قال أبو سليمان بن بهرام المنطقي (تـ ٣٨٠ هـ):

إنّ الدِّين موضوعٌ على القبول والتّسليم، والمبالغة في التّعظيم، وليس فيه «لم» و «لا» و «كيف» إلا بقدر ما يؤكِّد أصله ويشدُّ أزْره، وينفي عارض السّوء عنه، لأنَّ ما زاد على هذا يُوهِن الأصل بالشكِّ، ويقدح في الفرع بالتّهمة.

- الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان توحيدي.

كان رجل في زمن الحسن البصري معتزل النّاس، فسأله الحسن عن حاله، فَقَالَ: إني أُصبح بين نعمة وذنب، فأُحدث للنعمة حمدًا، وللذنب استغفارا، فأنا مشغولٌ بذلك.

فقال الحسن: الزم ما أنت عليه، فأنت عندي أفقه من الحسن.

مجموع الرسائل لابن رجب.

إعزاز الإيمان بإعجاز القرآن.pdf

نظم جديد لشيخنا العلامة/ محمد المامي
حفظه الله وبارك علمه وعمره

عَنْ أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-؛ أن رسول الله ﷺ قَالَ:

"مَن حَافَظَ على هؤلاءِ الصَّلَواتِ المَكتوباتِ: لَم يكُن مِن الغافلينَ، ومَن قَرَأَ في ليلةٍ مائةَ آيةٍ: لَم يُكتَبْ مِن الغافلينَ، أو: كُتِبَ مِن القانتينَ، وَمَن صَلَّى في ليلةٍ بمائةِ آيةٍ: لَم يُكتَبْ مِن الغافلينَ، ومَن صَلَّى في ليلةٍ بـمائتَيْ آيةٍ: كُتِبَ مِن الْقَانِتِينَ المُخلصينَ".

"رواه ابن خزيمة وصححه الألبانيّ".

قال الإمام ابن بطَّة العكبريُّ:

«اعلموا إخواني أنِّي فكَّرت في السَّبب الَّذِي أخرج أقوامًا مِنَ السُّنَّة والجماعة، واضطرَّهم إلى البدعة والشَّناعة، وفتح باب البليَّة على أفئدتهم وحجب نور الحقِّ عن بصيرتهم، فوجدت ذلك من وجهين:

أحدهما: البحث والتَّنقير، وكثرة السُّؤال عمَّا لا يغني، ولا يضرُّ العاقل جهله، ولا ينفع المؤمن فهمه.

والآخر: مجالسة مَن لا تؤمن فتنته، وتفسد القلوب صحبته». ‌‌

الإبانة الكبرى لابن بطَّة (1/ 390).

تربية الشيخ صالح العصيمي لطلبته.

"هذا الشيء صنع يومي"
الشيخ صالح العصيمي.

صارَ النَّاسُ يقعون في ألفاظ هي من الشِّركِ الأصغر، في باب الأسباب، الآن راجَ على ألسنة المتكلِّمين أن يقولَ في حدثٍ ما: (هذا الحَدَثُ صَنَعَ لي يومي)!...

يقول: (أصبحتُ فلقيت عند باب بيتي وردةً حمراء تتفتَّحُ بهجةً فصنَعت لي يومي)!، هذِه العِبارة من الشِّرك الأصغر؛ لأنَّه رَفَعَ السَّببَ فوقَ مَرتبتِهِ، فالأشياء المحمودة والمحبوبة التي تنطلق بها الأسارير هي أسباب يُطمئن ويُستبشَر بِها، لكن ليسَ لها أثر في حالِ الإنسان في يومِه كلِّه، فهذا من الشِّركِ الأصغر.

- سلسلة: (إصلاح المنطق).

لا تكن كـ: "عنقاءُ مُغربٍ":

اخشَ على نفسك، واعلم أنَّ العلماء وطلبة العلم ما جلسوا وتصدروا إلا بعد أن رغبوا عن الدنيا بينا كنتَ ترغب فيها، فلا تتبع عوراتهم، وتذكَّر أنَّهم في حفظ الله ورعايته، وأنهم - من غير تعيين - أولياءه؛ كيف لا وقد تركوا الملذَّات والشهوات وما هو مباحٌ للكافَّة ليتفرغوا للعلم ثم يجاهدوا بعك ذاك بالقلم! في عصر عمَّت فيه الشبه والشهوات! لتجلسَ مترصِّدًا العثرات والسقطات، وهذا - والله - ليس من الدين أو العقل أو المروءة في شيء، فلا تفعل فِعلة المّندسِّين المرجفين المتربصين بدين الله... فلستَ بعيدا...

يدندنون حول المرجعية الوطنية، والتحذير من الفتاوى المستوردة، في حين نرى الزوايا تستضيف شيوخ من الأزهر واليمن وسوريا ولبنان؟ أوليس هؤلاء دعاة مستوردين؟ لماذا لا تكتفون بالمرجعية (الوطنية) ، أم الأمر متعلق فقط بالوهابية وعلماء الحجاز؟

قال العلامة المجدد عبد الحميد بن باديس رحمه الله:

وليعلم النَاقمون على السَّلفيَّة النَاظرُون إليها نظرَ السَّاخِطين، ليعلمُوا أنَّ السَّلفيَّة هي المرجعيَّة الدِّينيَّة للجزائريِّين ، وهي الدَّعوةُ الأصليةُ في هذه الدِّيار ، لا كما يُحَاوِلُهُ مَنْ يَطْمِسُ الحَقَائقَ ويَعْمَى ويَصِمُّ عن الدَّلائل وَيولِّيها ظَهْرَهُ ، فيزعُمُ بأنَّها وافِدٌ دخيلٌ وجسمٌ غريبٌ في الأمَّة الجزائريَّة وخطرٌ دَاهَمَ ديارنَا وغَزْوٌ حَلَّ مَحلَّ أَصالتِنَا ! لا والله ! إذا كان هؤلاء يُرَدِّدُون في كلِّ مَناسبةٍ وبلا مُناسبةٍ أنَّهم لا يُريدون إلاَّ مذهبَ الإمام مالكٍ والطَّريقة المالكيَّة ، فإننا نقولُ لهم هاتُوا لنا مذهبَ الإمام مالكٍ ، فلا نجِدَهُ إلاَّ إمَامًا في السَّلفيَّة الحَقَّة ومَتْبُوعًا مِن كبار المتبُوعين في هذه الطَّريقةِ الشَريفةِ ، ولْنَعْرِضْ بَعْدُ مَن كان صادق الاتباعِ صحيحَ النِّسبةِ إلى هذا الإمام ، ممّن يَتمَوَّهُ بالنِّسبة إليه ، ومَنْ يُغطِّي انحرافَهُ عنِ السُّنَّةِ بالانتِماء إلى إمامِ السُّنَّة.

[ «الشهاب» (98) ]