الناظر إلى رحلة الإسراء والمعراج من منظار الدّعوة يلحظ أنها كانت في منتصف عمر البعثة، حينما قطع رسول الله ﷺنصف الطريق، فهي فرصة إلهية أسعد الله بها نبّيهﷺ وغير أحواله، وغسل بها عن قلبه الشّريف آلامَ أحدَ عشَرَ عاماً مضت ،وكافأه عن كل ما مضى مكافأة تليق بجوده وكرمه سبحانه وتليق بقَدْر الحبيب المصطفى عند ربّه، وأمدّه بطاقات جديدة من لدنهﷻإعداداً لمراحلَ قادمة حافلة بألوان جديدة من الكفاح.
لقد كان الإسراء والمعراج إذن أشبه بمحطّة عُلْويُة قُدْسيّة توقف فيها النبيﷺ لحظات من الزمان
ملأت قلبه الشريف نوراً على نور وغسلته بالرحمات الإلهية والعطايا الربانية، ثم عادﷺ بعد ذلك ليتابع السّير في الدّعوة إلى الله.
حادثة الإسراء والمعراج:
إنها رحلة استجمام وإجازة من العمل.. هي (الإجازة) الوحيدة التي نالها النبيّﷺ في حياته، ولكن ترى هل طلب النبيّﷺ تلك الإجازة أو سعى إليها؟ وكم استمرت تلك الإجازة؟ هنا يكمن درس عظيم للدُّعاة لا تكاد تَنْفَدُ عِبَره؛ وهو أن المصطفىﷺ لم يفكّر أبداً بترك العمل لحظة لِنزهة أو استراحة.. لقد أصدر قراره يوم بعثه الله بالرسالة بأن عهد النوم قد انتهى، وظلّ دائماً على الثغر، ودائماً في الميدان، ليلَه بين يدي الله سبحانه وتعالى ،ونهارَه مع المشركين للتبليغ والمحاورة والإقناع وتحمّل الأذى، أو مع الصحابة تثبيتاً وتربية، أو مع الأهل خدمةً ومودةً وتفقداً لأحوالهم.. ما كان شأنه ﷺالغياب عن الواجب، ولكن
اللهﷻ و برحمته ما كان ليتركَ نبيّه في غمرة العذاب من غير أن يُجمَّه.. إنّه درس للمؤمن أنّه حين يفوّض أموره إلى الله تعالى يختار له أحسن الظروف وأنسبها للجَمام من غير أن يعطّل أعماله.. لقد كانت الرحلة كلُّها في الليل ما عطّل الرسول ﷺخلالها شيئاً من واجبات أسرته ولا دعوته ولا أصحابه، ولا من واجبات عبادته؛ إذ كانت الرحلة كلُّها قرباً إلى الله.
وكذلك تكونُ المكافأة الإلهية للمخلصين في كل زمان ومكان، فما على الداعية إلا أن يوكل أموره إلى الله تعالى، ويثبّتَ قدميه في ساحة الدّعوة والعمل الصالح حتى يستنفد طاقته، فالله تعالى لن ينساه من
رحمته، ولسوف يهيئ له ما يرضيه في صورة ما كان يحتسبها أبداً.
#دُرُوسٌ_مِن_السِّيرةِ_النّبويّةِ
#أ_سَمِيَرة_الزَّايد_رحمها_الله
🕊🕊🕊🕊🕊

لبيك روحاً متعبة تجثو إليك..لبيك قلباً منهكاً ..
لبيك كسراً وجرحاً لا يلتئم إلا بك..
لبيك والعين غارقة في بحر أدمعها تشكو إليك ..
لبيك والأحزان ملأت صدورنا ولا حل إلا منك..
لبيك ضحكاتنا المزيفة ،أجسادنا المرهقة والهالات السوداء حول أعيننا..
لبيك أحلامنا المشتتة ، خطانا المتثاقلة من أجل تحقيقها..
لبيك نحن قادمون والوهن بلغ الروح والشيب بائن على أصواتنا  ..
لبيك نطمع في لطفك، عوضك القريب..
لبيك ودعواتنا في جنح الليل باسمك ..
لبيك إنا خائفون وكل الأمان منك..
لبيك رغم العواصف حولنا صامدون ..
لبيك والنبض يهتز..
لبيك والحمد لله على كل شيء يأتي منك..
لبيك ربي وغيث الفرح قريباً سينزل من سمائك ..
لبيك اللهم لبيك...
😭😭🕊🤍

‏في أثناء سيرك إلَى الله، تتعثّر، تنكسر، تُفتن، تُبتَلى بالمِحَن، وتتقطعُ أنفاسُك!

لكنّ العبد المُحبّ لله لا يستسلِمُ للدّنيا!

يُحاول ويُجاهد ويُقاوم!
[فمَن صدقَ حُبّه، صدَق سعيه]

والمُحِبُّ يصِل.

سبِّح بحمدِ اللّـهِ كُلَّ صباحِ ?

#أذكاركم

من الآيات القُرآنية: لا تقنطوا ، لا تحزنوا ، لا تهنوا ، لا تيأسوا
القرآن يدعوك للرضا و التفاؤل ويبعث فيك الأمل دائمًا ?****

https://t.me/Raneemkh3

«يا ربّ صلّ على النبيّ وآله
وعلى الذين مضَوا على منوالهِ..»
ﷺ

قال لي:
_رأيتُ مرّةً النبي صلى الله عليه وسلم في المنام.
_وماذا رأيت؟
_رأيت كأنني أقف على باب مغارةٍ، وعلى الطرف المقابل للمغارة بابٌ من نور، يقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا لا أرى إلا ظهره الشريف، وهو واقف يُدخِل رجالًا من باب النور هذا، يمرّرهم بلطف بيده الشريفة.
وهو لابسٌ عباءةً بيضاء، وواضعٌ عمامةً مهيبةً بيضاء أيضًا، أوّل مرّةٍ في حياتي أرى ظهر رجلٍ مثله!
هيبةٌ هيبة!
هيبةٌ في أكتافه ورأسه ووقفته صلى الله عليه وسلم.

وأنا أقف على الباب المقابل لا ترِفُّ عيني وأنا أنظرُ إليه، وإذ به يلتفتُ إليَّ رويدًا رويدًا، فرأيت طرف وجهه، وكدت أرى وجهه كاملًا! لكنني لسوء حظي استيقظت!

ولو رأيتني ما فعلت!
كسّرت الدنيا، غبت يومها من حرقة قلبي عن العمل، أقمت النكير، احترق قلبي، شكوت لكل أصحابي ما حدث...
ولليوم! الحزن في قلبي.
كدت أراه!
واللهِ كدت أراه!
لكن! لابد أن ذنبًا ما حرمني!

انتهى المنام...
لكنه وهو يحدّثني عنه، تذكّرت مقولةً للعلماء: [ما من أحد إلا وفي قلبه جذوة حب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تزيد أو تنقص].

تعجّبت كيف رؤيا تُطيِّرُ القلب!
تعجبتُ من شوقٍ وُلِدَ وتفجّر بنفس اليوم!
من لهفةِ أمّته لرؤياه، لمحبّتهم العظيمة الدفينة له، لمُناهم -مهما قصّروا- لقياه.

تمنّيت لو رآه! ودفق قلبي حزنًا وشوقًا! وكنتُ أنتظر أن يقول لي أنني رأيته حقًا -صلى الله عليه وسلم- رأيت وجهه الشريف، نظر إليّ، وكلّمني!

تمنّيت لو كان النبي صلى الله عليه وسلم موجودًا معنا يسمع هذه الرؤيا، يرى لهفة أمّته لرؤيته، شوقهم العظيم، قلوبهم التي تعبت واشتاقت وتفطّرت شوقًا، تمنّيت لو رأى حرارة الكلمات، والحرقة في العيون، والغصّة في الحلق، وكل تلك المشاعر...

تمنّيت كثيرًا لو كان معنا..
لو يعلم!
آهٍ لو يعلم أننا نفتقد نظرة، نظرةً واحدةً كان الصحابة يحظون بها دائمًا، أننا نحتاجه معنا، يسمعنا، يعرفنا، نكلِّمُه ويُكلِّمنا..
وأننا لا ننساه ولو قصّرنا.

تمنّيت لو يعلم -صلى الله عليه وسلم- أنَّ أحوجَ ما نحتاجُ إليه غير كل ما نعاني في حياتنا هو رؤيتهُ واللهِ.

اللهم!
إني لا أجد من يُبلِّغ رسولكَ عنّي لوعتي، شِكايتي، همومي، وأشواقي العظيمات، فبلِّغه بكرمك عنّي.

وقلوبٌ...
وقلوبٌ...
وقلوبٌ أبدًا لا تنسى
من أصلحها فغدتْ تُرسا
سهمًا سيفًا رمحًا قوسا
لرسول الله
لرسول الله

نور عدنان الزرعي