ومُهاجرٌ في الله | شيخنا أحمد السيد

ㅤ
‏وما استَسلمتُ من يأسٍ ولكن
‏يحنّ لراحةٍ مَن خاض حـربا"

ㅤ
صرتُ أسأل الله أن يُوسِّعَ عَلَيّ في الرِّضا، لو ضاق الرّزق! ولو قَلّت المُعينات، الرَّضا يفتح بابًا من الطّمأنينة بأقلّ التّفاصيل، يُريك الحَصاة جَبَلًا، والقَطرة نَهرًا، والنّعمة سَيلًا لا يقف!

هنا الفَرق، أن تلين نَفسك راضيًا بما كَتَب، أن تجد في القَليل كونًا، وفي اليسير حُبًّا، وفي القشور لُبًّا، كأن تُدَرّب النَّفس على الحَمد، لأنّك لو أهمَلتَ الرِّضا يومًا، لن تَهدأ نَفسُكَ، ولو مَلكتَ الأرض قاطبة!

«وَلَسَوۡفَ یُعۡطِیكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰۤ»

ㅤ إجبار النَّفس على إطالة النَّفَس.. من أهم ما قد يساعدك على إتمام المهام دون تراكمٍ ولا فتور، حين تُدَرّب جسدك على مسافةٍ مُعَيّنة قد يستصعبها بدايةً ويتثاقل من إتمامها كما أردت، لكنّ صَبرَك وجُهدك ومكابدتك تَدفَع الجسد دَفعًا لتحقيق نتيجةٍ أعلى لتَبلُغ…

ㅤ
‏﴿ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ﴾

ㅤ
غرسك الصّادق لا يضيع، ألف ساعةٍ يراها النّاس منك لا تُغنيك عن لحظةٍ بينك وربّك، عُمرٌ تقضيه لإرضاء النّاس وإقناع الآخر أنك مجتهد، لا يشفع لك إن لَم تأخذ رضاه.
()"

ㅤ
‏لا هانَت لحظَةُ الوُدِّ ولا رُدِمَت ساعةُ الجِدِّ،
ومَن كانَ لهُ من يُحِبُّـه فـليَسأل الله ثبـاتَ
القَلبِ وصدق الحُـبِّ، وليتَمَسَّـك به غيورًا
عَليـهِ كـأنَّـهُ بعضُ أنفاسِـه، وألَسنا نشتـاقُ
جنَّـة الله يَومًا، فـلِـمَ نَتـرُك يَدَ مَن نُحِبُّ.!

('

ㅤ
يقول المبرد: لا أَعرفُ قافيةً وقعت أحسن موقعًا مِن قول الحطيئة:

هُمُ القـومُ الَّذينَ إِذا أَلَمَّتْ
مِن الأَيَّامِ مُظلمةٌ أضاءوا.")

ㅤ
كانَت امرَأةُ أبي مُحَمّد حَبيب الفارسي، توقِظُهُ باللّيل وتَقول: «قُم يا حَبيب فإنّ الطَّريقَ بَعيد، وزادُنا قَليل، وقَوافَلُ الصّالِحينَ قَد سارَت مِن بَين أيدينا، ونَحنُ قَد بَقينا»

ㅤ
ها قد أعادتكَ الحوادثُ
حائراً بينَ اثنتين..
وكعادة الرأي السديدِ
يضيعُ حينَ تُريدُهُ!
وتضيعُ أنتَ
إذِ الوضوحُ يضيعُ أيضاً
كلّما رجّحتَ إحدى الخطوتين
أذّن بربّكَ يا بلالُ..
أرحْ فؤادي من مَهالك بينَ بينْ
كم من عظيمٍ حَلَّ
حُلَّ بركعتين..

- شاعر