تعرف على سيرته ، تزدد له حبامن السيرة النبوية العطرة
الحلقة ( 199)
تتمه الحلقة(1)
  ((حجة الوداع ...غدير خم …))

أولًا أقول لكل مسلم أراد الحق
عندنا قاعدة فقيه اسمها {{ الإجماع }}
أي أجمع عليها الصحابة جميعًا من أهل الحل والحرم
[[  أهل الحل أي أهل المدينة المنورة ،  أهل الحرم أي أهل مكة ، يعني أجمع المهاجرون والأنصار ]]
قالوا في هذه مجمعين ، أن هناك شيء اسمه {{{{{ أدب الخلاف }}}}}
بمعنى إذا تعددت وجهات النظر في مسألة
يطرح الفريق الأول رأيه ، ويستمع الفريق الآخر له بأدب
فإن كان لديه حجة [[ أي دليل قرآنيًا أو حديثًا نبويًا ]]
فإنه يكون ملزمًا للفريق الآخر العمل به
وإن كانت المسألة وجهة نظر واجتهاد  من الفريقين وليس هنالك حجة ودليل تقبل كل فريق وجهة نظر الآخر ، ويبقى كل فريق على رأيه بشرط أن يتم ذلك من غير تجريح ولا تكفير ولا تسفيه تحت قاعدة
{{ أدب الخلاف }}

فالذين قالوا أن هذا الحديث دليل على خلافة {{ علي رضي الله عنه }}
نقول لهم :_ نحن لم نفهم من هذا الحديث أن عليًا هو الخليفة
بل فهمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم يرد على من يتهم {{ عليًا }} ويتكلم عليه بظلم ، ويشيع عليه تهمًا باطلة
و ليس في الحديث {{ وصية لخلافة }}
والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم :_ من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه
والجميع ليس لديه مشكلة في هذا فعلي رضي الله عنه مولانا وحبيبنا
نحن لا نناقش بفضل علي رضي الله عنه ، ففضله عظيم عندنا

وأصحاب الرأي الذين فهموا ذلك على أن عليًا هو من سيخلف الرسول يقولون :_
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديث بعد أن نزل عليه جبريل بقوله {{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ }}
وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان خائفًا من الناس أن يرفضوا عندما يقول لهم أن عليًا هو  خليفتي
فأنزل الله عليه : 
{{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ  وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ }}

هكذا يقولون في هذه الرواية ، قالوا بعد نزول الآية
نادى النبي صلى الله عليه وسلم عليًا رضي الله عنه امام الناس وذكر هذا الحديث وبايعه أنه خليفة من بعده
فأنزل الله عليه
{{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }} ، يقولون عندما أصبح علي خليفة اكتمل الدين
هذه هي روايتهم والتي نادت بها فرق الشيعة الضالة
فقولهم هذا مجرد رأي ، وتحليل خاطئ وتحريف

أما في كتب الصحاح جميعها
فإن هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بعد خطبة الوداع في يوم عرفة 
...........
...........
...........

يتبع إن شاء الله تعالى اللهـــــــــــــــم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

تعرف على سيرته ، تزدد له حبامن السيرة النبوية العطرة
الحلقة ( 199)

((حجة الوداع ...غدير خم …))

إنتبهوا ………
الحديث الشائع {{ تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وسنتي }} هذا حديث آخر صحيح وكان في خطبة الوداع
أما هذا الحديث {{ كتاب الله تعالى، وعِتْرتي أهل بيتي}} حديث صحيح ولكن في { غدير خم }

وقد أخرجه [[ الحاكم في المستدرك على شرط الشيخان ، واللفظ للبخاري والطبراني في مسنده وسنن أبي داود ومسند الامام احمد ]]
كي لا يهاجموني أصحاب هاتِ دليلك

قال النبي  :_ إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى، وعِتْرتي أهل بيتي
فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يَرِدا عليَّ الحوض
ثم قال كلامًا طويلًا .
ثم قال:_ إن الله عز وجل مولاي، وأنا مولى كل مؤمن
ثم أخذ بيد عليٍّ رضي الله عنه
وقال: _ من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه .

أخرجه الحاكم في المستدرك ، الجزء الثالث صفحة {{ ١٠٩}} وقال صحيح على شرط الشيخان ولم يخرجاه لطوله
وهناك روايات كثيرة
هذا الحديث المسمى {{ حديث غدير خم }}
بعد هذا الحديث ظهرت الفرق والمذاهب للأسف
ونحن نسرد السيرة {{ للتأسي لا للتسلي }} واذا ما وصلنا إليه فلا بد من الوقوف واخذ العبرة والدروس ولا بد من التفصيل
في هذا الحديث
بعض الناس ، فهموا هذا الحديث  فهمًا خاطئًا
قالوا :_ هذا الحديث كان إشارة لخلافة علي رضي الله عنه
واعتبروا أن {{ أبا بكر و عمر }} رضي الله عنهما قد اعتدوا على علي ، وسلبوا منه حق الخلافة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقالوا :_ النبي قال عن علي من كنت مولاه فعلي مولاه

أولًا أقول لكل مسلم أراد الحق
عندنا قاعدة فقيه اسمها {{ الإجماع }}
أي أجمع عليها الصحابة جميعًا من أهل الحل والحرم
[[  أهل الحل أي أهل المدينة المنورة ،  أهل الحرم أي أهل مكة ، يعني أجمع المهاجرون والأنصار ]]
قالوا في هذه مجمعين ، أن هناك شيء اسمه {{{{{ أدب الخلاف }}}}}
بمعنى إذا تعددت وجهات النظر في مسألة
يطرح الفريق الأول رأيه ، ويستمع الفريق الآخر له بأدب
فإن كان لديه حجة [[ أي دليل قرآنيًا أو حديثًا نبويًا ]]
يتبع إن شاء الله تعالى اللهـــــــــــــــم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

تعرف على سيرته ، تزدد له حبامن السيرة النبوية العطرة
الحلقة ( 198)
تتمه الحلقة الأخيرة

((حجة الوداع ...غدير خم …))

{{ حديث غدير خم }} الذي جعل من المسلمين مذاهب وفرق للأسف
قلنا خرج النبي صلى الله عليه وسلم لحجة الوداع  ، وأرسل لعلي أن يلحق به إلى مكة ومعه أموال الخمس و الغنائم الصدقات والزكاة والخراج
[[ إذًا معه أموال الصدقة  يأتي بها من اليمن مباشرة إلى مكة ]]
فخرج علي رضي الله عنه مع أهل اليمن ، وفي الطريق
قال علي لمن معه من أهل اليمن :_ إسبقوني وألحق بكم
و أوصاهم أن لا يقربوا أموال الغنائم ، وأن لا يركبوا على إبل الصدقة ، ثم وضع لهم أميرًا عليهم وانطلقوا
فلما لحق بهم علي رضي الله عنه في الطريق ، وجدهم قد ركبوا الإبل ولبسوا من ثياب أموال الصدقة
فغضب علي رضي الله عنه وعنفهم ، فانزعجوا وتضايقوا وظنوا أن عليًا قد بخل عليهم
فلما وصلوا مكة ، جاء أهل اليمن يشتكون علي رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم
قالوا له :_ كان علي شديدًا علينا ، وقابضًا يده
فرضاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن علي وانتهى الأمر وأقر النبي فعل علي
فقال لهم :_ قد علمت أنه قد احسن [[ يعني فعله صحيح ،لا يجوز أن تستخدموا أموال الصدقات ]] فهنا دافع النبي عن علي
وهذه بداية القصة باختصارٍ شديد
الآن كثر بين الناس القال والقيل في هذا الموضوع
[[ ولا تظنون أن القال والقيل من صفات زماننا فقط بل هي صفات بني البشر منذ أن خلق الله آدم الى أن تقوم الساعة بلغتنا اليوم ، يعملوا من الحبة قبة  ]]
وانتشر الخبر بين الناس
[[ وزيدت البهارات على الكلام ، وصار من الحبة قبة ،  وصار السؤال المتداول ؛ ماذا فعل علي مع أهل اليمن حتى يغضبوا لهذه الدرجة ]]
فلما انتهى حج النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد انتشر وشاع الكلام بين الناس عن علي وأهل اليمن
رجع النبي إلى المدينة المنورة
وبين مكة والمدينة مسافة {{ ٤٥٠ كم }} وهي مسافة طويلة يقطعها الناس على الإبل ومنهم من يمشي على قدميه وتستغرق المسافة  من ٧ الى ١٠ ايام
فكان النبي صلى الله عليه وسلم من سنته يسير بهم في الليل
ويدعهم يرتاحون في النهار
[[ لأن شمس النهار حارقة ، فترتاح الإبل ويرتاح الناس في النهار وعند العصر ، عند غروب الشمس يسيرون حتى الفجر ]]
فوصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى {{ غدير خم }}
والذي يبعد عن مكة حوالي {{ ٢٠٠ }} كم
وصل إلى هذا المكان بعد خمسة أيام
من هم الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المكان ؟؟
أهل المدينة ومن حولها من قبائل العرب
لأن أهل مكة ظلوا في مكة ، وأهل الطائف رجعوا إلى الطائف ، وأهل اليمن عادوا إلى اليمن
الآن ما بقي معه إلا أهل المدينة والذين هم حول المدينة
فكان الآن من المناسب أن يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم عن موضوع علي بن أبي طالب رضي الله عنه
[[ لأن الموضوع خاص بهم ، ولماذا يشغل النبي  بهذا الموضوع فكر العرب الحجاج الذين أتوا من القبائل البعيدة ]]
وإذا لاحظنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتكلم عن هذا الموضوع لا في عرفة ولا منى ولا مزدلفة ، فلو كان الموضوع عام ومهم ، لكان تكلم عنه في {{ خطبة الوداع }} ولكنه موضوع خاص ، فترك النبي صلى الله عليه وسلم هذا الموضوع حتى رجع ، وبعد خمسة أيام عندما وصل {{ غدير خم }} ركب ناقته وخطب بالناس
ويروي لنا الحديث الطبراني في سنده والحاكم في المستدرك
عن زيد بن الأرقم
[[ زيد بن الأرقم والذي كان بدء الدعوة في دار أبيه الأرقم بن أبي الأرقم ]]
قال زيد بن أرقم :_ لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خُم وقد شاعت قائلة في علي عندها ركب  النبي صلى الله عليه وسلم ناقته وخطب بالناس

بعد أن حمد الله ، وأثنى عليه ، وصلى على نفسه
وقال :_ كأني قد دُعيت فأجبت، و إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى، (وعِتْرتي أهل بيتي ) )
.....................
يتبع الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى اللهـــــــــــــــم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

تعرف على سيرته ، تزدد له حبامن سيرةحبيبنا العطرة

الحلقة 176

(( المخلفون عن تبوك )) الجزء الثالث

تحدثنا في الحلقة الماضية عن أمر الرسول صلى الله عليه
وسلم بمقاطعة المجتمع  بكل فئاته للصحابة الثلاثة الذين
تخلفوا عن غزوة تبوك حيث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم كافة المسلمين عن التعامل معهم ،وكان ذلك شديدًا عليهم
يقول كعب :_حتى تنكرت لي في نفسي الأرض، فما هي بالأرض التي أعرف [[ تغير العالم كله في نظره من شدة ما أصابه ]]
واستمرت المقاطعة بكل ثقلها وآلامها خمسين يومًا، ذاق فيها كعب وأصحابه من المصاعب ما ذاق
يقول كعب :_ فلم يكلمنا من المسلمين أحد
كنا نطرح السلام على الرجل فلا يرد علينا ، أما صاحبي [[ يعني هلال ومرارة ]] فلزما بيتهما واخذهم  البكاء ، وكنت اشب منهما فكنت
أخرج فأشهد الصلاة وأطوف في الأسواق، ولا يكلمني أحد من المسلمين
وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي: _هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟
ثم أصلي قريبًا منه وأسارقه النظر [[ وهو يصلي ينظر للنبي بطرف عينه هل ينظر إلي ]]
يقول :_ فكنت إذا أقبلت على صلاتي نظر إليَّ [[ نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم اذا صلى كعب ينظر إليه بشفقة ]]
وإذا انتهيت من الصلاة صرف نظره عني
قال :_وكنت أخشى أن تقبض روحي وانا بهذه المقاطعة فإن الأعمار بيد الله فاموت ولا يصلي عليّ النبي فأخسر الدنيا والآخرة ، أو أن يختار الله نبيه ، فإن الموت آتٍ لرسول الله لا محالة، فتبقى المقاطعة  بيني وبين المسلمين أمر لن يغيره أحد بعد النبي
فكنت أتمنى أن تنتهي هذه المقاطعة فأموت فيصلي علي النبي صلى الله عليه وسلم
حتى إذا مضى الشهر جاء رسول من رسول الله[[ أي رجل من الصحابة ]]
وقال لي :_ يا كعب يأمركم رسول الله أن تعتزلوا نساءكم [[ أي هو  وصاحبيه ، هلال ومرارة ]]
فقلت له :_ أطلقها أم ماذا أصنع ؟؟
قال :_ اعتزلها [[ بدون طلاق ]]
قال كعب :_ فقلت لزوجتي الحقي بأهلك حتى يحكم الله فينا
وأصبحت أبيت على سطح داري وأتوجه إلى الله بالدعاء
و جاءت زوجة {{هلال بن أمية }} وكان كبيرًا في السن وليس عنده من يخدمه
فقالت :_ يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، إن هلالًا كبير في السن وليس هناك من يخدمه
أتأذن ليأن أصنع له طعامه وأغسل له ثيابه ؟؟
قال :_اخدميه ولكن لا يقربنك بشيء فإنه لا يحل له ذلك
فقالت :_بأبي وأمي أنت والله مابه حركة إلى شيء والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا
وهكذا تستمر المقاطعة بلياليها الطويلة، اضطروا فيها إلى ضرورة الإنعزال عن الناس، لأنه أخف عليهم
يقول كعب :_حتى إذا طال ذلك عليّ من جفوة المسلمين مشيت حتى تسوّرت جدار حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي وأحب الناس إليَّ
فقلت:_ يا ابن عم ، السلام عليك  ، فوالله ما ردَّ علي السلام
.......

.........

...

يتبع إن شاء الله تعالى اللهـــــــــــــــم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

تعرف على سيرته ، تزدد له حبامن السيرة النبوية العطرة
الحلقة175
تتمه الحلقة الأخيرة
((المخلفون عن غزوة تبوك الجزء الثاني))

ماذا يقول الله عز وجل في سورة الاحزاب
قال تعالى يخاطب أمهات المؤمنين نساء النبي
{{ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ}}
وحاشاهن من ذلك ولكن الله ضرب مثالًا

{{ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ۚ}}
  سبحان الله المفروض يخفف عنها لأنها أم للمؤمنين و زوجة للنبي والمفروض بمقاييسنا أن تسامح
لكن في ميزان الله لا ، لأنه بيت يتنزل فيه القرآن ونساؤه أمهات للمؤمنين فيجب أن يكنَّ القدوة الحسنة في المجتمع وهكذا  الصديقون من الصحابة لا يسامحون بمثل هذه الأخطاء حتى يطهرهم الله في الدنيا
أما المنافقون ، فلهم يوم يجعل الولدان شيبا __
ما زلنا مع قصة هؤلاء الثلاثة من الصحابة {{كعب وهلال ومرارة }} رضي الله عنهم
قال النبي صلى الله عليه وسلم لكعب :_ قم حتى يحكم الله فيك
وهنا بدأت أول مراحل الإبتلاء
يقول كعب :_ وثار رجال من بني سلمة فاتبعوني
[[ أي من المحبين له من أقاربه وأصحابه يريدون أن ينصحوه]]
فقالوا لي:_ والله ما علمناك أذنبت ذنبًا قبل هذا، لقد عجزت في أن تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر به إليه المخلّفون، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك
[[  طلبوا منه أن يفعل كما فعل غيره من المنافقين بأن يخترع حججًا  ليستغفر له رسول الله ، فيكفيه عندئذٍ استغفار النبي ]]  فكان من شدة إلحاحهم عليه أنه فكر في التراجع ، ويقدم حججًا للنبي صلى الله عليه وسلم
قال كعب : _فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكذب نفسي
[[ ولكن الله ثبت قلبه، وزاد من ثباته أنه تذكر أمرًا في غاية الأهمية ]]
قال ثم قلت لهم:_ هل لقي هذا معي من أحد؟
[[ يعني هل هناك من الصحابة غيري لقوا من النبي صلى الله عليه وسلم السخط لتخلفهم عنه]]
قالوا:_ نعم، لقيه معك رجلان هلال بن امية و مرارة بن الربيع
قالا لرسول الله مثل ما قلت، فقيل لهما مثل ما قيل لك
[[ وكما يقول العامة الموت مع الجماعة رحمة ، فإن كان مثل هذا الأمر الذي حصل معه قد حصل مع غيره من الصحابة فهذا يخفف عنه، خاصة إذا كان هؤلاء من المعروفين بصدقهم وصلاحهم ]]

قال فقلت:  مرارة بن ربيعة ، وهلال بن أمية ؟؟ !!!
رجلان أعرف صلاحهما وصدقهما
قال :_ فاطمأنت نفسي[[ أي قلل هذا من شدة ألمه ]]
قال: _ لقد ذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرًا، فيهما أسوة

ثم كان الإبتلاء الثاني وهي {{ المقاطعة }}
مقاطعة المجتمع له بكل فئاته
حيث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم كافة المسلمين عن التعامل معهم ،وكان ذلك شديدًا عليهم
يقول كعب :_حتى تنكرت لي في نفسي الأرض، فما هي بالأرض التي أعرف [[ تغير العالم كله في نظره من شدة ما أصابه ]]
واستمرت المقاطعة بكل ثقلها وآلامها خمسين يومًا

صلى الله عليه وسلم
يتبع الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى اللهـــــــــــــــم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تعرف على سيرته ، تزدد له حبامن السيرة النبوية العطرة
الحلقة175
تتمه الحلقة 2
((المخلفون عن غزوة تبوك الجزء الثاني))
ثم قال :_ تعال يا كعب
قال :_ فتقدمت أمشي الهوينة إليه
فقال :_ تعال فاجلس
قال :_ فجلست بين يديه
فقال لي :_ ما خلفك عني ؟؟
قلت :_ يا رسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر لقد أعطيت جدلًا [[ يعني لو شخص غيرك يارسول سألني كان باستطاعتي أن أقدم له عذرًا مقنعًا ولا يسخط علي  لأني أعطيت جدلًا ،  أي عندي قدرة على الكلام والإقناع  ]]
ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخط علي
وإن حدثتك بصدق تسخط علي ويرضى الله ، والله ماكان لي من عذر ، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت
فقال صلى الله عليه وسلم :_ أما هذا فقد صدق ، فقم حتى يقضي الله فيك
هنا تعجب الصحابة
لأن الذين كذبوا على الله ورسوله ، واخترعوا أعذارًا ليس لها أساسًا من الصحة يصافحهم النبي ويستغفر لهم ويجدد لهم البيعة
وهذا الذي صدق ، يعرض عنه ثم لا يقبل له حديثًا ، وبعد ذلك يأمر الناس لمقاطعته
في مقياس العامة هذا أولى بالاستغفار والمصافحة والرضى وأوْلئك يجب أن يعرض عنهم النبي ؟؟
ولكن {{ ميزان الله }} مختلف
لقد فرض الله على نبيه صلى الله عليه وسلم قيام الليل كله أوجزءً منه
قال تعالى {{ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا }}
فهل أمركم الله يا أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم بقيام الليل فرضًا  ؟؟
لا بل ندبه لكم ندبًا
قال تعالى {{ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ }} مادحًا لبعض الصحابة حتى نتأسى بهم
قال تعالى {{تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ }}
يندبك للقيام فمن لم يقم الليل فليس بعاصٍ
أما النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نام ليلة و لم يقم الليل قضاها
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله ﷺ إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة"[1]، رواه مسلم

إذًا تربية الرجال في ميزان الله لا تكون بالدلال ، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم
وإذا سمعت نص قرآني وتدبرته يذهلك ذهولًا ، اقرأ ماذا يقول الله عز وجل في سورة الاحزاب
قال تعالى يخاطب أمهات المؤمنين نساء النبي
{{ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ}}
وحاشاهن من ذلك ولكن الله ضرب مثالًا

{{ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ۚ}}
  سبحان الله المفروض يخفف عنها لأنها أم للمؤمنين و زوجة للنبي والمفروض بمقاييسنا أن تسامح
لكن في ميزان الله لا ، لأنه بيت يتنزل فيه القرآن ونساؤه أمهات للمؤمنين فيجب أن يكنَّ القدوة الحسنة في المجتمع وهكذا  الصديقون من الصحابة لا يسامحون بمثل هذه الأخطاء حتى يطهرهم الله في الدنيا
أما المنافقون ، فلهم يوم يجعل الولدان شيبا __
ما زلنا مع قصة هؤلاء الثلاثة من الصحابة {{كعب وهلال ومرارة }}
......
......
.........

يتبع إن شاء الله تعالى اللهـــــــــــــــم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

تعرف على سيرته ، تزدد له حبامن السيرة النبوية العطرة
الحلقة174

(( حرق مسجد الضرار ))

انطلق صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان على مقربة من المدينة [[ أي سيدخلها غدًا ]] وكان من سنته صلى الله عليه وسلم أن لا يدخلها ليلاً ابداً ، فكان إذا دنى منها وكان بينه وبينها ساعة من زمن ، أعرس خارج المدينة [[ أيًًًًِ نام خارج المدينة ]]
وأرسل البشائر بأنه قدم  ليستعد الناس للقاء ذويهم
ثم يدخلها عندما ترتفع الشمس وقت صلاة الضحى

فبات النبي صلى الله عليه وسلم خارج المدينة
ثم انتدب اثنين من الصحابة وهما {{مالك بن الدخشم}} و{{معن بن عدي}} وقيل أربعة من الصحابة
ليبشروا الناس بقدوم الجيش و ليحرقوا مسجد {{ الضرار }}
وكان المنافقون قد بنوا مسجدًا قريبًا من قباء
وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي فيه قبل خروجه إلى تبوك
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ إني على سفر ولكن إذا رجعنا صلينا فيه إن شاء الله
وكان المسجد قد فتح وصلي به قبل تبوك [[ وقدر الله لنبيه أن لا يدخله ولا يصلي فيه ركعة واحدة ]]
وعندما سألهم الناس لماذا أتخذتم مسجدًا آخر قبالة مسجد قباء ؟؟
قال المنافقون :_ اتخذناه للمريض والشيخ المسن والليلة المطيرة
[[ يعني ليس كل الناس يستطيع ان يذهب لصلاة خمس صلوات في مسجد قباء ، فاتخذنا هذا المسجد في وسط هذا الحي قريبًا من بيوتنا لكي يصلي به المريض والشيخ المسن وإذا كانت ليلة فيها مطر صلينا به لأنه قريب ]]
ولكن الحقيقة كانت غير ذلك ، وقصة هذا المسجد :

أنه كان في المدينة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم رجل اسمه {{ أبو عامر }} كان قد تنصر قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان من سادة الأنصار
وعلم أن هذا الزمان زمان النبي فترهب وتنسك طمعًا في أن يكون هو هذا النبي، وأطلق عليه أهل المدينة
{{أبو عامر الراهب }}
فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، وهاجر إلى المدينة خاب ظنه
وحقد على النبي صلى الله عليه وسلم ورفض الإسلام
وزاد حقده بعد النصر في بدر
ثم ذهب إلى قريش وأخذ يشجعهم على حرب النبي صلى الله عليه وسلم
حتى خرجت قريش لغزو المدينة في أحد
وقبل بداية المعركة تقدم بين الصفوف، وأخذ ينادي على الأوس حتى يخذلوا النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يقول :_ أنا أبو عامر الراهب
ولكن الأنصار سبوه وقالوا له:_ بل أنت أبو عامر الفاسق
فلما انتهت المعركة
لحق بهرقل قيصر الروم يستنصره على النبي صلى الله عليه وسلم
فوعده هرقل وأقام عنده
وأخذ يراسل المنافقين في المدينة، ويعدهم بأنه سيأتي بجيش هرقل لغزو المدينة
. ...
......
.......
يتبع إن شاء الله تعالى اللهـــــــــــــــم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

تعرف على سيرته ، تزدد له حبامن سيرةحبيبنا

الحلقة173
تتمه الحلقة الأخيرة
(( العودة من تبوك ومحاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم ))
لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط
[[ وهذا مثال المستحيل سم الخياط هو ثقب الإبرة ، هل يستطيع أحد أن يدخل الجمل ( البعير ) في ثقب الأبرة ، وقيل  الجمل هو حبل السفينة الغليظ الضخم والمقصود أنه من المستحيل أن يدخلوا الجنة  ]]
منهم ثمانية [[ ٨ منافقين من ١٢ ]] اللهم ارمهم بالدبيلة
قالوا :_وما الدبيلة يا رسول الله ؟؟
قال :_سراج من نار يظهر بين أكتافهم حتى ينجم من صدورهم [[ المرض المعروف بلغة عصرنا الحزام الناري وقد يصيب الإنسان في وسطه أو بين كتفيه ]]

فوثب أسيد بن حضير [[ وهو من سادة الأنصار وعقبي ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم يوم العقبة وكان أحد النقباء ]]
فقال أسيد :_ بأبي وأمي أنت يا رسول الله ، أطلعنا عليهم ما دام الله قد أطلعك ، ولتقم كل عشيرة إلى صاحبها فتضرب عنقه فلا يطالب به أحد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_لا يا أسيد
قال:_ فداك أبي وأمي أطلعنا عليهم ، فوالذي بعثك بالحق لا تقوم من مقامك حتى تكون رؤوسهم بين يديك 
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_إني أكره أن يقول الناس ، إن محمدًا قاتل بقوم حتى إذا أظهره الله تعالى بهم أقبل عليهم يقتلهم
فقال: يا رسول الله هؤلاء ليسوا بأصحابك
فقال رسول الله : _ أليس يظهرون الشهادة [[ أرأيتم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ، المتشددون الذين يحلون دم من لا يصلي ويصفوه بالكافر ، بدعوى الجهاد في سبيل الله ]]

ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان
فقال :_ يا حذيفة سأطلعك على أسمائهم وأسماء آبائهم ولكن اكتم عليهم ذلك
حتى تنصح من يلي أمركم بعدي [[ وهذه نبوءة لحذيفة بأنه سيطول عمره ]] ،  بأن لا يركن إليهم ولا يوكل إليهم أمرًا

فذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة

وكما قلنا في الجزء السابق
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكشف النقاب عن المنافق
بغية ثلاثة أمور :
١_  رجاء أن يحسن إسلامه فيحقق الله في النبي صلى الله عليه وسلم من قوله {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }}

٢_ من أجل أن لا يؤذي أقاربهم من الصحابة من ذوي الإيمان

٣_ حتى لا يخرجوا من صفوف المسلمين علانية وينضموا إلى العدو فيكثر عدد أعدائنا
ولكن جاء الإذن من الله عزوجل ، بأن يكشف النقاب عن كل واحد منهم إذا ما مات وهو لا يزال على النفاق
قال تعالى {{ وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ }}
فكان صلى الله عليه وسلم ، إذا مات منافق لا يصلي عليه ، فإذا قربت جنازته في المسجد للصلاة عليه وأخبروا النبي عن اسمه
قال النبي صلى الله عليه وسلم :_صلوا على صاحبكم ، و يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد ولا يصلي عليه
فإذا رأى الصحابة ذلك علموا أن هذا الميت كان منافقًا ومات على نفاقه 
فبعد أن يموت فلم يعد لنا أي مطمع في صلاحه :
١_ مات فلا نرجو حسن إسلامه ، فقد مات على نفاقه
٢_ بعد الموت ماذا سيضر أهله وأقاربه مات على النفاق مثله كمثل من مات مشركًا من قبل
٣_ مات فلن يكثر الأعداء بسببه

انطلق صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان على مقربة من المدينة [[ أي سيدخلها غدًا ]] وكان من سنته صلى الله عليه وسلم أن لا يدخلها ليلًا أبدًا
يتبع إن شاء الله الحلقة القادمة
اللهـــــــــــــــم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

تعرف على سيرته ، تزدد له حبامن سيرةحبيبنا

الحلقة173
تتمه الحلقة 1
(( العودة من تبوك ومحاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم ))

فسلك النبي صلى الله عليه وسلم العقبة ، وكان معه اثنان من أصحابه فقط
{{ حذيفة بن اليمان }} يقود ناقة النبي صلى الله عليه وسلم
و {{ عمار بن ياسر }} كان خلف ناقة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها عقبة حادة ، وكان يلتقط بعض المتاع إذا سقط
فلما كان الليل وكان النبي صلى الله عليه وسلم في وسط العقبة
تلثم المنافقون حتى يتخفوا تمامًا ، والوقت كان ليلًا وفي أول الشهر
[[ لأن النبي خرج من المدينة إلى تبوك ٥ رجب ، والآن يعود لمدينته في ٥ رمضان استغرقت هذه الغزوة شهرين من ٥ رجب إلى ٥ رمضان شهرين ، الشهر في بدايته ليس هنالك قمر ، الظلام دامس ]] تلثم المنافقون وتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة
فلما كانوا على قرب منهم أحس بهم صلى الله عليه وسلم ، وكان من عادته أن لا يلتفت
[[ أي لا يلتفت كما يفعل الناس برأسه ، فكان إذا أراد ان يلتفت صلى الله عليه وسلم إلى الوراء ، وقف واستدار استدارة كاملة بجسده ، والآن هو على الناقة لا يمكنه الإستدارة ]]
فقال:_ من القوم يا حذيفة ؟؟ ، لقد قلت لا يتبعني أحد
فلما علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أحس بهم ،  أسرعوا بالسير وراء النبي ، فجفلت الناقة التي يركبها النبي صلى الله عليه وسلم ،  واهتز بعض متاع النبي صلى الله عليه وسلم ، فسقط  متاع النبي صلى الله عليه وسلم [[ كالسوط وآلة الوضوء وبعض ما يحتاجه في السفر ]]
سقط بعض متاعه ولكن الله ثبته على راحلته ، فلم يؤذَ
فترك خطام الناقة حذيفة وأخذ محجناً يضرب وجوه رواحلهم وهويقول :_ دونكم دونكم يا أعداء الله ورسوله
وأخذ عمار بن ياسر أيضًا يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم
فخاف المنافقون وانهزموا وانحدروا سريعًا إلى الوادي واختلطوا في الناس
فقال النبي صلى الله عليه سلم :_ أعرفتهم يا حذيفة ؟؟
زهراءقال:_ لا والذي بعثك بالحق ولكني عرفت بعض رواحلهم
[[ فالعرب عندهم فراسة في معرفة الرواحل يقولون ناقة شهباء يقولون ناقة حمراء حمر النعم يقولون ناقة دهماء وهكذا ]]

قال :_ عرفت بعض رواحلهم
قال :_ أتعلم ماذا كانوا يريدون ؟؟
قال :_ لا والذي بعثك بالحق
قال :_ عزموا على أن يلقوا رسول الله من على راحلته حتى يقتل ثم يختلطون بين الناس فيقولون عثرت به ناقته
ومضى النبي صلى الله عليه وسلم وسار حتى أتم العقبة ثم انحدر إلى الوادي
وكان قد انتهى الليل وقارب الفجر
فامر أن يعرس الناس [[ ومعنى يعرس ، أن يستريحوا ويناموا ]]
حتى كان الفجر فصلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر في أرض برحة [[ أي واسعة ]]
ثم استقبل الناس بوجهه ثم أمر حذيفة أن ينادي :_ من منكم
تبع النبي في العقبة ؟؟ فلم يتكلم أحد 
فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن في أصحابي [[ أي ليسوا من أصحابه ولكنهم بين أصحابه ]]
إن في أصحابي اثنا عشرة منافقًا قد تبعوا محمدًا رسول الله في هذه الليلة إلى العقبة وعزموا أن يلقوه عن ناقته ثم يزعموا أنه قد عثرت به ناقته ، ولكن هموا بما لم ينالوا
لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط
[[ وهذا مثال المستحيل سم الخياط هو ثقب الإبرة ، هل يستطيع أحد أن يدخل الجمل ( البعير ) في ثقب الأبرة ، وقيل  الجمل هو حبل السفينة الغليظ الضخم والمقصود أنه من المستحيل أن يدخلوا الجنة  ]]
......
........
.........
يتبع إن شاء الله تعالى اللهـــــــــــــــم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

تعرف على سيرته ، تزدد له حبامن سيرةحبيبنا
الحلقة171
((غزوة تبوك، تحقق النصر الجزء الثاني))

تحدثنا في الحلقة الماضية أن قتالا حدث بين خالد بن الوليد وأكيدر،تم أسر أكيدر وقتل أخيه حسان

وكان أخوه {{ حسان }} الذي قتل يرتدي ثيابًا من الحرير مشغولة بالذهب [[ أي مخاطة بالذهب ]]
وفي عنقه صليب من ذهب[[  لانهم كانوا يدينون بالنصرانية ]]
فأمر خالد من معه أن يسلب القتيل ، فأخذوا سيفه وثيابه وصليبه الذهبي
ثم قال لأكيدر :_ فلتأمر  رجالك ليفتحوا أبواب الحصن الآن
فقال اكيدر :_ يا خالد إذا رأى قومي ملكهم أسيرًا مجدلًا بالحبال ، لن يفتحوا أبواب الحصن
ولن يطيعوه لأنه أصبح أسيرًا ، فإن شئت أن تتم الأمور ولك علي ذمة الله [[ لأنه نصراني يؤمن بالله]]
قال :_ ولك علي ذمة الله وعهده أن أصالحك مقابل حقن دماء قومي ، ولكن فك قيدي يا خالد حتى يسمع قومي قولي
قال له خالد :_ لك ذلك
ففك قيده وتقدم {{ أكيدر }} إلى الحصن ونادى الذين على أسواره من الحراس
:_ أنا أكيدر ،  افتحوا لي باب الحصن
ففتحوا له باب الحصن
[[ رجل عاقل ، لأنه فعلًا لو رأى قومه ملكهم مربوطًا بالحبال هل يطيعوه ؟؟ ]]
ففتحت أبواب الحصن دون أن تراق قطرة دم واحدة
فدخل {{خالد }} وصالح {{ أكيدر }} على شيء من سلاح ومال مقابل حقن للدماء
وعلى أن يسير معه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
[[ لأن النبي قال لخالد أحضره إلي ]]
وجاء به خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وكان {{ خالد }} قد أمر بعض أصحابه أن ينطلقوا بما سلب من حسان من سلاح وثوبه الحرير المشغول بالذهب
ويسبقوه إلى تبوك حيث النبي صلى الله عليه وسلم هناك
ليبشروا النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم خالد ومعه ملك دومة الجندل {{ أكيدر }}
فسبقوا خالدًا ووصلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ووضعوا بين يديه ما سلب عن {{ حسان }}
يقول الصحابة ومنهم {{ عمر بن الخطاب }} في رواية هذا الحديث [[والحديث متفق عليه ]]
قال :_فأخذنا نتلمس ذلك الثوب من الحرير الذي سلب عن حسان ونعجب منه لنعومته وكيف طرز بالذهب
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ أتعجبون من هذا ؟؟ وأشار بيده إلى ذلك الثوب الحريري
قلنا :_ نعم يا رسول الله
قال :_ والذي نفسي بيده  لمناديل {{ سعد بن معاذ)) في الجنة  أحسن مما ترون
[[ قولوا لا إله إلا الله ، المناديل نسميها محارم اليوم ، المناديل التي يقدمها خدم الجنة ، يطوف عليهم ولدان مخلدون يقدمون مناديل لسعد يمسح بها يديه أحسن من هذا وأعز وكلنا اصبحنا نعلم من هو سعد بن معاذ ، هو سيد الأوس الذي استشهد في غزوة الأحزاب في السنة الخامسة من الهجرة
الذي اهتز لموته عرش الرحمن والذي كانت له مواقف كثيرة أثلجت صدر النبي صلى الله عليه وسلم ]]
فجاء خالد ومعه أكيدر
وكان عليه لباس الملوك وثيابًا من حرير وفي عنقه صليبًا من ذهب ، فكانت له هيبة الملوك
فلما دخل {{ أكيدر }} على رسول الله ووقع نظره على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
ارتعدت فرائصه وخر {{ أكيدر }} ساجدًا بين يدي رسول الله [[ كما يفعلون للأكاسرة والأقاصرة  ]]
فأشار النبي صلى الله عليه وسلم بيديه
وهو يقول :_  لا ، لا ، لا تفعل
{{ إنما أنا عبدالله ورسوله ، لا ينبغي السجود إلا لله }}

يتبع الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى
صلى الله عليه و على آله و سلم