وإن كسب بعض الأهداف الآنية التي كان يسعى لأجلها لكنه خسر المعركة فيما بعد، وكذلك الإمام الحسين علم بإلهام الله له - أو بما خصه رسول الله بالأخبار الغيبية التي ستحدث له - بأن ثورته واستشهاده من أجل الحفاظ على الإسلام وأهله سيكون لها الانتصار الدائم والقدوة لجميع الثورات التي ستأتي من بعده ..
    ولو كان الإمام الحسين - عليه السلام - قبل بيزيد حاكماً على المسلمين ، لما خرج الناس على أي ظالم إلى قيام الساعة، بل ستكون للظالمين شرعية الحكم على المسلمين، بحجة أن الحسين قبل بحكم يزيد ولم يخرج عليه ..
    المهم يجب أن نعلم بأننا لسنا أعلم من هذين الإمامين، فهما سبطا الرسول، ويعلمان ما يقولان وما يفعلان، وهما قدوة لمن بعدهما، ونحن مأمورون باتباعهما لحديث الثقلين وغيره ..
  • لما رأى الإمام الحسن الناس في شك وارتياب في معرفة الحق بسبب ما قام به معاوية من وسائل تشويهية - وقد ذكرناها سابقاً - إضافة إلى إضفاء الشرعية له ولأهل بيته عبر جميع وسائله وحيله التي استخدمها، وكذلك جهل الكثير من الناس بالوعي السياسي وبواقعهم وبالمؤامرات التي تحاك ضد الإسلام وأهله، أراد الإمام الحسن أن يفضح ويكشف للناس جميعاً سياسات بني أميه التي تسعى إلى طمس تعاليم الإسلام، لهذا قبل الإمام الحسن بالصلح وبالبنود التي اشترطها وهي :
    1 - أن يعمل فيهم بكتاب الله وسُنَّة رسوله، وسيرة الخلفاء الصالحين.
    2 - ليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهدَ إلى أحدٍ من بعده عهداً، بل يكون الأمر بعده للحسن ثم لأخيه الحسين.
    3 - الناس آمنون حيث كانوا في شَامِهم، وعِرَاقهم، وحِجَازهم، ويَمَنِهم.
    4 - إن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم، ونسائهم، وأولادهم.
    وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك عهد الله وميثاقه، وما أخذ الله على أحدٍ من خلقه بالوفاء وبما أعطى الله من نفسه.
    5 - على معاوية أن لا يبغي للحسن بن علي، ولا لأخيه الحسين، ولا لأحد من أهل بيت رسول الله، غائلةً، سراً ولا جهراً، ولا يخيف أحداً منهم في أُفُق من الآفاق..
    قلت : إذا ما نظرت إلى هذه البنود التي ذكرتها مصادر التأريخ سوف تعلم الأسباب التي دعت الحسن إلى الصلح وهو الموقف الصحيح والتصرف الحكيم وفق معطيات الظروف فقد تعاطى مع موقفه بفقه الواقع، إلا أن معاوية سرعان ما نقض ونكث بكل بنود الصلح باعترافه هو حيث قال:" يا أهل الكوفة إني ما قاتلتكم لتصلوا وتصوموا، وإني أعلم أنكم تصلون وتزكون، ولكن قاتلتكم لأتأمر عليكم، وهذه شروط " الحسن " التي أعطيتها فهي تحت قدمي هاتين " (1)،البداية والنهاية لابن كثير [140/8] وشرح النهج [46/1]
    إذاً لولا الصلح لما انكشف معاوية وظهرت حقيقته .
    وأما خروج الحسين على يزيد فليس لأجل كشف حقيقته، لأن يزيد قد اشتهر بكفره وفجوره، وهو سيئة من سيئات والده الذي جعله ولي عهده، وعمل على أخذ البيعة له من الأمصار والولايات كي يمهد له في حياته كما ذكر ذلك الطبري وغيره، فالناس كانوا قد انكشفت لهم حقيقة بني أمية، ولكن ضعف الإرادة وضعف الهمة والعزيمة والخنوع والجمود الذي أصابهم ناهيك عن انشغالهم بالشهوات كل ذلك منعهم عن الالتحاق بركب الحسين، فكان لابد لهم من هزة قوية توقظ ضمائرهم، ولهذا كان استشهاد الإمام الحسين حدثاً خطيراً هز القلوب وأيقظ العقول وفتح الباب للثائرين وثوراتهم إلى زمننا هذا، فلولا صلح الحسن وثورة الحسين لانطمس الإسلام واندرس الدين وقواعده، فصلح الحسن كان ثورة تمهيدية لثورة الحسين الكبرى، فلا تناقض بين موقف الحسن وموقف الحسين، بل هما موقفان صحيحان فرضت كل واحد منهما ظروفه الآنية، لكنهما يسيران على خط واحد وهدف مشترك، وهو الحفاظ على رسالة الإسلام والدين المحمدي الأصيل، وحماية الأمة من كل الانحرافات التي أصابتها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..
    وأخيراً أقول :
    إن أمير المؤمنين علي - عليه السلام - في جميع حروبه مع الناكثين والقاسطين والمارقين، وإن الإمام الحسن في صلحه، والإمام الحسين في ثورته، لم يبحثوا بما قاموا به عن دنيا ولا مناصب، وإنما
9 months, 4 weeks ago

صلح الإمام الحسن وموقعه من ثورة الإمام الحسين .

▪️السيد العلامة عدنان الجنيد

▪️الحلقة الرابعة :

  • إن شخصية معاوية تختلف عن شخصية يزيد، فمعاوية منذ خلافة الإمام علي - عليه السلام - وحتى خلافة الحسن والتي كانت ستة أشهر إلى بعد الصلح ، نجده خلال تلك السنوات استخدم كل أساليب المكر والخداع والتضليل والتشويه في حق الإمام علي والإمام الحسن وكذلك الإمام الحسين عليه السلام، فالمكنة الإعلامية الأموية عملت على بث الدعاية والتلميع لشخص معاوية والحط من آل البيت، ناهيك عن استقطاب معاوية لرؤساء القبائل والشخصيات، وشرائه للذمم، وضخه للمال العام الذي سخّره في خدمته، وقد استطاع بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى أن يكسب الولاءات، وأن يضفي لملكه وحكمه شرعية دينية عند السذج من العوام - وما أكثرهم - ومرتزقته وأتباع الدرهم والدينار ، وما تخاذل وانقسم جيش الحسن وخانه خواصه وقادة جيشه إلا بإغراءات معاوية وشرائه لهم ..
    حتى العلماء والرواة فقد سخّر الكثير منهم للرواية والحديث عن فضله وفضل بني أمية، وعن فضل الصحابة والخلفاء - دون الإمام علي وأهل بيته - فلما أكثروا من الروايات أمرهم بأن يرووا في مثالب الإمام علي وأهل بيته، ومن أراد التأكد فليرجع إلى تأريخ المدائني المسمى بكتاب "الأحداث" (1)نقل روايته كاملة ابن إبي الحديد في شرح النهج [11 / 15-16]

وبهذا ظلت حكومة بني أمية تسب الإمام علي بن أبي طالب على منابرها طيلة حكمها ، باستثناء عهد عمر بن عبدالعزيز(2) انظر تأريخ الخلفاء للسيوطي ص 201 ، والصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي [253/2] والكامل في التأريخ [364/2]

لقد طمسوا كل فضيلة أو منقبة لعلي - عليه السلام - (3) انظر كتاب الأغاني [281/22]
ومن تحدث عن فضل علي قتلوه (4) أسد الغابة [194/1]
وإذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه (5) تهذيب التهذيب لابن حجر [280/7]
، وبهذا التشويه التي قامت به المكنة الإعلامية التابعة لمعاوية صار الناس - سيما الشاميين - يعتقدون أن آل البيت هم بني أمية، ولهذا عندما استشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصل الخبر إلى الشام أن علياً قُتل في المسجد، فقالوا : أوكان علي يصلي ؟!..
هذا يدلك على أن علياً - عليه السلام - وآل بيته كانوا بنظر الناس ليسوا بمسلمين لاسيما عند الشاميين .
إن معاوية تمظهر بلباس الدين، وأظهر بعض الشعائر الدينية، وحافظ عليها تستراً، لهذا اضطر الإمام الحسن لقبول الصلح وفرض شروطه، لكي يفضح معاوية أمام الناس فيما بعد، لأنه يعلم بأن معاوية ناكث للعهود والمواثيق ..
وأما يزيد فقد جاهر بفسقه ومجونه وفجوره وقتله للأنفس المحرمة وشربه للخمر ونقضه لكل أسس الدين وشعائره، فلم يراع حرمة الإسلام ولا حتى مظاهره، واشتهر بكفره عند جميع الناس، لهذا كان وجوباً على الإمام الحسين أن يقوم بثورة ضده، ولولا ثورته التي قام بها لكان على الإسلام السلام .
إن الإمام الحسن - عليه السلام - ما اضطر إلى قبول الصلح إلا حفاظاً على بيضة الإسلام وقيم الدين، وعلى من تبقى من المخلصين الصادقين، فقد كان أعداء الإسلام من الرومان وغيرهم ينتظرون الفرصة المناسبة لضرب المسلمين كي يثأروا وينتقموا من المسلمين الذين لقنوهم ضربات قوية في السابق، لهذا كانوا ينتظرون الفرصة في حال نشبت المعركة بين الإمام الحسن وبين معاوية ،فينقضوا عليهم وهم مشتغلين بالقتال، فتكون ضربة قاضية تقضي على الإسلام وأهله ..
والدليل على تحرك الروم وترصدهم لأخبار المسلمين وانتظارهم الفرصة للانقضاض عليهم هو ماذكره المؤرخون لاسيما اليعقوبي (6)..تأريخ اليعقوبي [206/2]
فعليك به، وسوف ترى صدق ما قلناه هنا..
وأما الإمام الحسين - فهو أيضاً - كان مضطراً للقيام بثورة ضد يزيد ينبوع الفساد الذي كان أداة من أدوات أعداء الإسلام الخارجي، إضافة أنه لم يكن العدوان الخارجي من الرومان وغيره يتحين الفرصة في المعركة بين الإمام الحسين ويزيد، لأنهم يعلمون أن يزيد سيحقق أهدافهم المتمثلة بالقضاء على الإسلام، لكن خاب ظنهم وانتصر الحسين بشهادته وكتب لثورته الخلود..
إذا دققنا النظر إلى عبارات الإمام الحسن التي أطلقها ورد بها على الذين اعترضوا عليه قبوله الصلح ولاموه على ذلك، فسوف نعرف من خلالها الدوافع التي دفعته واضطرته إلى قبول الصلح، وإليك نموذجاً من ذلك :
• قوله - عليه السلام - على أحد المعترضين على الصلح: " رأيت أهل الكوفة قوماً لا يثق بهم أحد أبدا إلا غلب، ليس أحد منهم يوافق آخر في رأي ولا هوى، مختلفين لا نية لهم في خير ولا شر " (7) البداية والنهاية لابن كثير [١٤٠/٨] وشرح النهج لابن أبي الحديد [٤٦/١].

• قوله - عليه السلام - لمن اعترض عليه - أيضاً - في قبوله بالصلح: " إني لو أردت - بما فعلت - الدنيا لم يكن معاوية بأصبر مني عند اللقاء، ولا أثبت عند الحرب مني، ولكني أردت صلاحكم " (8) تاريخ ابن عساكر [٢٢٥/٢].
• وقوله - عليه السلام - " إنما فعلت مافعلت - أي من القبول بالصلح - إبقاء عليكم "(9)

9 months, 4 weeks ago

صلح الإمام الحسن وموقعه من ثورة الإمام الحسين .

▪️السيد العلامة عدنان الجنيد

▪️الحلقة الثالثة :

إن الحسن والحسين تربيا في حجر النبوة والفتوة وجميع حركاتهما وسكناتهما قدوة لمن جاء بعدهما.. قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " من أحبني وأحب هذين - يعني الحسن والحسين - وأباهما وأمهما كان معي في

درجتي يوم القيامة " (1) سنن الترمذي [٣٠٥/٥] برقم (٣٨١٦) ، مسند أحمد [٧٧/١]. وقال: " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .." (2) سنن الترمذي [٣٢١/٥] برقم (٣٨٥٦).

والأحاديث في مكانتهما وفضلها مشهورة جدا كحديث الثقلين والسفينة وغيرها، ناهيك عما نزل بحقهما من آيات عديدة عن حوادث حصلت وشهدها المسلمون وهي شهادة لهما تبين فضلهما ومكانتهما من جدهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) كآية التطهير والمودة والمباهلة وسورة الإنسان وغيرها من الآيات.. فهذه الأحاديث والآيات التي هي عبارة عن أنموذج فقط تبين وحدة المرتبة والمنزلة لسبطي رسول الله صلوات الله عليه وآله ...
إن الآيات التي نزلت بحقهما والأحاديث التي جاءت بفضلهما توحي بأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ما قالها إلا لكي تعلم الأمة أن ما سيقومان به من أعمال وأفعال ومواقف هي عين الحكمة والصواب، فموقف الحسن بكل ماقام به لاسيما في قبوله الصلح هو نفس موقف الحسين، فقد كان الحسين بجانب أخيه في جميع المواقف والقضايا، ولو كان الحسين مخالفاً لأخيه في قبوله بالصلح لثار على معاوية، ولأعلن رفضه للقبول بالصلح، كذلك لو قدر الله أن عاش الحسن إلى زمن يزيد لكان الحسن أول من وقف بجانب أخيه الحسين وخرج معه بتلك الثورة المباركة، فلا تناقضاً ولا اختلافاً ولا تنافياً ولا تعارضاً بين صلح الحسن وثورة الحسين، بل إن صلح الحسن يعد ثورة بحد ذاتها، ثورة تمهيدية للثورة الحسينية الكبرى، فلولا صلح الحسن لما كانت ثورة الحسين .
وهنا سوف نوجز عن سبب صلح الحسن وهو - أيضا - جواب عن سؤال (لماذا لم يستمر الحسن بمن معه من المخلصين في المواجهة مع إمام الفئة الباغية معاوية ويقاتله ليسجل ملحمة فدائية خالدة كما فعل الحسين في قتاله مع الطاغية يزيد) ؟! وسنبين أن الحق ما قام به في قبوله الصلح، فضرورة الواقع أجبرته على ذلك كما أجبرت الحسين على الثورة، فكلا الموقفين حق وصواب
وإليك التوضيح والجواب من خلال النقاط التالية :
* يجب أن تعلم بأن الإمام الحسن لم يقف موقف المتفرج لما يقوم به معاوية من أعمال شنيعة وجرائم مريعة في حق المسلمين، بل وقف أمام ظلمه ودسائسه، ورفض منحه أية مشروعية، وقام بثورة ضده حيث أعلن النفير العام، فأعد عدته وهيأ جيشه كي يخرج بهم إلى لقاء معاوية، إلا أن البعض خذلوه فتخلفوا عنه ولم يفوا بما وعدوه من الخروج معه ..(3) الخرائج و الجرائح [ ٥٧٤/٢ ] للراوندي.
فتوجه - بمن معه - إلى المدائن لمحاربة معاوية، ولكن الذين معه خذلوه - أيضاً - ناهيك عن خيانة قائد جيشه والمقربين من أتباعه، أضف إلى ذلك تثاقل جنوده عن القتال معه ..
فقد خطب بهم - عليه السلام - ليعرف مدى رغبتهم واستعدادهم في القتال معه فقال:« إنّا والله ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم وإنّما كنّا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر، فسُلبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع، وكنتم في منتدبكم إلى صفّين ودينكم أمام دُنياكم، فأصبحتم اليوم ودُنياكم أمام دينكم، ألا وأنّا لكم كما كنّا، ولستم لنا كما كنتم، ألا وقد أصبحتم بين قتيلين; قتيلٌ بصفّين تبكون عليه، وقتيلٌ بالنهروان تطلبون بثأره، فأمّا الباقي فخاذل، وأمّا الباكي فثائر، ألا وإنّ معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عزّ ولا نصفة، فإن أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ بظباء السيوف، وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضا» . فناداه القوم من كلّ جانب : البقية البقية، فلمّا أفردوه أمضى الصلح (4) أسد الغابة [ ١٧/٢ ] .
قلت : ومعنى أفردوه : أي تركوه فريداً وحيداً ..
تعلم مما سبق أن الإمام الحسن - عليه السلام - كان عازماً على قتال طغاة الشام، ولكن الخذلان الذي رآه الإمام الحسن - عليه السلام - من جيشه والخيانة من خواص أتباعه وقائد جيشه، إضافة إلى محاولتهم اغتياله - عليه السلام - حيث ذكر المؤرخون: " بينما كان الحسن -عليه السلام - بالمدائن إذ نادى مناديه في عسكره: «ألا إن قيساً بن سعد قد قتل!»، فشدّ الناس على حجرة الحسن عليه السلام فانتهبوها حتى انتهبت بسطه وجواريه وأخذوا رداءه من ظهره !! وطعنه رجل بخنجر مسموم في إليته، فتحول من مكانه الذي انتهب فيه متاعه وانتقل - كما يقول الطبري- إلى منزل سعد بن مسعود الثقفي- عمّ المختار- وكان عامل أمير المؤمنين عليه السلام بها، فأقرّه الحسن عليه السلام، فقال له المختار وهو غلام شاب: هل لك في الغنى والشرف؟
قال: وما ذاك؟
قال: توثق الحسن عليه السلام، وتستأمن به إلى معاوية!
فقال له سعد: عليك لعنة الله، أثب على ابن بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم - فاوثقه! بئس ا

1 year ago

الشعار صرخة الأحرار
السيد عدنان الجنيد

إن كل حر تتوق نفسه إلى التحرر من الاستبداد والظلم بشتى أنواعه ، وأمنيته أن تتحرر الشعوب من رق عبودية الاستكبار العالمي ومن أدواته وأزلامه وأصنامه الدائرة في فلكه والسائرة على نهجه والمطيعة لأمره..
وأمنيته هذه نابعة من الشعور بالمسؤولية فكل مسلم حر يتألم لوضع الكثير من الشعوب المقهورة التي تعيش تحت وطأة الظالمين والمستكبرين وهذا الشعور بالمسؤولية الذي ينتاب كل مؤمن حر هو نتيجة إيمانه بالله تعالى فالمؤمن يتألم بما يحدث لإخوانه حتى ولو كانوا في مشارق الأرض أو في مغاربها ، جاء في الحديث :( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) رواه البخاري (٦٠١١)
وجاء في حديث آخر :( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) رواه الطبراني والحاكم والبيهقي واللفظ للأول ..
فهذان الحديثان يدلان على أن المسلم الحقيقي والمؤمن الصادق هو الذي يهتم بأمر المسلمين ويتألم لآلامهم ويؤدي واجبه نحوهم بحسب قدرته واستطاعته..
فالمسلم الحر عليه أن يستخدم كل الوسائل المتاحة للتحرر من عبودية الظالمين ،وكذلك يقوم بنصرة إخوانه من الشعوب الأخرى حسب إمكاناته المتاحة..
ولهذا كان الشعار :( الله أكبر ، الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام ) والصرخة به إعلان موقف عدائي تجاه أعداء الله تعالى وهو سلاح قوي لكل مسلم حر تتوق نفسه للحرية وإلى حرية الآخرين ، يُظهر ويعلن من خلالها المعاداة لأعداء الله ورسوله ولأوليائه ، فالموالاة والمعاداة تعد من أسس وفرائض الدين وعلامة من علامات الإيمان الصادق التي لابد أن يتحلى بها المؤمن ، وقد تكلمنا في بحثنا الموسوم ب" أهمية الولاية لله ورسوله والذين آمنوا " والذي أنزلناه حلقات في وسائل التواصل الاجتماعي تكلمنا فيه عن كل ما يخص الموالاة والمعاداة من حيث تعريفها وأهميتها و...واستعرضنا فيه الآيات والأحاديث و..... الخ فعليك به فهو في غاية النفاسة
ولن نعيد هنا ماذكرناه هناك وسنقتصر على ذكر آية وهي قوله تعالى :(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ..)[الممتحنة : 4]
أمرنا الله تعالى أن نقتدي بإبراهيم وبالذين آمنوا معه عندما أعلنوا البراءة من أعداء الله حيث تبرأوا منهم قولاً وفعلاً - كما نصت عليه الآية - ونحن علينا أن نقتدي ونتبرأ من أعداء الله وهي أمريكا الشيطان الأكبر لأنها استعبدت الشعوب وسلبتهم حريتهم وجعلت أكثر الأنظمة العربية والإسلامية عبيداً لها ..
فهذا الشعار هو مصداق من مصاديق البراءة من أعداء الله والمعاداة لهم..
وصيغته هذه ( الله أكبر ، الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام ) والتي أطلقها الشهيد القائد السيد حسين الحوثي - رضوان الله عليه - وجعلها شعاراً وصرخة ضد المستكبرين تعد غزيرة المعنى متكاملة المبنى لأنها تزرع في قلوب الشعوب السخط على أعداء الله وتجعل الأعداء في قلق دائم وضيق مستمر وذلك لما لنتائجها من تأثير كبير في قلوب المسلمين وتغيير قوي في واقعهم .
كذلك الشعار له تأثير كبير على الأعداء (الصهاينة والأمريكان )حيث أنه يضرب نفسياتهم ، وإلا لماذا أمريكا قلقت أشد القلق من هذا الشعار وبإيعاز منها جعلت النظام اليمني السابق يشن حروبه الست على الشهيد القائد وعلى أتباعه ومحبيه في صعدة ؟!
ولماذا ذهب السفير الأمريكي آنذاك إلى صعدة وقام بشطب الشعار من الجدران ؟!
لماذا خوفهم وهلعهم من هذا الشعار الذي أقضّ مضاجعهم ؟!
لأنهم يدركون قوة وتأثير هذا الشعار وأنه سوف يورث سخط الشعوب عليهم لاسيما إذا تم تصديره إليهم وصرخوا به - وفعلاً قد وجدنا بعض الشعوب ترفع هذا الشعار وتصرخ به - فإذا كان هكذا خوفهم وقلقهم من هذا الشعار ومن نتائجه فأنعم به وليكن هو شعارنا ونحقق معانيه في واقعنا ونجعله هدفنا في مسارنا ..
إن كل أمر نقوله أو نفعله ويغتاظ منه أعداء الله فعلينا أن لا نتركه لأن الله تعالى يكتب لنا به عملا صالحا ، يقول الله تعالى :( ... وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ..)[ التوبة : 120] ،فلاحظ إذا كان المكان الذي تطأه قدمك وفيه إغاظة لأعداء الله فإن الله يكتب لك بذلك عملا صالحا ، فكذلك الشعار يغيظ أعداء الله ..

1 year ago

• ختاماً؛ أقول للجميع ممن يؤمن ومن لا يؤمن بما نحن عليه من اتباع صفوة أسباط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وصفوة أسباب الرضا والرضوان من الله العزيز الرحمن، أقول لهم: ما كنتم تنتظرونه، فهاهو أمامكم فانصروه. ألا ترونه على الحق ماضياً، أما والله لو تركتموه، مالكم عنه من بديل، حتى تسحق جنازير دبابابات الأعداء جماجمكم، فهلموا للانضمام إلى الملاحم، فوالله إن من تخلف عنها هلك، ومن التوى على هذا السيد اليماني فهو في خسران في الدنيا والآخرة. وهذا ما تكلمت عنه كتب أهل البيت، صلوات الله عليهم أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
------
* عضو رابطة علماء اليمن
رئيس ملتقى التصوف الإسلامي في اليمن

1 year ago

▪️المصاديق العملية لثورة الشهيد القائد بعد عقدين من استشهاده

▪️ #العلامة_عدنان_الجنيد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة على خير الأنبياء وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله الطاهري، ورضي الله عن صحابته المنتجبين، ومن سار على نهجه وهداه إلى يوم الدين..

• حين دوى الصوت من مرانَ كان الحقُّ يدري أنها ثورة عالمية ضد طغاة العصر.
لقد زرع الشهيد القائد (حسين بن بدرالدين الحوثي) «رضوان الله عليه» البذرةَ الأولى لتغيير نظام القطب الأوحد، بالصرخة، التي استهدفت رؤوس الكبر وأئمة الكفر، لأنها رؤية قرآنية، ونظرة ربانية، مازال يجهلها الكثير من الناس، حتى من مثقفي أمتنا العربية والإسلامية، والبعض مازال يخشاها، رغم أن مصاديقها العملية باتت تكشف لنا هشاشة أمريكا، التي قال عنها هو «رضي الله عنه» إنها ليست سوى قشة، عندما ننظر إليها من خلال القرآن أمام قوة الله، وعند الثقة بالله تعالى حينما نتحرك في سبيله معتمدين عليه، وحين نأتمر بأمره في الإعداد قدر استطاعتنا، ونتوكل عليه في تحركنا وجهادنا.

• من كان يدري أن صرخة الشهيد القائد في أقصى شمال اليمن، ستنصر طوفان أقصى غزة ومجاهديها، وهل كان أحد يتصور أن المؤتمين بحسين العصر سيحاصرون إسرائيل وأمريكا وبريطانيا؟!!
لقد كان يعتبر ضرباً من الخيال أن يتهدد أحدٌ ما دولة أمريكا، لا أن يقرن التهديد بضرب بارجاتها وسفنها، ويقف حجر عثرة في طريق إرادتها، ويكشف للعالم أجمع أنها لا تقدر على شيء، إلا حين تستسلم لها الأنظمة والشعوب.

• لقد شاءها الشهيد القائد عالمية، حين صرخ بالشعار، ولقن أصحابه إيّاه تلقينا،
وحثهم على أن يصرخوا به، أن يقولوا:
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
فأول ما بدأت تموت أمريكا وإسرائيل في عملائها وأذنابها وخدامها في الجزيرة العربية، الذين واجهوا الصرخة بالنار، ممثلة بنظام الصعلوك عفاش، وبلاطجة الإخوان بقيادة علي محسن وحميد الأحمر، في ست حروب طاحنة، ارتكبت فيها قوات النظام ومرتزقته أبشع الجرائم بحق شعب تحكمه هذه القيادة التي كانت تلقب بالحكيمة زوراً وبهتاناً، ثم ماتت أمريكا وإسرائيل في عملائها وأذنابها وخدامها مرة ثانية، بعد أن انتصرت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر سنة 2014 للميلاد، وما كان لهذه الثورة أن تضرب بجذورها في الأرض، وتبسق بفروعها في السماء لولا تعريتها لأذناب أمريكا وإسرائيل في الجزيرة العربية، بمواجهة عدوان بدأ في مارس 2015م، ولم ينتهِ بعدُ..

• والآن هاهي إسرائيل تُلعنُ في كل المحافل الدولية، بل وفي كل شوارع مدن العالم، بأفواه الملايين من كافة الجنسيات وبكافة اللغات.. ليس حينما تعرّت بجرائمها فقط، ولكن حين شاهد العالم اليمن يضرب إسرائيل ويضرب سفنها في البحر تشجعت شعوب العالم لثقول كلمتها، وتعبر عن رأيها تجاه هذا الحدث الإنساني الذي يتصدره اليمن، وتلك الكارثة الإنسانية التي تحدث في غزة.
أفَلَم تنتصر الصرخةُ بعدُ؟!! لقد انتصرت الصرخة الحيدرية الحسينية، لأنها كانت مفردة لله وحده، لا لنيل مكسبٍ سياسي، ولا مطمعٍ مادي، ولم تكن مسيسة من الخارج كما يزعم البعض، فهي لا شرقية ولا غربية، بل يمانية خالصة، برز فيها ذو الفقار، بيد قائد المسيرة بعد أخيه الشهيد، فبرزت به كل معجزات آبائه الأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين، فحين جابهته الدنيا كان ذو الفقار ذلك السيف الذي شق (عمرو بن ود إلى نصفين)، وحين جاء العدو من البحر كان ذو الفقار عصا (موسى)، فضرب به البحر، فتخلى كل سدنة النظام الأمريكي عنه، وبات لوحده، هو وربيبته العجوز بريطانيا، ينتظرون النهاية في رعب، وهم يشعرون أن زوالهم بات قريباً قريبا.

• وحين تسقط أمريكا، لن ترحمها أنظمة العالم التي ذاقت منها الأمرين، بل ستتناهشها وهي ما تزال على قيد الحياة، كما تفعل الضباع بضحاياها.

• انتصرت صرخة (مَرّان)، ولاحت لنا نهاية أمريكا وإسرائيل، وبدأت نهاية اليهود ودولتهم بأن يلعنوا على كل لسان، ومازال غالبية الإخوان المسلمين، ومن يدّعون أنهم السنة، صامتين أو شامتين بما يتعرض لهم إخوانهم السنة أيضاً في فلسطين، مستمسكين بذيل أمريكا السعودي والإماراتي، لا بالعروة الوثقى (كتاب الله والعترة).. ينتظرون التوجيهات من أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، للتحرك حسبما تشاء كل منها، لا من القرآن الكريم.. وسيرفعون عقيرتهم بـ (التكبير)، حين تأمرهم أمريكا بمواجهتنا، وسيقولون إنه جهاد في سبيل الله، فأين أنتم من (غزة وفلسطين) إن كنتم مؤمنين، بل إن كنتم مسلمين، على أقل تقدير..

• رحم الله الشهيد القائد حسين بن بدرالدين الحوثي، الذي أسس لزوال أنظمة الاستكبار، وقطبية الإلحاد والجور والظلم..
ونصر الله قائد مسيرتنا وثورتنا، سيدي ومولاي وقرة عيني، السيد الهمام، والأسد الضرغام، حيدرة العصر، السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي حفظه الله وأيده ونصره..

1 year ago

أتدرونَ من هو أبعدُ الناسِ من الحق جَلَّ وعلا؟
هو من منحه الله عقلاً سليماً، وجسداً صحيحاً، وعيشاً رغيداً، وعافيةً صافيةً، ونعمةً وافية ..
فتراه إذا باشر المعصية، باشرها بكليته مستحلياً بها، ولايوجد فيه أيَّة خواطر تُشَوِّشُ عليه من قبل الحق ..
وإذا ما انتهى من المعصية، فلا تجد فيه تأنيبَ الضميرِ على ارتكابه لهذا الفعل الخطير، بل المعصية بالنسبة له بمثابة نديم وسمير، وقد يصل به الأمر  إلى ماهو أدهى وأمر، حين يفتخر بفعلته القبيحة، ويراها بناظريه صفةً مليحة ..
    فهذا هو البعيد عن الحق، البغيض لدى الخلق.

#العلامة_عدنان_الجنيد

We recommend to visit

القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75

Last updated 1 Jahr, 8 Monate her

القناة الرسمية لابن بابل
الحساب الرسمي الموثق على فيسبوك: https://www.facebook.com/Ibnbabeledu?mibextid=ZbWKwL

الحساب الرسمي الموثق على يوتيوب :https://youtube.com/@iraqed4?si=dTWdGI7dno-qOtip

بوت القناة ( @MARTAZA79BOT

Last updated 6 Monate, 2 Wochen her

Last updated 2 Monate, 2 Wochen her