القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75
Last updated 1 year, 8 months ago
Last updated 1 month, 3 weeks ago
بارقاتٌ غزية
الحمد لله ناصر أوليائه ومذل أعدائه، والصلاة والسلام على الرسول المجاهد، والرضوانُ المنثور على صحابته وتابعيهم، وعلى كلِّ شهيد ومجاهد ومرابط صامد، وبعد:
فحدَثٌ بحجم طوفان الأقصى، وما تتدحرج إليه عواقبه الأولية وتؤول إليه نتائجه المدهشة؛ يستحقُّ لعمرو الحق أن تُبذل للاستفادة منه جهود مضنية وتقدَّم دراسات عميقة وحوارات تحليلية وتعقَد برامج تنفيذية، ولمَّا كان المقام في هذه السطور لا يتَّسع لأكثر من تعليقات تربوية على عجل وباختصار فإنه يحسن أن نسجل ما يأتي:
أولاً:
قد صدقنا الله وعده بنصر عباده المؤمنين، وأبرَّ قسمَنا حين أقسمنا أن العدوَّ لن ينتصر، وأنه سيجثو على ركبتيه، وسينزل على شروط المجاهدين، وهذا الوفاء عادةُ الله التي لا تتخلف، وسنته التي لا تتبدل؛ وعليه:
فاليقين على الله والثقةُ بوعد الله دأب المؤمنين المستبصرين.
لا يخالجنك- أيها الأخ الداعية- شكٌّ في أن الله لا يخذل أولياءه ولا يكلُهم إلى أعدائهم.
ثانياً:
قد وعدنا الله أن إفساد اليهود إلى زوال، وأن دولتهم إلى تباب، واللهُ تعالى أرانا تثبيته لإخواننا في غزة، وكسره لإرادة الاحتلال، وإرغامه لأنفه، والذي وعدنا هذا ووفى به قد وعدنا بالتحرير، وسيرينا إياه.
كن متفائلاً، واعمل بجدٍّ، فلربما يكون الفتح أقرب مما تتصوَّر، واحذر- أيها الأخ الداعية- أن تفوتك فرصة المشاركة في صناعة الفتح، واسأل الله التوفيق.
ثالثا:
كان القادة في الصفوف الأمامية في مواجهة الاحتلال، لا يضِنُّون بأنفسهم في معركة الحق، وكانوا والجند يتسابقون إلى نيل الشهادة وبلوغ المأمول من الإثخان في العدو.
إنا نقدِّم قبل الجند قادتنا .. إلى المنون سباقاً نحو مولانا
وأنتم أيها الإخوان قادة رأيٍ ودعاة حقٍّ، ووجوه في مجتمعكم؛ كونوا حريصين على الذبِّ عن أوطانكم والدفاع عن دينكم ومقدساتكم.
يخبرْكِ مَن شهد الوقيعة أنني .. أغشى الوغى وأعفُّ عند المغنم
رابعاً:
كم تعالت أصوات تطالب المجاهدين في غزة بالاستسلام! وكم ناحت النوائح تُخبِر عن مصاباتنا فيها!
والحمد لله الذي ثبتَ إخواننا صامدين حتى ركع الاحتلال وجثا، وسلَّم للهزيمة الإستراتيجية التي لحقتْه على كلِّ صعيد، وقد قيل- وأنعم به من قيل-: "إنما النصر صبر ساعة".
عوِّدوا أنفسكم- أيها الإخوان- على الصبر، واحملوها على الاحتمال، واستدعوا في كلِّ مأزق قول الله: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).
خامساً:
الآجال مضروبة، والأعمار محدودة: (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون).
وفيما قاله ابن نباتة السعدي:
ومَنْ لم يمت بالسيف مات بغيره .. تعددت الأسباب والموت واحد
نحن لا نختار متى نموت، غير أن الله وهبنا أن نختار كيف نموت؟ وعلى أي شيء نموت؟!
فما ألذه من موت أن يكون في سبيل الله!
استحضر أجر الجهاد والشهادة يقعْ في قلبك استعداد عالٍ لهما؛ بل وشوق ساخن يحرِّك دواعي الاستجابة لنداء الله: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم).
سادساً:
إن مشاهد تبادل الأسرى التي رأيناها قد ملأت الدنيا اعتزازاً ببطولة أبناء الإسلام، ولا والله ما رأينا مشهداً أعزَّ ولا بطولةً أروع!
فقد مثَّلتْ معنى الانتصار الغزيَّ كأجلى ما يكون، وفرح لأجل ذلك كل قلب مؤمن، واغتاظت له قلوب الكفار والمنافقين ووجدوا له غصة!
وكان الانتصار الخلُقيُّ أحد أبرز سمات هذا المشهد!
أيها الإخوان.. لا تسمحوا لأحد أن يسبقكم في ميدان الأخلاق، فإنكم أسياده، وتمثلوا أخلاق دينكم في كل ميدان، حقيقون أنتم بها، إذ أنتم حملة لواء الإسلام ودعاتُه الصادقون وجنده الصابرون.
سابعاً:
إن مستوى الاستعداد المسبَق للمعركة كان ملحوظاً، لا في الجانب العسكريّ فحسب؛ بل في كل جانب، وخصوصاً في الجانب الإيماني، الذي ظهرت آثاره في الاحتساب والصبر والشجاعة والإقدام، وسيخلِّد التاريخ كثيراً من المواقف والأقوال التي ستتناقلها الأجيال.
وهذا يؤكِّد أهمية هذا الجانب، وعدم جواز التساهل فيه، ثم التقوى هي المستدعية لمعية الله الذي لا يُغلب: (واعلموا أن الله مع المتقين).
إن علاقتك بالله؛ بتجويد أدائك للفرائض، وإكثارك من النوافل، ولزومك للقرآن، ومواظبتك على أورادك من الذِّكر: كلُّ ذلك من الإعداد الذي تقدِّمه دليلاً على صدق نيتك في الجهاد، وقد قال الله: (لو أرادوا الخروج لأعدّوا له عدة).
هذا غيض من فيض، ثم إنك حيثما التفتَّ في جنبات المعركة وافتنان إخوتك وتألقهم في تقديم البطولات وجدتَ ما تستفيد منه وتتعلمه وتعلِّمه لأسرتك وطلبتك وإخوانك، فلا تفوِّت هذه الفرصة، واغترف!
فيا ليت رجالا يمرغون كرامتهم على أقدام الحكام - وهم أبرياء مطلقو السراح - فيضعوا النير في أعناقهم بأيديهم؛ ويتهافتوا على نظرة رضى وكلمة ثناء، وعلى حظوة الأتباع لا مكانة الأصفياء ..
يا ليت رجالا من هؤلاء يقرأون هذا القرآن، ويقرأون قصة يوسف، ليعرفوا أن الكرامة والإباء والاعتزاز تدر من الربح - حتى المادي - أضعاف ما يدره التمرغ والتزلف والانحناء!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
" إن حصول النصر لا ينافي ما يقع في خلال ذلك من قتل وجرح وذلك أن الخلق كلهم يموتون فليس في قتل الشهداء مصيبة زائدة على ما هو معتاد لبني آدم فمن عدّ القتل في سبيل الله مصيبة مختصة بالجهاد كان من أجهل الناس ، فإن الموت يعرض لبني آدم ، فالذين يعتادون القتال لا يصيبهم أكثر مما يصيب من لا يقاتل بل الأمر بالعكس كما قد جربه الناس ، ثم موت الشهيد من أيسر الميتات "
قاعدة في المحبة ص 149
هذا وقت قراءة الظلال...
تستطيع أن تكون بعيدا عن قضايا الأمة
لكن ساعتئذ ستكون ذليلا مهينا.
في كل حربٍ مع اليهود يولد سيد قطب من جديد
ذهب بعض محققي المالكية إلى أن القاعدين - مع القدرة - عن نصرة إخوانهم المُحارَبين والدفع الواجب عنهم = يضمنون أنفس قتلى إخوانهم من المسلمين وأموالهم، أي يدفعون دياتهم ويعوّضون وجوبًا ما تلف من أموالهم، وهذا مقتضى أحد الوجهين لعلمائنا (الحنابلة) الذي عليه جمهورهم، وأصله ما نص عليه الإمام أحمد من أن من اضطُر إلى طعامِ غير مضطرٍ أو شرابه، فمنعه غيرُ المضطر، فمات المضطر = ضمنه هذا المانع، ويتخرج عليه أن العدو إذا حاصر جماعة من المسلمين فطلبوا المدد من طعام وشراب وسلاح، فقُعد عنهم حتى هلكوا = ضمن القاعدون مع القدرة .. ثم تأمل مع هذا تبجُّح طوائف من المسلمين ببعض ما يُسمُّونه بالمساعدات المالية والإغاثية التي يُرسلونها لمن خذلوهم من إخوانهم ابتداء مع كون هذا بعض حقوقهم أصلًا، وإنا لله وإنا إليه راجعون! .. [وإذْ أخَذْنا مِيثاقَكم لا تَسْفِكُونَ دِماءَكم ولا تُخْرِجُونَ أنْفُسَكم مِن دِيارِكم ثُمَّ أقْرَرْتُمْ وأنْتُمْ تَشْهَدُونَ . ثُمَّ أنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أنْفُسَكم وتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنكم مِن دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإثْمِ والعُدْوانِ وإنْ يَأْتُوكم أُسارى تُفادُوهم وهْوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكم إخْراجُهم أفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتابِ وتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكم إلّا خِزْيٌ في الحَياةِ الدُّنْيا ويَوْمَ القِيامَةِ يُرَدُّونَ إلى أشَدِّ العَذابِ وما اللَّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ]
(ص 27 - 29 ملخًّصًا)
"والله إنّ النّصر فوق الرؤوس ينتظر كلمة "كن" فيكون، فلا تشغلوا أنفسكم بموعد النّصر ، انشغلوا بموقعكم بين الحق و الباطل."
ـ سيد قطب، رحمه الله.
﴿كَلّا إِنَّها تَذكِرَةٌفَمَن شاءَ ذَكَرَهُفي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍمَرفوعَةٍ مُطَهَّرَةٍبِأَيدي سَفَرَةٍكِرامٍ بَرَرَةٍ﴾ [عبس: ١١-١٦]
فهي كريمة في كل اعتبار. كريمة في صحفها، المرفوعة المطهرة الموكل بها السفراء من الملأ الأعلى ينقلونها إلى المختـارين في الأرض ليبلغوها. وهم كذلك كرام بررة .. فهي كريمة طاهرة في كل ما يتعلق بها، وما يمسها من قريب أو من بعيد. وهي عزيزة لا يتصدى بها للمعرضين الذين يظهرون الاستغناء عنها؛ فهي فقط لمن يعـرف كرامتها ويطلب التطهر بها ..
هذا هو الميزان. ميزان الله. الميزان الذي توزن به القيم والإعتبارات، ويقدر به الناس والأوضاع
.. وهذه هي الكلمة. كلمة الله. الكلمة التي ينتهي إليها كل قول، وكل حكم، وكل فصل.
وأين هذا؟ ومتى؟ في مكة، والدعوة مطاردة، والمسلمون قلة. والتصدي للكبراء لا ينبعث مـن
مصلحة ذاتية؛ والانشغال عن الأعمى الفقير لا ينبعث من اعتبار شخصي. إنما هي الدعوة أولا وأخيرا.
ولكن الدعوة إنما هي هذا الميزان، وإنما هي هذه القيم، وقد جاءت لتقرر هذا الميزان وهـذه القـيم في حياة البشر. فهي لا تعز ولا تقوى ولا تنصر إلا بإقرار هذا الميزان وهذه القيم .
"إنهم يريدون إسلامًا أمريكانيًا"
سيد قطب (٣٠-٦-١٩٥٢)
{وَلَئِن قُتِلۡتُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوۡ مُتُّمۡ لَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَحۡمَةٌ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ} (157)
على أن الأمر لا ينتهي بالموت أو القتل ؛ فهذه ليست نهاية المطاف . وعلى أن الحياة في الأرض ليست خير ما يمنحه الله للناس من عطاء . فهناك قيم أخرى ، واعتبارات أرقى في ميزان الله.
فالموت أو القتل في سبيل الله - بهذا القيد ، وبهذا الاعتبار - خير من الحياة ، وخير مما يجمعه الناس في الحياة من أعراضها الصغار : من مال ومن جاه ومن سلطان ومن متاع . خير بما يعقبه من مغفرة الله ورحمته ، وهي في ميزان الحقيقة خير مما يجمعون . وإلى هذه المغفرة وهذه الرحمة يكل الله المؤمنين . . إنه لا يكلهم - في هذا المقام - إلى أمجاد شخصية ، ولا إلى اعتبارات بشرية . إنما يكلهم إلى ما عند الله ، ويعلق قلوبهم برحمة الله . وهي خير مما يجمع الناس على الإطلاق ، وخير مما تتعلق به القلوب من أعراض.
القناة الرسمية والموثقة لـ أخبار وزارة التربية العراقية.
أخبار حصرية كل مايخص وزارة التربية العراقية.
تابع جديدنا لمشاهدة احدث الاخبار.
سيتم نقل احدث الاخبار العاجلة.
رابط مشاركة القناة :
https://t.me/DX_75
Last updated 1 year, 8 months ago
Last updated 1 month, 3 weeks ago