لا تستغرق كثيرًا في متابعة أخطاء الآخرين لمجرد حصرها، ولكن اجعل الأمر بحدٍ وقَدْرٍ للحاجة والمصلحة، والأهم أن تنشغل بإصلاح نفسك أنت وتزكيتها، فهي غاية الغايات، وأشرف المهمّات، وبها أوصاك ربُّ الأرض والسموات، فما جميع أعمالك إلّا لتنجو هذه النفس وتفوز، وإلّا فلا قيمة لعملٍ يبعدك ولا يقرّبك من الفوز والنجاة.

‏مـنْ أراد أن يساهم في إفشال تهجيـر أهل غزة، فليساهم في تعزيز صمودهم على أرضهم.

‏غـزة أنابت عن أمّتها في معركة كسر العظم حفاظاً على ثوابتها ومقدساتها؛ فلا أقل من تضميد جراحها، وتطبيب آلامها، وإشباع جوعها، وتعزيز إيوائها.
#فلنثبت_الأمّة_الواحدة

كما أنّ مشكلة التكفيريين ومن أهم أسباب غلوّهم تنزيل النصوص العامة على الأعيان والواقع تنزيلًا بعيدًا جدًا عن الصواب، فإنّ مشكلة الكثير من السياسيين الإسلاميين ومشايخهم أنّهم يُنزلون النصوص الشرعية ويستدلون بها في مواضع لا تناسب ولا تشبه ما ذهبوا إليه، وبالتالي فإنّ المخالفين لهم لا يُنكرون النصوص، ولكن ينكرون الاستدلال، وهذا حال يحتاج إلى نظرٍ وفهمٍ وعدلٍ ودينٍ، فليس كلّ مخالف لإسلاميٍّ منكرٍ لشرعٍ ودين، ولكن لفهم يراه غير صواب.

نصيحتي للقيادات السنّية المجاهدة في سوريا ضد الكفرة والزنادقة والمجرمين، أن تعدلوا، وأن تتقوا الله فيمن تحت أيديكم من المواطنين والمدنيين، وبهذا ترضون ربّكم، وتحفظون ظهوركم، وترتفع الأكفُ الضعيفةُ المسكينةُ بالدعاء لكم بدل أن تدعو عليكم..
احذروا من التعامل الأمني على غرار أجهزة الأمن القائمة في دول العرب المجرمة مع المواطنين، فهي أجهزة ظالمة تستحل ما حرّم اللهُ، وتستعمل من الوسائل ما يخالف شرع الله، ويا حبذا لو خضعت الأجهزة الأمنية لدورات شرعية فيما يحل ويحرم ممّا يخصّ عملها.
وتأمّلوا فيمن حكم ومَلَك من حولكم، طال حكمهم أم قصر، فلكأنّه زهرة تفتّحت وسرعان ما ذبلت وسقطت، وشتان بين زهرة بريئة وبين من حمل معه أوزارًا وآثامًا عظيمة ثم سرعان ما قضى.
سدّدكم الله، وأجرى الخير والفتح والنصر على أياديكم.

الخوف الحقيقي لإسرائيل الصهيونية هو أن يقوم في سوريا بدل حليفها الأسد، محور سني إسلامي على الحدود مع فلسطين المحتلة، لهذا ستعمل كل ما في وسعها، وتستخدم جميع ما تملكه من أدوات، وستستنفر كلّ حلفائها من عرب وعجم لمنع سوريا من أن تصبح موطنًا سنّيًا إسلاميًا، وهذا يوجب على المجاهدين في سوريا، ومن ورائهم جميع الطاقات المسلمةِ اليقظةَ والحذرَ، والأخذ بأسباب السلامة، الشرعية والمادية، وحسن التصرف والحكمة.

لو دخل شخصٌ حيث يَعبد هنودٌ الفئران فقتل منهم واحدًا عمدًا، لما خرج حيًّا من المكان..
أصبحنا نُفغصُ ونُسحق، والفئران أعظم حرمةً عند أصحابها منّا عند أصحابنا!!

مراسل القناة 14 العبرية:
خلال الساعات الأخيرة، نفذت قوات لواء غفعاتي بقيادة العقيد ليرون باتيتو عملية في شمال قطاع غزة، حيث طوّقت مستشفى "كمال عدوان" وقتلت حوالي 50 فلسطينيًا هناك جوا وبرًا.

#نصيحة
أن يتجنب إخواننا المجاهدون في سوريا تصوير مشاهد فيها تصريحات، أو ألفاظ، أو أعمال انتقامية، تكون ذريعة لتشويههم وللإساءة لجهادهم، ولا أن يتشبهوا بأحدٍ من الكفرة المشركين والزنادقة في نشرهم لمشاهد قذرة يعذبون فيها السنة المستضعفين، فما أكثر المتربصين والأعداء والمشوهين.

إلى إخوننا في الشام المباركة..
إلى إخواننا في الدين، وشركائنا في الحاضر والمستقبل، وفي الآلام والآمال..

يتردد شئٌ في داخلي أريد أن أقوله لكم قولًا هو أقرب للإشارة منه إلى البيان والإطالة، ولعل الله أن يسدد كلماتي القليلة، وأن يفتح لها القلوب والعقول والأفهام..
أقول بأنّ حراككم الأخير المبارك - بإذن الله - وعملية ردع العدوان تأتي بعد تجارب قاسية مرّة، وبعد مخاضات للأمّة صعبة، وبعد دروس مؤلمة، دفعت ثمنها الأمّة من أكبادها ودمائها، ومن كبارها وصغارها وأبنائها، ومن بلادها وثرواتها ومقدساتها، ومن حريتها وعزّتها وكرامتها، وعلاها الأراذل والأسافل واللئام، ودفعتم أنتم ثمنًا من أغلى الأثمان مثلنا..
لهذا، يجب وجوبًا شرعيًا أن يستفيد أهلُ الشام ممّا سبق، ويجب عليهم أن يعلموا أنّ جهادهم ومجاهدتهم أمانة يجب أن يحسنوا حملها، فالأمّة قد أرهقها وآلمها جدًا تجارب الماضي ومآسيه، ولا تريد أن تفجع مرة أخرى..
احذروا من ألاعيب الكبار واللئام ومكرهم، فلا شرقية ولا غربية، شاوروا الصادقين والفاهمين من علماء الأمّة وعقلائها، ففي المشورة الخير والبركة، يسّروا وذلّوا للمؤمنين ولا تكونوا غلاظًا إلا على أعداء الدين، أنظروا في أسباب نجاح من نجح والزموها، وأسباب فشل من فشل واحذروها.
هذه إشارة تحتاج إلى أهل الاختصاص والعلم والنظر أن يبسطوا القول فيها.
والحمد لله رب العالمين.

أما الجوع: فيدور الجائع حول نفسه، يبحث عن بقايا علبة طعام، أو كسرة خبز لم تتعفن !
الشعور مؤلم، لا يعرف مرارته وألمه إلا من عاشه؛ قد اعتاد الناس بعد أزمة الطحين، على تقسيم الأرغفة على اليوم، معك 3 في يومك... وأنت حر في قسمتك لها، هي 4 فقط!
ثم عُدِم الزاد، فقلت الكمية، وما يزال الناس يشدون على بطنهم، حتى لقد انهارت قواهم، ومنهم من مات جوعا!

لطالما فكرت في صغري في أصعب طريقة يموت بها الإنسان، حتى ابتلانا الله بالسجن ؛ فجربت أن أخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام لمدة 32 يوما ؛ حينها تكون عندي تصور أن الجوع قاتل غادر !
الجوع ملعون ؛ لقد جربت الجوع ؛ له مرارة قاسية ؛ رائحته نتنة عفنة تزكم الأنوف ؛ تقرف من نفسك لأن أمعاءك تلتوي وتصدر رائحة قذرة من فمك ؛ حتى ينفر منك أقرب الناس !
الجوع لا يمكن وصفه ؛ فهو أعظم من أن يوصف ! إذ لا لون له ولا طعم !!
إنه الجوع يا صاحبي يهد الجسم هدا ؛ يتآكل جسمك ولحمك وعظمك حتى تصبح هيكلاً عظميا مخيفا مرعبا !

الطوابير التي ألفتم رؤيتها، والتزاحم الذي اعتدتم مشاهدته على أماكن توزيع الطعام: ليسا لدنوّ نفس أهلنا، ولا لجشع عند الناس قد انتشر...!
شخصيا أعرف من الناس من كانت تعرض عليه أول الحرب مساعدات وطرود غذائية، وهو في ذلك يرفضها، ويأبى على أطفاله الأكل منها ! وهم والله أعز الناس كرامة وعزة ونخوة وشهامة ومروءة..
لكن اليوم يرسل اثنين من أطفاله، على أنهما من عائلات مختلفة، على "تكيّة" يوزَّع فيها الطعام على النازحين مجانا!
هذا ما يفعله الجوع بالإنسان يدفعك لأرذل الطرق حتى تشد الرمق ؛ يلجؤك لأحقر السبل حتى تتمسك بقشة حياة !!

ثم مع ذلك نقول: {قد كان لكم في رسول الله أسوة}، رسول الله ﷺ عاش الجوع، وهو أكرم الخلق على الله، ثم أظهره الله، وانتشرت دعوته، ودخل الناس في دين الله أفواجا...

إنا نوقن أنّا لن نبلغ درجة (الفتح) إلا بعد أن نكتوي بحصار (الشِّعب)، ومرارة (الهجرة)، ورمضاء مكة ؛ وسياط عمار ؛ وصخرة بلال ؛ وآهات خباب ؛ ومعاناة ابن مسعود؛ وصبر (بدر)، وجراح (أحد)، وزلزلة (الخندق) وهجير (تبوك)

{ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ }

اليوسفي

ولا غـــــــــــــالب إلا اللــــــــــــــه