#قال ابن القيّم _رحمه الله_:

#واعلم أنه إن لم يكن حُسنُ التوحيد وَقُبحُ الشرك معلوماً بالعقل، مُستَقِرًّا في الفِطَرِ، فلا وثوق بشيء من قضايا العقل، فإنّ هذه القضية من أَجَلِّ القضايا البديهيات، وأوضح ما رَكَّبَ الله في العقول والفِطَر، ولهذا يقول سبحانه عَقِيبَ تقرير ذلك: أَفَلَا تَعقِلُونَ، أَفَلَا تَذَكَّرُونَ.

[مدارج السالكين]

للمعصية سكرة، اسمها التَّسويف

وهنيئاً لمن أفاق منها قبل فواتِ الأوان

[الصراع بين الحق والباطل سُنّة ربانية جارية حتى يشاء الله]

قال الله تبارك تعالى لنبيه ﷺ:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا}

فالحق حتماً ستجد له أعداء ومحاربين، يرومون صد الناس عن الحق بأي وسيلة كانت، وما ذلك إلا بلاءً للمؤمنين، {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}

وأما الذين آمنوا فلا يزدادون إلا إيماناً، ويزهدون في الدنيا أكثر، ويُكثِرون دعاء الله وسؤاله الثبات وأن يتوافهم وهو راضٍ عنهم سبحانه.

#قال الشيخ سليمان بن سحمان _ رحمه الله_:

"إذا كان هذا التحاكُم كفـ ـراً والنزاع إنما يكون لأجل الدنيا , فكيف يجوز لك أن تَـكـفُـرَ لأجل ذلك؟

فإنه لا يُؤمِنُ الإنسانُ حتى يَكونَ اللهُ ورسوله أحبّ إليه مما سواهما , وحتى يَكونَ الرسول أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين.
فلو ذهبت دنياك كلها لما جاز لك المحاكمة إلى الطاغـ ـوت لأجلها , ولو اضطَرّكَ مُضطرٌ وخيّرك بين أن تُحاكِم إلى الطاغـ ـوت أو تبذل دنياك، لوجب عليك البذل ولم يجز لك المحاكمة إلى الطاغـ ـوت".

[الدررالسنية]

فيـا راجيـاً غَـوثَ الرِّفـاعيِّ دَهـرَهُ
مَتى جاء غَوثٌ مِن ترابٍ وجَندَلِ

فَلَو كـان غَيَّاثـاً لمَا احتـاجَ حفـرةً
تقيـهِ وُحُوشـاً إن تَـنَـلْ منـهُ تأكلِ

فَدَع ميِّتاً يحتاجُ للقبرِ واستغـث
بـ حـيٍّ كـريـمٍ مُـنـعـمٍ مُـتـفـضِّـل

قول فلانٌ نجس, لازمه التكفير!

فالنجاسة المعنوية إن أطلقت أريد بها الكفار والمشركين

لقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ }

ولقوله صلى الله عليه وسلم: { المؤمن لا ينجس }

وأما إذا أطلقت على الأبدان والأماكن فيراد بها الأحكام الفقهية..

فتنبهوا لذلك!

فالوصف حكم شرعي لا يجوز إطلاقه إلا بمكانه, فمن وصف مسلما بالنجاسة وجبت عليه التوبة.

#اتقوا_الله

لا تحتفلوا بيوم الحادي عشر من سبتمبر _ ١١ سبتمبر

_فتتشبهوا بالكفـ ـار من جهة.
_وتبتدعوا أعياداً واحتفالات من جهة أخرى.

فإن رسول الله ﷺ وأصحابه، ما احتفلوا قط بذكرى غزوة انتصروا بها، ولو كان خيرا لفعلوه.

روى الشيخان عن عائشة رضيَ الله عنها، قالت: قال رسول الله ﷺ:
«مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدّ»

وعن عبدالرحمن بن عمرو السلمي، قال: قال رسول الله ﷺ:
«وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالة».
[أخرجه أبو داود وغيره واللفظ له]

قال الآجري _رحمه الله_ في كتابه [الشريعة] :

"وبعد هذا نَأمُرُ بحفظ السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنن أصحابه رضي الله عنهم، والتابعين لهم بإحسان، وقول أئمة المسلمين مثل: مالك بن أنس ، والأوزاعي ،
وسفيان الثوري ، وابن المبارك وأمثالهم ،
والشافعي رضي الله عنه، وأحمد بن حنبل ،
والقاسم بن سلَّام...

ومَن كان على طريقة هؤلاء من العلماء ،
وَيُنبَذُ مَن سِوَاهُم ، ولا نُناظر ، ولا نُجادل ولا نُخاصم،،

وإذا لَقِيَ صاحب بدعة في طريق أخذ في غيره ، وإن حضر مجلساً هو فيه قام عنه، هكذا أَدَّبَنَا من مضىٰ من سلفنا". اه

قال التيمي الأصبهاني :

"وَقَالَ عُلَمَاء السّلف : " السّنة : الْعَمَل بِالْكتاب ، وَالسُّنة الِاقْتِدَاء بِصَالح السّلف وَأَتْبَاع الْأَثر ".

قَالُوا : وَلَا يستحي إِذا سُئِلَ عَمَّا لَا علم لَهُ بِهِ، أَن يَقُول : لَا أعلم".

[الحجة في بيان المحجة]

ولقد بكى سفيان الثوري ليلةً إلى الصباح، فلما أصبح قيل له: كلُّ هذا خوفًا من الذنوب؟
فأخذ تِبْنةً من الأرض، وقال: الذنوب أهون من هذا، وإنّما أبكي من خوف الخاتمة.

وهذا من أعظم الفقه: أن يخاف الرجل أن تخذله ذنوبه عند الموت، فتحول بينه وبين الخاتمة بالحسنى.

وقد ذكر الإِمام أحمد عن أبي الدرداء أنّه لما احتُضِر جعل يُغمى عليه، ثم يفيق ويقرأ: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}.

فمِن هذا خاف السلف من الذنوب أن تكون حجابًا بينهم وبيّن الخاتمة بالحسنى.

[الداء والدواء]