قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 2 months ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 3 months, 1 week ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 3 months, 4 weeks ago
• ذَكَر عبدُ القاهر في كتاب «الأسرار» أن قيمة الشِّعْر بمقدار بَذْلِ مجهودِ الشَّاعر؛ فالشَّاعرُ الذي يَبذل مجهودًا أقوى، ويَتطلَّب تشبيهًا أبعدَ، هو الأجودُ؛ ولذلك تَعلَّمتُ أن عبد القاهر لا يُعلِّم عِلمًا، عبدُ القاهر يَصنع إنسانًا مُكتمِلَ العقل ومُكتمِلَ الفطرة، ويقول له: الحُسْنُ حيث تكون المشقَّة.
• يا سيِّدنا، لن تَصنعَ لبلادك إنسانًا أفضلَ من هذا الإنسان الذي يؤمن بأن الحُسْنَ حيث تكون المشقَّة، البلاغة حيث تكون المشقَّة، الشِّعر حيث تكون المشقَّة، السِّياسة حيث تكون المشقَّة.
• «أسرار البلاغة» كتابٌ رائعٌ، ليس لأنه يُعلِّم البلاغة، وإنَّما لأنه يُكوِّن العقل، ويُكوِّن الإنسانَ الأفضل، ويُكوِّن الفكرَ الأفضل، ويُكوِّن الطَّبْعَ الأفضل.
• يا سادة، العلماءُ وَرَثةُ الأنبياء، والأنبياء يتكلَّمون بوَحْي الله، والعلماءُ يتكلَّمون بوَحْي رُسُلِ الله؛ فهم منهم على الطريق، وأنت يُمكِن أن تكون منهم إذا اتَّبعتَهم بإحسان.
• أدهشني أن الله - عزَّ وجلَّ - جَعلَ فضلًا للمهاجرين وفضلًا للأنصار؛ فقلتُ: «يا رب، لماذا لم أكنْ من المهاجرين؟ لماذا لم أكنْ من الأنصار؟»، ثمَّ وجدتُه - سبحانَه وتعالى - فَتحَ لي البابَ بقوله: «وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ».
• يا عزيزي، حاوِلْ أن تَنتقِلَ من الشِّعر إلى الشَّاعر، وأن ترى الشَّاعرَ في شِعْرِه.
• حين أتبيَّن القُدراتِ الخياليةَ لامرئ القيس، والقُدراتِ الخياليةَ للنَّابغة الذُّبيانيِّ، سأجِدُ نفسي أمام دراسةِ الإنسان، وليس دراسة كلام الإنسان.
• راقني جدًّا حين قرأتُ في كلام العلماء أنْ لا نَسألَ عن تطوُّر الشِّعر في العصر الإسلاميِّ والعصر العباسيِّ والعصر الأندلسيِّ، وإنَّما نَسألُ عن تطوُّر الإنسان؛ لأن الإنسانَ هو الذي صَنعَ هذا الشِّعر، وستجد الإنسانَ في العصر العباسيِّ غيرَ الإنسان في العصر الجاهليِّ، وما دام الإنسانُ في العصر العباسيِّ غيرَ الإنسان في العصر الجاهليِّ فلا بُدَّ أن تَجِدَ شِعرَ العصر العباسيِّ غيرَ شِعر العصر الجاهليِّ؛ لأن صَانِعَ الشِّعر تَغيَّر؛ فتَغيَّر الشِّعرُ لتَغيُّر صانعِه، فأحسستُ أن هؤلاء يَدرُسون الإنسان.
• بَحثُك في البلاغة يبدأ من إشارةٍ تُطلقها الذائقةُ البيانية؛ فإذا وجدتَ كلامًا يَرُوقُك مَسْمَعُه ويَلطُفُ لديك مَوقِعُه فابحثْ عن السِّر.
• الطَّليعةُ التي تَستكشِف سِرَّ الشِّعْر وسِرَّ البيان هي الذائقةُ البيانية، والبلاغةُ تأتي بعد الذائقة البيانية.
• لا بُدَّ أنْ تُدرِك شيئًا: أنه حين يُدرِّسُ لك واحدٌ انتهى عُمرُه يَجِبُ عليك أن تُنصِتَ وتُحْسِنَ الفَهْم؛ لأنه يُعطيك تَجرِبةَ عُمْرٍ لم يَبْرَحْ فيه الكتابَ.
• ظنِّي أننا لن نَخرجَ مِن سرداب التخلُّف إلَّا إذا كنَّا جميعًا لم نُشغَلْ في حياتنا إلَّا بالقراءة؛ لأنها هي التي تُخرِج الناسَ من الظلمات إلى النور، والكِتابُ الذي يُخرِج الناسَ من الظلمات إلى النور أوَّلُ كلمةٍ فيه هي: «اقْرَأْ».
• أوَّلُ كلمةٍ في الكتاب العزيز هي: «اقْرَأْ»، لكنْ «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ»، أي: اقرأ قراءةَ مَن يؤمن بالله، لا قراءةَ مَن يُنكر وُجودَ الله، ولذلك لا يَخدعنَّك تَقدُّمُ القُرَّاء الذين يُنكرون الله؛ لأنه تَقدُّمٌ ظالمٌ، وأظن أنه ظَهرَ في هذه الأيام أنه تَقدُّمٌ فاجرٌ، وليس ظالمًا فقط.
= تلقَّاه وكتبه تلميذه د. ياسين عطية
= تجدون التسجيل الصوتي للدرس كاملاً تحت هذا الرابط:
https://t.me/sh_abu_musa2/259
#مما_قال_شيخ_البلاغيين
مما قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى
في درس شرح كتاب «دلائل الإعجاز» بالجامع الأزهر الشريف
(الأحد: 17 من شعبان 1446هـ = 16 من فبراير 2025م)
• قبل أن نبدأ بالشَّرح سنقرأ كلام المُصنِّف، ونحاول أن نَفهمَ منه؛ لأن شَرحِي المقصودُ الأساسُ منه أن أُعِينَك أنت على قراءة كلام العلماء، وأن أُدرِّبَك على فَهْم كلام العلماء؛ حتى تَفهمَ أنت كلامَ العلماء وحدَك.
• فَهْمُك 5% من كلام العلماء أبرُّ بعقلك مِن أنْ أُفْهِمَك 50% منه؛ لأن أهمَّ شيءٍ أن يُحاولَ عقلُك فَهْمَ العلم، وهذا أفضلُ ألفَ مرَّةٍ مِن شرح الأستاذ.
• تَعوَّدْنا على أن نَسمعَ ممَّن يُعلِّموننا، وليتنا تَعوَّدْنا على أن نَسمعَ ممَّن ألَّفوا لنا.
• تَذوُّقُ الكلام هو الشرطُ الأساسُ قبل أن تَنطِقَ بحرفٍ واحدٍ في مزاياه.
• تَذوُّقُك للكلام أبرُّ بعقلِك وبحِسِّك وبإنسانيَّتك وبذات نَفسِك من كلِّ ما يُقال.
• يا أيها الناس، إنَّما قِيلَ ما قِيلَ في بلاغة الكلام الحَسَن، وإذا لم تُدرِكْ أنت حُسْنَ بلاغة الكلام الحَسَن فلا قيمةَ لكلامٍ تتكلَّمُه فيه.
• بعد أن هَمَّ شيخُنا ببيان مَوطِن الحُسْن في أبيات:
ولَمَّا قَضَيْنَا مِنْ مِنًى كُلَّ حَاجةٍ .. ومَسَّحَ بالأَرْكانِ مَنْ هُوَ مَاسِحُ
وشُدَّتْ على حُدْبِ المَهَارَى رِحَالُنَا .. ولَمْ يَنْظُر الغَادِي الذي هُوَ رَائحُ
أَخَذْنَا بِأَطْرافِ الأحَادِيثِ بَيْنَنا .. وسَالَتْ بِأَعْنَاقِ المَطِيِّ الأَبَاطِحُ
قال: يا أخي، أخشى أن أُحدِّثك عن الحُسْنِ فأُفسِدَ الحُسْن؛ لأني أُحِبُّ أن تُحِسَّ أنت بالحُسْن؛ لأن الواجبَ ليس أن أُحدِّثك عن الحُسْن، وإنَّما الواجبُ أن أجعلَ منك إنسانًا يُحِسُّ هو بالحُسْن.
• يا سيِّدنا، خَسِرْنا وتَخلَّفْنا حين لم نأخذ العلمَ من مبدئه: قبل أن تُكلِّمني في البلاغة اقرأ الكلامَ البليغَ حتى تَجِدَ البلاغةَ في نفسك، فإذا وجدتَها في نفسِك تكلَّم بها، وحين تتكلَّمُ بها وقد وجدتَها في نفسِك سيَصِلُ كلامُك إلى نفسي.
• نحن نقول إن القرآن لا شكَّ في أنه مُعْجِز؛ لأن الذي أخبر بأنه مُعْجِز هو الله، ومع ذلك لا بُدَّ لنا أن نحاول أن نُحِسَّ بإعجازه، وأن نقرأ القرآن حتى نَجِدَ كلَّ جُملةٍ فيه لا تؤدِّي معناها جملةٌ أفضلُ منها.
• أنا مؤمنٌ بالإعجاز نعم، ولكني أريد أن أَجِدَه، أنا مؤمنٌ بأن الله خلق السماوات والأرض والشمسَ تجري لمُستقَرٍّ لها، لكنَّ هذا لا يَمنعُنِي مِن أن أقرأ عن الشمس كيف تجري لمُستقَرٍّ لها، وأن أقرأ عن القمر كيف قَدَّره منازلَ، وأن أقرأ عن الإنسان كيف يَسمع، وكيف يرى، وكيف يتكلَّم.. آياتُ الله أوجبَ اللهُ علينا التدبُّر فيها والنَّظرَ فيها.
• المشكلةُ أنك أخذتَ العِلمَ ولم تَتدبَّرْ مُرادَ مَن أخذتَ عنه العِلمَ.
• المعنى إذا وصلتَ إليه من اللفظ كان جيدًا، وإذا وصلتَ إليه مِن معنى المعنى، ودَخلَ عقلَك في الفَهْم والدِّلالة، وصِرْتَ تَفهمُ الأمرَ على مرحلتين؛ مرحلة يدلُّ فيها اللفظُ على المعنى، ثم يَنتقل عقلُك من المعنى إلى معنى المعنى، فالمركوز في الطِّباع أن العقلَ إذا تحرَّك حركتَيْن كان الكلامُ أفضلَ مِن الكلام الذي يتحرَّك فيه عقلُك حركةً واحدة.
• المركوزُ في الطِّباع أن ما يُنال بمجهودٍ أفضلُ ممَّا يُنال بغير مجهود.
• الله فَطَر الإنسانَ على أن المعنى الذي يأتي بغير مجهود أقلُّ قيمةً في النفس الإنسانية من المعنى الذي يأتي بمجهود.
• لذَّةُ الحياة أن تكون ببَذْلِ مجهود، ولا قيمةَ لحياةٍ لا تَبذلُ فيها مجهودًا، وكأن الله خَلقَك وأودع في فطرتِك حُبَّ بذل المجهود.
• الله - سبحانه وتعالى - لمَّا جعل «آدمَ» خليفةً في الأرض جعل إصلاحَ الأرض لا يكون إلَّا ببَذْل مجهود، فأسكنَ في قلب «آدم» حُبَّ بَذْل المجهود.
• الإنسانُ الذي يَبذل أقصى مجهودِه هو الإنسانُ الأفضلُ، هو الإنسان الأكثرُ سعادةً.
• يا سادة، بَذْلُ المجهود مِن ذِكْر الله، وبذِكْر الله تطمئنُّ القلوب.
• العقلُ لا يَخطو الخُطوةَ وينتهي الأمر، وإنَّما العقلُ يَخطو الخُطوةَ، والخُطوةُ التي خَطَاها تُنادي خُطوةً أخرى.. وهكذا.
• مسألة «معنى المعنى» فكرةٌ جليلةٌ جدًّا؛ «معنى المعنى» أحلى في القلب مِن «معنى اللفظ»؛ لأن «معنى المعنى» فيه مجهودٌ أكثر، وأنت مُصمَّمٌ بفطرتك على أن تكون لذَّتُك في بذل الجُهد الأكبر.
• قرأتُ في كلام السَّادة العلماء أن ذِكْرَ «الوِجْه» في جملة «ابتغاءَ وَجْه الله» للدِّلالة على أنك تَبذلُ المجهودَ وكأنك ترى وَجْهَه، فإن لم تَكنْ تَراه فإنه يَراك.
• اجتهدْ واقصدْ باجتهادك وَجْهَ الله، بإخلاص وبصدق، كأنك تَرى وَجْهَه، فإن لم تَكنْ تَراه فإنه يَراك.
- احذر ان تكتب كتابًا يُستغنى عنه بغيره، والله العظيم، والله العظيم، لو لم تكتب لكان أفضل، وحاول أن تقول كلمة لم تُسمع إلا منك.
- إذا لم تتأمَّل ما أقول فكأنني لم أقل، وإنما أقول نافعًا إن تأمَّلته أنت.
- الكريم هو من يُعِدُّ من جيله من هو أكرم منه.
- الرجل الذي تقلَّب في الجنة بسبب غصن شوك لم يتقلَّب بسبب إزاحته الغصن، وإنما لأنه بذل أقصى ما عنده.
- إن أردت أن تتقلَّب في الجنة فأعط أمة خير البرية أقصى ما عندك.
= تلقَّاه وكتبه: تلميذه د. ياسين عطية
= تجدون التسجيل الصوتي للدرس كاملاً تحت هذا الرابط:
https://t.me/sh_abu_musa2/258
#مما_قال_شيخ_البلاغيين
• أقرأُ في الشِّعر وفي الكلام العالي وأجد بعضَ الشُّرَّاح يقولون: «هذا مِن التَّفنُّن في العبارة»، وأنا لا أُحبُّ كلمة «التَّفنُّن في العبارة»؛ لأنها لا تُقال في القرآن؛ لأن ربَّنا لم يُنزِل القرآنَ ليُعلِّمَنا التَّفنُّنَ في العبارة، والشاعر لم يَقُلْ شِعْرَه ليُعلِّمَنا التَّفنُّنَ في العبارة، وإنَّما لا بُدَّ أن تبحث عن السِّر.
• أُحِبُّ الوقوفَ عند العلم قبل أن يكون علمًا.
• يُدهشني ربُّنا - عزَّ وجلَّ - حين يقول للشيء: «كُن فَيَكُونُ»؛ كيف يَسمعُ الشيءُ كلمةَ «كُنْ» وهو في العَدَم، ثم يَسمعُ كلمةَ «كُنْ» فيَكونُ؛ بـ«الفاء» التي تدلُّ على أن ما بعدها يَقعُ بعدَ ما قبلها بلا مُهلة.
• تعقيبًا على استنكار الأعرابيِّ قولَ المؤذِّن: «أشهدُ أن مُحمدًا رسولَ الله»، قال شيخُنا: يُضايقني كثيرًا لَحْنُ المؤذِّنين، خصوصًا حين يَلْحَنون في نُطْق الكلمات لا في إعرابها، وهذا كثيرٌ جدًّا.
• الأعرابيُّ فَطَنَ بالسَّليقةِ إلى خطأ المؤذِّن الذي قال «أشهدُ أن مُحمدًا رسولَ الله»؛ لا يَعْرِفُ خبرًا ولا مبتدأً، وإنَّما هي السَّليقة، هي النَّحْوُ الذي كان في الفطرة قبل أن يكون في الكُتُب، وما أعظمَ النَّحْوَ الذي كان في الفطرة! وما أجلَّه! مع جلال النَّحْوِ الذي في الكُتب.
• العلمُ الذي في الفطرة هو العلمُ الذي خَلَقه اللهُ في الإنسان يومَ خَلَق اللهُ الإنسانَ في أحسنِ تقويم.
= تلقَّاه وكتبه: تلميذه د. ياسين عطية
= تجدون التسجيل الصوتي للدرس كاملاً تحت هذا الرابط:
https://t.me/sh_abu_musa2/253
#مما_قال_شيخ_البلاغيين
النَّحْوَ الذي في سلائق أصحاب اللِّسان.
• نَحوُ سيبويه ونحوُ ابن مالك كان على غير هذه الهيئة، وعلى غير هذه الصُّورة، قبل أن يَكتشفَه النُّحاة، وإنَّما كان في نفوس أصحاب اللِّسان.
• النَّحْوُ قبل أن يكون نحوًا في الكُتب كان نحوًا مكتوبًا في الصُّدور، وطُبعَتْ عليه الصُّدور، ونحن شُغِلْنا بالنَّحْو الذي في الكُتب ولم نُفكِّر في النَّحْو الذي كان في الصُّدور، وكأن النَّحْوَ خُلِقَ يومَ أن كُتِبَ في الكُتب! مع أن النَّحْوَ خُلِقَ مِن يومِ أن نَطقَ الإنسانُ بالكلام وتكلَّم.
• ليس الفِقهُ هو ما كُتِبَ في الكُتب، وإنَّما الفِقهُ هو ما فَهِمَه أصحابُ رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) من كلامِ الله تعالى وكلامِ رسوله (صلَّى الله عليه وسلَّم) قبل أن يَكتُبَه مَالِكٌ والشافعيُّ.. وغيرُهما.
• حين نُفكِّر في كلام علمائنا نَجِدُ فيه مَداخِلَ لم يَدخُلوا فيها هم، وكأنهم تَركُوا الدُّخولَ فيها لنا، ولهذا قلتُ لكم: انقلْ ما في الكُتب إلى صدرك، ثم حَدِّث الناسَ بما في صدرك؛ لأنك حينئذ ستُفكِّر وستتدبَّر.
• النَّحْوُ وُجِدَ قبل أن يُوجدَ أبو الأسود الدؤلي، وقبل أن يُوجدَ سيبويه، وكان نحوًا سليمًا جدًّا؛ لأن النَّحْوَ الذي كتبَه أبو الأسود الدؤلي ومَنْ بعدَه من النُّحاة كان للاحتراز عن الخطأ، وقبل أبي الأسود لم يكن هناك احتمالٌ للخطأ؛ فالنَّحْوُ عاش في صدور الناس نحوًا لا يحتمل الخطأ.
• النَّحْوُ كانت له مرحلةٌ أزهى وأبهى، وهي المرحلةُ التي كان النَّحْوُ فيها في صدور الناس.
• سَمعتُ من بعض علماء مصر في الزَّمن الأول أن اللُّغاتِ البائدة؛ كالآرامية والسريانية، التي بادتْ وباد أهلُها؛ رأيتهم كانوا يَدرُسُون عقليةَ الآراميين من خلال ما بَقِيَ من اللغة الآرامية، وعقليةَ السريانيين من خلال ما بَقِيَ من اللغة السريانية؛ فكأن اللغةَ ليست كلامًا، اللغةُ عبارةٌ عن وِعاءٍ لقلوب الذين تكلَّموا بها وعقولِهم وصدورِهم.
• كلامُ مَن سَبَقَنا جيدٌ جدًّا؛ إذا تأمَّلتَ فيه وجدتَ فيه شيئًا جديدًا لم يَستخرجوه، ولا تَقُلْ: «إنهم لم يَستخرجوه»؛ لأنهم استخرجوا ما استخرجوا وتركوا لك ما تَستخرِجُه، ولو كنتَ أنت في عقيدتِهم مَيِّتًا كَلًّا لا قيمةَ لك لاستخرجوا كلَّ ما في الكلام، إنَّما هم يعتقدون أنك إنسانٌ حيٌّ، وأنك مِنهم ومِن أصلابهم؛ فاستخرجوا ما استخرجوا، وتركوا لك ما تَستخرِجُه.
• إذا اكتفيتَ بحفظ كلامِ مَن سبقك، ولم تَستخرِجْ منه ما لم يَستخرجوه، فأنتَ الذي أبيتَ إلَّا أن تكون تافهًا.
• الفكرةُ حين تُناقَش تَكشِفُ عن خبايا، والكشفُ عن الخبايا أفضلُ ألفَ مرةٍ من تحصيل الظاهر.
• تعليقًا على قول الإمام عبد القاهر: «.. أن الاعتبارَ بمعرفة مدلول العبارات لا بمعرفة العبارات»، قال شيخُنا: ضع ثلاثةَ خُطوطٍ تحت هذه العبارة، ضع عشرةَ خُطوطٍ تحت هذه العبارة؛ لأن مِن توفيق الله للعالِم أن يُلهِمَه الجوابَ القاطعَ في أقلَّ مِن سطر.
• يا بنَ الحلال، لن تتذوَّق المعرفةَ إلَّا إذا أحسنتَ تدبُّرها، وأحسنت الوقوعَ على خفاياها، وإذا ذُقتَ المعرفةَ فلن تستطيعَ أن تَنقطِعَ عنها، ولو أردتَ أنتَ أن تَنقطِعَ عنها ستأبَى هي عليك؛ كما يقول المتنبِّي:
يُرَادُ مِنَ القَلْبِ نِسْيَانُكُم .. وتَأْبَى الطِّبَاعُ عَلَى النَّاقِلِ
• إذا ذُقتَ المعرفةَ ستَدرُسُ العلمَ محبَّةً لا تكليفًا، وحينئذٍ يَعْظُمُ عطاءُ الله لك، وعطاءُ الله يا سيِّدنا ليس في الجنة ولا في القبر فحسب، وإنَّما يُعطيك في الدنيا حُبًّا للعمل الصالح؛ فتَصنعُ العملَ الصالحَ لا طمعًا في جنةٍ ولا خوفًا من نار، وإنَّما مَحبَّةً في العمل الصالح؛ كما قِيل: «نِعْمَ العبدُ صُهيبٌ؛ لو لم يَخَفِ اللهَ لم يَعْصِه».
• إذا تدبَّرتَ العلمَ وذُقتَ حلاوةَ العلم لن تستطيع أن تَنقطِعَ عنه.
• الشُّعوبُ التي يَكثُر فيها أهلُ العلم، ويَكثُر فيها حُبُّهم للعلم، وتَدبُّرُهم للعلم = هي الشعوبُ الغالبةُ، ولو كانت كافرة: «وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا»، والشعوبُ «الكحيانة» النائمة ولو كانت تُصلِّي وتصوم الدَّهرَ كلَّه = لا قيمةَ لها.
• أجمعَ العلماءُ على أن القراءةَ في كتب العلم أفضلُ مِن صلاة النَّافلة.
• شَبِعْتُم من النَّحْوِ الذي في الكُتب ولم تَشْبَعُوا من النَّحْوِ الذي كان في صُدور الناس قبل أن يَكون في الكُتُب.
• شَبِعْتُم من النَّحْوِ الذي يُحترَزُ به عن الخطأ، ولم تَشْبَعُوا من النَّحْوِ الذي كان مِن قومٍ لا يكون منهم خطأ.
• احفظْ كتابَ سيبويه وما بعدَه في كُتب النَّحْو وتأكَّدْ أنك مع نصف النَّحْو؛ لأن النِّصفَ الآخرَ من النَّحْو الذي كان لا يتسلَّل إليه خطأٌ أنت لم تكتبْ فيه سطرًا واحدًا.
مما قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى
في درس شرح كتاب «دلائل الإعجاز» بالجامع الأزهر الشريف
(الأحد: 5 من رجب 1446هـ = 5 من يناير 2025م)
• مُهمٌّ جدًّا، ويَسرُّني جدًّا، أن يكون فَهْمُكم لِما في الكتاب أدقَّ مِن فَهْمِكم لِما أقول؛ لأن المطلوب ليس أن تَفْهمَ منِّي، وإنَّما المطلوبُ أن تَفْهمَ مِن الكتاب.
• الوقوفُ عند الدَّقائق ليس في حاجةٍ إلى عِلم، وإنَّما في حاجةٍ إلى تدبُّر وتأمُّل ومراجعة.
• طريقُ الوعي بما في كتاب الله هو التأمُّل والتدبُّر، وطريقُ الوعي بكلِّ ما في الكُتب هو التأمُّل والتدبُّر.
• حين نَشْرحُ الكُتبَ نُعوِّد أنفسَنا على الكسل حتى نسمعَ الشَّارحَ ماذا سيقول، ولو اجتهدتَ أنت وقرأتَ أنت لفَهِمْتَ أفضلَ من الشَّارح.
• ليس لي رسالةٌ أفضلُ مِن أن أدلَّك على فَهْمِ الكتاب.
• وأنت تقرأ انقُل كلامَ العلماء مِن كتب العلماء إلى قلبِك وعقلِك، ثم حَدِّثِ الناسَ بما في قلبِك وعقلِك وليس بما في كلام العلماء.
• شرطُ المعرفة أن تَنقُلَها مِن موقعِها؛ مِن كتابٍ أو مِن سَماعِ مُدرِّسٍ، إلى قلبِك وعقلِك، إذا نقلتها للناس من الكتاب أو ممَّا سمعتْ أذنُك قبل أن تَنقُلَها إلى قلبِك وعقلِك فلن ينتفع أحدٌ بها.
• حدِّثوا الناسَ بما في قلوبكم من كلام العلماء، ولا تُحدِّثوا الناسَ بما في الكُتب من كلام العلماء.
• شرطُ وُصولِ المعرفة إلى عقولِ طلابِ العلم وقلوبِهم أن تُنقلَ إليهم من عقول أهل العلم وقلوبِهم.
• الذي ضيَّع أجيالَنا أنني أَحفظُ كتابًا وأُبيِّنُه للناس قبل أن يَدخُلَ قلبي؛ لأنه إذا دخل قلبي أُطْعِمَ مِن قلبي وعقلي، وحين يُطْعَمُ الكلامُ من القلب والعقل يَدخلُ الكلامُ إلى القلب والعقل.
• أهتمُّ بكُتب الكبار لأنها تُحفِّز العقلَ إلى أقصى طاقات اليقظة، ولن تكون إنسانًا إلَّا بمقدار ما لديك من يقظة.
• إذا بلغتَ أقصى درجات اليقظة فقد بلغتَ أقصى درجات الإنسان الأفضل.
• الكُتبُ لا تُربِّي علمًا، وإنَّما تُربِّي عقولًا تستطيعُ أن تتصيَّد العلم.
• أنت لستَ في حاجةٍ إلى شيء كحاجتِك إلى متابعة عقلٍ يُحاور القضايا.
• صَدِّقْني، المُحاورة بين عقلِ عبد القاهر وعقولِ الناس الذين يُناقشهم أفضلُ عندي من الحقيقة العلميَّة التي هُم حولَها، الحقيقةُ العلميَّةُ التي هُم حولَها هي رجوعُ مَزيَّة الكلام إلى الألفاظ أو المعاني، والذي لأستفيد منه أكثرَ هو الحوارُ العقليُّ الذي يُنمِّي العقلَ ويُوقِظُ العقل.
• ربُّوا عقولًا تكونوا قد صنعتْم خيرًا للبلاد وللعباد.
• إن كنتَ تُحبُّ أرضَك فاصنعْ عقولًا حيَّةً تمشي على أرضك، إن كنتَ تُحبُّ قومَك فاصنعْ عقولًا حيَّةً تُداخِلُ قومَك.
• «وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ»، «قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ»، «قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ».. أُحِبُّ هذه الأرواحَ المُحبَّةَ لأقوامها، تَعلَّمُوا مِن هذا، واصنعوا في أقوامِكم رجالًا يَحمُون الأرضَ ويَحمُون العِرْض.
• لا تَقُلْ لي إن الذين يأكلون خَيراتِ الأرض لا يَشغلُهم إلَّا أنفسُهم وإلَّا سُلطانُهم؛ لأنني سأقول لك: لا تَنظرْ إلى هذا، ولكن انْظُرْ إلى ما يجب أن تفعلَه، ولا تَنظرْ إلى ما يفعلُه غيرُك؛ صوابًا كان فعلُه أو خطأ؛ لأنك أنت مسئولٌ عن نفسِك أنت.
• لا تيأسْ وتَقُلْ: «ماذا سأفعل؟ الدُّنيا خربانة! هل أنا الذي سأُعمِّرُها؟!» نعمْ، أنت الذي ستُعمِّرها يا سيِّدنا، يا سيِّدنا ربُّنا أَرسَلَ للخَلْق كافةً شخصًا واحدًا اسمُه: محمَّد بن عبد الله.
• لا أُريد مَن يَعْرفُ الصِّفةَ والحالَ، وإنَّما أُريد الذي يَعْرِفُ الفرقَ بين معنى الصِّفة ومعنى الحال، أُريد الذي يَعْرِفُ الفرقَ بين: «جاءني زيدٌ الرَّاكبُ» و«جاءني زيدٌ راكبًا».
• تعقيبًا على قول الإمام عبد القاهر: «.. أن الاعتبارَ بمعرفة مدلول العبارات لا بمعرفة العبارات» - في الردِّ على شُبهة إتيان البَدويِّ الذي لم يَسمعْ بالنَّحْو قطُّ في كلامِه بنَظمٍ لا يُحْسِنُه المتقدِّمُ في علم النَّحْو - قال شيخُنا: أُحِسُّ أن في هذا الكلام لُبًّا، هو بعيدٌ عنا ولكنْ يجب أن نقتربَ منه، وهو أن كُتبَ النَّحْو فيها الحالُ وفيها الصِّفةُ، وأن سليقةَ البشر فيها الحالُ مِن غير تعريفِ الحال، وفيها الصِّفةُ مِن غير تعريفِ الصِّفة، وأن النَّحْو - وهذا مهمٌّ جدًّا - قبل أن يُكتبَ في الكُتُب هو في سلائق أصحاب اللِّسان، وأننا تَعلَّمْنا النَّحْوَ الذي في الكُتُب مِن عهد أبي الأسود الدؤلي وأهملْنا
• أنا أحبُّ أن أُدقِّق في الدَّقيق؛ لأني حين أُدقِّق في الدَّقيق سأتعلَّم الدقَّة وأصنع الدقَّة، وهذه هي تربيةُ العقل وتكوينُ العقل.
• لا أقرأ كتابًا إلَّا وأنا أنظر إلى مقدار ما يُحقِّقه في نفسي مِن نُموٍّ فكريٍّ، لا أسمع درسًا إلَّا وأنا أنظر إلى أي مدًى يَبني هذا الدرسُ خليةً مِن خلايا عقلي وفكري.
• عَرَفتُ الله بعقلي؛ فهذا العقلُ الذي عَرَفتُ به الله، والذي هداني إلى أفضلِ ما يَهتدي إليه الإنسان، وهو معرفةُ الله = مِن حقِّه عليَّ أن أعيشَ حياتي وأنْ أُنمِّيَ فيه.
• تدبُّرًا لقوله تعالى على لسان سيدنا موسى: «هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا»، قال شيخُنا: إن كنتم قد تعلَّمتُم فعَلِّموا؛ لأن شرطَ التعلُّم أن تُعلِّم؛ حتى يكون عملُ الناس طبقًا لعِلْمِهم؛ لأن العملَ غيرُ المطابق للعلم يُفسِد ولا يُصلِح.
• الأمرُ العجيبُ والمُذهِلُ في «العربية»، الذي لا أعرف له سرًّا، أنني أجِدُ «العلم» و«العمل» مادةً لغويةً واحدةً؛ لأن «العلم» من غير «العمل» طاقةٌ معطَّلة، و«العمل» من غير «العلم» مجهودٌ ضائع.
• لمَّا دقَّقتُ في كلمتَي «العلم» و«العمل» وجدتُ أن اللام في «العلم» تَسْبِق، وأن حرف اللام في الهجاء يَسبِقُ حرفَ الميم؛ فدلَّ ذلك على أن «العلم» يَسبِقُ «العمل».
• حين فكَّرتُ في أن الله - تعالى - لم يُعاقب أبانا وأُمَّنا حين أكلا من الشجرة إلَّا بأن بَدَتْ لهما سَوْءاتُهما وطَفِقَا يَخصِفان عليهما مِن ورق الجنَّة، فَطِنتُ إلى أن الطاعة سَتْر، وأن المعصية مَنعٌ للسَّتر، وأدركتُ أن الحقَّ يقول لنا: استُروا أنفسَكم بالطاعات، ولا تَفضَحُوها بالمعصية.
• حين أسمعُ دعاءَ الصَّالحين بالسَّتر لا أفهمُ منه إلَّا معنًى واحدًا؛ هو البُعْدُ عن المعصية، أي: اجعلْ سِترًا بيني وبين المعصية، اجعلْ حجابًا بيني وبين المعصية.
• المهمُّ هو أن تَجِدَ في الكلام ما يُنمِّي الفِكْر، أن تَجِدَ دقائق؛ دقائقَ مِن فِكرٍ دقيق، ثم تُدقِّق أنت في الدَّقائق، فإذا دقَّقتَ في الدَّقائق وصلتَ إلى لَمحةٍ ممَّا يَعمَلُه الفِكرُ الدَّقيق، وربما كنتَ ذكيًّا، وربما أراد الله بك خيرًا فتنمو هذه اللَّمْحة.
• لا تزالُ تَنظرُ في الفكر الدَّقيق حتى تكون من صُنَّاع الفكر الدَّقيق، ولا تزالُ تَنظرُ في عمل الكِبار حتى تكون من الكِبار.
• لا تَعِشْ ولا عملَ لك إلَّا النَّظر في عمل الكِبار.. يا أخي، هل كتبَ الله عليك ألَّا تكون من الكِبار؟! لا، لا يَظْلِمُ ربُّك أحدًا، إنَّما عليك أن تُصاحِبَ الكبار لتكونَ يومًا ما من الكِبار، وهكذا تنمو الحياةُ وتَتَّسِع.
• عبدُ القاهر يُحذِّرك وهو يُعلِّمُك معلومةً محدودةً مِن أن تكون من الذين يُضرَبُ حِجابٌ بينهم وبين عقولِهم، وإنَّما يُعلِّمك أن تكون من الذين يُحسنون التفكيرَ في الصَّغير حتى يَنتهِيَ بهم إلى التفكير في الكبير.
= تلقَّاه وكتبه: تلميذه د. ياسين عطية
= تجدون التسجيل الصوتي للدرس كاملاً تحت هذا الرابط:
https://t.me/sh_abu_musa2/252
#مما_قال_شيخ_البلاغيين
مما قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى
في درس شرح كتاب «دلائل الإعجاز» بالجامع الأزهر الشريف
(الأحد: 27 من جمادى الآخرة 1446هـ = 29 من ديسمبر 2024م)
• قلتُ، وأكرِّر، ولا أمَلُّ: إن قيمة المعرفة تُقدَّر بمقدار ما تَبذل فيها مِن فكر، وإن المسألة قد تكون مسألةً قريبةً جدًّا، ثم تَجِد العقلَ الجيِّد الذي تعوَّد على أن يُدقِّق في الأفكار يَبحث ويُثير فيها قضايا ما كان لها أن تُثار لولا أنَّ عقلَه أثارها.
• نحن مع عبد القاهر في قضية محصورة، هي أن فَضْلَ الكلام يَرجع إلى معناه، وهذا ما عليه أكثرُ أهل العلم، أو كلُّ أهل العلم، وهناك فئةٌ ترى أن فَضْلَ الكلام يَرجع إلى لفظه؛ فوقف عبد القاهر عند هذه الفئة، وأخذ يُثير أفكارَها وأوهامَها ويُناقشها.
• مِن بين ما قاله عبد القاهر في الردِّ على الفئة التي تَرجِعُ مَزِيَّة الكلام إلى اللفظ لا إلى المعنى أنَّ طبيعة الإنسان وهو يُفكِّر أنْ يستحضر الأفكار ويراجع الأفكار، وهو حين يستحضر الأفكار ويراجع الأفكار لا بُدَّ – وبالضَّرورة - أن تُوجَد الألفاظُ الدالَّةُ على هذه الأفكار؛ لأنه لا يوجد معنى في العقل مِن غير اللفظ الدالِّ عليه.
• عبدُ القاهر يَشرح لنا عملَ العقل وهو يُفكِّر فيما يتكلَّم فيه.
• مِن المُمتع جدًّا أن تَفهم الأفكار، وأن تَعيشَ هذه الأفكار؛ فتتجاوز مرحلة الفَهْم إلى مرحلة المُعايشة.
• كنتُ أتوهَّم في بداية حياتي أنه من الممكن جدًّا أن تَرِدَ خواطرُ في النَّفْس بدون الألفاظ الدالَّة عليها؛ فحاولتُ ذلك فلم أجِدْه، وذلك مُتَّسقٌ مع قول العلماء إن المعانيَ لا تقوم في النفوس إلَّا مُتلبِّسةً بالألفاظ الدالَّة عليها.
• هناك شيءٌ مهمٌّ جدًّا في القراءة لم أُنبِّه إليه؛ هو أنك وأنت تقرأ مِن الضروريِّ أن تَتصيَّد الحقيقةَ الأساسيةَ في السُّطور التي تقرؤها، مِن الضروريِّ أن تبحث عن «الحقيقة الأُمِّ»، وأن تَقِفَ عندها، وأن تَحفَظَها في الذَّاكرة؛ لأنها هي الأساس، وهي جِذْر المسائل.
• الأفكارُ لها أصولٌ ولها فروع؛ فعليك أن تَستخرِجَ الأصول؛ فإذا استخرجتَها فقَيِّدْها؛ لأنها هي الأساسُ الذي تبحث عنه.
• كنا نَحفظ، وكذلك أنتم تَحفظون، أن اليَدَ حين تَكتب جملةً كأن اليَدَ تَحفظُها مع العقل، ولذلك كان مشايخنا في «الكُتَّاب» لا يَقبلون منا أن نَحفظَ الواجبَ في المُصحف، وإنَّما لا بُدَّ أن نَكتبه بأيدينا، وكأن اليَدَ لا تَكتب ما تَكتب على الورق فقط، وإنَّما تَكتب ما تَكتب في القلب والعقل.
• تعليقًا على قول الإمام عبد القاهر: «فمِن أين لنا أنَّه إذا فكَّر كان الفِكرُ منه فيها»، قال شيخُنا: العالِم حين يَهتدي إلى الجملة الجيِّدة الرَّائعة المليئة بالفِكْر، التي هي أصلٌ من أصول الفِكْر، تَجِدُ النَّفْسَ كأنها قد انتشتْ فانعكستْ نَشْوتُها على جُملتها.
• يا بُنيَّ، اعلمَنْ أن التدبُّر في العلم هو الذي يُنشئ العلم، وأنك قد تقرأ عِلمًا جليلًا بغفلةٍ فغَفلتُك تُمِيته.
• يا سيِّدنا، نُورُ عقلك يُضيء الكتابَ ولو كان مُظلِمًا، وظُلْمةُ عقلِك تُطفئ الكتابَ ولو كان مُشرقًا.
• ليس في حياتي كلِّها - وحياتي كلُّها في التدريس - أفضلُ مِن أن أُعلِّم طالبي كيف يتعلَّم، لا أريد أن أُعلِّمَه العلم؛ لأن العلمَ من المَهْد إلى اللَّحْد، وما دام من المَهْد إلى اللَّحْد وتوهَّمتُ أنا وتوهَّمتَ أنت أني أُعلِّمُك العلمَ فأنا واهمٌ وأنت واهم.
• العلمُ من المَهْد إلى اللَّحْد؛ فلا تَطلبْ أن تُعلِّم طلابَك العلم، وإنَّما عليك أن تُعلِّم طلابَك كيف يَتعلَّمون العلم.
• «فرعونُ» أضلَّ «الهلافيت»، وأيُّ «فرعون» يأتي بعد «فرعون» لن يُضِلَّ إلَّا «الهلافيت»، إنَّما العقولُ الحرَّة لا يَستطيع شيطانٌ أن يُضِلَّها: «إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ»؛ لأنه ما دام استشعرَ العبودية لله فلن يستطيع الشيطانُ أن يَصِلَ إليه.
• مُخاطبًا حُضورَ الدَّرس، قال شيخُنا: أتفهمون كلامي؟! حتى لو لم تكونوا تَفهمون لا يَشغَلُني؛ لأن ما يَشغَلُني هو البلاغُ؛ لأن المصطفَيْن الأخيار قال لهم ربُّنا: «إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ»، ونحن لسنا من المصطفَيْن الأخيار، ولا نَطمعُ في أن نسعى لأن نكون مِن خَدَم المصطفَيْن الأخيار؛ فليس علينا إلَّا البلاغ، وأنت حُرٌّ.
• اليهودُ رأوا «عيسى» وهو يَخلُق من الطين كهيئة الطير فيَنفخُ فيه فيكونُ طيرًا، ورأوا «عيسى» وهو يُبرئ الأكمَهَ والأبرصَ ويُحيي الموتى، وقتلوه وصلبوه كما يعتقدون؛ فالقضيةُ ليست قضيةَ وصول دليل ولا وصول برهان، القضيةُ قضية عقلٍ يَقتنع بالدَّليل، القضيةُ قضيةُ عقلٍ يَقتنع بالبرهان.
وفضيلةٍ ومِدْحةٍ أفضلَ من أنه كلامُ ربِّ العالمين؟ حاولتُ أن أجِدَ لها دلالةً بعيدةً عن الثناء على القرآن؛ لأنه لا يُثنَى على القرآن بأكثرَ مِن أنه تنزيلُ ربِّ العالمين، فرأيتُ أنه إشارةٌ إلى إعجاز بيانه، وأن هذا مَدحٌ للِّسان العربي المُبين، على حد قول القائل:
فإذا مَدحْتُ مُحمَّدًا بقَصِيدتِي .. فلقد مَدحْتُ قَصِيدتي بمُحمَّد
• مُواءمةُ اللِّسان العربي للفِطْرة جَعلتْ مِن خَيرِ شُعرائه مَن ليسوا مِن قومه؛ مثل: بشَّار وابن الرُّومي، وجَعلتْ مِن خَيرِ عُلمائه مَن ليسوا مِن قومه؛ كـ: سيبويه والجاحظ وابن جني وأبي علي الفارسي.
• لم أعرف في تاريخ العربيَّة أدقَّ في تَذوُّق أسرارِ بيانها مِن لِسان الجاحظ، الذي هو مِن أبناء «حام»، وهذا شيءٌ عجيبٌ جدًّا، ليس عجيبًا لأن يُذكَر وإنَّما لأن يُدْرَس.
• أيُّ شيءٍ في العربيَّة جعلَ غيرَ أبنائها مِن النَّابغين فيها؟! أيُّ شيءٍ في العربيَّة جعلَ لسانَك يا بن حَامٍ أعظمَ الألسنة في تَذوُّق بيانِها؟! أيُّ شيءٍ في العربيَّة جَعلَك يا أيها الفارسيُّ أقْدرَ الناسِ على معرفة أسرار إعرابها؟!
• لا يكفي أن تقول إن العربيَّة شُغِلَ بها مِن غير بَنِيها، ونَبَغَ في شِعْرِها مِن غَير بَنِيها؛ فهذا كلامُ العَجَزة، إنَّما عليك أن تَدْرُسَ وأن تُبيِّن كيف كان ذلك.
• إذا لم نُخرِّج مِن طلابنا مَن هو أعلى منَّا نكون قد حكمنا على مستقبل بلادنا بالتوقُّف، وإذا خَرَّجْنا مَن هُم دوننا نكون قد حكمنا على مستقبل بلادنا بالتخلُّف، ونحن أمامنا عدوٌّ إذا استشعرَ ضعفَك أخرجَك مِن أرضِك وأخذ دارَك، واليهودُ لا يريدون أن يأخذوا دار الفلسطينيين فقط، اليهودُ يرومون أن يأخذوا دُورَ المصريين، ودُورَ السُّوريين.. إلخ.
= تلقَّاه وكتبه: تلميذه د. ياسين عطية
= تجدون التسجيل الصوتي للدرس كاملاً تحت هذا الرابط:
https://t.me/sh_abu_musa2/251
#مما_قال_شيخ_البلاغيين
• النِّزاعُ بين الأشعريِّ والمعتزليِّ ظهرَ في الأمَّة لمَّا ضَعُفَتْ عقولُها وشاع الجَهلُ فيها؛ لأن شُيُوعَ العلم يَسمحُ بوجود الخلاف، وشُيُوع الجهل يعني أن الخِلافَ مُنازعة.
• إذا وجدتَ الناسَ يَستوعبون الخِلافَ فاعلمْ أن العِلمَ مُنتشرٌ بينهم، وإذا وجدتَ الناسَ لا يَستوعبون الخلاف فاعلمْ أن العِلمَ ذَهبَ عنهم.
• يَقظةُ العقولِ بالعُلوم تُضيِّقُ مَسافات الخُلْف، والجَهلُ يُوسِّعُها.
• المعتزلةُ ليسوا خارجين عن الدِّين، بل إن المعتزلة لهم مواقفُ أشدُّ تَحرُّجًا من غيرهم.
• مسائلُ الخلافِ بين المعتزلة وأهلِ السُّنَّة خَمْسٌ، لو لَقِيتَ الله وأنتَ لا تَعرِفُ واحدةً منها فلن يَضِيرك ذلك شيئًا.
• حين تُنكِر عبقرية طه حسين لأنك لا ترضى بعضَ آرائه فأنتَ لا قيمةَ لك، اعترفْ للرَّجلِ بفِكرِه وعلمِه وأنت تُخالِفُه.
= تلقَّاه وكتبه: تلميذه د. ياسين عطية
= تجدون التسجيل الصوتي للدرس كاملاً تحت هذا الرابط:
https://t.me/sh_abu_musa2/241
#مما_قال_شيخ_البلاغيين
قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 2 months ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 3 months, 1 week ago
- بوت الإعلانات: ? @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // ?: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 3 months, 4 weeks ago