‏‌ مطر و ربٌ مُجيب ، اللهُم أمُنياتُنا ? ?****

27 dec 2024

مرّت بضعةُ أيام مُذ أرسلت لي رفيقتي رواية "بيت خالتي" .. مع توصية خاصة بالحذر بإتخاذ قرار قراءتها، لم تستطع إكمالها هيَ..
هذا ما قلتهُ، أعرفُها مرهفة المشاعر، فـ ماذا يمكنُ لكتابٍ أن يفعل؟ يحرّك مشاعركَ بعض الشيء لا أكثر .. أخبرتها أن تطمئنَّ فأنا صلبة وقوية ولنرى إن كُنتُ لن أكملها.
بدأتُ من فوري بقراءتها بروحِ التحدي والحماس داخلي والنقطة الفارقة التي حسبتُها ستنقذني..
أنا أقرأها بعدَ التحرير إذًا كلّ ما حدثَ أعرفُ نهايته!

....

لم تتوقّف روحي عن النزيف مُنذُ الشهادةِ الأولى لأحدِ المعتقلين، كأنَّ دوامةً سوداء بدأت داخلي تمتصُّ ألوانَ العالم الورديّ الذي أعيشُ فيه.
في هذهِ الأيام لم يكُن بإمكاني القيامُ بأيّ نشاط سوى القراءة والبحث ومطالعةِ آخر الأخبار، زادَ الطينَ بلّةً مروري على شاهداتٍ لمعارفي في الواقع، لم تكُن قصصهم قاسية للحدّ الموجود في الرواية ولكن رؤيةَ مرارةِ ملامحهم وهم يروونَ ما مرّوا بهِ وكسرةَ صوتهم كانت كفيلةً بسحقِ الضوءِ المتبقي أمامي.

....

تلكَ النُقطة التي كُنتُ أحسبها لصالحي .. هي أشبهُ بطوقِ نجاة من انتصار
كيفَ لي أن أتحمّلَ معرفةَ أنَّ كلَّ ما سمعتهُ مستمرٌ في الواقعِ بينما اقرأ؟؟

كيفَ لي أن أتحمّلَ رؤيةَ وجوهِ العساكرِ على حاجزِ جسرِ بغداد وهم يرمقوننا بإنزعاج وقد كنتُ أكرههم لأخذهم الرشاوي فقط!

كيفَ أقبلُ سماعَ تلكَ اللهجةَ الساحلية التي تحتلُّ كلّ مقاطعِ التعذيب ؟؟

بل كيفَ سأقبلُ السيرَ على هذهِ الأرض التي يحكمها من فاقوا هتلر وفرعونَ ظلمًا وتعذيبًا وإجرامًا ؟؟

....

كُنتُ أحلمُ بالسفرِ دائمًا لأرى العالم، أعاتبُ نفسي اليومَ كيفَ لم أرى العالمَ الذي أعيشُ فيهِ هُنا؟ كيفَ كـنتُ عمياءَ لهذا الحد؟
كرهتهم لأنّهم ليسوا كُفؤاً لـ قيادة البلاد لأنّهم جرّونا إلى واقعٍ صعب ولأنهم لا يعترفون بذلك ويضيّقونَ علينا باستمرار
كيفَ بي إذا عرفتُ أنهم هم من صنعوا هذا الواقع؟
أينَ يذهبونَ من كلّ الدموعِ التي سُكِبَت بسببهم؟
أينَ يذهبون من صدى صراخِ المُعذّبين !!
....

لم أكُن سأسكُت .. كُنت سأندفعُ لأستلَّ سيفي اتجاههم .. والقلمُ سيفي، سيفٌ نكزني بالحقيقةِ بينَ سطور المكتوب، أعرفُ أنَّ مصيري كان سينتهي حينها بينهم، سأُعاينُ الواقعَ مباشرةً بل سأصبحُ جزءًا منه، لم يكُن ليهمني ...
لم أكُن لأتنفّسَ وكلّ هذا مستمر

....

لذَا قاتلوا، لذَا أبنَاءُ المُحررِ لم تشغلهم قضيةٌ أخرى سوى إخراجنا من كلّ هذا الظلام، لم يكونوا يتنسفونَ هم أيضًا، حتّى تنفّس الصُبحُ في ذلكَ اليومِ، إنّي أبكيهِ كلَّ ما تذكرتهُ، لأنني لم أعرف معناهُ بدقّة، لم أعرفُ ولم أفكّر بمعنى الخروجِ من المسالخ التي حفروها ودسّوها في باطن الأرض
لم يحسبوا أنّهم مهما عمقوا البناء، ستصلُ أصواتُ المُعتقلينَ الهامسةِ المكسّرةِ إلى سابعِ سماء.
....

لا أريدُ أن أنسى ما حدَث، أريدُ أن أبحثَ أكثر وأرسّخ كلّ شيءٍ في ذاكرتي، كلّ قطرةِ دمٍ و دمعٍ سُكِبَت.

الحمدُلله الذي أخرجَ للمعتقلينَ سابقًا فجرًا جديدًا، نحتاجُ لنخبةٍ من الأطبّاءِ النفسيين ليستطعوا هم رؤيةَ هذا الفجرِ أيضًا.

لم أعُد أشكّكُ بدوافعِ الهيئةِ للتحرير، لم أشكّك سابقًا حتّى ولكنَّ الكثيرينَ وضعوا مؤامراتٍ مضحكة وراءهم، إنَّ أيّ مخلوقٍ يحملُ أدنى درجةٍ من الإنسانية لو عرفَ ما تحتويهِ هذهِ البلادُ من مصائب لما فكّر ثانيتين في حياتهِ ولأَثَرَ الموتَ فداءً لهم!
وهم قالوا فصدقوا فصدقهم الله، دعواتُنا ستحيطهم دومًا، حُبنا لهم وخوفنا عليهم سيحيطُ بنا أيضًا، وإن تَشُكهم شوكةٌ أحسستُ ذاكَ الأذى في عُمقِ أوصالي.

وغدًا موعدُنا الأقصى، وربٌّ غدٍ ذاتهُ ربُّ اليومِ
صبرًا غزة صبرًا أهلها حتى يأذنَ الله.

من أزعجته أحزانه فليكثر من الصلاة على رسول الله ﷺ.

صلِّ لأجلك.. أنتَ مَن تحتاج الله!?

واسقني هيبةَ العلمِ
وشَغَفَ المُتعلِّمِ
وإرادةَ المُريد ..

#أدب ??

وأي حدا عندو رفيق بيعرفوا عم يواجه مشاكل مع الأذكار يقلو ينضم للقناة ويمشي معنا ??

طيب رح نبدأ بإذن الله اليوم ولمدة شهر
نجاهد لنلتزم بالمعوذتين والصمد والكرسي وخلال هالفترة على تيسير الله بشاركن معاني وتفاسير الآيات مشان نتدبرن ونقولن ونحنا مستشعرين عظمتن و عظمة معانيهن ?

لم نكن نمشي على الأرض
كنا نمشي على اسقف المعتقلات... ?