“أنا مَلِيءٌ بِكَ ،
رَغْمَ المَسافاتِ بَيْنَنا ،
أَراكَ في كُلِّ الوُجوهِ،
أَراكَ في نَدَى المَطَرِ الَّذي يُرَطِّبُ الأَزْهارَ،
أَراكَ في لَمَعَةِ عَيْنِي وَكَأَنَّها انْعِكاسٌ لَكَ.

تَبّاً!
تَبّاً لِلَيالِي الشَّوْقِ،
وَلِكُلِّ الحُروفِ الَّتي لَمْ تَتَرَتَّبْ
مِنْ أَجْلِنا.
فَها أنّا ،
أَبْحَثُ عَنْكَ في وُجوهِ العابِرِينَ،
عَلِّي أَلْقاكَ،
عَلِّي أَراكَ،
لِتَبْتَهِجَ رُوحِي،
وَيَنْتَشِرَ الرَّبِيعُ في أَنْحاءِ قَلْبِي،
وَأَبْتَسِمَ لِأَلْفِ سَنَةٍ قادِمَةٍ،
وَأَمْحو حُزْنِي لِأَلْفَيْنِ قادِمَتَيْنِ.

يا مُهْجَتِي،
مَتَى أَلْقاكَ؟
مَتَى رُؤْياكَ؟

فَطَيْفُكَ الَّذي يَعُمُّ الأَرْجاءَ لا يَفِي بِالغَرضْ ،
لا يُطْعِمُ مِنْ جُوعٍ،
وَلا يُؤَمِّنُ مِنْ خَوْفٍ.
أَمَتَى أَلْقاكَ يا مُهْجَتِي ؟”

-آمِـنة

على عتبات الرضا .?

‏”على عتبةٍ بعيدة؛
‏ستجلس وحيدًا وغريبًا ..
‏كعُشبةٍ نبتت في قلبِ الاسمنت!
‏مُحاطًا بالضجر، وبكلماتٍ كثيرة
‏ما كان عليك أن تقولها”.

‏-

لأن وجهُكِ
مليءٌ بـ الأعياد
عند رؤيتكِ
كُلنا ذهبنا أُضحية
لـ جمالكِ !

اللهم في يوم الجمعة
‏بلغنا ما نود
‏واجعل لنا دعوة لا تُرد
‏وهب لنا رزقًا لا يُعد
‏وافتح لنا بابًا إلى الجنة لا يُسد.

- ‏هُناك على حافّة عَينيكِ تنامُ سَـعادتي .

كُنتُ أَتَسَاءَلُ
كَيْفَ تَرَانَا المَرَايَا؟
كَيْفَ تَشْعُرُ؟
أَتَفْتَقِدُ نُسَخَنَا القَدِيمَةَ أَمْ لَا؟
أَتَرَى اسْوِدَادَ أَحْلَامِنَا تَحْتَ الأَعْيُنِ أَمْ لَا؟
أَتَهُزُّهَا أَقْنِعَتُنَا عِنْدَمَا لَا تَرَاهَا؟
أَتَبْحَثُ عَنْ لَمْعَةِ عُيُونِنَا؟
هَلْ تَذْكُرُ ضِحْكَاتِنَا الأُولَى،
زِيَّ العِيدِ، وَقِطَعَ المُجَوْهَرَاتِ؟
هَلْ تَتَسَاءَلُ عَنْ قِصَصِنَا الَّتِي لَمْ تَكْتَمِلْ؟
أَمْ تَكْتَفِي بِكَوْنِهَا مُجَرَّدَ سَطْحٍ يَرُدُّ لَنَا وُجُوهَنَا الثُّكْلَى فَقَطْ؟

لَعَلَّهَا تَشْعُرُ بِثِقْلِ اللَّحَظَاتِ الَّتِي مَرَّتْ عَلَيْنَا،
تِلْكَ الَّتِي تَرَكَتْ آثَارَهَا فِي أَعْمَاقِنَا.
قَدْ تَكُونُ شَاهِدَةً عَلَى نُمُوِّنَا، عَلَى تَحَوُّلِنَا، عَلَى أَحْزَانِنَا الَّتِي تُخْفِيهَا الأَقْنِعَةُ الَّتِي نَرْتَدِيهَا يَوْمِيًّا.
شَهَادَةً عَلَى أَوَّلِ قِصَّةِ حُبٍّ كَتَبَتْهَا المُرَاهِقَةُ
وَلَمْ يُكْمِلْهَا القَدَرُ،
عَلَى نَسْمَةِ عِطْرِنَا المُفَضَّلِ،
أَوْ عَلَى قِطَعِ أَرْوَاحِنَا البَاهِتَةِ
المَرْمِيَّةِ فِي زَوَايَا المَنْزِلِ...?

- آمِـنة

خالقي العزيز،
عرّفتنا بعظمتَك
وأريتنا فقرنا،
وذُلَّنا أمام قدرتك
لكن رغم ذلك،
علّمتنا كيف نفزَع إليك
ونأنس بذكرك ومناجاتك..
يا من كل هارب إليه يلتجئ،
آمن قلوبنا الضعيفة
وسكّن روعنا بلُطفك،
فنحن نؤمن؛
أن في البلاء حكمة
وفي حكمتك رحمة،
يا من سبقت رحمته غضبه!