يقول المنفلوطي: ‏«لقد تجلَّت لي الحياة في وجه.. أتدرك معنى أن تتجلّى لك الحياةُ في وجهٍ تحبُّه.»

هل يعلم الصحب أني بعد فرقتهم
‏ أبيت أرعى نجوم الليل سهرانا

‏أقضي الزمانَ ولا أقضي به وَطَراً
‏وأقطعُ الدَّهرِ أشواقاً وأشجانا

‏ولا غريب إذا أصبحت ذا حزنٍ
‏إنّ الغريب حزينٌ حيثما كانا

‏"ابن معصوم"

كل الذين أبدعوا في وصف الفراق كانت أياديهم ترتجف من ألم الوداع

• يقول الرافعي في وصف مشاهد الفراق الإجبارية :

«ومضى كل منهما في طريق والقلب يلتفت».

• ولـ الشاعر يقول :

‏وَلمَّا رأيْتُ الْبَيْنَ قد جَدَّ جَدُّهُ
وأَيْدِي الْمَطايا بالأَحِبَّةِ تُسْرِعُ

ضَعُفْتُ عن التَّودِيعِ لمَّا رَأَيْتُهُ
فصافَحْتُهُ بِالْقلبِ والْعَيْنُ تَدْمَعُ

فَيا عجَباً مِمَّن يَمُدُّ يَمِينَهُ
إِلى إِلْفِهِ عِنْد الْفِرَاقِ فيُسْرِعُ

صلّى عليكَ اللهُ ما اتّسَع المدى
‏واشتاقت الأرواحُ للرّحمـنِ ..!

‏نفسي فِداك وكل أهليَ والورى
‏الجِذعُ حنّ ! فكيفَ بالإنسـانِ ؟!

من جميل شعر بدويِّ الجبل ورقيقه في معالجة الهم ومصاحبة الكُرَب:

‏جراحٌ في سريرتك اطمأنّت
‏لقد أكرمت بالصبر الجراحا

‏كأنّ الهمّ ضيفك فهو يَلْقَى
‏على القسمات بشرا وارتياحا

‏وقبلك ما رأت عيني هموما
‏مدلّلة وأحزانا مِلاحا

‏وقد تَرِدُ الهمومُ على كريمٍ
‏فترجع من صباحته صِباحا

"**العيشُ حلوٌ والمنونُ مريرةٌ
والدارُ دارُ تفاخرٍ وتباه

فاجعل لنفسك دونها شغلاً ولا
تتجاهلنَّ لها فإنكَ داهي

لا يعجبنكَ أن يقالَ مفوهٌ
حسنُ البلاغةِ أو عريضُ الجاهِ

أصلح فساداً من سريرتك التي
تلهو بها وارهب مقامَ اللهِ**"

♦️ إبراهيم بن المهدي

"اعْلَمْ أَنَّ مِنْ تَنَكُّبِ الأمور ما يُسمّى حَذَرًا، ومِنْهُ ما يُسمّى خَوَرًا. فإن اسْتَطَعْتَ أنْ يكونَ جُبْنُكَ مِنَ الأمْرِ قَبْلَ مُواقعتِكَ إِيَّاهُ فَافْعَلْ. فإنّ هذا الحَذَرُ. ولا تَنْغَمِسْ فِيهِ ثُمَّ تَتَهَيَّبُهُ. فإنّ هذا هُوَ الخَوَرُ. فإنّ الحكيمَ لا يخوضُ نهرًا حتّى يعْلَمَ مِقْدَارَ غَوْرِهِ".

#الأدب_الصغير_والأدب_الكبير لابن المُقفّع.

"وكان يقال: ثلاثةٌ توجب الضِّغْن، وتُكثر من الغِلّ: المجاورة في المنزل، والاستواء في النَّسب، والمشاكلة في الصِّناعة".

#رسائل_الجاحظ

"والكريم يَمْنَحُ الرّجُلَ مَوَدَّتَهُ عَنْ لُقْيَةٍ وَاحِدَةٍ أَوْ مَعْرِفَةِ يَوْمٍ، وَاللَّئيمُ لا يَصِلُ أحَدًا إِلَّا عَنْ رَغْبَةٍ أَوْ رَهْبَةٍ.

فإنّ أهل الدّنيا يَتَعاطَوْنَ فيما بينهُمْ أَمْرَيْنِ وَيَتَوَاطَأُونَ عليهما: ذاتُ النّفس، وذات اليد.

فأمّا المُتبادِلون ذات اليد فهُمُ المُتعاونون المُسْتَمْتِعُونَ الَّذِينَ يَلْتَمِسُ بعضُهُمُ الانتفاع ببَعْضٍ مُناجَزَةً وَمُكايَلَةً".

#الأدب_الصغير_والأدب_الكبير لابن المُقفّع.

«فسُلبوا وعاضتهم الدّماءُ عن اللّباس، فهم في صورةِ عارٍ وزيّهم زيُّ كاس، وما أسرعَ ما خِيطَ لباسُها المُحمرّ، غير أنّه لم يُجَب عليهم ولم يُزَرّ، وما لبسوه حتّى لبس الإسلام شعار النّصر الباقي على مَمَرِّ الدّهر، وهو شعارٌ نسَجَهُ السّنانُ الخارق لا الصَّنع الحاذق، ولم يغِب عن لابسيه إلّا ريثما غابت البيضُ في الطُّلى والهام، وألّفَ الطّعنُ بين ألفِ الخطّ واللّام¹».

وهذه معانٍ حسنة رائقة، ومنها معنى واحد مأخوذ من شعر البحتريّ، وهو:

"سُلِبوا وأشرقت الدّماءُ عليهمُ
مُحمرّةً فكأنّهم لم يُسلبوا".
__

(¹) حاشية: يحتمل -والله أعلم- أنّه يريد باللّام هنا العظم الموضوع دعامة لعظم الحنجرة، فإنّ أهل التّشريح يعرفونه أبدًا بأنّه الشّبيه بحرف اللّام في الكتابة.

#المثل_السائر