قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 3 months, 4 weeks ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 5 months ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 5 months, 3 weeks ago
كلما قابلت أسيرًا ناجٍ من مُعتقلات الموت قص عليَّ قصص لا يُمكن تصورها، لا يمكن احتمال سماعها فما بالك بمن عايشها وقاسى آلامها!؟.
لا أعلم من أين يستمد الشخص فينا القدرة على تربط أيديه وأقدامه بالمرابط البلاستيكية ويظل على جلسةٍ واحدة ليل نهار دون حركة ولا طعامٍ وشراب!؟..هذه ليست قوة بشرية، بل يمدهم الله بها ليقارعوا بصمودهم.
يقول لي أحدهم؛ لما خرجت من هناك جلست فترة لا أقوى على فعل شيء، كنت مستغربًا كيف احتملت كل الأوجاع والآلام والقهر وخرجت رغم كل هذا حي، انها ارادة الله وقوته.
علَّمتنا الخيمة دروسًا كثيرة، وأدَّبتنا في التعامل مع النِعَم المُسغبة علينا مهما كانت صغيرة. صحيحٌ أن الخيمة قبر، لكنها مدرسةٌ يتعلَّم بها المرء حقيقة الحياة ومعنى النعمة، وتغير نظرة المرء تجاه الدنيا قاطبةً. فكما أن النِعم لا تدوم فالخيمة لن تدوم، تذهب ويبقى ما علمتنا اياه.
الآن في الأسواق ظهرت الأحذية البلاستيكية..سعر الحذاء كان قبل الحرب لا يتعدى ثمانية شواكل، الآن يُباع بخمسة وستين شيكل..أي بعشرة أضعاف سعره الطبيعي.
لن أتحدث عن فُجر التُجار ولن أكتب عن باعة المفرق والبسطات، ولن أقول لماذا هذه الأسعار النارية ولن اتساءل عن سبب الغلاء..أُريد أن أتحدث عني أنا المواطن المغلوبُ على أمرهِ، غالمواطن الواحد عيِّنة الشعب وصورةٌ مُصغَرةٌ عنه.
عامٌ كاملٌ دون دَخلٍ على الإطلاق، وهذا بالنسبة لأكبر شريحةٍ في المُجتمع، أما شريحةٌ أخرى تملك دخل لا يكفي لشراء واحد كلغم من البندورة أو أي نوعٍ من الخُضار..ولا تكاد ترى واحد في هذه الشرائح إلا وقد مزق حذاؤه وتم حياكته مرات عديدة.
السؤال الذي أريد أن أعرف له الإجابة؛ من أين يأتي واحدٌ من هذه الشرائح بهذا المبلغ الذي لا طاقة له به ليشتري حذاء كان يخجل من أن بلبسه قبل هذه المأساة!؟..هل عرفتم كيف يُصنع السارق!؟، هل شاهدتم كيف تُباع الضمائر والأوطان والكرامات!؟.
أنا لا أُبرر السرقة، ولكن قبل أن يُحاسب السارق والخائن والفاجر..يجب مُحاسبة التاجر لأنه صاحب اليد التشكيلية في صناعة كُل هؤلاء الأصناف.
-كانت الدنيا تخبئ لنا الحرب-
وكان القدر يُذع بيانه!
"آن آوان الحرب"
صوت السماء يقرع الفؤاد
فقد هُنا وهناك يشحذ أنيابه في الأحباب
نطوي اتساع القلب ، لا نريدُ مزيداً من الجراح
وتأبى انقباضة المهجة الفراق
أمام مرمى الثالث والعشرين
أتجرع هم العمر بأناقة
تحمل روحي كوناً
وقلباً ما زال يُجاهد
أُروضهما بأمل عتيد المراس
حين يضيع في دهاليز النزوح
يهزمني عقلي مرات ومرات
ويبقى أملي ينبض
لأنني كما يقولون :" وما استسلمت من يأس،
ولكن يحن لراحة من خاض حرباً"
وهكذا أحتمل العمر عذاباً وحرباً.
كل يوم هنا يشبه الآخر، أو هكذا يبدو على الأقل. الحياة تتكرر، ولكن مع كل تكرار، تشعر بثقل أكبر على كتفيك. أخرج صباحاً لأقضي أموري اليومية التي باتت أبسطها معقدة. اليوم كان كل ما أحتاجه هو علبة بيض وحفاضات لصغيري، وكأنني كنت أطلب المستحيل. تجولت بين المحلات، صادفت الوجوه المرهقة نفسها، ربما بحثاً عن نفس الأشياء.
البيض كان متوفراً، لكن الطريق إليه لم يكن سهلاً. مشوار طويل، تحت الشمس الحارقة، وحين وجدته كان الانتظار طويلاً. ربما تفهمني إن قلت إنني شعرت وكأنني أخوض حرباً صغيرة، حرباً على التفاصيل التي اعتدنا أن نعتبرها تافهة.
أما الحفاضات، فكانت أزمة أخرى. مرتفعة السعر إلى حد لا يسمح لي حتى بالتفكير في شرائها. وقفت أمام الرفوف لبعض الوقت، أعد النقود التي معي وأحسب، هل أستطيع؟ لكن في النهاية أتركها وأمضي.
الحياة هنا، في غزة، صارت سلسلة من المحاولات الصغيرة للبقاء على قيد الحياة بشكل كريم. أحياناً أشعر بأن هذه اللحظات اليومية الصغيرة تحمل في طياتها شيئاً أعمق من مجرد أعباء الحياة. ربما هي تجربة تقوي صبرنا، ربما هي اختبار لإيماننا، أو ربما هي مجرد الحياة كما هي – معركة يومية في سبيل البقاء.
في كل يوم أستمد القوة من دعواتكم ومن كلماتكم التي تصلني، فأشعر أنني لست وحدي. هناك من يشاركني هذه الرحلة، حتى وإن كنا بعيدين عن بعضنا البعض.
إليك
وأنا لا أعلم عنك شيئًا، سوى أنك ثابتٌ متجذرٌ في قلبي
وأنك رغم هذا الغياب المُر، تدلّ عليّ، وأدلُّ عليك ..
وإليّ
وأنا أعلم يقينًا أنني سأظل أشتاق لك، وأغالب فيك الشوق فيغلبني في كل مرة، ويعز عليّ بُعدك ..
إنني أتحول مع الوقت إلى كومة دموع وذكريات، يأكل هذا الحزن قلبي، يعششُ في ملامحي ويسكنُ خلاياي، بعدما رُحت -وكنتَ من قبل تقول أننا صرنا "واحد"-
كأنك قد أخذت معك روحي فصرت أنا بلا روح وبلا حياة، وقد اختلف نبض هذا القلب فأصبح معجونًا بالألم ولكن رغم هذا البعد يظلّ يُحبك أكثر.
في مدارسنا، صرنا أرقامًا بلا أسماء، أسرٌ تكدست بين جدرانٍ ضاقت حتى صار الصف الواحد مأوى لخمسين إنسان. لا فراش ولا سقف، بعضهم بسط الأرض تحتهم، وبعضهم احتمى بقطع خشب ونايلون، وكأن العالم قد نسيهم.
الآلاف هنا، بلا خصوصية، بلا أي شيء يشبه الحياة. الأمراض تنتشر بسرعة بين الأطفال والنساء، بين من لا يملك إلا جسده ليتحمل المرض والبرد والجوع. حمامات قليلة، طوابير طويلة من مئات الأشخاص، تقف منتظرًا دورك لتدخل، لتخرج بسرعة تحت دقات الأبواب المستعجلة.
وفي كل مرة، كل ما نسمع صوت القصف، نتلفت للسماء، نتساءل بصمتٍ قاتل: هل حان دورنا؟ هل هذه النهاية؟ السماء هنا لا ترحم، ونحن، كل ما نملكه هو الانتظار.
في الآونة الأخيرة، لم أعد أعرف الليل كما كنت. السهر الذي كان يرافقني لسنوات أصبح الآن عبئاً ثقيلاً على روحي. كأنني عالق بين زمنين، واحد حمل لي ذكريات الفرح والضحك والآخر مشبع برائحة الدم والركام. في ليالي غزة، لم أعد أسهر برغبتي، بل أصبح السهر مفروضاً عليّ، فرضاً قاسياً يذكرني بكل ما فقدته.
أتذكر أول مرة بدأت أسهر فيها. كانت ليالي رمضان في بيتنا القديم. عائلتي كانت تجتمع حول المائدة، أمي تقوم الليل، إخوتي يضحكون بصوتٍ عالٍ، وأبي يدعو الله بصمتٍ. تلك الليالي كانت تبدو لا نهاية لها من الفرح البسيط، رغم الظروف، كان هناك دفء في كل زاوية من المنزل. لم يكن هناك صوتٌ يقطع الهدوء سوى صوت الأذان.
لكن الآن، لم يبقَ من تلك الليالي سوى الذكريات. الحرب أخذت كل شيء. بيتنا الذي كنا نجتمع فيه أصبح رماداً، العائلة تشتت، وبعضنا فارق الحياة. لم أعد أتحمل صوت المنبه. في كل مرة أسمع فيه رنينه، أتذكر صفارات الإنذار، أتذكر الأصوات التي تملأ السماء، وكأنني أعيش لحظة النهاية مراراً وتكراراً.
في ليلة ميلادي الأخيرة، كنت جالساً في الغرفة المظلمة، لا ضوء سوى من شمعة تكافح ضد الريح. لم يكن هناك احتفال، لا أصوات، فقط السكون الثقيل الذي يحيط بي. جلست في سريري أقرأ الرسالة التي كتبتها لي زوجتي قبل أن تسافر مع أطفالنا بحثاً عن أمان لم أستطع توفيره لهم. كتبت لي: "قد يكون الفراق الآن هو الأمل الوحيد الذي نملكه، عسى أن تعود الأمانة لأهلها، وتعود أنت لأطفالك ولحياتك".
في تلك اللحظة، شعرت بأن كل شيء ينهار داخلي. كيف يمكن للحرب أن تسرق منا حتى الأمل؟ كيف يمكن لليل أن يكون شاهداً على كل هذا الوجع؟ لكن رغم كل شيء، سأبقى هنا. سأظل أحرس الذكريات، حتى وإن كانت الحياة تهدد بابتلاعها.
حبيبي، ضيا عينيّ، بهجةُ أيامي، وبدر الليالي،
تتفجرُ وتنهمر غزيرا أشواقي، وأذوب حنينًا إليك، إلى نظرةٍ، إلى ضمةٍ، الأيام تبدو محاولات كثيرة للتأقلم والتعوّد، والليالي أضحت مستودعًا للدموع وللذكريات، وأحاديث كثيرة، أحدثك بها بإدراكٍ تام أنك لا تسمع، ولكنني بوهمٍ تام أقنع نفسي أنك تسمع، وتُجيب أيضًا، لستُ على حافة الجنون، رغم أنني أحبك حدّ الجنون، إلا أنني لازلتُ أحتفظ بعقلي في غيابك، غيابك المرّ، والمتعب، والممتلئ بالظنون، لم يُذهب عقلي بعد، لكنه محشو بالأسئلة التي ربما تكون بلا إجابات.
هذا الليل يفتكُ بي، يا حبيبي، يبدو بأسئلته وشكوكه، ليلا بلا نهاية، حالكًا، رطبًا، ومثاليًا جدًا لنوبة بكاء.
أحكي لك عن حنيني، وأنت بعيدٌ أكثر من نجمة، وقريبٌ، أقرب من نبضي ومن نَفَسي، أحكي لك عن ارتيابي، عن حبي الكبير الذي لا يَضمُر، واعجبي رغم هذا الغياب، كيف لك أن تكون كاملًا هكذا، بندوبك وسيئاتك، بجروح قلبك، وطيفك العزيز، مروركَ السريع في أحلامي الكثيرة، وفي غياهب الذاكرة، لازلت في نظري وأنا على مشارف سنةٍ من غيابك، لازلت كاملًا جدًا أكثر من أي وقتٍ مضى، وأحبك حبًا جمًا، وأتخيلك قادمًا لا محالة رغم كل الظنون، وكل الادعاءات الكاذبة، والصادقة، أن تجيء، تربي أنت زهورك، أن تكون لهن طول العمر لأنهن من صلبك، أن يعرفنك ولا يعرفن غيرك، إنَّ بعد كل شوقٍ لك تكون هذه كل أمنياتي، وأقول لأجلهن يا الله، رغم كل اليُتم الذي في المدينة.
قبل الحرب، كانت أختي تعيش حياتها مثل أي فتاة في عمرها، تذهب إلى الجامعة، تحمل كتبها بحماس، وتعود كل يوم وهي تتحدث عن محاضراتها وأحلامها الكبيرة. كانت تحلم بأن تُصبح مهندسة، كانت ترى المستقبل أمامها مليئًا بالفرص، وبطموحات لا حدود لها. كنا نجلس معًا ونتحدث عن مستقبلها، وعن مشاريع التخرج التي ستعمل عليها، وعن البيت الذي ستبنيه لنا، وعن حياة ستصنعها بيديها.
لكن كل شيء تغير مع الحرب. فجأة، توقفت الحياة. لم تعد الجامعة مفتوحة، ولم تعد الكتب تُفتح، كل ما حولنا صار خوفًا وصوت طائرات وهدير القذائف. أختي حاولت أن تبقى قوية، كانت تقول لي "ستنتهي الحرب، ونعود لحياتنا، سأكمل دراستي ونعود كما كنا". لكني كنت أرى في عينيها القلق الذي كنا نخبئه جميعًا.
مرت الشهور، والحرب لا تزال تلتهم كل ما حولنا. الجامعة لم تعد ذكرى بعيدة، وأحلامها بدأت تذبل مثل الزهور التي لم يُسقها أحد. كانت تجلس في غرفتها، تنظر إلى الكتب التي لم تُفتح منذ وقت طويل، وكأنها تنتظر شيئًا لا يأتي.
وفي ذلك اليوم الذي لا أنساه، أصابنا القصف. استشهدت أختي. رحلت، ولم تترك خلفها سوى ذكرياتٍ عن فتاة كانت تملأ حياتنا بالفرح والأمل. لم تعد هناك أحلام عن الجامعة أو التخرج، بل صمت ثقيل يعم البيت. كانت تود أن تكمل حياتها، أن تصنع مستقبلها، لكن الحرب أخذتها منا، وأخذت معها كل شيء.
أكتب اليوم عنها، لأنها كانت تستحق حياةً أطول، كانت تستحق أن ترى أحلامها تتحقق. كلما جلست أمام مكتبها، تذكرت تلك اللحظات التي كانت تملأ فيها أوراقها بالأفكار والتخطيط لمستقبلها. الآن، كل شيء بات فارغًا.
قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 3 months, 4 weeks ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 5 months ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 5 months, 3 weeks ago