"يُؤجر المرءُ منَّا علىٰ محاولاته المُستمرَّة رغم انعدام الشغف وتأخُّر النتائج، يُؤجَر على بثِّ الطَّاقة والأمل في نفوس المُحيطين به رغم حاجته لمَن يدعمه ويحفزه، يؤجر على ثباته؛ لأنَّ ثمة من يتَّكئ عليه، يؤجر على الاستماع للآخرين والتهوين من أزماتهم ومحاولة تخفيف أثقالهم..

رغمَ كلّ ما في صدره من ضيقٍ وتعبٍ، يُؤجر على ثباتِه أمام الناس؛ خوفًا أن يُحمِّلهم أثقاله، ويُؤجر لأنه يذهب إلى الله؛ طالبًا يد العون.. ويؤجر علىٰ سعيه كلَّ يوم.."🤍🌿

إذا ذاكرت درسًا واحدًا أو اثنين أو حتى ثلاثة اليوم فلن تكونَ الأوّل غدًا، لكن إذا ذاكرت درسًا كل يومٍ فبإمكانك أن تكون الأول في نهاية العام!

للأسف الشديد المعدّل البطيء والمُجهِد للتغيير والإنجاز يجعلنا نقلل من قيمته؛ فإذا أجّلت مذاكرتك اليوم فسيكون غالبًا هناك وقت لإنهائِها غدًا، لكن بعد أسبوع مثلًا فسيكون الأمر أصعب، وإن أصبحت عادة كل يوم -بلا شكّ- ستكون النتائج وخيمة.

أعان اللّٰه كلّ من يُحاول!

وأُذكّر نفسِي وإيّاكم أنّ بإمكاننا البدء كل يومٍ، وأنّ ربّنا كريم يَجبُرُ تقصِيرَنا، فَلنُرِ اللّٰه -عزّ وجلّ- مِنّا خيرًا، ولا نُشمِت غيرَنا في دينِنا.

كثيرٌ من الأهداف العظيمة التي يرنو إليها الإنسان ويطمح لنَيلها يبدأ السيرُ إليها من التفاصيل الصغيرة، كما قيل: "إذا أردتَ تغييرَ العالم فابدأ بترتيب سريرك!".

والتفاصيل الصغيرة كثيراً ما تكون كاشفة لأخلاق الإنسان وتصوراته عن الحياة، ومنطَلقاته فيها..
وبعض التفاصيل وإن ظنَنّاها صغيرة فإنها أكبر من النجاحات الكبيرة والإنجازات العظيمة، فمثلا: لا يمكن أن يكون الإنسان محافظاً على ذكر الله في كل أوقاته، مقيماً لصلواته دائباً عليها، إلا وفي قلبه إيمانٌ راسخ، وتعظيم لله تعالى وإيثار لقربه وترقُّبٌ للدار الآخرة.. والعكس بالعكس: فلا تُحدِّثني عن تعظيمك لله جل وعلا ومحبته وأنت لا تصلي! أو وأنت تُسرف على نفسك في المعاصي وتقتحم الكبائر دون توبةٍ وإنابة! فالاعتقاد الجازم لا يتخلف عنه العمل بمقتضاه.

فانتبه -وفقنا الله وإياك- لهذه القاعدة، واختبر بها نفسك وقِس عليها ما ترى في هذه الحياة، تَجِدها صادقةً عميقة؛ فالأمور العظيمة يُستدَلّ عليها بما يظنه أغلبُ الناس تفاصيلَ صغيرة، وربما يعدّها بعضهم تافهة!

- منصور الحذيفي.

- كيفَ أجِدُ الوَقت؟
= بإدارة أولوياتك (الأهم فالمُهم) وليس (الأحب والأقرب لِنَفسك).

- كيف أفعلُ ذلِك؟
= أولًا: تتيقَن أنَّ الوقتَ المُتاحَ يكون لمهمةٍ واحدةٍ فقط، تُنجِزُها وتُنهِيها ثم تَنتَقِل لغيرِهَا، أما تَعدُّد المَهام فهو وَهْم يُفضي بِصاحِبِهِ لِمزيدٍ من الشَتَاتِ وقِلة التَركيزِ، ويُخرِّب عليهِ مُستويات الجَودَةِ والإحِسَانِ في العملِ.

وثانيًا: أنْ تَقبَلَ التضحيةَ بشيءٍ مُهم مقابل شيئًا أهَم، وأنْ تَتَعَلَّمَ أنَّ لِكُلِ شيءٍ ثمنًا، ولِكُلِ مَكانةٍ جُهدًا لَابُد أن يُبذلَ لها، ولا مكانةٌ بالنومِ والكسلِ ولا نجاحٌ بكثرةِ الشكوىٰ والملل.

وأخيرًا: الوقتُ الذي تَقضِيهِ في التَشَكِّي والبحثِ عن أسَاليبِ إدَارة الوَقتِ -هربًا من المسؤوليات- يُمكِنُكَ استِغلَال هذا الوقتُ في العملِ ذاتِهِ!

المُجاهَدةُ في بِدايتِهَا صعبةٌ ومريرةٌ، لكِنَّ الصعبَ لا يدومْ، والمَرارةُ تُنسىٰ بمُجردِ أنْ تَستَمِر وتُواصِل حتىٰ تُذعِن لكَ نَفسُكَ وتَستَجيبُ لإصرارِكَ؛ هذا إنْ كانَ لدَيكَ إصرارًا وهدفًا يُشغِلُكَ!

- للأسف ليس لدَيَّ هدفٌ، ماذا أفعل؟
= لا تَهدف للتفوُّقِ؟ لا تَهدف للنَجاحِ والتَمَيُّز في تَخصُصِكَ ودَراسَتِكَ؟ لا تَهدف لتَحقِيقِ مستوىٰ علميّ مرموقٍ يُشارُ إليَكَ فِيهِ بِالبَنَانِ؟ لا تَهدف لمُنافسةِ غَيرِكَ في عُلُوِ الهِمَّةِ؟ لا تَهدف لرِضا رَبُّكَ في دراسَتِكَ وعَملِكَ؟

إليكَ أهدَافُكَ، فَانظُر مَاذا تَصنَع!

الكلام ده عن قناعة تامة ومن خلال تجارب شوفتها قدام عيني.

مفيش شغلانة كويسة وفيها خير ليك
بابها هيتقفل في وشك،

مفيش أي شيء في الدنيا فيه خير ليك ومناسب ليك
ربنا هيبعدك عنه!

كل اللي بيروح مكنش حقيقي،
مكنش مناسب،
مكنش لايق عليك،
ولا هينفعك قدام!

ريح نفسك،
مفيش فرص ضايعة،
كل اللي فاتك مش بتاعك ..
الخير دائمًا في قضاء الله و قدره.")

قناة بينزل عليها؛ أوراد قرآنية ومعسكرات مُذاكرة.
https://t.me/drmohammed000

لاتفوتكم ?

كل صباحٍ أقول "الحمدلله" وأنا أعنيها من كل قلبي؛ لأنّ شمسه تُشرق عليَّ وأنا مستورة في بيتي، معافاة في جسدي، لم أزل على ديني، بجانبي زجاجة ماء وعندي خبزٌ وجبن، وفي رأسي ما يمكنني أن أبذله، وأهلي بخير وعلى ملة الإسلام.

"الحمدلله" ليست مجرد كلمة نُجريها على ألسنتنا كنوع من الواجب، إنها شعورنا الصادق والعميق بالأمان والامتنان والغبطة، هي حقيقة نجاتُنا يومًا آخر وامتلاكنا فرصة جديدة، دخولنا اليوم ونحن نقول لأنفسنا: نحن أحياء؛ إذًا هناك أمل.

- شيماء هشام.

ستنجح -بإذن الله- عندما تعطي وزنًا لكل دقيقة في يومك، عندما تسّول لك نفسك أن تجلس فارغًا من العمل النافع ثم تتدارك بأن تقول: هذه الساعة التي سأقضيها حاشرًا أنفي في هاتفي، أو مُطلقًا ساقاي أجوب البراري فرِحًا متنزهًا، أو أجلس بصحبة الفارغين، لهِي أولى بالاستغلال بحشر أنفي بين دُفتي كتاب، أو ثني ركبتيّ في مجلس علم، أو بمذاكرة نافعة مع رفيق صالح !

عندما يصبح هذا نمط تفكيرك = ترك ما تشتهيه نفسك الكسولة من توافه إلى ما تطمح إليه نفسك التواقة من معالي؛ حينها ستستغل وقتك في مكامن الخير، وتنفق جهدك في دوام السير، وتحلق بهمتك مع أسراب الطير.

فإذا رأيت نفسك تكاد تجلس أنهضها، وإذا أبصرتها تكاد تنام أيقظها، وإذا لمحتها تكثر اللهو فاجلدها، وفي كل حين وجّه نظرها للساعة وأخبرها:

- نحن في دار عمل نبتغي الراحة في الدار الآخرة، ولن ننال الراحة إلا بعد معنّة التعب، والعمر قصير انقضى منه ما انقضى وخفيٌ عنا ما منه بقى، ها هو ذا ما تريدينه من لهو وسفالة لا يورث إلا الندم والشقاوة، وها هو ذا ما يُنال به النعيم لا ينال إلا بالمتاجرة مع العليم الحكيم -سبحانه عزّ وجل-، فانقادي طوعًا وسلمِي زمامك لداع الجد والكد، كي تُنادي غدًا عندما يُنادى المفلحون: سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ !

صباحُ الخير..

يوم جديد = بداية جديدة.
ليست الراحة هي هدف الحياة، نحنُ أمناء علىٰ أنفسنا وأوقاتنا ومن المهم أن نستعملَ جوارحنا علىٰ أشياء لها قيمة حقيقية، المؤمن ليس عنده إجازات.. ابدأ اليوم ولو بإنجاز صغير في نظرِك، استثمِر يومك في عملٍ لم تنتهي منه أو قمت بتأجيله من قبل، واجعل نيتك خالصة للَّه؛ كَي تؤجر بإذن اللّٰه.
ابدأ بصلاة الضحىٰ، ثم اقرأ وِردك من القرآن وتوكل علىٰ اللَّه.

«ابدَأ باسمِ اللَّه ولا تعجز».

- حَبيبة أحمَد.

"أعلم أنك لست على ما يرام!

وأنك تقف وقوف العاجز، الذي ذابت محاولاته كلها دون أن تتقدم به خطوة واحدة، وقوفَ من أُسقط في يده، من تتداعي في لياليه دواعي اليأس لكنه لا يفعل

أعلم أنك تقارع هذا وحدك، تقطع برفقته الطريق إلى أيامك ومهامك وأحبابك بمشقة، لم يصل ريحها لأحد، ولم يسعك إلى الآن أن تتشاطرها مع رفيق

وأعلم أنك تستطعم الحياة بطعمٍ لم تعهده، هتافات الإنجاز لم تعد تُطربك، وبهجةُ الفجر الذي يهزم أزقة الظلام لم تعد تُبهجك، وأصواتُ الأحباب التي تضيء، أصبحت تمرك مرورًا عاديًا!

تفيء لفراشك كل ليلة، تطفئ أنوارك دون أن ينطفئ ضجيج الأسى في صدرك، وزحام المعاناة الذي تحس به يظلك، وهتافات الإستسلام التي لا تنفك تفارقك

ولا تخف ولا تحزن، الليالي الصعبة وقود لأيام سعيدة في الطريق، إن لم تستظل ببركاتها في هذه الدنيا، ففي الآخرة عند ربٍ كريم

لا تنقص حبال الصبر، ولا يخبو في قلبك طرقُ الباب، ولا يشع في روحك إلا الرضا، ولا تعتنق إلا الإيمان بأنه الخير مهما كان شاقًا، وأنَّ عاقبته لن تكون شيئًا معتادًا، ستكون فوق ما تأمل! وأكبر مما ترجو!

مهما كانت الصراعات في عمرك، ثمّةَ نعيم، ثمّة لحظات حريرية، ومقاعد صدق، وخالدين.

المهم أن تسعَ من أجل أن يحبّك، أن ترعَ رؤيته وإحاطته، ألا يهزمك الهوى فيضلك عن رضاه، ولا تهولنك الجراح فهو أهلُ المغفرة، أن تعود في كل مرة، ولو أفنيت العمر خطايا تلتهب روحك كلما تصفحتها في ذاكرتك، ثم حانت منك عودة صادقة لكنت محفوفًا بالحب والفرح: ﴿يحب التوابين﴾

هذا هُوَ المُعترك الذي يستحقّ معاركك إلى أن تُفضي إليه، وما سواه -يعدّي-

- د.ندى العيسوي.