قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 2 months ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 3 months, 1 week ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 3 months, 4 weeks ago
https://whatsapp.com/channel/0029Vb4CgKY9RZAafU5tsP12
عملنا قناة بدل الجروب عشان الارقام متكونش ظاهرة 🤍
اللي مش عارفين يدخلوا يجربوا تاني الاول العدد فيه اكتمل
مساء الخير
https://chat.whatsapp.com/CLSsdgmWp631OrxIg3hSNg
جروب اسكريبتات الواتس
واتحرك بجد فسألته بضحك:
ـ من أمتي يا سيف؟
التفت لي:
ـ من اول ما الأبله اعتماد قالت ادي الورق لسيف حسيت انك بتحترمي الكبير والصغير ولسه عادات كلامك وافعالك فيكِ مهما تروحي وتيجي.
ـ وليه مقولتش من ساعتها؟
ـ الحاجات دي مش بتتقال في ساعتها احنا بنتخطف بس المواقف وطولها بتبين وتقول اكتر.
ـ وبينتلك ايه؟
شاور بأيده:
ـ كتير اوي وبس بقي سبيني الحق اروح.
ـ هتقولي عليها بعدين؟
ـ هحكيلك متقلقيش.
ـ وهتستحمل لغبطي وتوهاني!
ـ نتوه مع بعض مفيش مشاكل.
سألته بأبتسامة قبل ما يلف:
ـ وهتعرف وهتتصرفلي؟
وقف وأبتسم:
ـ أنا موجود علشان هتصرف واعرفلك.♥️
الست مشيت بضيق وهو بصلي:
ـ كنتِ هتسبيها ترفع إيدها ولا إيه؟
ـ هو في واحدة اسمها أيلول زيي هنا؟
أبستم:
ـ اه مضايقك الآسم؟
هزت رأسي بـ لأ بس فجأة عيطت:
ـ تعرف مكنتش هسبها بس أتخضيت من رد فعلها، هي الناس عايزة مني ايه؟ ولا حتي الموافق الصعبه دي بتجيلي له أنا تعبت والله يا سيف وزهقت أنا مبعرفش اتصرف.
ـ أنا هتصرفلك بس متعيطيش، ممكن!
رفعت رأسي لُه فكمل:
ـ اصل معيش مناديل وهتبقي سهراية وبتاع.
ـ بس انا عايزة أعيط.
ـ خلاص تعالي نشوف في العربية فيها مناديل ولا.
جاوبت بعياط:
ـ بس إحنا ممكن نشوف في شنطتي!
ـ لأ لأ شنطتك دي حوار عقبال ما نفتحها ونقلب فيها وندور موال لكن الأسهل العربية تطلعي تتمشي وتشمي شويه هوا يزيلوا عياط الغبرة ده.
ضحكت فبصلي وهو بيسبقني:
ـ عجبتك يزيلوا دي صح؟
ـ مش اوي.
ـ مبتعرفيش تكذبي.
وفتح لي العربية،قعدت بنصي علي الكرسي لبرة وهو راح يجيب مناديل، اصل انا عايزة أعيط واقلبها مناحة، لكن حصل العكس جاب عصير و جيه قعد علي الرصيف قصادي واتكلم:
ـ علي فكرة أنا كُلي لغة ومُعجم فأشربي علشان ابهرك بقي.
ـ بس انا كنت عايزة أعيط!
ـ عيطي.
وثانية اتنين وفتحت وطلّعت كل اللي عندي من لخبطة وكلام وتردد وبعد ما هديت سألني:
ـ خلاص؟
ـ يا سيف أنا مش عايزه افضل هنا علشان مش خلاص، انا عايزة ارّوح لماما واقعد كل الأسابيع والشهور معاها واكل المحشي والبط بتوعها، انا معدتش عايزه ابقي هنا.
ضحك:
ـ ليه مش بتعرفي تعملي اكل؟
مسحت دموعي:
ـ بعرف بس أنا مش حِمل غربة القاهرة وبهدلتها فيَّ.
حط إيده علي قلبه بتمثيل:
ـ اخ صدمتيني، مش عيب تقولي أنها بهدلتك وانا في صفك!
ـ اومال اقول ايه؟
ـ قولي بهدلتنا سوا عادي هتبقي ارحم والله.
ضحِكت علي شكله فأبتسم ومد العصير:
ـ ايوة كده اضحكي وفكي وخدي اشربي مش مستاهلة كلنا هـنمـ وت اصلًا.
ضحكت ودموعي بتنزل:
ـ اصلًا؟
ـ يادي نلية هنعيط تاني! لا بقولك ايه انا اخد رقمك علشان امنع قنواتك الدمعيه دي تنزل.
وخد تليفوني سجل رقمه ورن علي نفسه وبعدها بص لي وقال بعزومه:
ـ اول ما تقولي واء اديني رنة علشان نوأ وأ سوا مينفعش والله لوحدك دي تاني.
كتمت ضحكتي للمرة الألف باين:
ـ وإن مرنتش؟
ـ وهي دي فيها سؤال انا هرن طبعًا.
شوية شوية كنا بنقرب وشوية شوية رغبتي بأن ارجع اتمحت ويمكن كمان بنيت احلام أن ابقي هنا دايمًا وسط الغربه وسط دفء عيون سيف، أصله صاحبي الوحيد ودمه خفيف ولمض في الكلام وجيبها من تحت اوي وراجل لُقطه..اقصد يعني صديق لقُطه مش اكتر.
ـ" فاضي؟"
بعتها علي الشات بتاعنا بعد انقطاع اربع ايام مني لعدم الكلام معاه وكنت مقلقة ميردش لكن فجأني وبعت:
ـ اسألي.
ابتسمت وبعت زي الهبلة:
ـ هسألك سؤال مش علشان حاجة يعني بس لو عايزة اكُل اعمل مكرونة بالبشاميل ولا رز وبسلة؟
ـ لأ مكرونه علشان تجبيلي منها بكرة.
ـ ولو نفسي راحه للبسلة والرز؟
مبعتش الرد لكن لقيته بيرن فرديت وقال:
ـ يبقي تعمليها وتعزميني عليها وانا جاي اهو خلاص.
ضحكت:
ـ هو انت رامي بلاك عليا ليه؟
ضحك بضيق:
ـ عايزه تتمسمري وتتصلحي علي ردودك اللي تقرف دي بس اوكيه، ادينا بنتنيل نبلع زبيب ضـ رب الحبيب يكش يبقي فايدة.
ـ ايــه!!
نفخ:
ـ اقعدي بقي كل شويه اتخضي ولا اكنك عارفة أن مدهول علي عيني وسايبك تسحليني.
ـ محصلش!
ـ انكري، انكري براحتك انا اصلًا طالع علي البلد اشبوكك.
ملامحي كرمشت:
ـ ايه تشبكني دي! ويا تري هتجيب صيغة ولا لأ.
ـ مقدار ما يوزنوكِ هجيب متقلقيش.
زعقت:
ـ سيف!!
ـ ايه يا عيوطة سيف؟.
قفلت في وشه صح؟
اه والله قفلت في وشه ما هو ميستهلش غير كده لكن رجعت رنيت عليه زي المحوجه:
ـ بعد ما بيقفلوا بيرجعوا يرنوا.. المعجبين يا حكومة.
لعبت في صوابعي:
ـ بص بقي أنا رانه علشان طلب واحد بس ومليش غيرك هنا يأما والله اسحب حالي ونفسي طبعًا من غير مالي علشان محلتيش اصلًا.
ضحك:
ـ ايه ستي الدخله دي قولي كملي.
اتنهدت:
ـ الراجل بتاع الشقة تقريبًا مستعفي عليا علشان لوحدي ورافع الإيجار أضعاف أضعاف ما كنا متفقين وكمان فات حوالي خمس شهور اهو ومخدش من تأمين بس دلوقتي غير كلامه وعايز تأمين وايجار اوفر وتقريبًا كده عايز حد يفوقه.
رد بهدوء:
ـ اعتبري حصل.
حل المشكلة مع الراجل واتكلم معاه والعجيبة بأنه اقتنع؟ يعني كان لازم يعني اجبله راجل يكلمه علشان يوافق! ولا كان لازم سيف الجميل يجي يكلّمه!!
ـ أنا اكتشفت حاجة بأن الراجل عايزله راجل يتكلم معاه.
قولتها بعد ما خلصنا فرّد بجدية:
ـ وأنا اكتشفت حاجة اجمد بأن لازم نتجوز مينفعش تفضلي لوحدك تتعكي كده.
ـ يا سلام؟
ـ اه والله اكتشاف هايل أنا رايح اخد العربية اصلًا وطالع علي بيتك.
مدرسة طويلة عريضة شايلة عالم كبير وانا عيلة صغيرة فيها، لسه بتحبي ولسه بتتعلم لكن في صورة بنت كبيرة ومُدىسة مسؤولة، مضحك التخيل ومضحك إن بواجه كل يوم ده لوحدي، بيئه عمل مش طبيعية علي عيني وعلي تعود نظراتي ومعتقداتي! الكُل هنا براحته حتي الأطفال يعرفوا يخرجوا ويجوا وانا لحد الآن عملت المستحيل ومُستحيله علشان بس أعرف اجي هنا واشتغل!
مدرسة خاصة وبيئة وافكار غير مألوفة ليَّا وبقع كل يوم في تعثُر بس.. بس علي الأقل هو موجود!
" انا هتصرف واعرفلك "
كلمة تلقائيه نفذ مفهومها في كل وقعه كنت بقعها، مكنتش بروحله بس هو كان بيجيني.
ـ واقفه متنحة للطريق ليه؟
التفت بخضه:
ـ يا مراري الطافح خضتني.
ـ ايوه برضو واقفة ليه؟
شاورت علي الطريق:
ـ مش عارفة اعدي، العربيات جايه رايحة بسرعة.
ـ عدي من الطريق تاني!
مسحت علي وشي بخوف:
ـ عطلان واسكت بقي علشان هعدي.
اتنفست بقوة وغمصت عيني كذه مرة استعد لكن بص بصدمة وقال:
ـ أنا مش عايز عبط انتِ هتعدي كده ولا إيه؟
زعقت بتوتر:
ـ اومال اعمل ايه يعني، عايز انجز واعدي.
ـ ثواني خليكِ واقفه.
بصيت عليه وهو بيقفل عربيتُه اللي سبها مفتوحة وبعدها جالي وفصل بينا بخطوتين:
ـ هاتي كتف الشنطة.
ـ انت هتجر جاموسة!
ـ خلاص هاتي ايدك.
ـ والله؟ ده انا اسلمك الشنطة وهدومي ولا اني اسلمك إيدي.
ضحك ورد:
ـ خلاص هاتي طرف الكاردجان.
ـ لأ كده هبقي زي المتسولين وشكلي يبقي وحش!
شد الشنطه من كتفي ورد:
ـ امسكيها جامد واخلصي،خوّافه وبتتأمر ده إيه البجاحه اللي مواردتش علي حد دي!
زعقت في قلب الطريق:
ـ متبرطمش، سمعاك.
زعق بين اصوات العربيات علشان اسمعه:
ـ صبرك عليا نعدي بس وهسمعك الطرب والبرطمه علي أصولها.
وفجأة في حركة غير متوقعة وغبية مني سبت طرف الشنطة بعِند وفجأة العربية كانت هتخبطي ومن فجأتي وخوفي جريت في الطريق اعدي الباقي لوحدي، معرفش ازاي عديت وانا كنت هموت من كذا عربية واصواتهم ومعرفش ازاي سيف جيه ووقف قصادي بكمية الخوف والطريقة دي.
ـ تفسير واحد للي عملتيه؟
ـ معرفش.
أنفـ عل:
ـ يعني ايه متعرفيش، كنتِ هتتخبطي كذا مره وتقولي متعرفيش!، أنتِ مستوعبه اللي عملتيه يا ايلول محدش بيعمل كده ومحدش بيفكر و محدش بيتهور ولا..
قاطعته:
ـ سيف.. أنا خايفة!
فضل واقف في مكانة وسألني:
ـ طب عايزاني اعمل إيه؟
بصيت له بتوهان:
ـ مش عارفة بس عايزه اصدق اني عايشه بجد وماموتش.
ـ بعيد الشر، أنتِ عايشه اهو ومجناني اهو!
وضحك فضحكت وحاولت اتكلم من رعشتي:
ـ أنا اسفه ، أنا خوفت والله وجريت.
ـ لينا كلام تاني يا ايلول، اسكتي دلوقت.
رفعت رأسي:
ـ هو ايه اللي كل شوية ايلول أنا اسمي المُعلمه أو الأستاذ ايلول!
نفخ:
ـ طريقة اوؤد بيها دماغك وانا مستريح؟
ـ أنا ممكن اقولك علي فكرة.
لبسني الشنطة في رقبتي بإهمال:
ـ قولي وانجزي!
بصيت ببراءة:
ـ إنك تخليني اعدي الطريق ده تاني واوصلك.
ـ يا صلاة النبي احسن كده مش هنخلص.
ـ بس اضمنك الخلّاص مني!
أبتسم:
ـ ومين اللي قالك اني عايز أخلص؟
أتخضيت:
ـ ايـه؟
دور وشه الناحية التانية:
ـ ككأهين يلا تعالي أركبك.
مبقتش اقلق مبقتش اخاف وساعات بحس اني كويسه وعايزة اخلي الناس كويسة، تأقلمت مع الوضع الجديد، تأقلمت انها مدينة كبيرة ومختلفة كليًا عن قريتنا، والناس هنا مختلفيم عن ناسنا، حتي الجو والهواء وطعم الأكل يختلف، كل قاسية بس احنا لازم نتعلم ونشهل خطواتنا شويه وان استصعبت مش مشكلة نسايرّها لحد ما تفرج ولحد ما اهو نعرف نطول شىء.
كل خطوة صغيرة كان في ضهري إبن الناس الطيبه سيف مكُناش بنتفق ولا بنتكلم بس كل حاجة كانت بتيجي بالصدفة وكنت بصدق اصدقها لحد ما في يوم..
ـ أنتِ مس أيلول؟
ـ اه أنا.
كانت والدة طالب او طالبة معرفش وفجأة لقتها بتزعق:
ـ حضرتك بتزعقي ليه؟
ـ وكمان بتسألي وبتبجحي؟
ـ أنا مش فهماكِ الصراحة عندك مشكلة قوليها ونحلها سوا لكن أسلوب الزعيق ده مينفعش!
ـ وهو أنتِ شوفتي لسه زعيق وبهدلة.
قالتها وهي بتقرب عليا فبعدتها بأيدي:
ـ لو سمحتي الزمي حدك!
زعقِت:
ـ أنتِ محترمتيش بنتي ولا راعتي حدودها فعايزاني احترمك وأنتِ كمان بتبجحي وتمدي إيدك.
ـ أنا لا مديت إيدي ولا بجحت و..
سكِت لما ملقتش غير الحيطه في ضهري والست قدامي بكُل شعننتها، حاولت أبعدها لكن محصلش لكن فجأة ظهر صوت سيف كالنجدة يبعدها بس بنظرة من عينه:
ـ ايه يا مدام هتمدي إيدك ولا ايه حد قالك أننا في سوق التلات مش في مدرسة للتعليم!
شاورت عليا:
ـ ايلول دي شخطت في بنتي وبهدلت نفسيتها للأرض.
بصلي بطمأنينه:
ـ انتِ عملتي كده يا أيلول؟
ـ والله ما حصل ولا حتي اعرف مين دي.
أبتسم للست:
ـ ما قالتك اهيه متعرفش وبعدين فيه مس تانية اسمها ايلول بتاعت فرنش أما دي بتاعت عربي يعني ممكن تديكِ واحده منك لله تجيب اجلك مع كلمتين عربي في الصميم.
♥️♥️
في لحظة، سالم انهار، والظل اختفى، لكني شفت في عينيه نظرة رعب، وكأن روحه اتفصلت عن جسده. اتجمدت في مكاني، ولمحت جسمه بيحصل فيه تشنجات غريبة ، و روحه بتخرج، كأنه كان في معركة مع نفسه.
خرجت من السيارة بخوف، وكان كل شيء حواليا في حالة من الفوضى، شفت سالم بيموت قدامي، وكأن كل شيء انتهى.
وبدأت أحس بدموعي بتنزل، عرفت إن الحظ السيء انتصر، وإن السباقات مش دايمًا بتكون عن الفوز، أحيانًا بتكون عن النجاة، لكن الهزيمة بتحصل في النهاية.
بعد ما سالم مات قدامي، حسيت إن روحي نفسها تاهت، وإن الظل اللي كان مسيطر عليه لسه بيطاردني، ركبت العربية وحاولت أهرب، لكن كان واضح إن ما فيش طريق للنجاة.
بدأت أشوف الظل بيتحرك ببطء، بيلف حوالين العربية وكأنه بيحاصرني. فجأة، لقيت العربية بتشتغل لوحدها، ودواسة البنزين بتضغط من غير ما أعمل حاجة. العربية اندفعت بسرعة جنونية، والظل قاعد مكاني في الكرسي اللي جنبي، مبتسم ابتسامة مرعبة، وكأنه بيقودني للنهاية.
الطريق كان بيتغير قدامي، كل منعطف وكل زاوية كانت بتقربني من النهاية. حاولت أسيطر على العربية لكن كل حاجة كانت خارجة عن إرادتي، وكأن العربية بقيت سجن والظل بيحركها. كنت سامع صوت أنفاسه جمبي، وقرب من ودني وهمس بصوت مخيف:
ــ الوقت خلص، يا سيف. دورك جِه.
بسرعة جنونية، العربية خدت منعطف حاد، ما قدرتش أسيطر، واتقلبت بيا، شفت الحياة بتفلت من بين إيدي، وسمعت آخر صوت كان طالع من الظل وهو بيضحك ضحكة شيطانية.
بعد فترة، الناس بدأت تتكلم عن السباق ده، صاروا يسموه "سباق الحظ السيء"
كانوا بيقولوا إن أي حد يحاول يسابق في الطريق ده، بيفضل شايل لعنة سالم وسيف، وإن كل سنة في نفس اليوم، بيظهر نفس الظل في المكان، كأن الطريق بيستنى ضحية جديدة.
الناس بدأت تخاف وتقفل الطريق ليلاً، لكن فيه شباب كانوا يعتبروا القصة مجرد أسطورة. كانوا بيحكوا لبعض عن السباق، وكأنها أسطورة مرعبة تروى في الليل عشان تتفادى لعنته.
في النهاية، بقى المكان ملجأ للقصص المخيفة، وتحولت الحكاية إلى عبرة، إن السباقات ممكن ما تكونش للفوز، بل للنجاة، وإن الطريق مش بس بيشيل ذكرى اللي ماتوا فيه، لكن بيبقى شايل أرواحهم طول العمر.
ــ حنين محمد
الساعة كانت متأخرة بالليل، والطريق كان هادي بشكل غير طبيعي، والهوا كان خفيف لكنه تقيل كأنه شايل سر، وده كان مدِّي للمكان طابع غريب، و لأننا حسينا أن الطريق هادي قررنا نعمل سباق عربيات فيه.
سالم، صاحبي من سنين، كان دايمًا بينافسني في كل حاجة، ومفيش مرة فاتت إلا وكنّا بنحاول نسبق بعض سواء في الشغل، الدراسة، أو حتى في الرياضة. لكن السباق ده كان مختلف، كان فيه تحدي أكبر بينا، وكأن ده مش مجرد سباق عادي، كانه مواجهة، سالم دايمًا بيحب يسخر ويستفزني، وكعادته بصلي بابتسامة ساخرة وقال:
ــ شكلك محتاج تتدرب أكتر يا سيف، لأنك مش هتقدر تلحقني!
اكتفيت بابتسامة من غير رد، ركزت في الطريق اللي قدامي، وبدأنا السباق. كنت حاسس الأدرينالين بيجري في عروقي، وكل منعطف كنت باخده بجرأة أكتر من اللي قبله. سالم كان ورايا، بيحاول يلحقني بأي طريقة، لكن كنت متقدم عليه بفرق ملحوظ.
كل حاجة كانت ماشية زي ما كنت متوقع، لحد ما بدأ إحساس غريب يتملكنا. مع مرور الوقت، حسيت إن الطريق بقى أطول من العادي، كأننا في دايرة مفرغة، كل ما نلف ونخد منعطف نلاقي نفس المنظر قدامنا. بس استمريت، كنت عايز أسبق سالم مهما كان، وأفوز بالتحدي ده.
وأخيرًا، بعد جهد طويل، تجاوزته، ووصلت خط النهاية الأول. وقفت بالعربية مستني لما يجي ورايا، بس اتأخر جدًا. كانت العربية ساكتة والطريق فاضي، والجو بقى بارد أكتر من الأول. بعد شوية، وصل سالم، بس كان متغير. ملامحه كانت باهتة، وعينيه واسعة كأنه شاف شبح.
"محتاج تتعلم إنك متقللش من حد قبل ما تشوف مستواه".
سالم مردش حتى عليا ولا أدى أي رياكشن، كان واقف متنح وكأنه في عالم تاني، كنت مستني رده، لكن لقيت عيونه مفتوحة بشكل غريب ومش بيرمش، كأنه شايف حاجة مش طبيعية.
قررت أنزل من العربية وأقرب منه، وقلت:
ــ سالم،انت كويس؟
ببطء، رفع إيده وشاور من غير ما ينطق بكلمة. قلبي بدأ يدق بسرعة، ولما التفت ورايا، شفت ظل طويل وغريب بيتحرك ناحيتنا، مع إنه مفيش مخلوق في المكان. المكان كان مظلم، والهواء ثقيل.
رجعت خطوة لورا
وسالم بدأ يتكلم بصوت مهزوز:
ــ ده... ده نفس الظل اللي كان ورايا طول الطريق، مكنتش لوحدي وأنا جاي هنا.
في اللحظة دي، بدأ الخوف يتسرب لجسمي. الظل كان بيقرب أكتر، ولما بصيت له، حسيت بشيء غريب بيتحرك جوايا، وكأن المكان كله اتقفل علينا. وفجأة، اختفى النور تمامًا، وساد المكان صمت مرعب. وفي وسط الظلام، سمعنا صوت همسة عميقة ومخيفة:
ــ محدش بيخرج من هنا.
اتحرك الظل بسرعة ناحيتنا، وسالم جرى من غير تفكير، وأنا وراه. مهما حاولنا نجري، كنا حاسين إننا محبوسين في دائرة مغلقة. كل ما نلف يمين أو شمال، نرجع لنفس المكان.
حسيت بقلبي بيتقطع، لكن لازم أكون قوي، فجأة، اتفاجأت بموجة رياح قوية، مرة واحدة لقيته بيبصلنا بعينين سود أشد من سواد الليل وملامح مرعبة. في لحظة، انقض علينا، لكن سالم نط ناحيته ودفعني للجانب.
ــ اجري! اجري يا سيف!
جرينا بسرعة، لكن كان واضح إن الظل كان أسرع، كل ما بنجري كنت بحس حركتنا بتتقل في الأرض وكأن الجاذبية عمالة تسحبنا ورا. في اللحظة دي، كنت عارف إني لازم أواجهه.
خدت نفس عميق وطلعت من ورا الشجرة وواجهته.
ــ إنت مين؟ إنت مش عايز تسيبنا لي؟
لكنه ضحك ضحكة مرعبة، وصوته كان بيهتز مع الريح:
ــ أنا الحظ السيء، واللي يجرؤ يسبقني... يدفع الثمن.
كنت عايز أجاوبه، حسيت بشيء غريب، كأن الحاجات كلها بتتحرك من حولي. وفجأة، الظل هجم علينا، لكن سالم سحبني في اللحظة الأخيرة. وقعنا على الأرض، لكن بعد لحظات، اكتشفت إن الظل اختفى.
وقفنا بنتنفس بصعوبة، لاقينا كل شيء هادي، وكأن شيء ما حصلش.
ــ عملنا إيه؟ هل نجينا؟
سالم بصلي بخوف:
ــ مش عارف، بس لازم نرجع من هنا. المكان ده مش آمن.
رجعنا ببطء للسيارة، لكن كنا متأكدين إننا مش هنسابق بعض تاني. الوقت كان متوقف، وكأننا تركنا جزء من روحنا في المكان ده. لما ركبنا العربية، حسيت بالخوف بيفترس قلبي، لكن عرفت حاجة واحدة:
السباقات أحيانًا مش بس عن السرعة، لكن عن النجاة.
اتكلم سالم بهزار وقال:
ــ ٱدي أخرة الروايات والأفلام الرعب
كنت لسه هرد عليه، لكن في لحظة غفلة، حسيت بشيء غريب بيحصل ، بصينا لبعض باستغراب ، وسالم كان عمال يبص ورا، لكن الظل كان موجود وسطنا. كان بيتشكل معانا، ويبدو إنه كان بيستولي على سالم.
ــ سيف... مش قادر أتحكم في نفسي!
صوت سالم كان بيهتز، والظل بدأ يسيطر عليه، وكأنه بيسحب روحه.
ــ سالم، قاوم! إحنا مع بعض!
لكن الظل كان قوي، وبصوت خشن، قال:
ــ اللي يجرؤ يسبقني... هيدفع الثمن.
سالم كان بيصرخ، وانا حاولت أمسكه، لكني كنت محبوس في مقعدي. كان في صراع مرعب، والظل بيلف حوله كأنه عايز يضمه.
وفجأة، طلع صوت صرخته، وكأنه في ألم شديد.
ـ
ـ سيف! امشي أنت!
_جهزتي؟
_أيوا، أربع دقايق ونازلة لك.
_مستنّيكي.
"تمّمت على شكلي وظبطت الخِمار وشيلت البوكس وقولت لِماما إنه جه ونزلت له.
سلّمت عليه ولاحظت السؤال في عيونه عن البوكس الـ شايلاه دا، حطّيته في كرسي العربية الـ ورا وقولت له هيعرف كمان شوية، ركبنا وروحت مطعم هادي بحبّه أوي وقعدنا في كورنر بعيد عن الناس شوية."
_الفضول بايِن عليك أوي علفكرة.
_في العادي أنا شخص مش فضولي تمامًا لكن أول مرّة أبقا كدا معاكِ.
_طب إتفضّل، دي ليك.
_بِمُناسبة؟ هو أنا تقريبًا عيد ميلادي لسة عليه كتير.
_بس دي مش علشان عيد ميلادك، وأصلًا حرام لو هَهاديك بِشيء بِالمُناسبة دي لإنها بدعة.
بِبساطة دي هدية عادية، صحيت إمبارح حسّيت إني عايزة أعمل كدا.
أتمنّى يعجبوك.
"خلّصت كلامي وفتح البوكس وشاف الـ جبته له، ابتسم وبعدين بَص لي وقرّب عليا باس خدّي، إتكسفت من الـ عمله وبصّيت حوليا أشوف حد أخد باله أو لاء."
_أنتِ جميلة أوي علفكرة.
_عجبِتَك؟
_أكيد، وكفاية إنها منك وذوق عيونِك.
_تتهنّى بيهم.
_عقبال ما أتهنّى بِوجودِك في بيتي.
"ابتسمت ومسكت كوباية العصير أشرب منها علشان أهرب من نظراته.
مكتوب كتابنا، فترة خمس شهور كانت كفيلة تخلّيني أحبّه، مكُنتش مُتخيلة إني هوصل لِوقت يكون سعادتي مرهونة بِوجود شخص جنبي ومعايا."
_تاكلي آيس كريم؟
_موافقة.
_طب تعالي.
_طب خلّينا ناكله في العربية علشان مش نتأخر.
_تعالي بس، هرن على باباكِ أقول له مُمكن نتأخر.
"مسك إيدي وروحنا سوا المحل، دقايق لطيفة بنعيشها مع شخص قلبنا فرحان بِوجوده بتكون بِمثابة بنزين علشان نقدر نكمّل باقي الأيام."
_إتبسطتي؟
_جدًا، مُمتنة لِوجودَك.
_أنا موجود دايمًا علشانِك وعلشان أبسِطِك.
"قال كدا وباس كَف إيدي، ابتسمت وسحبت إيدي بِهدوء وطلعت البيت.
من وقت ما اعترفنا لِبعض بِحُبّنا -بعد كتاب الكتاب- وأنا كتير بقيت بدوق طعم الفراشات، بل إني بحسّني فَراشة وأخَف منها في وجوده."
_مساء الخير يا حبيبتي.
_مساء النور يا حبيبي.
_كنتِ سرحانة ومُبتسِمة في إيه؟
_فيك.
_دا يا بختي بقا!
"ضحك وأخدني في حُضنه بعد ما ردّيت عليه."
_فاكر فترة كتب كتابنا؟
_وأنا مُستحيل أنسى لحظة فاتت وأنتِ في حياتي!؟
كنت بعِد الأيام والليالي علشان تكوني معايا وفي حُضني كدا.
_وأهو ربنا كرَمنا وجمّعنا سوا بين أربع حيطان وتحت سقف واحد، وكلّها ٣شهور وفيه كتكوتة هتنوّر حياتنا.
_اللهم لكَ الحمد، خلّيكي مُتأكدة إني مُستعد أفدي وجودكم معايا بِروحي وعُمري.
_ربنا يبارك في عُمرك ويديمك يا حبيبي.
"ضمّني ليه أكتر وهو بيبوس راسي.
نِعمة، هو نِعمة من ربنا يستاهل إني أشكُره عليها مع كل نفَس خارج مني."
#آية_حمَام.
قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 2 months ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 3 months, 1 week ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 3 months, 4 weeks ago