يا غربة الحديث عن القضايا العظيمة في مجالس الشباب المجاهد بعد الفتح-إلا ما رحم الله-، وما أكثر حضور الدنيا!
اللهم سلم قلوبنا.

في قلبي غبطةٌ عظيمة لأولئك الكرماء، الغرباء، الذين تلاحقهم طائرات أمريكا وإخوانها في السماء وعيونها في الأرض، الذين تلتقطهم صواريخها لترحل بهم إلى السعادة الأبدية، وتناولهم أهدافهم بأيديهم، من غير عنت ولا مشقة، فقط كمس القرصة، ومكمن الغبطة عندي أنهم محط إغاظة عظيمة لذلك العدو الماكر، إذ يجند لملاحقتهم العشرت، ويدفع للوصول لهم المليارات، جمعوا قول الله تعالى{وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ}...

قال ابن القيّم:
"فمن تعبّد الله بمراغمة عدوه، فقد أخذ من الصدّيقية بسهم وافر، وعلى قدر محبة العبد لربه وموالاته ومعاداته لعدوه يكون نصيبه من هذه المراغمة، ولأجل هذه المراغمة حمد التبختر بين الصفين، والخيلاء والتبختر عند صدقة السر، حيث لا يراه إلا الله، لما في ذلك من إرغام العدو، وبذل محبوبه من نفسه وماله لله عز وجل."

رحم الله إخواننا الشهداء الذين قضوا تحت ضربات الكفر، وارزقنا يا رب خاتمة الشهادة في سبيلك، بعد مراغمة لعدوك، ونصرة لوليك!

الآن أدركتُ أنَّ الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله!

منذ بداية المعارك والفتح وأنا منعقد اللسان مكبّل الأنامل.. فلا أدري كيف أعبّر وعمّ أكتب؟

ولذلك سأكتب بما في الخاطر..

مشاهد كثيرة ومواقف عجيبة ولحظات مبكية ومشاعر لا يمكن وصفها ولا التعبير عنها..

أنا والله مندهش..
أولاً من لطف الله وكرمه، وعظيم جوده وقهره، وكيف مكّن عباده من أعدائه..
وكيف جرت مقاديره -جلّ في علاه- بحكمةٍ ولطف، فما كان اجتماع أهل الجهاد في ادلب إلا تهيأةً لهم ليستلموا سوريا كاملة، وما كان جمعهم إلا معسكراً كبيراً لكتائب الفتح وجحافل النصر.
كانت آخر السنوات صعبةً ومرهقةً للجميع، وكان الكرب فيها شديداً؛ وذلك كان إنضاجاً للعقول وتمحيصاً للصفوف وتقويةً لما سيأتي من أحداث ومسؤوليات كبيرة وعظيمة.

الإنضاج الفكري كان رهيباً، فالأحداث والمنعطفات التي مرّت كانت دروساً ودورات لمرحلة أشدّ تعقيداً ولمجتمع أكثرُ تنوّعاً.. وذلك حتى لا يفشل من يقود وتكون الفوضى والبلاء.

الحصار الذي ضُرب كان وقوداً للإنطلاق نحو الاعتماد على التصنيع المحلّي، وتخاذل الدول كان دافعاً للعمل بمعزل عن مصالحهم وأجنداتهم.

والكثير الكثير مما قدّره الحكيم الخبير، مما نفهم بعضه ويغيب عن إدراكنا الكثير منه.. فلك الحمد يا الله..

فلك المحامـد والمدائح كلها
بخواطري وجوارحـي ولساني
ولك المحـامد ربنا حمدا كما
يرضـيك لا يفنى على الأزمــان
ملء السماوات العلا والأرض
والموجود بعد ومنتهى الإمكان
مما تــشـــاء وراء ذلك كـــله
حمـدًا بغير نــــهاية بزمــــان

#دمشق
#بوح

#خاطرة
#نصيحة

المسارعة في تجنيد شباب السُّنة عقدياً ومنهجياً وعسكرياً أولى خطوات حفظ هذا النصر الرباني..

العمل لدين الله رحلة العمر حتى آخر نَفَس، لا ينتهي بسقوط نظام أو زوال طاغية.

لمثل هذا بذلت الدماء، وأزهقت الأرواح، ربنا لك الحمد.

مشاهد لتحرير حرائرنا من سجن صيدنايا

عجز البيانُ وجفت الأقلام!
الدموع هي التي تتحدث!
لك الحمد يا رب، شفيت صدورنا، وكبت عدونا، ورفعت راية الحق.

اللهمَّ مكِّنا من رأس بشار وقادة جنده وشبِّيحته نجزُّ رقابهم ونسحق رؤوسهم!
اللهم لا تُفلتهم من سيوفنا..