﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾

قال أبو جعفر: "فقطع دابر القوم الذين ظلموا" فاستؤصل القوم الذين عَتَوا على ربهم، وكذّبوا رسله، وخالفوا أمره، عن آخرهم، فلم يترك منهم أحد إلا أهلك بغتةً إذ جاءهم عذاب الله.

{ إِنَّ اللهَ اشتَرَىٰ مِـنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ }
إلَى رضوَان الله مُقبِلٍ غَيرَ مُدبِر؛ ظننا في الله أنكم في فردوسه تنعمون وأنه سيعوضنا بأبطالٍ أمثالكم.. فمع كل قطرة دم مجاهد تسيل!
يُولد ألف ألف مجاهد.

﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ﴾
"آخر أيام عيد الأضحى المبارك حيث يغلب على الناس الانشغال والغفـلة، فيفترون عن الذكـر وتتـراخى الألسنة عن التكبير، فكن أنت على العهـد باقيًا، مُكثرًا من التكبير، مُـذكـرًا من حولك به."

• في الأنفاق وجبهات القِتال، تحت القصف ووسط شلال الدماء لم يغفلوا، أفتغفل أنت؟
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

قال الحبيب ﷺ:
«أعظم الأيام عند اللّٰه يوم النحر، ثم يوم القر».
يوم القر: ثاني أيام عيد الأضحى.
"فأكثروا من الأعمال الصالحة بين قراءة القرآن والاستغفار والصلاة علي رسول اللّٰه ﷺ والتسبيح والتكبير المطلق والذكر بشكل عام..

والدعاء اليوم لا يُرد، فسلوا ﷲ لأمتنا خيري الدنيا والآخرة، وأكثروا من الدعاء لإخواننا في غزة وإدلب والسودان والمستضعفين في كُل مكان، والمجاهدين بأن يحفظهم ويثبتهم ويمدهم بمددٍ من عنده ويشدّ وطأتهم على عدوهم ويجعل بأسهم على المجرمين أليمًا شديدًا."

﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾

نسألك يا ربّنا أن كان رمضان خطوة إعداد للمسلمين كافّة، فأرنا اللهم أثر إعدادهم وجهادهم، أرنا اللهم أثر دعواتهم وسجودهم وقيامهم، أرنا اللهم عزّة أبناء الإسلام في الثأر لمقدساتهم، أرنا اللهم عزّة أبناء الإسلام في الانتصار لإخوانهم، أرنا اللهم عزّة أبناء الإسلام في الانتقام للدماء التي سالت، أرنا اللهم عزّة أبناء الإسلام في رفع راية الحقّ، أرنا اللهم عزّة أبناء الإسلام في إقامة كتابك وشرعك كما أمرت، أرنا اللهم عزّة أبناء الإسلام في إقامة فريضة الجهاد التي افترضت عليهم.

اللهُ أكبَر اللهُ أكبر اللهُ أكبَر لا إله إلّا الله
اللهُ أكبَر اللهُ أكبر وللهِ الحمد

لا إله إلّا الله وحدَه، صدقَ وعدَه، ونصَرَ عبدَه، وأعزَّ جُندَه، وهزَم الأحزاب وحدَه؛ لا شيءَ قبلَهُ ولا شيءَ بعدَه.

﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾
كسوفُ الشمس وخسوف القمر آياتٌ ونذرٌ لنا جميعًا، فإنه عليه الصلاةُ والسلامُ حدَّثَ فصدق وقال: (إنَّ هذِه الآياتُ الَّتي يُرْسِلُ اللَّهُ، لا تَكُونُ لِمَوْتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِهِ، ولَكِنْ اللهَ يُرْسِلُهَا، يُخَوِّفُ بها عِبادَهُ، فإذا رَأَيْتُمْ منها شيئًا، فافْزَعُوا إلى ذِكْرِهِ ودُعائِهِ واسْتِغْفارِهِ)
وإنَّ لانجلاء كسوف الشمس وخسوف القمر طاعاتٍ دلَّ عليها النبيُّﷺ أمّتَه، وقدْ أجملَها قوله تعالى: ﴿لَعَلَّهمْ يَرْجِعُونَ﴾
قال قتادة رحمه الله: (لعلَّ راجعًا أن يرجعَ، لعلَّ تائبًا أن يتوبَ، لعلَّ مُسْتَعْتِبًا أن يَسْتَعْتِبَ).

﴿أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ﴾
وقد أوشكت على الانتهاء فإنّي أوصيك..
حافظ على حماسك حتى تُعتق، لا تُرخِ قبضة مصحفك حتى ترتوي، لا تفتر عن الدعاء حتى تجاب، لا تتوقف! بلغك الله رمضان؛ لتسأل فتعطَ، لتستغفر فيغفر لك..

أرأيت لو كنتَ خيلاً في سباق، هل تتنازل عن الوصول؟ لا تكن الخيل أفطن منك، بُلّغتَ شهرًا حُرم منه غيرك، لا تفتر وانوِ بعملك تثبيت أقدام إخوانك المجاهدين هُناك ونصرةً للمستضعفين في شتّى البقاع.

﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾

"أَنْفِقْ بِلَالًا، وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا."

اليومَ يومُ الصادقين..
قد ضاقت على إخوانكم في قطاع غزّة وشمالها تحديدًا، فبالله يا قوم أتطيب لكم لقمةٌ وهم لا يجدون ما يسدُّ جوعهم؟ أتطيب لكم شربة الماء وإخوانكم لا يجدون ما يروي ظمأهم؟

شكوا إلى الله خذلاننا وضعفنا وعجزنا، أفنعجز عن نصرتهم بهذه أيضًا؟ ألا تحترق قلوبكم؟ ألا تدمع العيون؟ أروا الله صدقكم حين يُسّرت لكم سُبل البذل، جودوا بما ملّككم الله إياه ولو كان قليلًا فلرُبّ درهمٍ يسبق ألف درهم..

﴿وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾

هُنا..