(جمال الدين، وفضل المواساة والتعزية)
...

روى ابن ماجة والبيهقي،
عن النبي صلى الله عليه وسلم:

ما من مسلمٍ يُعزّي أخاه بمصيبةٍ؛ إلا كساه الله من حُلل الكرامة يوم القيامة...

قال رسول الله ﷺ:

"أنا سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخر، وأنا أولُ من تنشقُّ الأرضُ عنه يومَ القيامةِ ولا فخر، وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ ولا فخر، ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ ولا فخرَ"

فقوله ﷺ”وأنا أول شافع” أي أول من يشفع فلا يتقدمه أحد، وقوله ”وأول مشفع” يعني أول من تقبل شفاعته. فهو أول من يشفع وأول من تقبل شفاعته ﷺ.

مما أُخبرتُ به أن جدّي رحمه الله كان دومًا يلهج بأبياتٍ فيها الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى سيدنا عليّ والسيدة فاطمة وسيدنا الحسن وسيدنا الحسين.. رضي الله عنهم جميعا.

وله في ذلك قصة طريفة أحكيها..

• كان جدي قد عمل مدرّسا في فترة من فترات حياته، فكان تلاميذه -وقد عوّدهم على ذلك- ينشدون تلك الأبيات بصوت جماعيّ عالٍ أول ما يرونه داخلًا إلى المدرسة أو الفصل..

وكان طلاب جدي رحمه الله، طلابًا مجتهدين يحرزون درجات عالية..

وكان جدي له زميل مدرس غير مسلم، طلابه لم يكن مستواهم عال..

فكان هذا المدرس يقول لجدي ممازحًا:
إزاي العيال بتوعك شاطرين كدا؟
أخلي أنا كمان الطلبة بتوعي ينشدوا "صلى الله على طه" يمكن يفلحوا زي طلابك؟!

فكأنه -وهو غير مسلم- فطن إلى أن الصلاة على النبي ﷺ فلاح وصلاح!

#Admin_S

هل تستغرب من شخص رغم التعب الشديد يبذل مجهودا أكبر عند التعب؟
وربما يقول لك أنه لا يحب الدعة والراحة ولا يركن إليهما، بل تمرضانه!
إن وجدت شخصا في حياتك على هذه الشاكلة فاعلم أنه لديه قلق مفرط وأشياء أخرى. وحاول أن تطمئنه لأن أمثال هؤلاء رغم ما بهم، فإن حس المسؤولية لديهم عال جدا، ويستحقون الاحتفاء.

لن تخطئهم عينك.. فهم أناس عاديون جدا،
ربما كانوا على هيئة: والديك أو أحدهما..
زوج أو زوجة..
أخ أو أخت..
رجل يحمل هم الناس ولا يلتفت لنفسه..
أو امرأة تقوم لوليدها كل نصف ساعةٍ لأنه يقلق أو متعب، فيدمر هذا جهازها العصبي..
أو حتى من يعوضون غيرهم عن فقدهم وربما فقدوا أضعاف ما فقدوا، لكنهم اتخذوا العطاء زادهم، وربما لا يحسنون تلقي اللطف.

إذا أحببت أن تؤنسهم، ربت على كتفهم، أخبرهم كلاما طيبا، باغتهم بصنيع حسن أو هدية لطيفة.. وانصت لهم وأخبرهم أن صنيعهم مقدر، وربما يردون: لم نفعل شيئا، وهم يرون ذلك بالفعل.

بهذا تؤنسهم، وإن رسول الله يؤنس الوحشان، وإيناس الوحشان صدقة.

وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

الله جلّ جلاله تقدّس اسمه، وملائكته عليهم السلام يُصلّون على النبيّ ﷺ، فما لنا لا نُصلّي عليه!

صلى الله على مُحمّد.. ﷺ

معايير الحس مشروطة، أما ائتلاف الأرواح فهذا عقد تملك وتآلف، لا يمحيه زمان متغير، أو مكان مُرْتَحَلٌ عنه. رابطة تستعصي على الحدوث، كأنها قديمة قدم اللوح المحفوظ والقلم المدرار.
ولهذا حين أرى الأمهات الفلسطينيات يعقدن مفتاح الدار حول رقبتهن لا أستغرب؛ هذا أمر اختلط بالدم والروح والعظم والتنهيد والحلم؛ رابط وانعقد، ولا فكاك له.

نسأل الله أن يقيمنا على المحبة الخالصة، ويعيننا على بذل ثمنها؛ إذ لا محبة بلا ثمن، هذه هي شريعة الحياة التي لا تتبدل.

وإن رسول الله برزح أرواحنا الخائفة التي ما تلبث تصبح آمنة مطمئنة بذكرى يكون هو نزيلها أو قلبا يكون هو أنيسه وضيفه الذي لا يرحل.

صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم.

ليلة جمعة،
في رمضان،
في العشر الأواخر منه…

فلا أفضل من أن نُكثر الصلاة على سيّدنا وحبيبنا مُحمّد ﷺ ،
ونلجأ إلى الله بالذِكر والدُعاء..

ولا ننسى من دعائنا إخواننا المُستضعفين في شتى بقاع الأرض..

«اللهم إنّك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عنّا»