• تـدبّـر ..

﴿وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ یَـٰقَوۡمِ إِنَّكُمۡ ظَلَمۡتُمۡ أَنفُسَكُم بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلۡعِجۡلَ فَتُوبُوۤا۟ إِلَىٰ بَارِىِٕكُمۡ فَٱقۡتُلُوۤا۟ أَنفُسَكُمۡ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ عِندَ بَارِىِٕكُمۡ فَتَابَ عَلَیۡكُمۡۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ﴾ [البقرة 54] .

واذكروا نعمتنا عليكم حين قال موسى لقومه : إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل إلهًا، فتوبوا إلى خالقكم : بأن يَقْتل بعضكم بعضًا، وهذا خير لكم عند خالقكم من الخلود الأبدي في النار، فامتثلتم ذلك، فمنَّ الله عليكم بقَبول توبتكم، إنه تعالى هو التواب لمن تاب مِن عباده، الرحيم بهم .

?

مما يُعين على تجاوز آلام الأيّام والحزن الٌذي في القلوب؛ توطين النفس على أن الدنيا دارُ "كَدَر"

انظر كيف أن الله عز وجل بقَسَم بعد قَسَم يقول : ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ أي لا ينفك عن التعب والشدّة والعجز، وهذا لزوم التمحيص، وإدراك أنّ الدنيا ليست دار مُستقَر ولا يدوم فيها حال، فلا تستقِر في القلوب ولا تسكن إليها النفوس .

وما أعجب كلام الرازي : "ليس في هذه الدنيا لذّةٌ البتّة، بل ذاك الّذي يُظنُّ أنّه لذّة من لذّاتها؛ فهو خلاصٌ عن الألم، فليس للإنسان في الدنيا إلا ألمٌ أو خلاصٌ عن ألم وانتقالٌ إلى آخر ". فكيف نمضي فيها بغير معية الله عز وجل، والاستعانة به، والافتقار إليه، والثقة في وعده ..

?

?

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة 153] .

?

?
• الـتـقويـم الـهـجـري  .

• الأحـد / ٢٣ /  ذو الـحـجـة / ١٤٤٥ هـ .

?

?

ليس العلم بكثرة الرواية، بل هو الإتباع والخشية .

﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾
[فاطر 28] .

ليس الدين بحفظ الكتاب، مع عدم الفهم والعمل، وإلّا لما ذمَّ الله علماء بني إسرائيل، وشبههم بالحمير التي تحمل الأسفار .

قال تعالى : ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا﴾
[الجمعة 5] .

والعالم ليس الذي عرف العلم {الآيات والأحاديث} ثم أتَّبع هواه، ومال إلى الدنيا ورفض الطّاعة وكذّب بما عرف، فهذا ذليل وضيع كمثل الكلب .

قال تعالى : ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث﴾
[الأعراف 176] .

?

?
• الـتـقويـم الـهـجـري  .

• الـجمعـة / ٢١ /  ذو الـحـجـة / ١٤٤٥ هـ .

?

?

عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :

«إن أهل الجنة يتراءيون أهل الغرف من فوقهم، كما يتراءيون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق، أو المغرب، لتفاضل ما بينهم» قالوا : يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء، لا يبلغها غيرهم ؟ قال : «بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين».

? رواه البخاري (6555)

أنَّ أهْلَ الجنَّةِ يَتفاضَلون في مَنازلِهم ودَرجاتِهم ومَساكنِهم، وفيه : فضْلُ الإيمانِ باللهِ عزَّ وجلَّ وتَصديقِ رُسلِه عليهم السَّلامُ فيما أخْبَروا به عن ربِّهم دونَ تَحريفٍ .

• تـدبّـر ..

قال الله تعالى : ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ [الأعراف 3] .

فأبى أكثر الناس إلا أن يتبعوا كبراءهم وأحبارهم من غير بينة ولا برهان ويوم القيامة يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا .

قال تعالى : ﴿وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ﴾ [العنكبوت 25] .

قال تعالى : ﴿وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ﴾ [إبراهيم 21] .

وقال تعالى : ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا﴾ [الأحزاب 67] .

فيوم القيامة لا ينفعهم ندمهم ولا أعترافهم .

قال تعالى : ﴿قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ﴾ [غافر 12] .

?
• الـتـقويـم الـهـجـري  .

• الأربـعـاء / ١٩ /  ذو الـحـجـة / ١٤٤٥ هـ .

?

?

اللَّهَ عِنْدَهُ مِنَ الْمَنَازِل الْعَالِيَةِ فِي دَارِ 
كَرَامَتِهِ مَا لَا يَنَالُهَا إلاَّ أَهْلِ الْبَلَاءِ .

?