? الآية 42 ?
هاي الآية بتبيّن الجانب العسكري للمشركين .. وتمهيد أسباب الغلَبة إلهم وقوة شأنهم .. وضعف شأن المسلمين !
العدوة هي جانب الوادي .. أو حافّة الوادي من الأسفل .. والمقصود انه المسلمين كانوا في جانب الوادي الأقرب للمدينة المنورة .. الي ما فيها ماء .. والأرض لينة ورخوة والقدم تسوخ فيها .. والمشي عليها صعب !
بينما المشركين الي اجو أصلا عشان ينقذوا عير أبو سفيان كانوا في الجانب الأقصى (الأبعد) عن المدينة .. الي كان فيها الماء .. والأرض كانت مستوية أكثر وسهلة أكثر !

وأبو سفيان وقافلته (المقصودة في "والركب أسفل منكم") كانت في الجانب القريب من ساحل البحر الأحمر .. يعني بعيد فقط 3 أميال عن المسلمين !
يعني همو خلف المشركين لحمايتهم ..
وكلمة "الركب" معناها الجماعة الي بكون عددهم فوق العشرة وبكونوا راكبين على الإبل ..

ولو تواعد المسلمين مع المشركين على موعد عشان يلتقوا فيه للقتال .. كان تخلّف المسلمين عن الميعاد .. لكن ربنا بحكمته وإرادته وتدبيره الخفي شاء انه يجمعهم على القتال بدون موعد ..

ليش ؟
"ليقضي أمرا كان مفعولا" ..
عشان إعزاز دينه .. وإعلاء كلمته .. وبرضو لما ربنا وعد المسلمين إحدى الطائفتين يعني كانت مُبهمة مش مبينة إلهم انه فعلا رح يوخذوا العير ولا رح يقاتلوا .. فخرجوا أصلا عشان يوخذوا العير .. لكن ربنا شاء انه تصير المعركة !

(إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عير قريش .. حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ..
فأقبل أبو سفيان من الشام .. وخرج أبو جهل ليمنعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فالتقوا ببدر .. ولا يشعر هؤلاء بهؤلاء .. ولا هؤلاء بهؤلاء) !
سبحان الله !!

وكل هاذ عشان "ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة" .. يعني ليموت من يموت عن حجة شافها وعاينها بنفسه .. ويعيش من يعيش عن حجة شافها بنفسه برضو .. فما بظل محل للتعلل بالأعذار !
(ليصدر كُفر من كَفر وإيمان من آمَن عن وضوح وبيّنة)

بيّنة .. يعني حُجة ظاهرة واضحة على انه الاسلام هو الحق والكفر هو الباطل !
والحياة بالآية معناها الإيمان .. والموت معناه الكفر ..

وبالنهاية ربنا سميع لأقوال أهل الإيمان وأهل الكفر ..
وعليم بما في قلوبهم ونواياهم وضمائرهم حتى لو ما قالوا وحتى لو أظهروا غير الي بقلوبهم !

(سبحان الله تناسب اسماء الله الحسنى بنهاية كل آية حسب مضمونها) ~

? الآية 41 ?
هسا الإشي إلي بوخذوه المسلمين من الكفار عن طريق السعي بالقتال والمعارك والغزوات اسمه : الغنيمة ..
بينما "الفَيء" : هو الي بوخذوه بدون سعي وبدون حرب ولا قتال ولا معركة .. مثل الجزية والخَراج !

وهاي الغنيمة الي بتوخذوها .. ربنا قسّمها بالشرع حسب أصول معينة .. فجعل (خُمس) الغنائم لهؤلاء :

أولا لله .. من باب شكر ربنا على النصر .. لانه هو الي أيد المسلمين بالنصر ولولاه ولولا معيته كان ما ظفر المسلمين بهاي الغنائم أصلا !
والمقصود بحصّة الله .. بمعنى التبرك والتعظيم وإخلاص النية عند التقسيم .. وإنه لازم الامتثال والطاعة له تعالى !

بالتالي بكون تقسيم خُمس الغنائم على 5 أقسام :
-للرسول .. لانه هو سبب هدايتنا الي أرشدنا لهاذ الدين !
والنبي مفوّض إليه هاذ الجزء في حياته .. بتصرف فيه كما شاء .. ويضعه حيث يشاء ..
هذا بالنسبة لسهمه صلى الله عليه وسلم في حياته .. أما بعد وفاته قالوا إنه سهمه صلى الله عليه وسلم بكون لمن يلي الأمر من بعده (يعني للخليفة) .. ومنهم قال إنه يُصرف في مصالح المسلمين !

-ولذي القربى .. همو أصحاب قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم من بني هاشم وبني المطلب .. ومنهم قال بني هاشم لحالهم .. ومنهم قال همو قريش كلها والله أعلم ..
وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم قال العلماء انه سهم ذوي القربى صار يُقسّم حسب الفقر .. انه يُقدّم فقراءهم على فقراء غيرهم !
ومنهم قال انه بروح لبيت مال المسلمين ..

-واليتامى .. الي مات آباؤهم من أطفال المسلمين قبل ما يبلغوا ..
-والمساكين .. همو أهل الحاجة .. المعدومين الي ما عندهم اشي من المسلمين
-وابن السبيل .. الي هو المسافر الي نفد ماله وانتهى وما ظل معه اشي ينفق على حاله قبل ما يرجع لبلَده ..

وباقي الغنائم (أربع أخماسها) للجيش .. حيث انه الفارس (الي معه فرس .. لانه الفرس بدها أكل وعلاج وغيره) إلو سهمين .. والبعض قال ثلاث أسهم ..
وغير الفارس إلو سهم واحد من هاي الغنائم !

"إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ" .. دليل على انه كل هاذ فيه إخلاص النية لله تعالى وتنفيذ الحكم في تقسيم الغنائم حسب ما أراد الله .. وإنه هاذ الخُمس من الغنيمة يجب التقرب به لله .. واقطعوا عنه أطماعكم واقتنعوا بالأخماس الأربعة الباقية !

وغزوة بدر اسمها يوم الفرقان .. لإنها فرقت بين الحق والباطل .. وكانت المعركة الأولى الي زادت قوة الاسلام والمسلمين رغم قلة العدد والعدة ..

وانتهت الآية ب "وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ..
المقصود فيها بيان إنه ما أصابه المؤمنون بغزوة بدر من غنيمة ونصر هو بقدرة الله التي لا يعجزها شيء فعليهم أن يداوموا على طاعته وشكره !

القِسم الخامس من سورة الأنفال ...

? الآية 40 ?
وبعد كل الترهيب من العذاب .. والترغيب بالرجوع إلى الله والتوبة وإنه ربنا رح يقبلهم ويغفرلهم كل ما سلَف .. بعد ما الآيات فتحتلهم الباب حتى يرجعوا لرُشدهم .. وبشّرتهم بالمغفرة ..
ربنا بحكي انهم اذا عارضوا كل هاذ وتولَّوا وأعرضوا عن الإيمان واستمروا باختيار الكفر بحياتهم ..

فتأكّدوا يا مسلمين .. انه ربنا هو مولاكم .. هو ناصركم ومُعينكم عليهم .. ولازم توثقوا بولايته إلكم !

لانه هو نِعم المولى ونِعم النصير .. لانه ما بِضيع عنده الي بتولّاه .. ولا يُهزَم عنده الي بنصُره !
هو خير مولى وخير نصير ..
الحمد لله ~

? الآية 39 ?
برضو تكملة عن مصير الكفار اذا استمروا بكفرهم وطغيانهم .. أمَر المسلمين انهم يقاتلوهم بشدّة وغِلظة ما داموا على الكفر !!

والسبب عشان نمنع الفتنة .. الي هي الشرك !
يعني الهدف هو إزالة صولة الشرك .. حتى يقدر المسلمين يعيشوا أحرار .. عشان يقدروا يمارسوا شعائر الدين وتعاليم الإسلام بدون ما يُجرؤ حدا على فِتنتهم في العقيدة والعِبادة ..

كل هاذ حتى يكون الدين كله لله .. عشان تظل كلمة الله هي العليا .. وكلمة الكفار هي السفلى .. حتى يظل الدين الإسلامي هو السائد في الدنيا !

وربنا برجع يأكّد .. انهم اذا انتهوا عن الكفر والمُعاداة للدين والرسول والمسلمين .. هون لازم نكُف أيدينا عنهم .. حتى لو كان في ثأر بينا وبينهم .. حتى لو كانت المسألة شخصية بينا وبينهم .. ربنا رح يحاسبهم على كل اشي .. لانه سبحانه لا يخفى عليه شيء من أعمالهم ونواياهم .. هو بَصير بكل اشي !
لكن إحنا هدفنا الأول هو عدم مُعاداتهم للدين .. وإنه تكون كلمة الله هي الغالبة .. بغض النظر عن أي شيء آخر !!