مدخل مميز في الاختصار والخلاصة لعلم الاجتماع يصلح للابتداء به في هذا المجال
وكل الشكر لمركز أناسي على هذا الجهد

آخر ما نشرت من المقالات
حول الموقف التربوي مع الأبناء تجاه المخالفين دينياً
والشكر لموقع بانيات للاستكتاب والنشر

التوحيد غاية الحياة وسر الوجود

لم يكن التوحيد حدثاً هامشياً ولا عابراً في تاريخ المسلمين، بل هو الدولاب المحرك للتاريخ، ولم يكن كذلك مؤثراً جزئياً في مجتمعاتهم، كما أنه لم يكن عنصراً فرعياً في ثقافتهم، بل لقد كان المبدأ الكلي الذي منح المسلمين هويتهم الجمعية، وربط جميع مكونات وجودهم، ليجعل منها كياناً متكاملاً شكّل حضارة عظيمة.

فعقيدة⁩ التوحيد بالنسبة للمسلمين؛ "هي الرباط الذي يربط كيان الإنسان ويوحد اتجاهه، والنواة الصلبة التي تمنع انحلاله، وهي التي تنظم غدوه ورواحه، وتوازن بين دوافعه المتشعبة الأهداف، ولا شيء يستطيع أن يغني في ذلك غناء الاعتقاد بوحدانية الله، لا العلم ولا الدولة ولا التنظيم الاجتماعي ولا تنظيم الاقتصاد".

فتكرار المسلم للشهادة مراراً في اليوم، ليس لإعلان التوحيد الرباني فحسب، ولكن لأن تكرارها يترك بصمة ثابتة في النفس توحدها مع مركزها، فهي سيف يطيح بأفكار الشرك التي تطل في النفس، بنفي الغيرية عن الله في أدق تفاصيل الحياة خفاء.

وليس التوحيد مجرد اعتقاد قلبي، وإنما هو نظرة شمولية للواقع والحقيقة والعالم والزمان والمكان والتاريخ البشري، وإذا كانت لا توجد حضارة بلا وحدة، وأنه من الضروري وجود مبدأ يوحد العناصر المختلفة وينظمها بانسجام؛ فإن المبدأ الأعلى لحضارة المسلمين على الدوام هو التوحيد.

وهذا يصدّق من قال إنه ليس مجرد صدفة تاريخية، أن كل العصور التي تلت رحيل المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى الدار الآخرة، لم تشهد حدثاً ذا بال في مجال الفكر الديني والسلوك الإنساني. فلا جديد أو أصيل في عالم الدين قد أضيف إلى علم الإنسانية، بعد الذي كان عام ٦٣٢م، واحتوى توجيهاً جديداً أصيلاً للحياة الدينية والروحية للإنسانية، وهي رسالة التوحيد الإسلامية.

ويتحصل منه التأكيد على مقولة أبو الحسن الندوي: أنه لا يجوز أن يُقلّل من الشرك وخطره، وأن يوضع في هامش الأخطار، أو يعتقد أنه من خصائص الجاهلية القديمة المحدودة التي ولى عصرها، وانقضى دورها، فإن هذه إساءة إلى دعوة الأنبياء وجهودهم، وشك في خلود القران، وغمط لهدف النبوة الأساسي، وهو القضاء على الوثنية، ومحاربتها، وإنقاذ الناس من براثنها.

قناة مدارك
https://t.me/madarek31

بإذن الله تعالى سأبدأ في سلسلة تدوينية ذات نمط خاص، تحت وسم #مجالي ، تتخلل تدويناتي المعتادة، أحاول أن أجلو أو أجلّي بعض الملامح الاجتماعية والثقافية في حياتنا، التي تدور في فلك العادات والقناعات والعلاقات والمفاهيم والسلوك اليومي، من خلال ربطها بمضامين فكرية أو أدبية أو غيرها من القراءات التي نأتي عليها، بحيث يحصل من هذه المزاوجة دروس وخبرات نافعة في حياتنا.

الشكر للأستاذ وضاح بن هادي لهذا العرض المميز والاحتفاء بالكتاب

هذا الكتاب من أهم ما ترجم مؤخراً
ومن لم يقرأ الكتاب فلا أقل من قراءة هذا العرض المميز له.
يتحدث عن كيف تمت علمنة الحياة الحديثة المعاصرة بكل نواحيها، وكيف تحقق ذلك تاريخياً في الغرب من خلال:
- إقصاء الرب عن العالم. - ظهور النسبوية وتطورها. - خضوع الكنائس لهيمنة الدولة. - التحول نحو التفسير الذاتي للأخلاق. - ظهور النزعة الاستهلاكية. - علمنة المعرفة وإقصاء اللاهوت عن حقل الحقيقة العلمية.