القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75
Last updated 1 year, 7 months ago
Last updated 1 month, 3 weeks ago
حين نتحدث عن خطوات وإشارات المجتمع الدولي بدعم العقلية الجديدة للشرع، فإن هذا ربما يتمثل في عدم إصدار تعليمات استاذية كما حصل في زيارة وزير الخارجية الفرنسي أو الألمانية أخيراً، فالثورة السورية ينبغي التعاطي معها على أنها ثورة شعب اقتلعت مشروعاً طائفياً عابراً للحدود، على الرغم من تعاطي وتعامل ورضاء ودعم غالبية المجتمع الدولي، الذي عجز عن الإفراج عن سجين من سجناء صيدنايا، وبالتالي على زوار المجتمع الدولي إلى دمشق، أن يتواضعوا ويعرفوا قدر هذه الثورة ورجالها وقادتها.
ثاني الخطوات باعتقادي هو التوقف عن إصدار تصريحات لاستخدام فزاعة الأقليات والعرقيات والاثنيات، فهذه الفزاعات استخدمت لعقود، ولم تعد مجدية اليوم، وبالتالي فالحل هو بدولة العدل التي دعا إليها الشرع، وظهرت بكل وضوح في نموذج إدلب الذي كان يضم قرى مسيحية ودرزية، وبإعادة أهالي نبل والزهراء الشيعيتين إلى قراهم، بالإضافة إلى التعاطي الذي حصل مع انتصار الثورة، حيث خلت من كل أشكال الانتقام والثأر الذي كان يحذر منه الجميع.
ثالث هذه الخطوات تتمثل بضرورة انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا، مع تسليم آبار النفط والغاز للحكومة الشرعية في دمشق، وذلك من أجل تحريك عجلة الاقتصاد، وهو ما يساعد على إيجاد فرص عمل، فيعود اللاجئون الذين أثقلوا كثيراً كاهل الدول المجاورة، وهنا نستطيع أن نتحدث عن بداية نهوض سوريا، وهنا ينبغي أن يرافق ذلك رفع كافة العقوبات الدولية المفروضة على النظام السابق، بعد أن رحل، وإلاّ فإن الشعب سيعتقد أن هذه العقوبات كانت تستهدف الشعب والدولة السورية وليس النظام الأسدي.
رابع هذه الخطوات العمل على تعويض الشعب السوري من الدول التي احتلته وهما روسيا وإيران، وبالتالي فعليهما دفع هذه التعويضات الرهيبة التي لم تدمره وتقتله فقط، وإنما قتلت مستقبله، بالإضافة إلى عقد مؤتمر للمانحين لتقوم هذه الدول بأداء واجبها تجاه ثورة اقتلعت عصابة أضرت المجتمع الدولي كما أضرت المجتمع السوري، فضلاً عن تخاذل العالم كله في الوقوف إلى جانب السوريين بإسقاط عصابات أسد.
حظيت المنطقة بخدمة كهرباء على مدار الساعة، بعد أن جرّها من تركيا، ولكن أصلح كل البنى التحتية المدمرة بفعل القصف الروسي والإيراني والأسدي طوال السنوات الماضية، ومعه استطاع إعادة خدمات المياه والصحة، وتعبيد أو تصليح الطرقات، بالإضافة إلى تأسيس منطقة صناعية، جذب من خلالها بعض رجال الأعمال، فضلاً عن بناء جامعة إدلب والتي ضمت حوالي 30 ألف طالب وطالبة، بعشرين كلية، ومشفى جامعي، وهو الأمر الذي عزز حضوره داخلياً وخارجياً، وفوق هذه قوة عسكرية مدربة بأكاديمية، فضلاً عن أكاديمية للشرطة وأكاديمية أمنية، مما عكس عقلية الدولة، التي يحظى بها، والتي أدركتها شخصياً في أول لقاء له، مما أقنعتني شخصيته الذكية، التي لم تقارن أبداً بكل القيادات العسكرية والسياسية التي التقيتها في المعارضة السورية، هذه العقلية هي التي كانت تعمل على مدار الساعة لتستعد ببسط سيطرتها على غالبية التراب السوري والذي تجلى يوم الثامن من ديسمبر.
هذه الخلفية مهمة لفهم عقلية الرجل الذي يحكم دمشق منتزعاً السلطة من عائلة استأثرت بالسلطة عبر الحديد والنار لـ 53 سنة، وبدعم قوة كبرى وقوة إقليمية كبرى، مع مليشيات طائفية عابرة للحدود، ومع هذا لم يرعوي النظام السابق عن استخدام كافة أشكال القتل والإجرام من تنفيذ 217 ضربة كيماوية بحق من يُفترض شعبه، إلى استخدام 14 ألف برميل متفجر، ومعه استخدام كل ما تفتقت عنه ذهنيته الإجرامية في استخدام الطيران والدبابات والمدفعية لتشريد الأهالي، ومعه سجن أكثر من نصف مليون، وقد رأينا كيف كان يعاملهم في جمهورية صيدنايا، فضلاً عن تشريد أكثر من 15 مليون سوري.
على صعيد عقلية الشرع بعد وصوله إلى السلطة يمكن رصد خطين متوازيين يعمل عليهما، خط التعاطي مع الداخل السوري، والخط الآخر مكانة سوريا في المنطقة العربية والإسلامية، والعالم بشكل عام، وهو لمن لا يعرفه شديد الاهتمام بمكانة سوريا العربية والعالمية.
لا شك فإن الشرع اليوم مهموم بشكل أساسي في ترتيب البيت الداخلي، ولذلك حرص بشكل دقيق على عدم استفزاز الأقلية العلوية التي تتهمها الغالبية السنية بأنه لولا دعمها ومساندتها لسنوات بل ولعقود ما كان للنظام أن يفعل كل هذا، وأكاد أجزم لو أن شخصاً آخر مهما كانت شعبيته في سوريا وصل إلى السلطة لكانت حملات الانتقام والثأر أضعاف ما جرى، وهو ما أشار إليه في حواره مع العربية، بأن حملات الانتقام لا تقارن بما حصل في سوريا، ولذلك باعتقادي فإن القوى الدولية تعوّل بشكل كبير على هذه العقلية القادرة على ضبط قواتها، بل وضبط المجتمع السوري أملاً في تحقيق عدالة انتقالية ومصالحة وطنية، وهنا لا بد على المجتمع الدولي إن كان جاداً حقيقة وواقعاً وفعلاً أن يدعم هذا التوجه، وإلاّ فإنه يعمل على تضعيف سوريا وهو ما سيعني انفجار براكين بارود مختزنه في المجتمع السوري.
لقد دخلت قوات ردع العدوان إلى كافة المدن السورية، فتصرفت أفضل مما تصرف جيش نظامي، وليس كمليشيات مسلحة اعتادت الدول ووسائل إعلام عدة على نعتها بذلك، والأغرب من ذلك هو إلغاؤه التجنيد الإجباري، الذي فاجأ الكثير، مما أكد على أنا كاتلوج أحمد الشرع مختلف تماماً.
من يعرف الشرع يجزم أنه شخصية لا تؤمن بالتسوّل ولا بالاعتماد على ا لآخرين، ولعل ما فعله في إدلب بعيداً عن دعم أحد، يعطي إشارات على سوريا التي يريدها، فهو يرغب بإقامة شراكات ومشاريع مشتركة بينه وبين الدول الراغبة في مساعدة نفسها اقتصادياً، ومعها الخبرات السورية المنتشرة على امتداد الرقعة العالمية، بالإضاف إلى المال السوري في الخارج والقادر على بناء سوريا، وهو الذي كان يكرر في الشمال المحرر غير مرة سنبني دمشق، ونباهي بها الأمم.
مثل هذه العقلية تعني أنه معني في بناء مكانة سوريا الجديدة، وليس فقط مهموماً في التسول من أجل بناء مساكن ومباني وإصلاح بنية متهالكة، لكن ما سيشغله لاحقاً بناء مكانة لسوريا، ليس فقط في العالم العربي والإسلامي، وإنما حتى على مستوى العالم كله، ولكن هذا لا يتأتى إلاّ من خلال بناء سوريا الداخلية، وبناء بيوت لإعادة ملايين اللاجئين.
بدا الجولاني أنه غير معني بالتعليق على ما يحدث في غزة أو ما يحدث من قصف صهيوني على سوريا في البداية، فالأولوية له قطرية وما تواجهه سوريا، بالإضافة إلى أنه بدا يود بناء أحزمة أمان للدولة السورية من خلال علاقات مع دول الجوار تركيا، والأردن، والخليج في السعودية وقطر والإمارات، التي يبدو جميعها أمام فرصة في تعزيز هذه العلاقة بعد أن تخلصت من الكابوس الإيراني، الذي كان يهدد ويتوعد الخليج كله، هذا الكابوس الإيراني الذي يبكي اليوم في الزوايا بعد الانكفاء والتراجع الجيوسياسي الكبير، إن كان بخسارة سوريا، أو بإضعافه في العراق، وقطع طرق إمداده لحليفه حزب الله في لبنان، وفوق هذا تداعيات ذلك على حليفه في اليمن، كل هذه المكاسب، يدرك الشرع أنها أرصدة، وأوراق قوية بيديه حين الحديث مع دول المنطقة، في تثبيت مكانة سوريا الجديدة.
زلزال #فتح_دمشق .. خفايا ومشاهدات وانطباعات ... وأحد عشر يوماً حاسمة
الحلقة الثامنة عشر
رحلة في عقل الأخ القائد الفاتح أحمد الشرع
حتى الثامن من ديسمبر/ كانون أول من عام 2024، لم يكن هذا السؤال يراود إلاّ القلة القليلة في العالم، لاسيما بعد أن سعى العالم كله إلى التطبيع مع العصابة الأسدية، الأقربين منه والأبعدين، باستثناء دولة سيذكرها التاريخ، وهي قطر التي رفضت حتى اللحظة الأخيرة الاقتراب من هذه العصابة، وأصرّت معه على رفع علم الثورة السورية فوق سفارة المعارضة.
حين الحديث عن عقلية الجولاني سابقاً، أو الأخ القائد أحمد الشرع أعجبني توصيف الديبلوماسي المصري العريق مصطفى الفقي بأن الكاتالوج السوري اليوم مختلف، عن كل كاتلوجات العالم العربي.
فوجئ المختصون والخبراء قبل غيرهم بالنقلة النوعية التي نقلها أبو محمد الجولاني سابقاً، أو السيد أحمد الشرع حالياً لسوريا من دولة مقسمة بين كيانات، وقوى دولية ومنطقوية تتقاسمها إلى دولة بات يسيطر عليها بنفسه، بل ويتربع على عرش عاصمتها دمشق، على الرغم من الجيوب التي لا يزال يفاوضها في شمال شرق سوريا، وكذلك في منطقة السويداء.
ولد الشرع في عام 1982 بالرياض، وأقام فيها مع والده حسين الشرع الذي عمل مستشاراً لفترة من الوقت في رئاسة الوزراء السورية بملف النفط، وسكن في منطقة المزة ميسات بدمشق، إحدى المناطق الراقية في العاصمة دمشق، وبعد أن تخرج من الثانونية التحق بكلية الإعلام ليدرس فيها سنتين تقريباً، ثم يرحل بعدها إلى العراق من أجل الالتحاق بالمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي، وهو ما كشف عنه في مقابلته مع برنامج فرونت لاين مع مارتن سميث، الذي سجل برنامجاً وثائقياً عن إدلب التي يحكمها الجولاني لصالح شبكة بي بي إس الأمريكية، والذي كان أول برنامج غربي يقدم الجولاني سابقاً، أحمد الشرع حالياً للغرب.
نجح الجولاني في إقامة أنموذج في الشمال المحرر، يتضمن نموذجاً خشناً حين وحّد الفصائل الثورية فيه، إما من خلال الترغيب أو الترهيب، وقد خاض مع تلك الجماعات المسلحة، جولات من المعارك حتى استتب له الأمن، بل وأقنع من كان يقاتلهم بالأمس مثل حركة أحرار الشام الإسلامية، وحركة الزنكي للتحالف معه، والدفاع عن مشروعه، وهو ما يعكس قوة إقناعه، وجاذبية مشروعه، بالإضافة إلى حرص هذه القوى على المصلحة الثورية، والتي توجت يوم الثامن من ديسمبر الماضي بالنصر العظيم لثورة استمرت 13 عاماً.
لم يكن الشرع منذ بداية الثورة السورية مقتنعاً بمشروع القاعدة، الذي وجد نفسه وريثاً لشباب ومشروع بعيد عن الأرض السورية، التي لم يكن يسمح لها النظام السوري منذ عهد المقبور حافظ أسد أن تقيم أي كيانات وتجمعات اجتماعية، اقتصادية، أو سياسية فضلاً عن عسكرية، ولذا كان الخيار الوحيد أمامه هو أن يقود جبهة النصرة التابعة في القاعدة، وذلك لوجود عناصر غير سورية فيها، وبدعم من خارج الحدود، فضلاً عن قيادة كاريزمية أممية من الخارج، وهو تحد ليس بسيط أمام الجولاني، فكان عليه أن يوازن بين هذا الاستحقاق وبين استحقاق داخلي يضغط عليه، وهو أن تكون الثورة سورية وطنية.
كعادة الجولاني استطاع تفكيك العُقد، بشكل تدريجي، بعد أن اكتسبت النصرة حاضنة شعبية قوية، نظراً للعمليات الجريئة التي نفذتها، بدعم جهاد أممي عابر للحدود، وهو ما عزز استقلاليتها وسط الحاضنة الشعبية، ومع بروز تحدي أبي بكر البغدادي وتأسيس دولة العراق والشام الإسلامية، لم يتفق الجولاني مع ممارسات داعش، ولا ما خططها، فقرر الانفصال عنها، ووقف معه زعيم تنظيم القاعدة يومها الدكتور أيمن الظواهري، وبالفعل خاض الطرفان معارك طاحنة، أسفرت عن طرد داعش من شمال غرب سوريا، واستفرت النصرة بزعامة الجولاني بالمنطقة، التي سارعت إلى تغيير اسمها إلى جبهة فتح الشام، لتفكّ لاحقاً ارتباطها بتنظيم القاعدة، وهو ما دفع الظواهري إلى الغضب عنها.
واصل الجولاني سياسته في تعويم التنظيم، من خلال ملاحقة فلول داعش في المنطقة، فكان أن تم أسر وقتل العشرات من أفراد التنظيم الذين حاولوا إفساد تجربة إدلب، أما أمريكا فقد كانت تسعى إلى ملاحقة المطلوبين لها من خلال طائرات الدرون حتى تمكنت في 18/ إبريل نيسان 2010 من قتل أبي عمر البغدادي في منطقة باريشا بمحافظة إدلب على الحدود مع تركيا. ثم واصل بعدها الضغط على حراس الدين الذين بايعوا تنظيم القاعدة، منشقين عنه، كرد على تخليه عن تنظيم القاعدة، واستطاع بهذا أن يحدّ من سلطتهم، فكان القوة الوحيدة الأبرز في الشمال المحرر، وعزز هذه السلطة شعبياً من خلال النموذج الناعم الذي قدمه عبر حكومة الإنقاذ، فكانت خدمات المنطقة لا تقارن بالكيانات السورية الأخرى مثل كيان الأسد وقسد ومناطق خاضعة للسيطرة التركية.
زلزال #فتح_دمشق .. كواليس وخفايا، وأحد عشر يوماً حاسمة
الحلقة الخامسة عشر
لمئات الأمتار وسط المدن الرئيسة المؤدية من دمشق إلى حلب، تجد طوابير البشر كباراً وصغاراً، نساءً ورجالاً، يصطفون حتى ساعات متأخرة من الليل، وهم يسألون كل من هو قادم من دمشق، هل هناك باصات معتقلين خلفكم تم تحريرهم؟، تنظر في عيون القوم فتقرأ هموم الأرض كلها في خريطة وجوههم، حين تجيبهم بالنفي، تعبس الوجوه، وتنحبس الدموع في المآقي، فمع كل يوم يمر على تحرير المعتقلين من سجن صيدنايا القريب من دمشق، تضيق فسحة الأمل لدى هؤلاء، الذين عاشوا طوال سنوات، وربما بعضهم لعقود من أجل هذه اللحظة التي يأملون أن يلتقوا بأحبابهم التي وصل عددهم إلى أكثر من مائتي ألف معتقل.
في جمهورية صيدنايا التي اختزلت 53 عاماً من حكم آل الأسد، كان السوريون يتوجهون إلى المكان. بعضهم يبحث عن قريب، وآخرون يريدون أن يشهدوا لحظة انهيار باستيلات سوريا، والكثير يعمل بجد واجتهاد على رأسهم قوى الدفاع المدني " الخوذ البيضاء" للبحث عن سجون تحت الأرض، وسجون حمراء كما قيل، وتتفتق هنا أذهان البشر لتوائم إبداعات إجرامية للعصابة الأسدية، فاللامفكر فيه هو ربما الحل لإيجاد المعتقلين، كون هذه العصابة أبدعت في القتل والإجرام بما لا يخطر على قلب بشر، لكن مع كل فسحة أمل تتبدى، تنهار أمام واقع يصرخ بأعلى صوته، أن العصابة الأسدية قد تخلصت من فائض سكاني كانت تراه، بل وصرخ بعض قادة العهد ابائد أنهم استلموا سورية بضعة ملايين وسيسلمونها كذلك.
العثور على ثلاث أدوات مرعبة للتعذيب والتخلص من الضحايا سببت كابوساً وهاجساً للسوريين المنتظرين، هذه الأدوات تمثلت بالمحارق التي قيل في بداية الثورة بأنه تم شراؤها من الهند، للتخلص من الجثث، التي قد تشكل دليلاً على إدانة العصابة في حال العثور عليها، ولذلك فالحل بنظر أصحاب الحل الإجرامي هو حرق الجثث، وعدم ترك أي دليل يشير إلى جرائم هذه العصابة، أما الوسيلة الثانية فالمكابس والتي يتم بها كبس الضحية وهي حية، فتتهشم عظام ولحم الضحية، وهو ما كشفه سجين أردني تحدث للجزيرة وهو الذي قضى 26 سنة في جمهوريات الأسد الصيدناوية، أما الوسيلة الثالثة المرعبة فكانت إذابة السجين بحفر الأسيد، بهدف تذويب كل آثار الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء.
يدخل السوريون إلى سجن صيدنايا فيعثرون على كتابات وثقت نتفاً من تلك المرحلة على الجدران، بعضهم تعرف على كتاباته ورسومه، وهو الذي منّ الله عليه بالإفراج من قبل، فخرج من باستيل صيدنايا، أما البعض الآخر فترك وثيقة تُدون قليلاً مما كان يجري للمعتقلين في تلك السجون الرهيبة، ومع مرور الأيام يختفي الأمل لدى الأهالي الذين طالما انتظروا أحبابهم، ولكن تبقى جمهورية صيدنايا الأسدية شاهدة على إجرام آل الأسد بحق السوريين، ولعل هذا ما عرفناه وما خفي أعظم بكثير، فماذا كان يجري لسجناء تدمر في الثمانينيات، وغيرهم من عشرات السجون المخفية في سوريا؟!، والسؤال الأكبر الذي سيبقى بلا جواب أين كانت القوى الدولية والمنظمات الحقوقية والدول العالمية التي تريد أن تُطبع وتتعايش مع عصابة كهذه، فإن كانت تعلم فتلك مصيبة وجريمة، وإن كانت لا تعلم فالمصيبة أعظم، وكم هناك من صيدنايات في عالمنا، ما تزال مجهولة، أو أُريد لها أن تبقى مجهولة، كما أُريد أن تبقى صيدنايا سوريا كذلك لعقود.
إن الإطاحة بالعصابة الأسدية المجرمة لا يُشكل سوى نصف الطريق ونصف الانتصار، فالانتصار الحقيقي والإطاحة الحقة تتمثل في معاقبة القتلة المجرمين، لينالوا جزاءهم، فيُنتصف للضحية، ويتحرك الأحياء بأمن وسلام، دون خوف أو وجل من عودة القتلة والمجرمين إلى مهنهم التي أتقنوها، ولم يتقنوا غيرها.
إن روح الثأر والانتقام لن تبرد عند الضحية، ما دام المجرم طليقاً حراً، كما أن الضحية في سوريا لن تشعر بالانتماء لوطنها، ما لم ينتصف لها في هذا الوطن الجديد، وهنا لا بد من عدالة انتقالية، تتداخل فيه حزمة من الشخصيات القضائية والحقوقية والاجتماعية ورموز المجتمع، بغية الانتصاف للضحايا، وتعويضهم، وإعادة الاعتبار لها، وذلك من أجل مجتمع متصالح مع الجميع.
إن سوريا اليوم كلها مقبرة مفتوحة، فقبل أيام من كتابة هذا الكلام، تم العثور على ثلاثة مقابر في ريف حلب، ليعثروا فيها على 16 ألف جثة، ولا تزال المقبرة المفتوحة برسم اكتشاف المزيد والمزيد من جثث المعتقلين الذين اعتقلهم الأسد، ثم قتلهم، ولذلك الانتصاف لهؤلاء مهم جداً من أجل وطن متصالح مع بعضه.
زيارة الثلاثي وزيرا الخارجية والدفاع، بالإضافة لمدير المخابرات بالحكومة السورية الجديدة لـ #السعودية، هي أول زيارة للفاتحين الجدد، مما يعكس مدى أهمية العمق العربي وعلى رأسه السعودي بسوريا الجديدة.عادت سوريا لأهلها وعادت ظهيراً لإخوانهم، وهم ظهيراً لها... ولا عزاء لأعدائنا..
?كون الليلة يكثر فيها الهرج والمرج، فلنكثر من الاستغفار والعبادة، لعل الله يلطف بنا ويهب طالحنا لصالحنا، والأكمل أن يهبنا لرحمته تعالى، وهذه الليلة كذلك ليلة دخول شهر رجب المحرم والتي قال عنها الشافعي رضي الله عنه أنها مرجوة الدعاء ومظنة إجابته.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد وأنج عبادك المستضعفين في غزة وفي السودان وفي سائر بلاد المسلمين، و مكن لدينك ولعبادك الصادقين.
من يسارع لزيارة السفارات السورية، فيلتقي ممثلي عصابات #جمهورية_صيدنايا، عليه أن يعلم أن أمثال هؤلاء ليسوا ممثلين لسفارات الثورة، وأولويات ترحيل نفاياتهم قادمة، وبعمل المسارع هذا إنما يغسل جرائمهم وجرائم مقابرهم المفتوحة التي نكتشفها يومياً. ثقلوا حالكم….
زلزال #فتح_دمشق .. كواليس وخفايا، وأحد عشر يوماً حاسمة
الحلقة الثانية عشر
بدت المعركة اليوم على خطين : سياسي في الدوحة، وعسكري على الجائزة السورية الكبرى دمشق. كان السباق قد بدأ فعلاً وواقعاً على عاصمة بني أمية، وهو الأمر الذي كان يدركه الأخ القائد أحمد الشرع منذ اليوم الأول، بين قواته المتقدمة من الشمال وبين قوات ستتقدم من الشمال بدعم دول إقليمية عربية، ومع تأخر تقدم ثوار ردع العدوان من حمص إلى دمشق، والذي طال فقط لساعات، والساعات في أيام الحرب تعني الكثير، كانت قوات الفيلق الثامن بقيادة أحمد العودة المدعوم إماراتياً، تتقدم باتجاه دمشق، ويذكر بأن العودة قد قام بتسويات في عام 2018 بدعم إماراتي وأردني، وشكل فيلقه المدعوم روسياً، وقد نسق طوال تلك الفترة مع نظام الأسد، لاسيما وأن رجل الأعمال خالد المحاميد الموجود في الإمارات يعد عديله.
كانت الأنباء تتسلل بأن العودة قد وصل إلى دمشق يوم الخميس وأقام في فندق الفور سيزن، وذلك من أجل تنسيق بقاء رئيس الوزراء غازي الجلالي في منصبه، مقابل منحه صلاحيات واسعة في الجنوب السوري، لكن سرعة تحرير حمص، وتدفق مجاهدي ردع العدوان إلى دمشق سريعاً، حال دون تحقيق خطة العودة ومن وراءه، إذ تمكنت قوات ردع العدوان من دخول العاصمة، وبسط سيطرتها على كامل أحيائها، بما فيها الدور الحكومية، وخلال هذه الفترة تعرضت العاصمة لعمليات نهب وسلب، ولكن استطاعت قوات ردع العدوان ضبط المسألة سريعاً.
وبحسب المصادر الخاصة كانت المعركة الديبلوماسية محتدمة في قطر، إذ إن الإيراني كان مرعوباً من انهيار الحكم الذي استثمر فيه عشرات المليارات الدولارات، بالإضافة إلى خسارته المعنوية وسط الحاضنة العربية والإسلامية، نتيجة دعمه ومساندته طوال تلك الفترة لطاغية مجرم بحجم بشار الأسد، مما تسبب في الهولوكوست السوري من قتل وتشريد بالملايين، بالإضافة إلى الدمار الهائل الذي طال البلاد.
كان الإيراني يسعى بكل ما أوتي من قوة عسكرية ومالية وديبلوماسية يفرضها على الأرض السورية، لإقناع التركي بالعودة إلى اتفاقية الأستانة، ولكن سبق السيف العذل، فكل شيء قد تغير وتبدل، والواقع على الأرض تجاوز كل الاتفاقيات، المبرمة، التي داسها الإيراني والروسي من قبل، وهو الأمر الذي ذكرنا بانهيار النظام الشيوعي الأفغاني عام 1992، وطي صفحة وساطة الأمم المتحدة بزعامة وسيطها يومها بينون سيفان، الذي كنت شاهداً عليه، لكن هنا الوسيط الدولي غير بيدرسون رفض أن يستسلم، فواصل لعبة مقاتلة طواحين الهواء أملاً في إثبات نفسه، ومعه كان الائتلاف الوطني السوري ومعها هيئة التفاوض تقاتل من أجل حصتها، وهو الأمر الذي ردّ عليه الشرع لاحقاً في مقابلته مع قناة العربية بشكل غير مباشر متسائلاً: هل نستدعي بشار الأسد من موسكو ليقوم بتسليم الحكم؟!
التقى على الفور الأخ القائد أحمد الشرع بحضور رئيس وزراء حكومة الانقاذ المهندس محمد البشير مع الجلالي، وتم تسليم السلطة، فكان ضربة قوية للأمم المتحدة التي سعت لسنوات من أجل تنفيذ قرار 2254 بنقل السلطة، إلاّ أنها فشلت، وهي التي لم تنجح في العقود الماضية في أية عملية توسطت من أجلها، فالقوة اليوم كالعادة هي من تفرض الواقع، وتتم عملية نقل السلطة تحت حراب قوات ردع العدوان.
تهاوي المنطقة الجنوبية كان تلقائياً، حيث لم يعد يهتم ويكترث أحد بالمدن والبلدات التي تتحرر على أيدي المجاهدين، ما دامت الجائزة الكبرى الممثلة بدمشق على وشك التحرير، وهو الأمر الذي ذكرنا بتحرير كابول عام 2022، حيث لم يعد يذكر أحد المدن والبلدات الأفغانية التي تتحرر، وهي نفسها التي لو كانت قد تحررت قبل أشهر وربما أيام، لكان لها صيتاً إعلامياً عالمياً ضخماً.
كان ثوار الساحل السوري يجتمعون في الشمال المحرر وهم يعبرون عن قلقهم وغضبهم من أنهم لم يتحركوا بعد، في ظل الانهيارات الضخمة للمدن السورية، كان الشيخ أنس عيروط والشيخ حسن صوفان ينهمكان في تهدئة الثوار، والتأكيد لهم بأن انهيار النظام في دمشق، وتحرير العاصمة، سيعني انهيار كل شيء، مما سيعني نصراً بلا حرب، فلا داعي للاستعجال، ما دامت الثمرة ناضجة وقد قربت أن تسقط في أحراج أهلها الأصليين، وبالتالي فإن فتح جبهة الساحل الآن، وشد عصب العصابة الطائفية الأسدية خطأ كبير.
كان الثوار المتحمسون يسكتون ويصمتون على مضض، لما يقوله لهم وجهاؤهم وشيوخهم ونخبهم، حتى كان تحرير دمشق، فكان الرأس قد قطع، وانفصل عن الجسد، وانهارت معه كما توقعت هذه النخب، منظومة الاستبداد الطائفي المجرم، وتحررت المدن والبلدات الساحلية كلها، ليتدفق فجأة ثوار الساحل على مدنهم وبلداتهم التي لطالما حرموا منها، وبعضهم قد حرم منها لـ 13 عاماً وآخرون لعقود.
لقد جاء الفتح الشامي معجزة لم يكن يتخيلها أحد، وربما سيُضاف إلى عجائب الدنيا السبعة، فتغدو ثمانية عجائب، نظراً للاستحالة التي كانت يظنها الكثيرون في سقوط هذه العصابة الأسدية.
القوى الدولية والمحلية الطائفية التي شجعت على ذبح السوريين ل ١٣ سنة، هي من تحرض اليوم على جرّ طوائفها، لمحرقة أخرى… على عقلاء الطائفة أن يدركوا لحظة الحقيقة وهي أن مصيرهم داخل ١٨٥ ألف كيلومتر مربع وليسوا امتداداً لمشاريع خارجية…
القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75
Last updated 1 year, 7 months ago
Last updated 1 month, 3 weeks ago