📌 || #خواطر_غريب *📌 || #تخريبات#التمذهب
*مِنَ الأمورِ الغريبة التي تراها في أصحاب التمذهُبِ العصري، أنَّهم لا يعتمِدونَّ في كُتُبِهِم وبحوثاتِهِم على كُتُب أئمة المذهب وأساطينه، مِثلَ الإمامِ نَفسه أو أصحابِهِ أو أصحابِ أصحابِه، وهذا أمرٌ غَريبٌ جداً صراحَةً وهو مُنتشرٌ بكثرةٍ في عامةِ المُتمذهبين المُتأخرين والمعاصرين، وكُتب المذهب المتأخرة فيها أقوالٌ تُصادِّمُ أقوالَ إمام المذهب، سواءً في المسائِلِ الفقهية أو حتى المسائِل العقدية، فتجدهم يُرَّكبونَّ لإمام المذهبِ قولاً إمَّا لم يَقُله أو قال بخلافِه، وهذا في عامةِ المذاهِب وحتى في المذهب الحنفي، ففيهِ أقوالٌ مَنسوبةٌ لأبي حنيفة والمَنقولُ عنه إما خلافُها أو أنَّهُ مَا تكلمَّ فيها، سواءً هو أو أصحابَه.

وجدتُ كِتابًا يتحدَّثُ عن مسألةِ سُجود السهو على مذهب الإمام أحمد، فلما فتحته لم أجد ولا نقلاً واحدً مِن كُتُبِ المسائِل التي يرويها عنه طُلابُه أو حتى طُلابِ طلابه أنت متخيل !! يعني تُألِف رسالةً في مسألةٍ مُعينة على مذهبِ إمامٍ معينة، ولا تعتمِد على أهم الكتب التي بيَّنت مذهبه في المسائل الشرعية !! الله المستعان ولا حول ولا قوة إلا به.

الصراحة غالب كتب المذاهب المُتأخِرة لا يُعتمد عليها مثل ما يُتَصَور اليوم، توجد أمور نصَّ الإمامُ على خِلافها صراحةً وهم يُركِبونَ لهُ قولا ما قاله أبداً وما أدري من أين يأتون به !! ناس ما تخاف الله عزوجل، وهذا حتى في مذهبِ أبي حنيفة، متأخري الأحناف نسبوا أقوالا لأبي حنيفة في الفقه لم يَقُلها، وبعضُها نصَّ على خِلافها، فالحذرَ الحذرَ من هذه الكُتب، ومن أرادَ أن يتمذهبَ على مذهبِ إمامٍ من أئمةِ السُّنَّة، فاليعتمِد على كُتُبه وكتبِ تلاميذه ومن هم موثوقينَّ من تلاميذهم، سواءً مذهب الإمام مالك أو الشافعي أو أحمد، أمًّا الكتب المتأخرة فعامتها فيها كوارث عقدية وفقهية، فالحذر الحذر يا إخوة التوحيد ويا طلبةَ العلم والله الموفق للسبيل.
يقول ابن القيم في مثل هذه الإشكالات المنتشرة عند المتأخرين: وَإِنَّمَا الْمُتَأَخِّرُونَ يَتَصَرَّفُونَ فِي نُصُوصِ الْأَئِمَّةِ وَيَبْنُونَهَا عَلَى مَا لَمْ يَخْطِرْ لِأَصْحَابِهَا بِبَالٍ وَلَا جَرَى لَهُمْ فِي مَقَالٍ، وَيَتَنَاقَلُهُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ، ثُمَّ يَلْزَمُهُمْ مِنْ طَرْدِهِ لَوَازِمُ لَا يَقُولُ بِهَا الْأَئِمَّةُ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَطْرُدُهَا وَيَلْتَزِمُ الْقَوْلَ بِهَا وَيُضِيفُ ذَلِكَ إلَى الْأَئِمَّةِ وَهُمْ لَا يَقُولُونَ بِهِ، فَيُرَوَّجُ بَيْنَ النَّاسِ بِجَاهِ الْأَئِمَّةِ، وَيُفْتِي وَيَحْكُمُ بِهِ وَالْإِمَامُ لَمْ يَقُلْهُ قَطُّ، بَلْ يَكُونُ قَدْ نَصَّ عَلَى خِلَافِهِ.**

📓 || الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ١٩٤

قال النبي ﷺ كما جاء عنه في «مصنف ابن أبي شيبة ٤٤٦/٧» : وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَتْ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَإِنَّ آخِرَهَا سَيُصِيبُهُمْ بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا.

قال أبو طاهر السٍّلفي رحمه الله: سَمِعت مَسْعُودَ بْنَ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيَّ بِأَذْرَبِيجَانَ يَقُولُ، سَمِعت أَبَا الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيَّ بِمَرْوَ يَقُولُ: إِنْ أَرَدْتُمُ الصِّدْقَ فَفِي الْكُتُبِ الْقَدِيمَة، وَإِن أردتم الصَّادِقين فَفِي الْبُيُوتِ الْقَدِيمَةِ، عَلَيْكُمْ بِالْقَدِيمِ عَلَيْكُمْ بِالْقَدِيمِ.

📓 || معجم السفر ٣٦٧

💧 https://t.me/KunashaZak

*?***#أحكام_الصيام

『 استحباب صيام تاسوعاء وعاشوراء 』

عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَصُومُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمَدِينَةَ صَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ، كَانَ هُوَ الْفَرِيضَةَ. وَتُرِكَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ.

عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ عَامَ حَجَّ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ لِهَذَا الْيَوْمِ: هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكُمْ صِيَامُهُ، وَأَنَا صَائِمٌ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ.

«?موطأ الإمام مالك رواية الليثي ٢٩٩/١»

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا غَطَفَانَ بْنَ طَرِيفٍ الْمُرِّيَّ يَقُولُ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ، قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ ﷺ.

«?صحيح مسلم ١٥١/٣»

عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّهُ قَالَ فِي صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ.

عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: مَا عَلِمْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ يَبْتَغِي فَضْلَهُ عَلَى غَيْرِهِ، إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ أَوْ شَهْرَ رَمَضَانَ.
«?مصنف عبد الرزاق الصنعاني ٢٨٦/٤»

قال الكوسج: صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء ورجب؟ قال: أما عاشوراء وعرفة، أعجب إلي أن أصومهما لفضيلتهما في حديث أبي قتادة، وأما رجب فأحب إليّ أن أفطر منه.

قال إسحاق: كما قال سواء.

«?مسائل الإمام أحمد رواية الكوسج ١٢٥١/٣»

قال الإمام أحمد في رواية الميموني وأبي الحارث: مَن أَرادَ أن يَصُومَ عَاشُوراء فليصُمِ التاسع والعاشِر، إلا أن يُشْكِلَ الشهرُ فَيصُومُ ثلاثةَ أيام، ابنُ سيرين يقولُ ذَلِك.

وقال في رواية الأثرم: أنا أذهبُ في عاشوراء أن يُصام يوم التاسع والعاشر، حديث ابن عباس: صُوموا التاسِعَ والعاشِر.

وقال حرب الكرماني: سألت أحمد عن صومِ عاشوراء؟ فقال يصومُ التاسع والعاشر.

«?الجامع لعلوم الإمام أحمد ٤٦٧/٧»

قال الإمام الشافعي: فَأُحِبُّ صَوْمَهَا - أي يوم عرفة وعاشوراء - إلَّا أَنْ يَكُونَ حَاجًّا فَأُحِبُّ لَهُ تَرْكَ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ لِأَنَّهُ حَاجٌّ مُضَحٍّ مُسَافِرٌ وَلِتَرْكِ النَّبِيِّ ﷺ صَوْمَهُ فِي الْحَجِّ وَلِيَقْوَى بِذَلِكَ عَلَى الدُّعَاءِ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ يَوْمُ عَرَفَةَ.
«?مختصر المزني ١٥٥»

قال الإمام أبو عيسى الترمذي: وَالْعَمَلُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى حَدِيثِ عَائِشَةَ وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ، لَا يَرَوْنَ صِيَامَ يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَاجِبًا إِلَّا مَنْ رَغِبَ فِي صِيَامِهِ لِمَا ذُكِرَ فِيهِ مِنَ الْفَضْلِ.

«?سنن الترمذي ١١٨/٢»

قال ابن خزيمة: بَابُ ذِكْرِ التَّخْيِيرِ بَيْنَ صِيَامِ عَاشُورَاءَ وَإِفْطَارِهِ وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْأَمْرَ بِصَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَمْرُ نَدْبٍ وَإِرْشَادٍ وَفَضِيلَةٍ :

وقال رحمه الله: بَابُ الْأَمْرِ بِأَنْ يُصَامَ قَبْلَ عَاشُورَاءَ يَوْمًا أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا مُخَالَفَةً لِفِعْلِ الْيَهُودِ فِي صَوْمِ عَاشُورَاءَ :

وقال أيضا: بَابُ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ يَوْمِ التَّاسِعِ مِنَ الْمُحَرَّمِ اقْتِدَاءً بِالنَّبِيِّ ﷺ :

«?صحيح ابن خزيمة ٢٩٠/٣»

حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ سَمِعْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ آمَرَ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَبِي مُوسَى رَحِمَهُمَا اللهُ.
«?مسند أبي داوُد الطيالسي ٥٣٧/٢»

الإِبَانَة ~ لِعُلُومِ الفِقْهِ وَالأَحْكَام ~

? عقيدتي في القرآن :

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده اللهم يا معلم إبراهيم علمنا ويا مفهم سليمان فهمنا الله ارزقنا الصدق والإخلاص في أقوالنا وأعمالنا يارب العالمين أما بعد.

فإنَّ من جملة عقيدة أهل التوحيد والسنة في باب الأسماء والصفات، أنهم يعتقدون بإثباتها وإمرار نصوصها كما جائت بدون تشبيه ولا تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، فيثبتونها على الحقيقة لا على المجاز كما تقول المعطلة الزنادقة، ومن ضمن هذا الاعتقاد تأتي صفة الكلام لله ومن جملته القرآن، فإني أقول والله الموفق أنَّ من جملة ما أعتقده في مسألة القرآن :

١ - أنَّ القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله تكلم به كما يليق به سبحانه وتعالى وأنه خرج، منه وهو غير مخلوق حيث ما تصرف وحيث ما تُلي، ومن قال بأنه مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل صاحبه من ملة الإسلام، ومن لم يشهد له بالكفر فهو كافر مثله، هكذا تلَقينَّاها خَلفاً عن خير سلف.

٢ - وأنَّ من وقف في القرآن فقال هو كلام الله ولا أقول مخلوق ولا غير مخلوق، فهو جهميٌ كافر شاكٌ في دين الله تعالى، ومن لم يكفره فهو كافر مثله.

٣ - وأنَّ من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر مشرك حلال الدم، وإن لم يقصد القرآن بقوله، ومن لم يشهد بكفره فهو كافر مثله ولا كرامة.

٤ - وأنَّ من قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع لا يكلم ولا يجالس حتى يرجع عن مذهبه السوء، هكذا أخبرنا سلفنا الكرام رضي الله عنهم.

٥ - وأنَّ من قال تلاوتي أو صوتي بالقرآن مخلوق فهو جهمي لفظي خبيث، فلا يصح أن يقال هذا في مقام الحديث عن القرآن، ومن لاج في التفصيل البدعي في التلاوة والصوت والقراءة والحبر والورق واللسان وغيرها في مقام الحديث عن القرآن فهو جهمي لا شك فيه، وهو كافر مصيره النار أبدا، ومن لم يشهد له بما سبق فهو مثله.

٦ - ومن قال أنَّ القرآن عبارة عن كلام الله أو أنه كلام نفسي لم يتكلم به وأنَّ جبريل حكاه للنبي صلى الله عليه وسلم أو قال هو بدون حرف ولا صوت، فهو أشعري خبيث مارق من التوحيد والسنة، وهو جهمي كافر وإن زعم الرد عليهم وتكفيرهم ومخالفتهم، ومن لم يشهد عليه بالكفر فهو كافر مشرك ولا كرامة.

هذا الذي أدين الله به، عليه أحيا وعليه أموت، ومن نسب لي غير هذا فهو كاذب مفتري وأنا خصمه أمام الله عزوجل يوم القيامة، وهذا هو مذهب السلف الذي من اتبعه نجى ومن تخلف عنه هلك، ومن لم يسعه ما وسع السلف، فلا وسع الله عليه في الدنيا والآخرة، اللهم ثبتنا على القول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، اللهم اهدنا واهد بنا يا قوي يا عزيز والحمد لله رب العالمين.

✍️ كتبه: أبو زكريا الحنبلي غفر الله له

|| مُنَتَّدْى: الإبَانَة الأثَرِيَّة: يوم السبت ١٤٤٥ العاشر من ذي القعدة.

|| https://t.me/Ahl_Elathr ||